أفضل أسواق جدة الرخيصة: 10 أسواق لا تفوت زيارتها
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
جدة من أشهر المدن السعودية التي يقصدها ملايين الزوار سنويًا سواء للسياحة أو لقضاء العطلة أو حتى للتسوق، ومن أكثر الأشياء التي يبحث عنها الزائرين فور وصولهم هناك أسواق جدة الرخيصة، نظرًا لما تتمتع به تلك الأسواق من منتجات ذات جودة مناسبة وفي نفس الوقت أسعار مميزة تناسب الجميع، فما هي أهم هذه الأسواق وكيف تذهب إليها وما هي أماكن تواجدها ومواعيد العمل الخاصة بها؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال، تابعنا للنهاية لتتعرف على التفاصيل.
جدة مدينة سياحية كبيرة، ولها شعبية كبيرة عند كل شعوب العالم، وهناك العديد من الأسواق الكبيرة التي تضم مجموعة متنوعة ومختلفة من المنتجات سواء المحلية أو المستوردة، وكما يوجد أسواق ضخمة وغالية وكبيرة، يوجد أيضًا أسواق حلوة ورخيصة في جدة، فالقيمة لا تقتصر فقط على المنتجات باهظة الثمن، بل من الممكن أن تجد منتج رخيص بجودة عالية تناسب احتياجاتك، ومن هنا كانت الأسواق الشعبية في جدة كثيرة ومنتشرة في أماكن متفرقة من المدينة، يمكنك قصد ما تشاء منها، ومن أهم هذه الأسواق ما يلي:
1- سوق البدوسوق البدو واحد من أسواق جدة الشعبية التاريخية، الذي يرتبط بسوق الجامع وباب مكة، ويتميز بأسعاره المعقولة والتي في متناول فئة كبيرة من الأشخاص، ويشتهر بتاريخه العريق حيق يعود لأيام البدو حينما كانوا يذهبون هناك خصيصًا لاقتناء ما يريدون، وكانوا يربطون الجمال على أبواب السوق، ويتكون السوق من شارع طويل يغطيه المظلات، وعلى جانبيه العديد من المحلات التي تبيع المنتجات المختلفة مثل العطور وأدوات التجميل والاكسسوارات والأقمشة، وغيرها من المستلزمات خاصةً مستلزمات المرأة، ومنتجات الصحراء ومستلزمات البادية، كما يشتهر سوق البدو ببيع الحبوب الغذائية والبخور وأواني النحاس وأواني الألمونيوم، فإن كنت تبحث عن أسواق رخيصة بجدة ويتوفر فيها جميع المنتجات التي تريدها، فلن تجد أفضل من سوق البدو، الذي يُمكن زيارته من هنـا.
2- سوق السوريينفي قائمة أفضل 5 أسواق رخيصة في جدة نجد سوق السوريين، أو ما يعرف بسوق المرجان، الذي تبنته بلدية جدة، ليتحول من سوق عتيق غير منظم، إلى أجمل الأسواق في جدة، فقد أصبح أكثر تنظيمًا وشمولاً للمنتجات، يضم المئات من المحلات التجارية التي تعرض العديد من السلع الأساسية والترفيهية مثل ملابس النساء والحقائب والاكسسوارات وملابس الأطفال وغيرها من الاحتياجات التي تلزم كل بيت، كما تم افتتاح العديد من المطاعم والمقاهي التي تتناسب أسعارها مع طبيعة المكان، فهناك لن تكون رحلة تسويقية فقط، بل ستكون رحلة ترفيهية أيضًا بتناول وجبتك ومشروبك المفضل بسعر مميز، ويُمكنك زيارته من هنـا.
