14 ديسمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث:
رياض الفرطوسي
لو حاولت تمزيق صورة معينة وطلبت من الاخرين بعد ذلك التعرف على هوية صاحب هذه الصورة ستكتشف اجابات مختلفة بين من يتعرف على جزء من الصورة او على بعض ملامحها او زاوية محددة فيها ‘ وبمجرد ان تقوم بأعادة ترتيبها او لصقها من جديد سيتمكن الجميع من التعرف عليها وعلى صاحبها ‘ وحسب علماء النفس هذا يؤكد الجانب الاختزالي لرؤيتنا للاشياء وهي رؤية تقوم على قراءة وجه محدد من الحقيقة لا على الابعاد الكلية والشاملة للصورة.
الواقع العراقي على مستوى نقدي يعيش هذه الاشكالية وهو افتقاد القدرة الذهنية في التحليل والنقد ‘ اذ من الصعوبة بمكان ان تجد او تكتشف علاقة كاملة ومترابطة على مستوى نقدي بسبب النظرة السطحية والاعتماد على الصورة كحدث مباشر مفرغ من المضامين الداخلية ومن خلال ذلك تبدا عملية اطلاق الاحكام التي عادة ما تكون بين اتجاهين ‘ اما ان يكون مدحا لا يقوم على الوعي او قدحا تبسيطيا . لا يمكن نقد الوعي الاختزالي لانه عادة مفرغ من المشاعر الانسانية ومبنية على مجموعة من التناقضات والتشوهات الحادة واحيانا يرفض الاعتراف بحالته هذه . يلجأ هذا النموذج الى الاستعراض والظهور ومن خلال ذلك يمارس صناعة شخصيته فهو لا يشعر بالندم على شي لكنك تراه قلق ومتردد ويتمتع بعقلية وذهنية تحتكر الحقيقة والاشياء.
هذه العقلية تقوم على ثقافة الوصم والعداء والكراهية ووضع الخصوم في خانة محددة بطريقة قطعية وصارمة . فهو ينتزع الوقائع من سياقها الموضوعي ويحللها او يفسرها على اساس مضامين مصلحية او تآمرية ذات هدف معين.
وبالمناسبة هذه الشخصيات تكاد تتناسل في كل عصر وزمان ‘ فهو ليس فردا وانما ظاهرة اجتماعية متوارثة عبر عصور زمنية غابرة . ان ما يكتبه او يقوله بحاجة الى تفكيك نقدي خاصة اذا دققنا في مستوى ردود الفعل والقسوة المباشرة.
نحن شعب تعرض لحروب وويلات وانتهاكات من خلال قرارات خاطئة تقوم على الارتجال ولا تقوم على اساس نقد الواقع بطريقة ايجابية تقويمية من اجل انتاج وعي سياسي بمضامين ومفاهيم جديدة تأخذ مداها في سلطة القانون.
حينما لا تتسع حدود المسافة بين المسؤول والفقير وعامل البناء وبائع البسطية والعاطل عن العمل ‘ وبين المسؤول والمقهى والمنتدى الثقافي والفني والاجتماعي ( ولا يتحول المسؤول الى ظاهرة استعراضية لاخذ الصور والكشخة واختيار ارقام مميزة لسيارته وهاتفه ‘ ويتحدث عن انجازات لا وجود لها على ارض الواقع ) وتصبح هذه المسافة قصيرة تسمح بالحوار والنقد البناء ‘ حينها نستطيع ان نمسك خيط التغيير والبناء والوضوح والصراحة والمكاشفة من اجل انتاج سلطة بمضامين قانونية ومؤسساتية وسلوكية . وعليه لا عناد مع النقد لاننا نعالج فرضيات متغيرة حسب الواقع ومتغيراته المستمرة لانه ما يصح اليوم قد لا يصح غدا.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: تقوم على
إقرأ أيضاً:
3 دولارات ثمن الحياة.. مغردون: من المسؤول عن فاجعة شهيدات لقمة العيش بمصر؟
تصدر وسم #شهيدات_لقمة_العيش منصات التواصل الاجتماعي في مصر، إثر حادث سير مأساوي وقع على الطريق الإقليمي بنطاق مركز أشمون في محافظة المنوفية بدلتا مصر.
وأفادت مصادر أمنية وطبية مصرية بأن 19 شخصا لقوا مصرعهم وأُصيب 3 آخرون، أول أمس الجمعة، في تصادم مروع بين سيارة نقل ثقيل وباص صغير (ميكروباص) كان يقل فتيات يعملن باليومية.
