تضارب أميركي إسرائيلي حول مدة الحرب على غزة ومخاوف من كابوس إقليمي
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
بحث مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال زيارته لإسرائيل مدة الحرب على غزة، وسط تقارير أفادت بأنه طالب بإنهاء المرحلة المكثفة منها خلال أسابيع لا أشهر، فيما أشارت شبكة "سي إن إن" إلى توترات "غير مسبوقة" بين البيت الأبيض ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في مقابلة مع الجزيرة مساء اليوم الخميس إن واشنطن تريد من إسرائيل الانتقال من المرحلة المكثفة الحالية إلى مرحلة أقل حدة في أسرع وقت ممكن.
وأضاف أن سوليفان طلب من الإسرائيليين أن يكونوا أكثر دقة في عملياتهم العسكرية لتجنيب المدنيين تبعات الحرب.
وجدد المتحدث التأكيد على أن واشنطن لا تؤيد وقف إطلاق النار بشكل مستدام ولكنها تريد مزيدا من الهدن الإنسانية لإدخال المساعدات إلى غزة وإنقاذ الرهائن، وفق تعبيره.
وذكر كيربي أن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يزال يؤمن بحل الدولتين، لكنه أضاف أن الأمر صار بعيد المنال في ضوء هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية.
وفي تصريحات أخرى أدلى بها في وقت سابق من اليوم، قال كيربي إن واشنطن لا تملي شروطا على إسرائيل بشأن مدة الحرب لكنها تريدها أن تنهيها في أقرب وقت ممكن.
وأضاف أن الولايات المتحدة تعمل من أجل تحقيق هدنة قصيرة في غزة لأن هناك مخاوف من الهدن الطويلة باعتبارها في صالح حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ69 حربه المدمرة على غزة، التي خلفت حتى مساء اليوم الخميس 18 ألفا و787 شهيدا، و50 ألفا و897 جريحا وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
وقال ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي إن نتنياهو شكر سوليفان على الدعم الأميركي في الحرب، وأبلغه أن إسرائيل ستواصل القتال حتى الانتصار على حماس.
رؤية بايدن وسوليفان
غير أن موقع أكسيوس نقل عن مسؤولين أميركي وإسرائيلي قولهما إن سوليفان أبلغ نتنياهو وأعضاء مجلس وزراء الحرب أن عليهم الانتقال إلى المرحلة التالية الأقل حدة في غضون أسابيع لا أشهر.
وقال المسؤول الإسرائيلي لأكسيوس إن سوليفان لم يضغط من أجل إنهاء القتال لكنه أعرب عن قلقه بشأن نزوح الفلسطينيين في غزة والخسائر في صفوف المدنيين.
في الوقت نفسه، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين أن إدارة بايدن تتفهم أن جهود إسرائيل لملاحقة قادة حماس ستستمر عدة أشهر، لكن الرئيس يريد إنهاء الحملة الإسرائيلية الواسعة في غضون 3 أسابيع.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن "الأمر متروك للإسرائيليين بشأن المدة التي ستستغرقها العملية العسكرية"، لكنها أضافت أن المسؤولين الأميركيين منخرطون في محادثات مع نظرائهم الإسرائيليين في هذا الشأن، وأن واشنطن لا تريد أن يستمر الصراع أكثر من اللازم، وفقا للوزارة.
في غضون ذلك، تناقلت وسائل الإعلام الأميركية تقارير عن المخاطر التي قد تجرها الحرب على صورة الولايات المتحدة وقيادتها على المستوى العالمي بالإضافة إلى التبعات المحتملة على الرئيس بايدن نفسه.
وتحدثت شبكة "سي إن إن" عن "توترات غير مسبوقة" بين البيت الأبيض ونتنياهو، وسط شعور بايدن بالثمن السياسي لوقوفه إلى جانب إسرائيل، وفقا للشبكة.
وأضافت أن رحلة سوليفان إلى إسرائيل مؤشر على أن تل أبيب لم تأخذ في الاعتبار تحذيرات بلينكن بشأن حماية المدنيين.
وقالت الشبكة إن قيادة واشنطن العالمية "مهددة بتلقي ضربة قوية بسبب دعمها لإسرائيل".
مستشار الأمن القومي الأمريكي يبحث في تل أبيب تحديد جدول زمني لإنهاء الحرب في قطاع #غزة، ومجلس النواب يوافق على فتح تحقيق رسمي لعزل الرئيس #بايدن
الخبر في قصة بـ #إيجاز#حرب_غزة pic.twitter.com/uQgmIi1JmY
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 14, 2023
مخاوف أميركيةفي السياق نفسه، نقلت قناة "إن بي سي" عن مصدر في الاستخبارات الأميركية قوله إن نتنياهو لديه حافز لإطالة أمد الحرب في محاولة لحماية بقائه السياسي، وإنه قد يحول مشاكله الشخصية إلى "كابوس إقليمي".