3- سوق الندىمن أهم أسواق جدة الرخيصة هو سوق الندى الذي يعد من أقدم الأسواق على الإطلاق، حيث يعود تاريخه إلى ما يقرب من 150 عام، كما يتميز عن غيرة من الأسواق الرخيصة في جدة بأنه مسقوف، فلن تعاني من حر الصيف ولا أمطار الشتاء، يشتهر بوجود العديد من المنتجات الغذائية مثل اللحوم الطازجة بأنواعها والأسماك، علاوة على وجود المنتجات التقليدية مثل العباءات والملابس والأحذية وغيرها، مع مرور الوقت أصبح سوق الندى واحد من أفضل الأماكن في جدة، حيث يتميز بالتنظيم والنظافة بالإضافة إلى الأسعار المناسبة تمامًا، ويُمكنك الوصول إليه من هنـا.
4- سوق العلوي للأقمشةضمن أشهر أسواق جدة الرخيصة يُصنف سوق العلوي التجاري، الذي تعود شهرته إلى أيام الحجاز، حيث كان يعد أهم ملتقى تجاري للتجار وقتها، وكانوا يتجمعون فيه للتعرف على أهم المنتجات الجديدة وأسعارها وتبادلها أيضًا، يبيع المنتجات التقليدية، ويعتبره البعض أرخص سوق في جدة لبيع الأقمشة، ويُمكنك زيارته من هنـا.
5- سوق الجامعلعلَّ سوق الجامع يُعتبر واحدًا من أجمل 10 أسواق شعبية بجدة، الذي ترجع تسميته إلى جامع الشافعي الذي يقع في وسط الشارع، كما يتميز بأسعاره الرخيصة التي تناسب الكثير من الأشخاص خاصة محدودي الدخل، ويعد مكان ممتاز لاقتناء الهدايا في حالة كنت زائر أو سائح في المدينة، فهناك ستجد كافة الألبسة والعطور والهدايا التي يمكنك إهداؤها لمن تحب، وقم تم اختياره من قبل الزائرين ليكون أفضل أسواق جدة الرخيصة، ويُمكن زيارته من هنـا.
6- سوق البلد القديمةهو سوق يتميز بالتراث المعماري السعودي ويعتبر أشهر أسواق جدة الرخيصة، حيث ستتمتع بمشاهدة المباني السعودية القديمة التي تنم عن حضارة عريقة وهندسة معمارية متميزة، ويهتم بالحياة التقليدية حيث إن معظم المعروضات من الملابس الأصلية للسعودية مثل العباءة والجلاليب والمصنوعات اليدوية البدوية التي تدل على أصل البلد، فهو من أفضل أسواق في جدة أسعارها معقولة وجودتها مناسبة، وأكثر ما يزوره السكان المحليين فنادرًا ما نجد سائح أو زائر من خارج البلاد، ويُمكن زيارته من هنـا.
7- سوق الصواريخلكل من يبحث عن أسواق في جدة رخيصة، إليكم سوق حراج الصواريخ، واحد من أشهر الأسواق في البلد، يضم أكثر من 12 ألف محل تجاري وبسطات تعرض كل المنتجات التي قد تخطر في بالك، فهو واحد من أفضل أسواق الجملة بجدة، حيث يعرض جميع المنتجات بأسعار منافسة وعند أخذ أكثر من 3 قطع فإنك ستحصل على خصم إضافي، تعرض المحلات سلع جديدة ومستعملة أيضًا والتي بالطبع تكون أرخص من الجديدة، مثل الملابس والكتب وقطع الأثاث والأحذية والتحف وغيرها من المنتجات، ويُمكنك معرفة موقعه من هنـا.
8- سوق محمود سعيدسوق محمود سعيد واحد من أسواق جدة الرخيصة، ولكنه يعد أغلى نسبيًا ممن حوله من الأسواق، حيث يعرض قطع فريدة ونادرة من المنتجات المختلفة خاصة الأثاث والمفروشات، كما يوجد محلات لبيع الخضروات والفواكه الطازجة، وأخرى لبيع الملابس والأحذية والحقائب، وعلى الرغم من كبر حجم هذا السوق وشهرته من قديم الزمن إلا أن هناك بعض الزائرين يعترضون على عدم تنظيم المحلات والعشوائية التي تنتشر في بعض أماكن السوق، ويُمكن زيارته من هنـا.
