لجريدة عمان:
2025-11-10@19:57:14 GMT

الدولة البوسعيدية ورسوخ الهوية الوطنية

تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT

نعيش هذه الأيام ذكرى مرور 281 عامًا على تأسيس الدولة البوسعيدية بقيادة الإمام المؤسس أحمد بن سعيد البوسعيدي في 20 نوفمبر 1744م؛ حيث كانت بمثابة الانطلاقة التي رسخت العمق التاريخي والثقافي والحضاري لعُمان على مر القرون.

هذا الإرث العظيم يعكس رسوخ الهوية الوطنية، والاعتزاز بسلاطين البلاد، والارتباط الوثيق بين المواطنين وقادتهم منذ الإمام المؤسس وصولًا إلى العهد الزاهر لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي يقود نهضة متجددة امتدادًا لأسلافه المؤسسين الذين عملوا بثبات لترسيخ أركان الدولة البوسعيدية، وضمان الوحدة والاستقرار والاطمئنان التي ينعم بها المواطنون، فكانوا صمام أمان عُمان أمام التحديات والمتغيرات التي تعصف بالعالم؛ ليبقى الوطن هو الحضن الدافئ للعُماني.

تجسّد فترة تأسيس الدولة البوسعيدية على يد الإمام المؤسس أحمد بن سعيد البوسعيدي اللبنة الأولى لوضع أساس وحدة البلاد تحت راية واحدة وهدف مشترك ومصير واحد أمام التحديات والتهديدات الخارجية في صورة رسمت ملامح السيادة الوطنية، ورسّخت مفهوم اللحمة الوطنية مستندة إلى قيم الاستقرار والانفتاح السياسي والاقتصادي.

وتواصل الدولة البوسعيدية بتكاتف العُمانيين مسيرة البناء والتجديد التي بدأها المؤسس أحمد بن سعيد البوسعيدي في عام 1744م ويقود نهضتها المتجددة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى يومنا هذا بكل عزم واقتدار؛ حيث أشار جلالته إلى ذلك في خطابه يوم 11 يناير 2025م بمناسبة مرور خمس سنوات من تولي جلالته مقاليد الحكم، قائلا: «إنّهُ لمن دواعي سُرورِنا وتكريمًا لأسلافِنا من السّلاطين واستحضارًا ليومٍ مجيدٍ من تاريخِ عُمان الحافلِ بالأيامِ المشرقةِ أن نُعْلِنَ في هذا المقام بأن يكونَ يومُ العشرينَ من نوفمبر من كلِّ عامٍ يومًا وطنيًّا لسلطنةِ عُمان وهو اليومُ الذي تشرَّفتْ فيه الأسرةُ البوسعيديّة بخدمةِ هذا الوطنِ العزيز منذُ العامِ (1744) على يدِ الإمامِ المؤسّسِ السّيد أحمدَ بنِ سعيدٍ البوسعيدي الذي وحَّدَ رايةَ الأمَّةِ العُمانيةِ وقادَ نضالَها وتضحياتِها الجليلةِ في سبيلِ السّيادةِ الكاملةِ على أرضِ عُمان والحريّةِ والكرامةِ لأبنائِها الكرام، وجاءَ من بعدِهِ سلاطينٌ عِظام حملوا رايَتَها بكلِ شجاعةٍ واِقتدار وأكملُوا مسيرَتَها الظافرة بكلِ عزمٍ وإصرار».

لقد تجلّت العلاقة الوطيدة بين القيادة البوسعيدية التي يواصل نهجها الحكيم جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وبين المواطنين في أبهى صورها من خلال التواصل المباشر، وتعزيز نهج المشاركة المجتمعية والإنصات لما يبديه المجتمع من وجهات ونظر وآراء في مختلف الجوانب التي تهم وتخص الوطن والمواطن التي بلا شك تشير إلى تجسيد الولاء والاحترام المتبادل، ويعكس مدى أهمية اللقاءات الدورية بين القيادة والمواطنين ما يعكس نهج الدولة البوسعيدية بقيادة سلاطينها على مر العصور في الاهتمام والاستماع لتطلعات المواطنين، وبناء جسور من الحوار في مشهدٍ يعكس تلاحم القيادة والمجتمع.

إن الاحتفال باليوم الوطني لسلطنة عُمان في 20 نوفمبر من كل عام الذي يصادف تأسيس الدولة البوسعيدية قبل 281 عاما يمثل امتنانًا وعرفانًا لما أنجزه سلاطين عُمان على مدار ثلاثة قرون استطاعوا خلالها الحفاظ على وحدة البلاد وتعزيزها، واستقرار الدولة، واستقلال القرار السياسي العُماني في التعامل مع مختلف الأحداث والمتغيرات على الساحة الدولية. وهو ما يبعث على الفخر والسرور والامتنان للقائد المؤسس الفذ الذي رسم ملامح الدولة وسطّر بطولاتها في سجّلات التاريخ المضيئة بأمجاد عُمان.

إننا ننعم اليوم بإرثٍ راسخٍ من التاريخ العريق الذي أسسه سلاطين الدولة البوسعيدية منذ عام 1744م، وننعم أيضا بالقيادة الحكيمة الفذّة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، ونعيش من خلالها مرحلة مشرقة مزدهرة من التطوّر والنمو والاستدامة في مختلف المجالات والقطاعات التنموية وعلى مختلف الأصعدة.

