لجريدة عمان:
2025-11-10@20:34:53 GMT

القضية الفلسطينية تخسر سيون أسيدون

تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT

رحل منذ أيام المناضل المغربي سيون أسيدون (1948- 2025)، المنحدر من عائلة يهودية، كانت مقيمة في مدينة آسفي قبل الانتقال إلى مدينة أكادير والدار البيضاء لاحقا، عُرف أسيدون بنضاله الشرس والمستميت تجاه القضية الفلسطينية ومناهضة التطبيع، والمنخرط في حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل المعروفة (بي دي أس). أسيدون الذي يخاصم كل من يصنفه كيهودي مثلما علق الكاتب المغربي سليمان الريسوني (1972)، ويصف جنود الاحتلال ذوي الأصول المغربية بالدواعش.

مثله مثل الكاتب الإسرائيلي شلومو ساند صاحب كتاب « كيف لم أعد يهودياً؟» الذي يقول: « أنا إسرائيلي سواء بصيرورتي اليومية أو بثقافتي الأساسية، ولا أعتز بذلك بشكل خاص حتى أنني في أحيان متقاربة جدا أخجل بإسرائيل، وخاصة في لحظات ذروة أدائها العسكري عديم الرحمة تجاه الضعفاء معدومي الحماية».

ولد سيون بمدينة آسفي بعد سنة من قرار تقسيم فلسطين، ثم انتقل مع عائلته إلى مدينة أكادير وبعد اثنتي عشرة سنة نزحت عائلته إلى الدار البيضاء نتيجة للزلزال الذي تعرضت له المدينة عام 1960م، وذهب ضحيته أكثر من خمسة عشر ألف فقيد، في الدار البيضاء أنهى أسيدون دراسته الثانوية قبل التوجه إلى باريس وانخراطه في الحراك اليساري الفرنسي خاصة احتجاجات الطلبة في باريس عام 1986. ثم رجع إلى المغرب وانحاز لفكره اليساري الذي أدخله إلى السجون ودفع ثمن ذلك بإيداعه في السجن وقضى أكثر من 12 عاما في الحبس.

رفضت عائلة أسيدون الهجرة إلى إسرائيل التي عملت على مخطط التهجير لاستقطاب اليهود العرب من الدول العربية، واستخدمت في ذلك حملات الترهيب والترغيب، وكانت تستهدف الطبقات الفقيرة، أما الأسر الميسورة الحال، فقد فضّلت الهجرة إلى أوروبا وأمريكا وأستراليا أو البقاء حيث وجدت مساحة من الأمان. وقد أخبرتني المخرجة اللبنانية اليهودية هيني سرور (1945) مخرجة فيلم «ساعة التحرير دقت» الذي دخل المنافسة في مهرجان (كان) السينمائي عام 1974، وكذلك فيلمها الشهير ليلى والذئاب». أخبرتني أنها رفضت الاستجابة للهجرة إلى إسرائيل، ونتيجة لذلك الرفض عاشت في باريس حالة من المقاطعة من قبل المؤسسات السينمائية الخاضعة للتمويل الصهيوني.

سقط أسيدون في حديقة منزله في شهر أغسطس الماضي ولم يتم الكشف إلى الآن عن أسباب الحادث، في الشهر ذاته رحل المناضل اليساري المغربي عزيز المنبهي (1950-2025) شقيق المناضلة سعيدة المنبهي (1952-1977) التي توفيت في السجن نتيجة إضرابها عن الطعام. وبذلك فقد المجتمع المدني المغربي هذا العام أهم الأصوات النضالية المتضامنة مع فلسطين وحقوق الشعب المغربي.

يمثل أسيدون الضمير الإنساني الحي المتعاطف مع القضايا العادلة، يتقاطع نضاله مع نضال المناضل المغربي اليهودي ابراهام السرفاتي (1926-2010) الذي رافقه في السجن خلال سنوات الجمر والرصاص التي شهدها المغرب في السبعينيات والثمانينيات، وفي عام 1982 وجّه الاثنان رسالة إلى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يدعوان إلى الانضمام إلى منظمة التحرير، وحدهما اليهود الذين جاهروا بالعداء للصهيونية بل شاركهم مغاربة يهود آخرون مثل إدمون عمران المالح (1917-2010) صاحب المقولة الشهيرة المتداولة عنه :«أنا مغربي يهودي لا يهودي مغربي، مناضل عربي وطني، أحمل بلدي المغرب أينما ذهبت».

نُذكّر بالمناضلين الأحرار مع القضية الفلسطينية الذين تخلوا عن الأيديولوجيات العنصرية التي تعلي شأن العرق والجذور على حساب القيم الإنسانية العادلة. سيذكر التاريخ ويُخلد أولئك الذين دفعوا الثمن في سبيل تحرير الإنسان وإقامة العدالة، وإذا خسرت فلسطين مناضلين شرفاء أمثال أسيدون والسرفاتي والمالح، فقد كسبت أصوات مناضلين أحرار من كل أنحاء العالم، يتعاطفون مع قضية فلسطين ويدافعون عن الإنسان هناك.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

كم تخسر السفن العابرة من رأس الرجاء الصالح؟ رئيس قناة السويس يكشف عنها

قال الفريق أسامة ربيع، رئيس قناة السويس، إن عبور السفن من خلال قناة السويس هو الأقصر والآمن فالسفينة تعبر من القناة من الشرق إلى الغرب في 11 ساعة.

أسامة ربيع: زيادة الحمولة والعائد الدولاري لقناة السويس عن العام الماضيربيع: 30 سفينة عملاقة عبرت قناة السويس برسوم 32 مليون دولار.. فيديو

وأضاف الفريق أسامة ربيع، في مداخلة هاتفية مع برنامج "الساعة 6" على قناة "الحياة"، أنه في حين مرور السفينة عبر طريق رأس الرجاء الصالح تستغرق من 20 إلى 25 يوم.

وتابع: الخسائر المترتبة في المرور عبر رأس الرجاء الصالح، تضمن ما يلي: استهلاك وقود إضافي، وبالتالي انبعاثات كربونية أكثر مما يضر البيئة، وخطورة الطريق وسوء الأحوال الجوية، عدم وجود خدمات على هذا الطريق.

وأشار أن من خسائر هذا الطريق أيضا تأخر الشحنة، وكذلك تذمر البحارة من طول الطريق وبالتالي طلب رواتب إضافية.

وأكد أسامة ربيع، أنه بكل المقاييس فإن العبور عبر قناة السويس هو الطريق الأفضل للسفن.

طباعة شارك قناة السويس رأس الرجاء الصالح السفن وقود رواتب البحارة

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية ترحب باعتماد اليونسكو 4 قرارات لصالح فلسطين
  • وسائل إعلام ترامب تخسر 54.8 مليون دولار في الربع الثالث من 2025
  • عمرو موسى: التطبيع مع إسرائيل بدون حل القضية الفلسطينية ليس سلاماً بل التفافاً حوله
  • الأوقاف تحذر من التعصب الكروي: شجع فريقك بأدب ولا تخسر أخلاقك
  • حماس: سنسلم جثة الضابط التي عثر عليها أمس في رفح الفلسطينية
  • فلسطين تفقد صديقاً صادقاً.. رحيل الحقوقي المغربي «صهيون أسيدون»
  • كم تخسر السفن العابرة من رأس الرجاء الصالح؟ رئيس قناة السويس يكشف عنها
  • خليل الحية: أحداث 7 أكتوبر كانت ردا على تهميش القضية الفلسطينية
  • مفوضية الانتخابات: أكثر من 26 ألف نازح سيصوتون بالاقتراع الخاص في اقليم كوردستان