9- سوق قابليقع سوق قابل في شارع قابل التاريخي، وهو شارع للمشاة فقط، أي غير مسموح بمرور السيارات، ويضم السوق مئات من المحلات التي تعرض العديد من المنتجات التي تحتاجها كل أسرة من ملابس نسائية وملابس أطفال وملابس رجالي، وأقمشة بأسعار تنافسية ومجوهرات وغيرها من المنتجات، ويتميز السوق بأسعاره المعقولة جدًا مقارنة بجودة المنتجات، لذلك فهو واحد من أفضل أسواق جدة الرخيصة التي عليك زيارتها، ويُمكنك معرفة موقعه من هنـا.
10- سوق الخاسكيةيعتبر سوق الخاسكية أحدث أسواق جدة الرخيصة، حيث تم إنشاؤه مؤخرًا ليلبي احتياجات المعتمرين والحجاج، فهو يعرض ويبيع كل ما يخص الحج والعمرة، من ملابس إحرام، وبخور وعطور وإلكترونيات ومجوهرات، كما يوجد بداخله العديد من المطاعم والمقاهي التي تمكنك من أخذ قسط من الراحة وتناول مشروبك ووجبتك المفضلة في ظل هذا الجو الرائع، ويُمكنك زيارته من هنـا.
في نهاية مقالنا حول أسواق جدة الرخيصة، نكون قد تعرفنا على أفضل 10 خيارات للتسوق، وكذلك أهم المنتجات التي تعرضها ومميزات وعيوب كل سوق على حدى، ما عليك سوى تجربة المكان الذي تختاره.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التاريخ التشابه الوصف المنتجات التی من المنتجات أفضل أسواق العدید من وغیرها من أسواق فی من أفضل واحد من فی جدة
إقرأ أيضاً:
"الشحنة مرفوضة".. مبيد "الكلوربيريفوس" يمنع المحاصيل المصرية من دخول أوروبا- تحقيق استقصائي
يبحث التحقيق عن سبب تكرار رفض شحنات محاصيل زراعية مصرية في الجمارك الأوروبية؛ بسبب المبيدات التي تحتوي على مادة « الكلوربيريفوس » المحظور استخدامها أوروبياً ومصرياً في المحاصيل الزراعية، ويكشف عن طرق دخولها مصر، وتصنيع مبيدات تحتويها، واستخدامها في المزارع.في بداية مارس 2025، كان مراقبون في « مركز مراقبة الحدود » بمدينة روتردام الهولندية يفحصون شحنة برتقال قادمة من مصر. وبعد ظهور النتائج، رُفضت الشحنة لاحتوائها على متبقيات مادة الكلوربيريفوس السامة المستخدمة في تصنيع المبيدات، وفق المادة 66 من لائحة الاتحاد الأوروبي 2017/625، بشأن الضوابط الرسمية للأغذية والأعلاف.
مادة « الكلوربيريفوس » مُنعت في أوروبا منذ عام 2020؛ وبالتالي تفرض أوروبا على مزارع التصدير المصرية، والحجر الزراعي، الالتزام بالمعايير الأوروبية قبل تصدير أيّ شحنة إلى حدودها، والحرص على عدم تجاوز متبقيات المبيدات الحدود المسموح بها.
كما مُنع استخدامها في مصر منذ عام 2021 في المحاصيل التصديرية، ورغم هذا رُفضت 103 حاويات مصرية متجهة إلى الاتحاد الأوروبي، محملة بالمحاصيل الغذائية والأعلاف، وذلك في الفترة ما بين فبراير 2022 وحتى مارس 2025؛ لانتهاكها معايير السلامة الغذائية الأوروبية، بسبب اكتشاف بقايا مادة « الكلوربيريفوس ».
يكشف هذا التحقيق عن استيراد شركة مصرية واحدة المادة الخام لمبيد الكلوربيريفوس، واستمرار تداول هذا المبيد في أسواق المبيدات المُستخدمة في المنتجات الزراعية، رغم حظر مادة الكلوربيريفوس. كما يتتبع كيفية تسرب الشحنات الملوثة عبر الحدود المصرية، وصولاً إلى الحدود الأوروبية.
قرارات دولية بحظر المبيدأُعلن رسمياً حظر مادة « الكلوربيريفوس » في الاتحاد الأوروبي في 10 يناير 2020؛ بسبب عدم وجود مستوى آمن للتعرض لها، تبعاً لتوصيات الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA).
وفي الولايات المتحدة، حظرت وكالة حماية البيئة الأميركية (EPA) في دجنبر 2024 استخدام المبيد في غالبية المحاصيل الغذائية؛ بسبب تأثيراته السامة في الأعصاب، وحُظر استخدامه في كندا وقُيد في أستراليا، في حين ما زال يستخدم في بعض الدول النامية.
في الفترة ما بين عامي 2020 و2021، تلقت الواردات المصرية 73 إنذاراً باحتواء بعض المحاصيل الزراعية على متبقيات مبيدات محظورة أو لتعديها الحد الأوروبي الآمن، ما دفع اتحاد نقابات المزارعين ومربي الماشية في إسبانيا في مطلع عام 2023 إلى إجراء تحقيق شامل. ونتيجة لذلك، قرر الاتحاد الأوروبي استمرار نسبة الفحص الإضافي المقدرة بـ 20 في المئة على شحنات البرتقال والفلفل القادمة من مصر؛ بسبب المخاطر الصحية المُكتشفة.
كما أوصى تقرير اتحاد نقابات المزارعين ومربي الماشية، المُقدَّم إلى المفوضية الأوروبية، بزيادة الفحوصات إلى 30 في المئة، وتمديد الرقابة لعام كامل، ووقف واردات أي منتج تلقائياً، إذا تجاوزت التنبيهات الخاصة به نسبة خمسة في المئة شهرياً. وفي عام 2023، أصدرت المفوضية الأوروبية القرار رقم 174 لسنة 2023 برفع نسب الفحص الإضافي على البرتقال والفلفل إلى 30 في المئة، وفي 2024 انخفضت النسبة مرة أخرى إلى 20 في المئة.
آخر الشحنات المصرية الموقوفة، التي وثقها التحقيق، كانت متجهة إلى هولندا. وبالاستفسار عن أسباب رفضها، قالت هيئة سلامة الأغذية والمنتجات الاستهلاكية الهولندية (NVWA) لـ « أريج » إن آخر شحنة من البرتقال المصري وصلت إلى هولندا كانت في مطلع مارس 2025، وأُخذت العينات منها لتحليلها في 5 مارس 2025.
ووفقأً للائحة التنفيذية رقم 2019/1793، تخضع كل الشحنات لفحوصات على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وبعد التحليل في مركز مراقبة الحدود بمدينة روتردام الهولندية، اكتُشفت بقايا مادة « الكلوربيريفوس »، ما أدى إلى رفض دخول الشحنة إلى هولندا.
استمرار رفض وإعدام بعض الشحنات الزراعية المصرية في الجمارك الأوروبية، بسبب وجود مادة « الكلوربيريفوس »، يؤكد أن هذه المادة لا تزال تنتج داخل مصر، وأن خطوط توزيعها واستخدامها لم تتوقف؛ ما دفعنا لتتبع سوق إنتاج المبيدات التي تحتوي على مادة « الكلوربيريفوس »، وكيفية تداولها في مصر.
ولمواجهة مشكلات رفض الصادرات الزراعية دولياً، والحفاظ على سمعة المنتجات المصرية كما هو مدون على موقعها الرسمي، أصدرت وزارة الزراعة القرار رقم 386 لعام 2021 يإنشاء نظام يعرف بـ »نظام التكويد »، يعمل هذا النظام من خلال منح كل مزرعة أو مُصدِّر كوداً فريداً (QR Code)، يسمح بتتبع المحصول من الحقل حتى المستهلك. وتربط الأكواد بقواعد بيانات تشمل: اسم المزرعة، وموقعها، والمحصول المزروع، والمعاملات الزراعية، ونتائج التحليل المعملي، ويؤدي انتهاك الشروط إلى إلغاء اعتماد المنشأة وإعادة تقييمها، ووقف التعامل معها لحين انتهاء التحقيقات.
في البداية، راودتنا شكوك بشأن استمرار تداول بعض المبيدات التي تحتوي على مادة « الكلوربيريفوس »، رغم صدور قرارات الحظر، وعند تواصلنا مع مندوب إحدى شركات تصنيع المبيدات بشأن منتج ألغت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية ترخيصه، أكد لنا أن المبيد لا يزال يُباع، ويمكن للمزارعين الحصول عليه بسهولة.
كما وثقنا استمرار الإعلان عن مبيد « توب فوس »، وتداوله في الأسواق، رغم أن تركيبة هذا المبيد تحتوي على 48 في المئة من مادة الكلوربيريفوس.
وواصلت شركات متخصصة في توزيع المبيدات الترويج له عبر صفحاتها الرسمية على « فيسبوك »، حتى يناير 2025، مشيرة إلى استخدامه في مكافحة آفات المنتجات الغذائية. لكنّ البحث في قاعدة بيانات لجنة المبيدات قاد إلى أنه لم يكن مسجلاً كمبيد مصرح باستخدامه في المنتجات الزراعية.
كما قمنا بجولة ميدانية في أبريل 2025، رصدنا خلالها استخدام مبيد « توب فوس » في إحدى مزارع الموالح بمحافظة الدقهلية.
كان إبراهيم علي (اسم مستعار)، يعمل في مزرعة تبلغ مساحتها 20 فداناً، مغطياً وجهه بـ « شال » قبل أن يبدأ برش الأشجار بالمبيد السام. أوضح لنا أنه يحصل على هذه المبيدات من السوق المحلية، بهدف مكافحة ذباب الفاكهة والمنّ، وهما من الآفات التي تعوق نمو الأشجار.
ورغم أن مزرعته غير مدرجة ضمن « نظام التكويد » المعتمد من وزارة الزراعة، يؤكد « إبراهيم » أن محاصيله تجد طريقها إلى التصدير، قائلاً: « نتعامل مع مندوبين أو سماسرة تابعين لمحطات تجميع. خلال موسم نضج الموالح في ديسمبر، بييجوا يعاينوا الثمرة من حيث الشكل والحجم ونعومة الثمار وخلوها من الأمراض، وبناءً عليه بيتحدد السعر. وتتراوح الأسعار هذا العام من ثمانية إلى عشرة آلاف جنيه للطن، ( من 158 لـ 197 دولاراً أميركياً) ».
ويوضح أستاذ الهندسة الوراثية بمركز البحوث الزراعية، سعيد خليل، أن إحدى المشكلات الرئيسية في منظومة التكويد تكمن في خلط المحاصيل داخل محطات التجميع؛ إذ تضاف -في كثير من الأحيان- محاصيل من مزارع غير مكودة إلى المحاصيل المكودة.
هذا الخلط -وفق خليل- يرجع إلى ارتفاع أسعار المحاصيل المكودة؛ فيلجأ بعض التجار والمزارعين إلى مثل هذا التلاعب للاستفادة من فرق الأسعار. وهو ما أكده المزارع « إبراهيم » الذي يزعم أن منتجات مزرعته تخرج للتصدير، وينعكس أيضاً في بيانات شحنات المنتجات الزراعية المصرية المرفوضة أوروبياً، بسبب احتوائها على « الكلوربيريفوس ».
الكلوربيريفوس في المزارع المحليةولم يقتصر استخدام الكلوربيريفوس -أحد المبيدات متوسطة الخطورة وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية- على المزارع الكبرى، بل وجد طريقه إلى المزارع الصغيرة.
عام 2023، أجرى باحثان مصريان دراسة على محاصيل الخضروات في دلتا النيل الشرقية، كشفت عن وجود متبقيات لـ 25 مادة كيميائية مختلفة، إذ تبيّن أن 88.37 في المئة من العينات ملوثة، و31.4 في المئة منها تجاوزت الحدود القصوى المسموح بها، في حين احتوت 66.23 في المئة من العينات على أكثر من نوع من المبيدات. وكانت مادة « الكلوربيريفوس » الأكثر انتشاراً بنسبة 25.6 في المئة، رغم تأثيرها الضار في التربة والمزروعات.
ووفقاً لتصنيف منظمة الصحة العالمية للسمية (WHO، 2019)، كانت 36 في المئة من المركبات المكتشفة ذات خطورة متوسطة (الفئة الثانية)، و24 في المئة ذات خطورة طفيفة (الفئة الثالثة)، وفق الدراسة ذاتها.
وخلال جولة ميدانية أخرى لـ « أريج » بمحافظة المنيا، ظهر بوضوح غياب أي معايير لاستخدام المبيدات؛ إذ يخلط مزارعون هناك المركبات عشوائياً، دون التحقق من سميتها.
عند حديثنا مع يوسف خليل (اسم مستعار)، أحد المزارعين في محافظة المنيا، بشأن نسب خلط المبيدات، فوجئنا بأنه يعتمد على تقديرات زملائه بدلاً من اتباع تعليمات محددة، وعندما سأل أحدَ جيرانه عن الكمية المناسبة، تلقى إجابة غير دقيقة: « كيلو أو كيلو ونصف مبيد لكل ألف لتر ماء للفدان ».
الأمر لم يتوقف عند ذلك، بل التقينا طفلاً يبلغ من العمر 15 عاماً يتولى إعداد الخلطات الكيميائية ورش المحاصيل بنفسه، في غياب تام للرقابة والتوجيه.
غياب التوجيه من وزارة الزراعة والوحدات المحلية، كما يذكر محمود أحمد (اسم مستعار)، صاحب مزرعة موالح، جعل المزارعين يعتمدون على الاستخدام العشوائي، سواء في شراء المبيدات أو رشها على المحصول من دون إشراف فعال من الوزارة.
وفي السياق ذاته، يقول أحد مديري التفتيش الزراعي، رفض نشر اسمه، إن سوق المبيدات الزراعية تشهد حالة من الفوضى نتيجة غياب الرقابة والفحص المسبق؛ فالمبيدات تُستخدم من دون إشراف فني، ما يؤدي إلى طرح المحاصيل في الأسواق المحلية أو تصديرها إلى الخارج، من دون التأكد من خلوها من متبقيات المبيدات الضارة.
وعلى إثر هذه المعلومات، قمنا بإجراء بحث على حسابات الشركات المنتجة للمبيدات المحتوية على مادة « الكلوربيريفوس ». رصدنا 36 منتجاً يتم الإعلان عنه وبه مادة « الكلوربيريفوس »، ما يشير إلى أنها قد لا تزال متاحة ومتداولة في السوق المصرية. وعرضت شركات وطنية ومحلية بعض هذه المنتجات في الفترة ما بين يناير 2023 ومارس 2025. وتحتوي بعض الإعلانات على إرشادات تتعلق بإمكانية استخدام المبيد في المنتجات الغذائية.
مبيدات تحتوي على مادة « الكلوربيريفوس » ومعروضة على منصات إعلانية، رغم قرارات التقييد والحظر. للمزيد يُرجى وضع « المؤشر »ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل كشفت قواعد البيانات التجارية عن استيراد مصر لـ 18 شحنة على الأقل من مادة « الكلوربيريفوس » الخام من الصين، خلال عام 2023. ووفقاً لقاعدة بيانات المبيدات، التابعة للجنة مبيدات الآفات الزراعية، فإن الشركة الوطنية « النصر للكيماويات الوسيطة » هي الجهة الوحيدة التي تمتلك، في الوقت الحالي، موافقة رسمية لاستيراد هذه المادة.
ومنذ استيراد المادة الخام في الفترة بين يناير 2024 ومارس 2025، أوقفت سلطات الاتحاد الأوروبي 26 شحنة مصرية؛ بسبب احتوائها على بقايا مادة « الكلوربيريفوس ».
