مبادرة "يوم بلا شاشات" في ندوة بمكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم ندوة بعنوان "حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت: نحو يوم بلا شاشات"، تناولت مبادرة "يوم بلا شاشات" التي تدعو لابتعاد الأطفال والنشء عن الجلوس أمام الشاشات، وتنظيم أنشطة نافعة تستثمر الوقت وتثمن قيمته.
حضر كل م الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتورة منى الحديدي؛ أستاذ الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة وصاحبة المبادرة، والدكتورة هبة السمري؛ عميد كلية الاعلام والعلاقات العامة بجامعة النهضة، والدكتورة أماني ألبرت؛ عميد معهد الإسكندرية العالي للإعلام، والدكتور رامي عطا؛ رئيس قسم الصحافة بالمعهد العالي للإعلام بالشروق.
وعقب على الندوة كل من الدكتورة نائلة عمارة؛ عميد كلية الإعلام جامعة فاروس، والدكتورة بسنت مراد؛ أستاذ الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والدكتورة نها غالي؛ أستاذ الإذاعة والتلفزيون بجامعة دمنهور، والدكتور الصادق الفقيه الأمين العام لمنتدى الفكر العربي.
أكد الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، على أهمية مرحلة الطفولة في حياة الإنسان، لافتًا إلى أن الأسر تواجه حاليًا تحديات كبيرة في هذه المرحلة بسبب التغيرات التكنولوجية المتسارعة. وأضاف أن الدراسات تؤكد خطورة ترك الأطفال لهذا العالم الغامض، الأمر الذي أدى إلى مشكلات كبيرة كالتباعد الاجتماعي والانفصال عن الأسرة والاكتئاب، إلى جانب أمراض القلق والضغوط النفسية وتأخر الكلام.
وشدد على ضرورة الالتفات للمبادرات التي تدعو لتنظيم استخدام التكنولوجيا، ومن أهمها مبادرة "يوم بلا شاشات" التي طرحتها الدكتورة منى الحديدي للعمل على الحد من مخاطر استخدام الانترنت على الأطفال، مؤكدًا على ضرورة أن يقابل منع الشاشات أنشطة تعويضية كالرياضة والقراءة والمسرح والموسيقى.
من جانبها، قالت الدكتورة منى الحديدي؛ أستاذ الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن مبادرة "يوم بلا شاشات" تهدف إلى محاولة تنظيم استخدام الانترنت والابتعاد عن الشاشات قدر المستطاع للالتفات للحياة وتنظيم وإدارة الوقت.
ولفتت إلى أن المبادرة تسعى لحل المشكلات الكبيرة الناتجة عن الاستخدام المفرط للشاشات، خاصة بالنسبة للأطفال، فالتعرض المفرض للإنترنت يؤدي لإحداث نوع من الصراع الداخلي للإنسان وتفاقم المشاعر السلبية خاصة العنف. وأضافت أن المبادرة تسعى أيضًا لحل إشكالية ابتعاد النشء عن ممارسة الهوايات، وبالتالي تدعو لتوفير بدائل وأنشطة مفيدة بعيدًا عن الشاشات مثل القراءة وممارسة الرياضة والهوايات.
قالت الدكتورة هبة السمري؛ عميد كلية الاعلام والعلاقات العامة بجامعة النهضة، إن المبادرة تهدف إلى نشر ثقافة الاستخدام الواعي والمتوازن للشاشات بين الأطفال والشباب وأسرهم، وتعزيز التواصل الواقعي والأنشطة البدلية. وأضافت أن المبادرة انطلقت يوم 25 سبتمبر من خلال المقالات التوعوية، والاحتكاك المباشر بالمجتمع من خلال الندوات والمحاضرات بالنوادي لمخاطبة الأمهات، ثم الوصول لجمهور أكبر من خلال البرامج الإذاعية والتلفزيونية. ولفتت إلى أنه تم إجراء دراسة للتعرف على آراء الشباب في المبادرة، بينت أن الشباب لديهم رغبة لترشيد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لكنهم يشعرون أنهم غير قادرين على التوقف، ومن هنا تأتي أهمية نماذج القدوة والمؤثرين الذين سيتم التعاون معهم في المرحلة المقبلة.
