بروكسل – دعا المستشار الألماني أولاف شولتس، رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان إلى مغادرة القاعة عند تصويت زعماء الاتحاد الأوروبي على بدء المفاوضات بشأن عضوية أوكرانيا.

 ونقلت صحيفة بوليتيكو عن مسؤولين مطلعين على الوضع، أن المستشار شولتس طلب من أوربان التوجه لتناول القهوة، عندما وصلت المناقشات حول هذه القضية إلى طريق مسدود.

وفي وقت سابق، قررت قمة الاتحاد الأوروبي بدء المفاوضات حول العضوية المستقبلية للاتحاد مع أوكرانيا ومولدوفا، كما منحت جورجيا وضع الدولة المرشحة.

وقال مصدر في الاتحاد الأوروبي للصحافيين في بروكسل، إن أوربان “غادر مؤقتا القاعة التي جرى فيها التصويت”. وأكد المصدر في الوقت نفسه أنه تم الاتفاق مع أوربان مسبقا على خروجه من القاعة قبيل التصويت. ووفقا للصحيفة، اقترح شولتس أنه إذا كان أوربان لا يريد حقا الموافقة على بدء المفاوضات مع أوكرانيا، فعليه أن يفكر في مغادرة القاعة لبعض الوقت. ويعتقد المستشار الألماني، أن ذلك سيسمح لزعماء 26 دولة أوروبية باتخاذ قرار لصالح بدء المفاوضات مع كييف، وسيتمكن الزعيم الهنغاري من القول إنه لم يصوت لصالحه.

وذكرت الصحيفة، أنه بعد حوالي ثلاث ساعات من توقف المناقشات بين زعماء الاتحاد الأوروبي حول انضمام أوكرانيا إلى الكتلة، اقترح شولتس على أوربان: “ربما من الأفضل، أن تأخذ القهوة وتشربها خارج القاعة”.

وتؤكد الصحيفة أن استراتيجية شولتس أثارت الاستغراب والدهشة في بروكسل وخارجها، لأن أداء المستشار على المسرح الأوروبي منذ تعيينه في عام 2021 كان مخيبا للآمال حتى الآن. وأضافت الصحيفة أن النقاد لاحظوا افتقاره إلى مهارات التفاوض والتواصل التكتيكي مقارنة بالمستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل.

ووفقا للصحيفة، فإن فكرة خروج زعيم إحدى دول الاتحاد الأوروبي من القاعة بهدف تحقيق الإجماع هي فكرة غير معتادة إلى حد كبير. وفي الواقع، لم يتمكن المسؤولون والدبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي في قمة يوم الخميس من تحديد ما إذا كانت خطوة شولتس قد استخدمت من قبل.

وكان رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو قال في وقت سابق إن أوربان لم يستخدم حق النقض (الفيتو) في قمة الاتحاد الأوروبي لبدء المفاوضات بشأن عضوية الاتحاد مع أوكرانيا بسبب الموقف الحاسم الذي اتخذته الدول الأعضاء الـ 26 الأخرى في الاتحاد.

المصدر: نوفوستي

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی بدء المفاوضات

إقرأ أيضاً:

