فيتو أمريكي من أجل استمرار القتل
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
أجهزت الولايات المتحدة بالفيتو على مشروع قرار قدمته الإمارات العربية المتحدة إلى مجلس الأمن من أجل إيقاف الحرب في غزة لأسباب إنسانية.
كان أعضاء مجلس الأمن كلهم باستثناء بريطانيا، والولايات المتحدة، قد وافقوا على القرار فإذا بالأخيرة تكشف وجهها القبيح داخل المجلس وتفسد المحاولة التي كان من شأن نجاحها أن يوقف القتل في غزة ويمنع بنيامين نتانياهو من الذهاب بمشروعه الإجرامي إلى مديات أبعد.
لطالما توجهت أعين بعض العرب إلى الولايات المتحدة باعتبار أن الحل في الشرق الأوسط لن يكون إلا أمريكيا. وفي الوضع المزري الذي انتهى إليه الاتحاد السوفييتي وكانت الصين يومها تحث الخطى لترتيب مستقبلها الاقتصادي غير عابئة بالسياسة انطلت الكذبة على الكثيرين. حتى أن قائداً بحجم جمال عبدالناصر كان قد وافق على مبادرة روجر الأمريكية أملا في نهاية الصراع. ولكن مياه البحيرة الأمريكية آسنة ولا تصلح للعوم. وهو ما ستظل عليه دائما ولم يكن العيب فيها، بل العيب في مَن حلم بعبورها آمنا. الممر الأمريكي كان أسوأ بكثير من الممر الإسرائيلي الذي هو عبارة عن الجحيم مجسدا. ذلك ما عرفه الفلسطينيون من خلال سلطتهم التي بدلا من أن تكون نواة للدولة الفلسطينية الموعودة صارت لا تملك رأيا في القضية التي هي أمانتها الوحيدة في مواجهة التاريخ. ولكن الهاجس الأمريكي كان مزعجاً دائماً.
تكره الولايات المتحدة الفلسطينيين. وهي لا ترى في قتلهم ما يخل بالسلام العالمي. كما لو أن مجلس الأمن قد أسس لضمان سلام إسرائيل. فنادرا ما تستعمل الدول الكبرى حقها في الفيتو. ولكن هل هناك مَن يملك القدرة على الحد من جنون الولايات المتحدة وهي التي سلمت العراق إلى إيران مدمراً بحيث لا يمكن إصلاح ما فعلته؟ وليس مبالغاً فيه القول بأن الولايات المتحدة تطرب للنغمة التي تكشف عن كرهها ومعاداتها. فهي ليست صديقة لأحد باستثناء إسرائيل التي ترتبط بها بعلاقة غامضة، يشك الكثيرون من خلالها أن إسرائيل هي التي تدير السياسة الأميركية. ولكن المؤكد أن الإدارة الأميركية، ديمقراطية كانت أم جمهورية تضع مصالح إسرائيل فوق مصالحها.
بعد الفيتو الأمريكي ليس أمام الفلسطينيين في غزة سوى مواجهة قدرهم. لقد عجز المجتمع الدولي بوجهه القانوني عن إنقاذهم. ليست الجريمة التي تُرتكب في حقهم مجرد رد فعل انتقامي إسرائيلي. هناك دولة عظمى كانت إلى وقت قريب جزءاً من الوساطة التي أدت إلى هدنة مؤقتة من أجل تبادل الأسرى وإيصال المعونات الإنسانية. أفصحت تلك الدولة عن أنها شريكة في الجريمة. الولايات المتحدة لا ترى في إيقاف العدوان حلاً، بل ترى الحل في استمراره. وهو ما يعني مزيداً من القتل والدمار إلى أن يشعر الوحش الإسرائيلي بالتعب والضجر.
صحيح أنها حرب مكلفة، بشرياً ومادياً بالنسبة إلى المعتدي الإسرائيلي، ولكن الصحيح على الطرف الآخر أن تلك الحرب اتخذت طابعا مصيرياً بالنسبة إلى الفلسطينيين وغيرت الكثير من المفاهيم والرؤى بالنسبة إلى الكثير من العرب الذين حتى حرب غزة كانوا يأملون أن هناك درجة من التفاهم مع إسرائيل يمكن البناء عليها، ثقة منهم بأن الأطراف كلها ترغب في أن تعيش المنطقة حالة دائمة من السلام. جاء الفيتو الأميركي الذي هو تجسيد لموقف مصطف مع نهج الإبادة ليلقي بتلك الآمال في سلة المهملات.
لا ترغب إسرائيل في أن يعم السلام المنطقة. الأسوأ من ذلك أن الولايات المتحدة وهي الداعم الرئيس لإسرائيل هي الأخرى لا ترغب في أن تنهي إسرائيل مشاكلها مع العرب. وهي مشاكل كلف العرب أنفسهم مشقة طي صفحة الكثير من الحقائق المصيرية من أجل تجاوزها.