وقالت الدكتورة أماني ألبرت؛ عميد معهد الإسكندرية العالي للإعلام، إن جيل "ألفا" من مواليد عام 2010 فيما فوق، هو الجيل الأكثر استخدامًا للإنترنت وأكثرهم عرضة لمخاطر هذه الاستخدام، ومنها العزلة الاجتماعية الكبيرة. وأكدت أن المبادرة تدعو لقضاء يوم بدون شاشات، وعرض أنشطة بديلة للأطفال والشباب بهدف تعلم الاستخدام الرشيد للتكنولوجيا ومعايشة التجارب الحياتية الحقيقية وعدم الانغراس في عالم الانترنت الافتراضي.
أكد الدكتور رامي عطا؛ رئيس قسم الصحافة بالمعهد العالي للإعلام بالشروق، أن المبادرة لا تهدف إلى وقف استخدام الشاشات بل تسعى للحد من مخاطر الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي ومنها تراجع العلاقات الاجتماعية، وضعف الروابط الأسرية، وتغيير منظومة القيم، وضياع الوقت.
وفي كلمتها التعقيبية، أكدت الدكتورة نائلة عمارة؛ عميد كلية الإعلام جامعة فاروس، على خطورة إدمان الشاشات وتأثيرها على الأطفال والشباب وحتى الكبار علميًا واجتماعيًا وسلوكيًا. وشددت على أهمية توفير بدائل للشاشات والتفكير في قوانين ملزمة تحد من خطورة الاستخدام المفرط للتكنولوجيا.
قالت الدكتورة بسنت مراد؛ أستاذ الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، عن الإشكاليات الناتجة عن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي ومنها تأثر الحالة المزاجية، والشعور بالوحدة والانفصال عن الواقع الاجتماعي. وقالت إن المبادرة تهدف إلى التوعية بأهمية تنظيم الوقت وترشيد استخدام التكنولوجيا من خلال القيام بالأنشطة الحياتية المختلفة، ومتابعة استخدام الانترنت وتقنينه وحذف التطبيقات، مما يساهم في الالتفات للأولويات وعودة الروابط الاجتماعية.
التكنولوجيا أصبح لها أهمية كبيرة للوقاية
وقالت الدكتورة نها غالي؛ أستاذ الإذاعة والتلفزيون بجامعة دمنهور، إن فكرة التوازن في استخدام التكنولوجيا أصبح لها أهمية كبيرة للوقاية من حالة الاختراق الإلكتروني التي يعيشها الأطفال والشباب في عالمنا المعاصر. وشددت على أهمية تنظيم استخدام التكنولوجيا وإعلاء قيمة التفاعل الإنساني والعودة إلى السلوكيات التي ابتعدنا عنها بسبب التكنولوجيا.
من جانبه، تقدم الدكتور الصادق الفقيه؛ الأمين العام لمنتدى الفكر العربي، بالشكر لمكتبة الإسكندرية وللدكتورة منى الحديدي لدعوة المنتدى للمشاركة في هذه المبادرة. وأكد على أهمية هذه القضية، لافتًا إلى أن الكثير من الكتابات في مجال فلسفة الإعلام قد تنبأت بها بسبب التسارع التكنولوجي الكبير مما يتجاوز قدرة الإنسان على اللحاق به. وشدد على أن منتدى الفكر العربي يعمل مع الشباب منذ 20 عامًا وسيقوم بطرح المبادرة في لقاءاته وفعالياته القادمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية الجلوس أمام الشاشات تنظيم استخدام التكنولوجيا مخاطر استخدام الإنترنت التغيرات التكنولوجية مكتبة الإسكندرية مدير مكتبة الاسكندرية شهدت مكتبة الإسكندرية مرحلة الطفولة
إقرأ أيضاً:
الحملة المجتمعية للقراءة تُطلق مبادرة «أسّس مكتبتك المنزلية»
أبوظبي (الاتحاد)
تواصل الحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة، التي أطلقها مركز أبوظبي للغة العربية، نجاحاتها في دعم حضور اللغة العربية، وتكريس ثقافة القراءة في المجتمع.
وانطلقت الحملة تحت شعار «مجتمع المعرفة، معرفة المجتمع»، انسجاماً مع إعلان العام 2025 ليكون «عام المجتمع»، مستهدفةً الوصول بأنشطتها ومبادراتها إلى 50 ألف مستفيد من فئات المجتمع كافة، تحقيقاً لاستراتيجية المركز في تكريس ثقافة القراءة لدى المجتمع، والأجيال الجديدة، وتعزيز اللغة العربية، وتوسيع حضورها الثقافي والمعرفي.