“صمود” في كمبالا- محاولة لخلق طريق مدني ثالث وسط ركام الحرب السودانية

في ظل استمرار الحرب الدامية التي تعصف بالسودان منذ الخامس عشر من أبريل 2023، وتفاقم الأوضاع الإنسانية والانقسام السياسي، خرج تحالف "صمود" المنبثق من قوى الثورة المدنية ببيان ختامي من مدينة كمبالا الأوغندية، يمثل – بحسب كثير
من المراقبين – محاولة جادة لإعادة صياغة المعادلة السياسية بعيداً عن الاستقطاب العسكري الثنائي بين الجيش وقوات الدعم السريع.
قراءة في البيان: ما الجديد؟
البيان لم يأت في سياق تبريري أو دفاعي، بل بلهجة تشخيصية حاسمة، تؤكد أن ما يجري في السودان ليس مجرد صراع على السلطة، بل لحظة انفجار تاريخية لأزمة وطنية متراكمة شملت البنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية للدولة منذ الاستقلال.
وأشار إلى الانقسام الاجتماعي المتزايد، والنزعات الانتقامية، والدمار الواسع، دون أن يغفل جرأة تحميل المسؤولية للأطراف المتحاربة من دون مواربة أو انحياز.
رفض الاصطفاف: لا مع الدعم السريع ولا مع الجيش
في خطوة مهمة، أدان البيان بوضوح الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، خاصة ما يتعلق باستهداف المدنيين ونهب ممتلكاتهم واستخدام أسلحة محرمة، لكنه في ذات الوقت حمّل القوات المسلحة السودانية، و"القوى المتحالفة معها"، مسؤولية ارتكاب
جرائم مماثلة، ودعا إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في جميع الانتهاكات. هنا، يظهر "صمود" كتحالف لا يهادن، ولا ينجر إلى لعبة الاصطفاف، بل يتمسك بموقف مبدئي ضد الحرب.
شرعيات متنازعة وشعب مهمّش
البيان يهاجم صراحة ما وصفه بـ"التنافس على الشرعية" بين سلطة بورتسودان وقوى الدعم السريع، ويعتبر ذلك صراعاً نخبوياً منفصلاً عن هموم الشعب السوداني. فالشعب، بحسب البيان، لا يبحث عن حكومة تعيينات ولا تحالفات إعلامية، بل عن وقف للقتال
وإغاثة عاجلة، وحماية للمدنيين، واستعادة لكرامته. بهذا المعنى، يقدم التحالف رؤية تقطع مع النماذج السابقة من المحاصصات السياسية قصيرة النظر.
المشروع المدني: طريق ثالث بلا مساومة
البيان يسعى إلى بلورة ما يمكن تسميته بـ"الطريق المدني الثالث"، وهو موقف يرفض الحرب ولا يتساوى فيها مع دعاة السلام الرمادي أو الوسطاء الدوليين، بل يحاول أن يعيد الفعل السياسي المدني إلى مركز القيادة، من خلال جبهة مدنية ديمقراطية موحدة
لا تخضع للمحاور المسلحة. وتحالف "صمود" يعترف بتحديات هذا المسار، لكنه يعتبره السبيل الوحيد المتبقي لإنقاذ السودان من هاوية التشظي والانهيار.
البعد الإقليمي والدولي: كسر العزلة
يقر البيان بانقسام المواقف الإقليمية والدولية تجاه الأزمة، وهو ما أدى إلى فشل مبادرات وقف إطلاق النار. ولهذا، يسعى التحالف عبر تحركاته الخارجية إلى إعادة تعريف القضية السودانية في المحافل الدولية من زاوية مدنية وشعبية
لا باعتبارها نزاعاً بين جنرالين متصارعين. من هنا، فإن حشد الدعم السياسي والإنساني لمشروع "صمود" يتجاوز الرهان المحلي ويطمح إلى اختراق إقليمي ودولي حقيقي.
القضية الإنسانية أولاً
لا يغفل البيان الوضع الإنساني المتردي، بل يضعه في مركز الأولويات. يشيد بجهود "التكايا" و"المطابخ المجتمعية" و"غرف الطوارئ" باعتبارها تعبيرات عن مناعة اجتماعية وطنية قاومت الانهيار، ويدعو السودانيين في الخارج إلى تنظيم حملات
ضغط على المؤسسات الإعلامية والحقوقية لتسليط الضوء على معاناة المدنيين، خاصة مع تفشي الأمراض، وانعدام الدواء، واستمرار المجازر في إقليم دارفور.
محاولة لاستعادة المبادرة
ما خرج به اجتماع كمبالا ليس مجرد بيان سياسي، بل إعلان عن نية خلق مركز مدني مستقل وفاعل، يحاول أن يستعيد زمام المبادرة السياسية من بين يدي الجنرالات. هو بيان ضد الحرب، لكنه أيضاً ضد الاستسلام للوقائع المفروضة.
وهو خطاب مدني صريح، لكنه غير ساذج، يطرح نفسه بديلاً وطنياً حقيقياً وسط فراغ سياسي خانق.


إن تحالف "صمود" قد لا يملك حتى الآن الأدوات الكاملة لتغيير الميدان، لكنه يملك أهم ما افتقدته قوى الثورة منذ سنوات: وضوح الرؤية، واستقلالية الموقف، وربط السياسي بالإنساني.


وفي بلد بات فيه الصمت تواطؤاً، فإن هذا البيان خطوة نحو استعادة الصوت المدني للسودان.




zuhair.osman@aol.com

 

مقالات مشابهة

  • صحيفة أمريكية: المفاوضات النووية وصلت لطريق مسدود وإيران لم تعد خائفة من ترامب
  • بعدما نصَب على برلمانيين وقضاة بالعاصمة.. الجنرال المزيّف “بلحساني” أمام القضاء
  • الاتحاد الأوروبي وأميركا يواصلان التفاوض حول الرسوم الجمركية
  • النفط يرتفع بعد تمديد ترامب لمهلة المفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي
  • المملكة تُدشن مبادرة “طريق مكة” في جمهورية المالديف
  • التويجر: البعثة الأممية أوصلت المشكلة الليبية إلى طريق مسدود
  • بعد مكالمة ودية.. ترامب يؤجل فرض الرسوم على الاتحاد الأوروبي
  • “صمود” في كمبالا- محاولة لخلق طريق مدني ثالث وسط ركام الحرب السودانية
  • ترامب: المفاوضات النووية مع إيران “جيدة جدا”
  • تمديد الولايات المتحدة مهلة المفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي يرفع أسعار النفط ويؤثر سلبا على “المعدن الأصفر”