كما نقلت القناة عن مسؤولين أميركيين وغربيين أن إسرائيل ليس لديها موقف متماسك أو خطة سياسية بعد انتهاء الحرب على غزة.
من جهة أخرى، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين إسرائيليين أنهم يتابعون انتقادات الديمقراطيين في الولايات المتحدة بشأن ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة، وأنهم يخشون فقدان الدعم الشعبي الأميركي.
وقال المسؤولون للصحيفة إن القادة الإسرائيليين أعربوا منذ أسابيع عن مخاوفهم من وقف إدارة بايدن التواصل مع الإسرائيليين علنا.
وفيما يتعلق بالرأي العام الإسرائيلي، أظهر استطلاع أجرته صحيفة معاريف أن 43% من الإسرائيليين لا يوافقون على تصرفات نتنياهو مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بإدارة الحرب، مقابل 36% يرون أن طريقته مناسبة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة عن مسؤولین
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يلمّح لتغيير أولويات حكومته بشأن إنقاذ الأسرى.. وترامب يضغط لإنهاء الحرب في غزة
أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن "فرصًا عديدة قد فُتحت" عقب العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، من بينها إمكانية استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة.
وخلال زيارته إلى منشأة تابعة لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) في جنوب إسرائيل يوم الأحد، صرّح نتنياهو "كما تعلمون، فُتحت الآن العديد من الفرص بعد هذا الانتصار. أولًا، لإنقاذ الرهائن، وبالطبع، علينا أيضًا حل مسألة غزة، وهزيمة حماس، لكنني أعتقد أننا سننجز المهمتين"
وتُعد هذه التصريحات من المرات النادرة التي يبدو فيها نتنياهو يضع قضية الأسرى في مقدمة أولوياته، متراجعًا عن نبرته السابقة التي كانت تؤكد على "النصر الكامل" على حماس بوصفه الهدف الأسمى للحرب، حسب تصريحاته في مايو الماضي.
معركتنا ليست معكم .. سارة نتنياهو توجه رسالة إلى الشعب الإيراني
نتنياهو يزور البيت الأبيض 7 يوليو
ورحّب منتدى عائلات الأسرى بهذا التحول، لكنه شدد في بيان له على ضرورة إنجاز "صفقة شاملة واحدة" تضمن الإفراج عن جميع الرهائن وإنهاء الحرب، مشيرًا إلى الفرق الجوهري بين "الإنقاذ" و"الإفراج" قائلين "ما نحتاجه هو الإفراج، لا الإنقاذ. هذه الكلمة قد تعني الفرق بين النجاة والفقدان"
وفي جانب آخر من تصريحاته، ألمح نتنياهو إلى "فرص إقليمية أوسع" انفتحت بعد العملية ضد إيران، في إشارة على الأرجح إلى جهود محتملة لتوسيع اتفاقيات التطبيع الإسرائيلية مع دول الخليج.
ورغم هذه النبرة الدبلوماسية، واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها المكثفة في غزة. فقد قُتل أكثر من 150 فلسطينيًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، التي ذكرت أن الحصيلة الكلية للضحايا الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب بلغت أكثر من 56,000 قتيل، بينهم ما يزيد عن 17,000 طفل.
وتتزايد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعا عبر منصة تواصل اجتماعي إلى "عقد الصفقة في غزة. استرجعوا الرهائن الآن!!!"
وفي ظل هذه الضغوط، عقد نتنياهو اجتماعًا أمنيًا رفيع المستوى مساء الأحد لمناقشة التطورات الميدانية والسياسية، بمشاركة وزير الدفاع إسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي من المقرر أن يلتقي مسؤولين في إدارة ترامب بواشنطن يوم الاثنين.
وتتزامن هذه التحركات مع طرح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف مقترحًا لوقف إطلاق نار مدته 60 يومًا، يتضمن إطلاق سراح 10 رهائن أحياء و18 جثة، مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين، يلي ذلك مفاوضات نحو هدنة دائمة، وهو ما تطالب به حماس بشكل أساسي.
لكن رغم استمرار القصف الإسرائيلي وأوامر الإخلاء المتجددة في شمال غزة، تشير مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن المؤسسة العسكرية باتت توصي بـ"التحوّل إلى المسار الدبلوماسي" بعد القضاء على معظم قيادات حماس الميدانية.
ويبدو أن نجاح إسرائيل في ضرب منشآت إيرانية رئيسية، بما فيها منشأة فوردو، أفسح مجالًا لإعادة تقييم الأهداف الاستراتيجية، في وقت يبحث فيه الجميع عن مخرج سياسي بعد أكثر من 20 شهرًا من الحرب.