لذلك بغض النظر عن الموقف الرسمي العربي من حرب غزة الذي يبدو على درجة عالية من الغموض فإن أشياء كثيرة ستتغير وفي الأخص على المستوى الشعبي الذي سيكون نافراً من أي رغبة في العودة إلى فتح أبواب المنطقة لإسرائيل. أما الثقة بالولايات المتحدة فستصل إلى ما دون الصفر.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة فی غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
زعيم إيران يقول إنه لا يتوقع نتائج من المحادثات مع الولايات المتحدة
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
قال المرشد الأعلى الإيراني إنه لا يتوقع أن تؤدي المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة إلى “نتائج”، مما يضعف الآمال في تحقيق انفراج، وذلك بعد أن لمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي إلى إحراز تقدم في المفاوضات لإنهاء الأزمة المستمرة منذ فترة طويلة حول برنامج إيران النووي.
وردّ آية الله علي خامنئي، صاحب القرار النهائي في إيران، على إصرار الولايات المتحدة على عدم السماح للجمهورية الإسلامية بتخصيب اليورانيوم، مشيرًا إلى الفجوة الكبيرة بين الطرفين.
وقال: “إن الجمهورية الإسلامية لديها سياسة معينة ستواصل اتباعها”، متهمًا المسؤولين الأمريكيين بالإدلاء بـ”تعليقات غير منطقية”.
وأشار إلى أن الإدارة الإيرانية السابقة انخرطت أيضًا في محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة “ولكنها لم تحقق أي نتيجة. لا نعتقد أن هذه المحادثات ستؤدي إلى نتائج هذه المرة أيضًا. لا نعرف ماذا سيحدث.”
وقد أدت هذه التصريحات إلى ارتفاع وجيز في أسعار النفط العالمية، حيث ارتفع خام برنت بنسبة 1٪ تقريبًا قبل أن يفقد هذه المكاسب.
وجاءت تصريحات خامنئي بعد أيام من تأكيد المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يوم الأحد أن إدارة ترامب تطالب بالتفكيك الكامل لبرنامج إيران النووي.
وقال ويتكوف، كبير المفاوضين الأمريكيين مع إيران، خلال مقابلة مع برنامج “This Week” على قناة ABC: “لدينا خط أحمر واضح للغاية، وهو التخصيب. لا يمكننا السماح حتى بنسبة 1٪ من القدرة على التخصيب”.
ويقول محللون إيرانيون إن طهران، التي تعيش واحدة من أكثر فتراتها ضعفًا خلال العقود الأخيرة بعد أن تلقت ضربات عسكرية قاسية لها ولحلفائها في المنطقة، تسعى للتوصل إلى اتفاق لكنها لا تريد أن تبدو وكأنها ترضخ لضغوط ترامب.
وقد أكد المسؤولون الإيرانيون مرارًا أن ذلك سيكون غير مقبول، حيث تصرّ طهران على حقها في تخصيب اليورانيوم كطرف موقع على معاهدة عدم الانتشار النووي.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الثلاثاء إن قدرة إيران على التخصيب “غير قابلة للتفاوض”، رافضًا “المواقف غير المعقولة تمامًا التي كشف عنها المسؤولون الأمريكيون”.
وأضاف عراقجي، الذي يتفاوض مع ويتكوف، في حديثه للتلفزيون الرسمي: “لن نتراجع بأي شكل من الأشكال عن حقوقنا”.
وقد قدّم المسؤولون الأمريكيون إشارات متباينة منذ أن بدأت إدارة ترامب محادثاتها مع طهران حول الأزمة النووية في أبريل/نيسان.
وفي الأسبوع الماضي، قال ترامب إن المفاوضات تحرز تقدمًا، مشيرًا إلى: “نقترب من عقد صفقة ربما”.
وأضاف: “لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. هذا هو الأمر الوحيد. الأمر بسيط جدًا”.
ويؤكد ترامب أنه يريد اتفاقًا، وقد عقدت إيران والولايات المتحدة أربع جولات من المحادثات منذ أبريل. لكنه هدد أيضًا باستخدام القوة العسكرية إذا فشلت الدبلوماسية.
ويحذّر الخبراء من أن التوصل إلى اتفاق بين الطرفين سيكون بالغ الصعوبة، نظرًا لمستوى انعدام الثقة العميق بينهما وحجم التقدم الذي أحرزته إيران في برنامجها النووي.
وتعود جذور الأزمة إلى عام 2018 عندما انسحب ترامب بشكل أحادي من الاتفاق الذي وقعته طهران مع إدارة باراك أوباما وقوى عالمية أخرى، والذي نصّ على فرض قيود صارمة على الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات.
وردّت طهران على انسحاب ترامب من الاتفاق وقراره فرض مئات العقوبات على الجمهورية الإسلامية بزيادة كبيرة في عمليات التخصيب.
المصدر: Financial Times
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق عربي ودوليالمتحاربة عفوًا...
من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...
It is so. It cannot be otherwise....
It is so. It cannot be otherwise....
سلام عليكم ورحمة الله وبركاتة...