وما نعيشه اليوم من نهضة وتطور ونماء هو نتاج رصيدٍ من التاريخ العريق والنهج الحكيم الراسخ للدولة البوسعيدية التي رسمت ملامح الحاضر، وستصنع المستقبل الواعد لعُمان وشعبها.

إن الاحتفال باليوم الوطني فرصة لاستذكار المنجزات التي تحققت بقيادة سلاطين عُمان الملهمين، وإعادة إحياء المشاهد التاريخية العظيمة منذ تأسيس الدولة البوسعيدية إلى عهد مجدد نهضة عُمان جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأدامه عزًّا وفخرًا لعُمان وشعبها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حفظه الله ورعاه

إقرأ أيضاً:

الدولة تبرز التحول للطاقة النظيفة.. السادة: إطلاق خطة التكيف الوطنية لمواجهة تحديات المناخ

أكد المهندس أحمد محمد السادة، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التغير المناخي بوزارة البيئة والتغير المناخي، أن مشاركة دولة قطر في مؤتمر الأطراف الثلاثين في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 30»، الذي يعقد حاليا في مدينة بيليم البرازيلية، تحمل رسالة واضحة ومتماسكة تؤكد التزامها الراسخ بالعمل المناخي العالمي، مشددا على أن مواجهة التغير المناخي مسؤولية مشتركة تتطلب العمل الجماعي وفقا لمبدأ العدالة والتوازن بين الدول، بحيث تراعي الحلول المناخية الفوارق التنموية والاقتصادية بين الدول النامية والمتقدمة. 
وقال السادة في حوار خاص لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، إن دولة قطر تبرز أهمية التحول العادل نحو الطاقة النظيفة، دون المساس بحق الدول النامية في تحقيق التنمية المستدامة وضمان أمنها الطاقي والغذائي والمائي.
وأضاف أن دولة قطر تدعو المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون في مجالات نقل التكنولوجيا وبناء القدرات والاستثمار في الابتكار، باعتبارها ركائز أساسية لتحقيق مستقبل مستدام. 
وأوضح أن مشاركة دولة قطر في قمة المناخ «كوب 30»، تأتي لتجديد التزامها بالعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم أهداف اتفاق باريس للمناخ وتعزيز الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي.
وفيما يتعلق بأهداف وزارة البيئة والتغير المناخي خلال السنوات المقبلة، أوضح السادة أن قضية التغير المناخي تمثل محورا أساسيا في استراتيجية الوزارة، وذلك انسجاما مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تسعى لتحقيق التوازن بين الإنسان والبيئة.. مشيرا إلى العمل على تبني سياسات متكاملة وخطط تنفيذية شاملة لتعزيز مرونة الدولة في مواجهة التحديات المناخية، مضيفا أن قطر سلمت بالفعل تقرير المساهمات المحددة وطنيا (NDC) المتوافق مع متطلبات اتفاق باريس.
كما كشف العمل على إطلاق الخطة الوطنية للتكيف (NAP) باعتبارها أحد الأعمدة الرئيسية لمنظومة العمل المناخي الوطني، وتشمل جميع القطاعات الحيوية من خلال دراسة المخاطر المناخية وتقديم حلول عملية للتعامل معها.
وفيما يتعلق بدعم قطر للجهود الدولية للحد من الانبعاثات الكربونية، شدد المهندس أحمد محمد السادة، على أن دولة قطر تلعب دورا فاعلا ومسؤولا في هذا المجال، منوها بأن رؤية الدولة تقوم على التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة، بما يعكس التزامها بالاستدامة كأحد أسس سياساتها التنموية.
وحول المشاريع الوطنية للتكيف مع آثار التغير المناخي، بين أن الوزارة تعمل على تطوير الخطة الوطنية للتكيف لتكون إطارا شاملا للتعامل مع التحديات المناخية، لافتا إلى أن قطر تطبق مبادرات متنوعة مثل التشجير الحضري وزيادة المساحات الخضراء، التي تسهم في خفض درجات الحرارة وتحسين جودة الهواء.. معتبرا أن هذه الجهود تمثل تعاونا وطنيا واسعا يجمع بين الجهات الحكومية والعلمية، ما يعكس حرص قطر على تعزيز قدرتها على التكيف مع آثار التغير المناخي وضمان استدامة التنمية.

قطر وزارة البيئة

مقالات مشابهة

  • من توت عنخ آمون إلى المتحف الكبير.. الدرس الذي لا يجب أن ننساه
  • حول ضرورة مراجعة بعض السياسات الحكومية التي تمس المواطنين
  • الإمام المؤسِّس أحمد بن سعيد البوسعيدي
  • شايب: الدولة الجزائرية تولي عناية خاصة للكفاءات الوطنية بالخارج
  • الخليفة العام للطريقة التجانية: القيم الروحية و المعرفية جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية
  • الدولة تبرز التحول للطاقة النظيفة.. السادة: إطلاق خطة التكيف الوطنية لمواجهة تحديات المناخ
  • إصابة تحرم إلياس البوسعيدي من إكمال منافسات رفع الأثقال.. والخنجري يدخل التحدي غدًا
  • هل تتوقف الدولة عن التنازل للسلفيين؟.. إعلامي مصري يشعل ضجة بتدوينة عن الهوية مع صور زوار للمتحف الكبير
  • جامعة القاهرة تطلق محاضرة المتحف الكبير ودوره في تعزيز الهوية الوطنية .. الثلاثاء