وانتشرت حالة من الحزن والغضب بين رواد مواقع التواصل، الذين نعوا الضحايا، خاصة بعد نشر وسائل الإعلام الرسمية قوائم بالأسماء والأعمار، أظهرت أن أعمار معظم الضحايا من الفتيات تتراوح بين 14 و22 عاما.
وعبّر مدونون عن صدمتهم قائلين: "استشهدت 19 فتاة مصرية في المنوفية، متوسط أعمارهن 15 عاما. عدن من عمل شاق اضطررن إليه لتأمين لقمة العيش التي لم تستطع الدولة توفيرها لهن".
وكتب آخرون: "فتيات في عمر الزهور كان حلمهن اليومي 130 جنيها فقط، أي ما يعادل 3 دولارات أميركية."
حلمهم اليومية ام ١٣٠ جنيه????#حادث_المنوفية pic.twitter.com/0Z0NfjCoVa
— انا دمي فلسطيني???????? (@mmdeo_D222) June 29, 2025
وتصاعدت الانتقادات والمطالبات بالمحاسبة على منصات التواصل، حيث وجه مغردون أصابع الاتهام إلى وزارة النقل ووزيرها كامل الوزير، خصوصا بعد تكرار الحوادث على الطريق الإقليمي، وافتقاره لأنظمة السلامة، وسوء التصميم والصيانة.
ودعا البعض إلى تحقيق عاجل وشامل في ظروف الحادث، إذ بدأت النيابة العامة بالفعل تحقيقاتها واستجوبت شهود العيان وخبراء الطب الشرعي.
المنوفية.. جنازة ضحايا حادث الإقليمي بكفر السنابسة
استشهد اليوم 19 فتاة مصرية في المنوفية ، متوسط أعمارهن 15 عامًا، وهنّ عائدات لا من مدارس أو ملاعب، بل من أعمالٍ شاقة اضطررن إليها لتأمين لقمة العيش التي عجزت الدولة عن توفيرها لهن.#حادث_المنوفية #حادث_الطريق_الإقليمي #المنوفية… pic.twitter.com/f5S6VYeItq
— Youssef Mohamed (@Youssef97696132) June 27, 2025
إعلانوتشير التحقيقات الأولية إلى أن السرعة الزائدة والتصادم المباشر كانا سبب الحادث، لكن أصواتا على مواقع التواصل أكدت أن المشكلة تتعدى هذا الحادث إلى "غياب البنية التحتية السليمة وسوء إدارة منظومة الطرق"، لا سيما أن معظم الضحايا كن من قرى تعمل فيها الفتيات باليومية مثل صنصفط وكفر السنابسة وبلمشط التابعة لمركز منوف.
#حادث_المنوفية
من المسئول؟
المكروباص محمل ٢٠ نفر والتريلا ماشية عكس والسائق مبرشم.. فين المرور وفين أمناء الشرطة اللي بيقلبونا؟
الطريق مكسر.. فين #كامل_الوزير وفين القروض اللي مرمطتنا؟
عمالة الأطفال.. فين وزارة العمل والشئون الاجتماعية وحقوق الطفل؟
لو بنحارب مش هيموت كل دول pic.twitter.com/mtMbH12TKQ
— أسامة القصّاص (@UsamaUstaz) June 28, 2025
وبعد 6 ساعات فقط من الحادث، وقع حادث آخر في الطريق نفسه نتيجة انقلاب شاحنة، مما عزز حالة الاستياء الشعبي حيال تكرار حوادث السير في المنطقة.
وتداول مستخدمو الإنترنت مقاطع مصورة لسائق يسير عكس الاتجاه على الطريق نفسه، مما أدى إلى وقوع تصادم جديد بعد يوم فقط من فاجعة المنوفية، الأمر الذي زاد من حدة الجدل حول أمان الطرق وفاعلية الرقابة المرورية في مصر.
سائق يرصد السير عكس الاتجاه على الدائري الإقليمي وتصادم جديد بعد يوم من حادث المنوفية.. ما القصة؟ pic.twitter.com/Dk3HI0JmLk
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) June 28, 2025
وفي البرلمان، تقدم أحد النواب بطلب استجواب رسمي إلى مجلس الشعب ضد رئيس الوزراء ووزير النقل بشأن مسؤوليتهما عن تكرار الحوادث على الطريق الدائري الإقليمي.