وبينما بلغ عدد المستفيدين بأنشطة الحملة ومبادراتها النوعية 57 ألفاً و549 مستفيداً حتى الآن، يمثلون حوالي 115% من الرقم المستهدف، يستعد مركز أبوظبي للغة العربية لإطلاق مبادرة جديدة تحت مظلة الحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة، تستهدف دعم إنشاء، وإثراء مكتبات منزلية، تُسهم في ربط الأسرة بالكتاب، بوصفه المصدر الأصيل للمعرفة، وتمكين اللغة العربية، وتعزيز القراءة عادةً يومية.
أسّس مكتبتك
تنطلق المبادرة الجديدة تحت عنوان «أسّس مكتبتك المنزلية»، وتضم مرحلتين: الأولى تستهدف موظفي دائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي، ثم تتوسّع لتشمل المدارس والجهات الحكومية في جميع أنحاء أبوظبي. ويستفيد من المرحلة الأولى من المبادرة، موظفو دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، بهدف ترسيخ ثقافة القراءة في بيئة العمل، وتشجيع الموظفين على جعل الكتاب جزءاً من يومهم، سواء في العمل أو في المنزل.
وتوفر المبادرة أكثر من 800 عنوان من إصدارات مركز أبوظبي للغة العربية، يحصل منها، كل موظف راغب في تأسيس مكتبته المنزلية، على مجموعة مكونة من 54 كتاباً، احتفالاً بالذكرى الرابعة والخمسين لعيد الاتحاد الوطني.
مؤشرات أداء
ويسعى مركز أبوظبي للّغة العربية من خلال هذه المبادرة إلى جعل القراءة قرينةً بالعمل، بوصفها مصدراً للمعرفة والابتكار، وترسيخ مفهوم أن الموظف القارئ موظف مُلهم، ومُنتج يساهم في بناء مجتمع أكثر وعياً وثقافة.
وقال سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية: «إن مبادرة «أسّس مكتبتك المنزلية» تعزّز أهداف الحملة المجتمعية للقراءة المستدامة، وتسهم في ترسيخ مكانة دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، مؤسسةً حاضنة للمعرفة والثقافة، وتسعى لتعزيز تجربة الموظفين وربطهم برؤية الدائرة والإمارة وما تتضمنه من قيم».
وأضاف الطنيجي: «إن الزيادة الملحوظة في أعداد المستفيدين بالحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة، وتجاوز الرقم المستهدف قبل انتهاء العام، يعكس أمرين، أولهما عمق اعتزاز المجتمع الإماراتي بتراثه الثقافي، وإيمانه بدور القراءة. والأمر الآخر هو نجاح المركز عبر ما يجريه من دراسات واستبانات علمية، في بناء مبادراته وأنشطته بما يناسب فئات المجتمع المتنوعة».
وأكد أن الأرقام ليست مجرد إحصاءات، ولكنها مؤشرات أداء، تساعد على توجيه الأنشطة والمبادرات وفق رغبات وطبيعة تقسيم الجمهور، لتسهيل وصول أفراد المجتمع إلى الكتاب واقتنائه.
وأضاف: «لقد كان لهذه المؤشرات ولهذا التقدم الملحوظ في أعداد المستفيدين أثره في إطلاق هذه المبادرة الجديدة التي تسعى لتمكين الأسر في أبوظبي من إنشاء مكتبات ثرية في البيوت، إذ طالما ارتبط التفوق العلمي والنبوغ الفكري بوجود المكتبة المنزلية التي تجعل الكتب والمعرفة والقراءة شركاء في تربية الأطفال وتقويم النشء».
ثقافة مستدامة
تضمنت الحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة، والمستمرة حتى نهاية العام الجاري، أكثر من 2000 نشاط إبداعي، منها 250 فعالية ومبادرة رئيسة، نُفذت بالتعاون مع 97 جهة حكومية وخاصة، وبمشاركة نحو 400 مبدع، وهي تعكس بفعالياتها المتنوعة، ومبادراتها المتجدّدة التزام مركز أبوظبي للغة العربية بتعزيز القراءة ثقافةً مستدامة، وتوسيع نطاق وصول المحتوى العربي، بما يُسهم في تعزيز هوية المجتمع وخدمة التحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة.