كشف تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأحد، أن الجيش الإسرائيلي يستدعي جنودا مصابين بصدمات نفسية إلى قوات الاحتياط لتعويض النقص في عدد المقاتلين، ما تسبب في انتحار عدد منهم. 

ونقلت الصحيفة عن مصدر في الجيش قوله، إن إجراء فحص شامل للحالة النفسية قد يكشف مدى الأزمة، ما قد يترك الجيش من دون عدد كاف من الجنود.

كما أوضح التقرير، أن نتيجة لهذه السياسة فإن مئات الجنود المصابين بصدمات نفسية يخدمون في صفوف الجيش رغم تصنيف بعضهم كـ"معاقين بشكل دائم".

وفقا لبيانات "هآرتس"، فقد انتحر منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023 ما لا يقل عن 35 جنديا، 28 منهم حتى نهاية 2024.

ردود غامضة من الجيش

وفق الصحيفة فإن الجيش يرد عادة بغموض عند سؤاله عن أسباب انتحار الجنود، ويصف الحالات بأنها "معقدة" وينفي وجود مؤشرات مسبقة.

وحسبما قال البروفيسور إيال فروختر، رئيس المجلس الوطني للصدمات النفسية في إسرائيل، فإن "إعادة المصابين نفسيا إلى القتال قرار خاطئ، ويبدو أن النقص الشديد في القوى البشرية يجعل المؤسسة العسكرية تتجاهل الخطر".

وأكد مصدر في وزارة الأمن القومي أن "من بين عشرات آلاف الجنود الذين استدعوا مؤخرا، هناك المئات وربما الآلاف من المصابين نفسيا. لا يوجد أي جهة تملك معلومات دقيقة عنهم، لا الجيش، لا قسم الصحة النفسية، ولا قسم التأهيل في وزارة الأمن".

وكشف المصدر أن "المشكلة تتفاقم بسبب البيروقراطية، وانعدام التنسيق بين وزارة الأمن والجيش، فالأخير لا يملك معلومات كافية عن الجنود الذين يتلقون العلاج في قسم التأهيل، حتى في حالات الصدمة النفسية الشديدة".

ويقول الجيش، إن وزارة الأمن قررت، في بداية الحرب، تسجيل المصابين كـ"جرحى مؤقتين" لتسريع العلاج، وإذا خضعوا لاحقا للجنة طبية يمكن الاعتراف بهم كمعاقين دائمين.

ويقدم قسم التأهيل بحسب وزارة الأمن، العلاج لـ78 ألف جريح من جميع حروب إسرائيل، من بينهم 26 ألف مصاب نفسي، منهم 11 ألف مصنفين كضحايا صدمة نفسية، وأكثر من 17 ألفا من هؤلاء هم من جرحى الحرب الحالية، ونحو 9000 منهم مصابون نفسيا.

وبيّن البروفيسور فروختر، أن العودة للقتال قد تفاقم الحالة النفسية وتؤدي إلى اضطراب نفسي مزمن.

وبدوره قال البروفيسور يوسي ليفي بليز، رئيس مركز أبحاث الانتحار، إن التعرض لأحداث مهددة للحياة، إلى جانب فقدان الزملاء والصدمات الأخلاقية، خصوصا في غزة، مع سهولة الوصول إلى السلاح، يزيد كثيرا من خطر الانتحار، موضحا أن: "الاستدعاء الواسع لمن قاتلوا كثيرا يثير قلقي الشديد".

زيادة معدل الانتحار

تشير الإحصاءات التي نشرتها "هآرتس" في عام 2023، إلى انتحار 17 جنديا، سبعة منهم منذ 7 أكتوبر.

أما في عام 2024، فقد انتحر 21 جنديا، مقارنة بمتوسط سنوي يبلغ 12 حالة في العقد الماضي.

ومنذ بداية 2025، وقعت 7سبع حالات انتحار أخرى على الأقل.

 

المصدر: قناة اليمن اليوم

كلمات دلالية: وزارة الأمن

إقرأ أيضاً:

الكشف عن تجنيد مرضى نفسيين للخدمة بغزة وانتحار 35 جنديا إسرائيليا

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في استدعاء جنود احتياط يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة النفسية "PTSD" للخدمة مجددًا، مما أثار جدلاً واسعًا حول سلامة هؤلاء الجنود وقدرتهم على أداء مهامهم العسكرية، وذلك في ظل نقص حاد في القوى البشرية.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تم استدعاء جنود احتياط يعانون من اضطرابات نفسية حادة للخدمة، رغم تحذيرات طبية سابقة بعدم ملاءمتهم للخدمة العسكرية. 

وكشفت الصحيفة أن قسم التأهيل بوزارة الحرب يُعالج أكثر من 17 ألف جندي مصاب بينهم 9 آلاف بأمراض نفسية جراء حرب الإبادة بغزة، وإن ما لا يقل عن 35 جنديا في الخدمة الفعلية انتحروا منذ بداية حرب الإبادة بغزة.


وأوضحت أن أحد هؤلاء الجنود، الذي كان يعاني من أعراض نفسية شديدة، أقدم على الانتحار بعد فترة وجيزة من استدعائه، لم يتم الإعلان عن وفاته في وسائل الإعلام، ولم يُنشر اسمه، مما يشير إلى محاولة للتكتم على الحادثة.

وذكرت أن جيش الاحتلال، الذي يواجه تحديات في تجنيد عدد كافٍ من الجنود، بدأ في مراجعة ملفات جنود الاحتياط الذين تم تسريحهم سابقًا لأسباب طبية، بما في ذلك الاضطرابات النفسية، بهدف إعادة تقييم مدى ملاءمتهم للخدمة. 

وأكدت أن "هذا التوجه أثار قلقًا بين الخبراء النفسيين وعائلات الجنود، الذين يخشون من تفاقم الحالة النفسية للجنود المعنيين وتعرضهم لمزيد من الضغوط التي قد تؤدي إلى نتائج مأساوية".

وأوضحت أن "الخبراء يشيرون إلى أن إعادة استدعاء الجنود الذين يعانون من PTSD دون توفير الدعم النفسي الكافي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالتهم، مما يشكل خطرًا على حياتهم وحياة زملائهم في الخدمة. كما أن هذا التوجه قد يؤثر سلبًا على الروح المعنوية للجيش ويزيد من معدلات الانتحار بين الجنود".

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه يتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة الجنود، بما في ذلك إجراء تقييمات طبية ونفسية قبل استدعائهم للخدمة. 


وذكرت الصحفية أن الحوادث الأخيرة تشير إلى وجود ثغرات في هذا النظام، مما يستدعي مراجعة شاملة للسياسات المتعلقة بتجنيد جنود الاحتياط الذين يعانون من اضطرابات نفسية.

وأوضحت "تسلط هذه القضية الضوء على التحديات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في ظل نقص القوى البشرية، والحاجة إلى موازنة بين متطلبات الأمن القومي وسلامة الجنود النفسية. كما تثير تساؤلات حول مدى استعداد المؤسسة العسكرية للتعامل مع الأبعاد النفسية للخدمة العسكرية، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة".

مقالات مشابهة

  • الحرب على غزة تربك البنية النفسية لقوات الجيش الإسرائيلي
  • انتحار 35 جندي صهيوني منذ بدء العدوان على غزة
  • الكشف عن تجنيد مرضى نفسيين للخدمة بغزة وانتحار 35 جنديا إسرائيليا
  • هآرتس: انتحار 42 جنديا إسرائيليا منذ بداية الحرب على غزة
  • العدو الصهيوني يُجند جنوداً مصابين بأمراض نفسية بسبب رفض القتال
  • جيش الاحتلال يجنّد مصابين بأمراض نفسية لسد العجز في القوات.. وانتحار 35 جنديًا منذ بداية حرب غزة
  • هآرتس .. تجنيد مصابين بأمراض نفسية وتعتيم على حالات انتحار
  • دُفن بعضهم سرًّا.. انتحار 35 جنديًا إسرائيليًا منذ بدء الحرب على غزة
  • “جنود بلا نفس”… جيش إسرائيل يُخفي موجة انتحار وصدمات نفسية