« إجراءات » منع مبيدات « الكلوربيريفوس »وفي مارس 2023، فرض الحجر الزراعي قرار التحليل المعملي لشحنات الموالح قبل تصديرها لأوروبا؛ للتأكد من خلوها من بقايا المبيدات غير المسموح بها، وذلك للشركات التي أُخطرت بالرفض بدءاً من الأول من سبتمبر 2022. لكن في مايو 2023، اتخذ الاتحاد الأوروبي قراراً برفع الفحص الإضافي إلى 30 في المئة على محاصيل الموالح؛ بسبب استمرار وجود متبقيات مادة « الكلوربيريفوس » في الشحنات الواردة إليه.
وفي تناقض مع توجهاتها السابقة بتقييد استخدام المبيدات التي تحتوي على مادة « الكلوربيريفوس » بالمحاصيل غير الغذائية، أصدرت لجنة مبيدات الآفات الزراعية كتيب « التوصيات المعتمدة لمبيدات الآفات الزراعية » عام 2023، الذي تضمن توصيات باستخدام عدد من المبيدات، منها « الكلوربيريفوس » في محاصيل القطن.
وعند مقارنة توصيات 2023 مع عام 2015، يتبين أن بعض المبيدات، المُوصى باستخدامها في القطن، كان يُوصى باستخدامها سابقاً في الخضروات والفاكهة؛ ما يعني استمرار ترخيص تداول هذه المبيدات في السوق -في هذا الوقت- وإمكانية تكرار استخدامها في المحاصيل الغذائية، وليس فقط في القطن.
وفي ماي 2024، قررت اللجنة المختصة بتسجيل المطهرات والمبيدات الحشرية بهيئة الدواء المصرية وقف استخدام مادة « الكلوربيريفوس » لمكافحة يرقات البعوض؛ لاستمرار استخدامها في المزروعات، مع إتاحة استخدامها كمبيد منزلي أو صحة عامة، ومنحت الشركات مهلة ستة أشهر لاستنفاد المستحضرات المُصنَّعة.
كما حذفت وزارة الزراعة المبيدات التي تحتوي على « الكلوربيريفوس » من كتيب التوصيات الصادر عام 2024، وأوقفت ترخيصها بالكامل.
ورغم سلسلة قرارات الحظر التي أصدرتها وزارة الزراعة، فإن تلك القرارات أثبتت عدم فعاليتها، في ظل استمرار تسجيل المخالفات الأوروبية بحق الصادرات الزراعية المصرية.
كما لا يزال يقتصر تطبيق منظومة التكويد، المسؤولة عن تتبع المحصول من المزرعة حتى السوق الأوروبية، على أحد عشر محصولاً تصديرياً فقط، ما يحد من نجاعتها في ضمان جودة الصادرات الزراعية كلها.
ويشير عامر الشوربجي، عضو مجلس النواب والأمين المساعد لأمانة الزراعة والفلاحين المركزية لحزب مستقبل وطن، إلى أن هذا الخلل الذي يتسبب في رفض الشحنات في الأسواق الخارجية وإعادتها إلى مصر أو إعدامها، يمس بشكل مباشر الاقتصاد المصري؛ إذ يتسبب في خسائر مالية فادحة تؤثر في سمعة المنتجات المصرية عالمياً وعربياً.
ويلتزم الحجر الزراعي، بموجب القرار الوزاري رقم 562 لسنة 2019، بإخضاع المحاصيل المخصصة للتصدير إلى الاتحاد الأوروبي لمراقبة وفحص دقيقين مرة كل شهر لمدة ثلاثة أشهر قبل التصدير. وتشمل هذه الإجراءات فحصاً ظاهرياً أولياً للشحنات، يعقبه إجراء تحاليل معملية لرصد متبقيات المبيدات، والملوثات الثقيلة، والسموم الفطرية، إلى جانب الفحوصات الميكروبية والفيروسية. وبعد اجتياز هذه الفحوصات، تُصدر شهادة الصحة النباتية، وفقاً لمتطلبات اتفاقية تطبيق تدابير الصحة والصحة النباتية (SPS) التابعة لمنظمة التجارة العالمية.
أسهم في هذا التحقيق الصحفيان سيريل روثمان ووسام حمدي
أنجز هذا التحقيق بدعم من أريج