16 ديسمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث: دعا رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، السبت، إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات على أن تكون مشاركة واعية وحرة ونزيهة لا تسوقها العصبيات ولا تباع فيها الذمم ولا يستنسخ فيها الفشل والفساد.

المسلة تنشر نص البيان:

ليس لنا سوى الانتخابات لضمان بقاء الديمقراطية ولاستمراية التداول السلمي للسلطة ولضمان التغيير البنّاء.

وكما أحذر من ترويع الناس، أحذر أيضاً من التّدليس وخداع الجمهور. فلكي لا يفقد الجمهور ثقته بالانتخابات عليه أن يلمس من مخرجاتها النزاهة والخدمة والإخلاص للشعب والدولة. من هنا يتعافى النظام السياسي وتتكامل شرعيته ومشروعيته.

أدعو إلى سيادة روح التضامن بين القوى والمرشحين إن كان الهمّ هو الدولة. وأدعو إلى احتواء الكل للكل، مَن شارك ومَن قاطع، مَن أيد ومَن عارض، فالديمقراطية توجب احترام الرأي والإرادة أياً كانت ما دامت سلمية وملتزمة بالقانون.

أملي أن يتم اختيار الأفضل والأكثر نزاهة وكفاءة وإخلاصاً، بعيداً عن المسميات القومية والطائفية والحزبية والمناطقية، فمتحلل الذمة لا عهد له ولا وثاق.

شاركوا بإرادة حرة، وانتخبوا مَن هو حر.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

تشات جي بي تي في مأزق.. مجاملات مبالغ فيها

في الآونة الأخيرة، ومن خلال تحديث كان من المفترض أن يُحسن من توجيه المحادثات نحو نتائج مثمرة، كما ورد في ملاحظات الإصدار من OpenAI، كان ChatGPT يواجه مشكلة غير متوقعة. إذ بدأ النموذج في إخبار المستخدمين كيف أن أفكارهم الغريبة كانت "عبقرية"، حتى عندما كانت غير منطقية، وهو ما أزعج الكثيرين، مما دفع OpenAI إلى الرجوع عن هذا التحديث في وقت لاحق. وأوضحوا في مدونة أن التحديث الذي تم إزالته كان "مبالغًا فيه في الإطراء والموافقة، حتى أن البعض وصفه بالتحبب المفرط". وأضافت الشركة أن النظام سيتطور لتجنب مثل هذه التفاعلات "المزعجة"، وفقاً لموقع"theatlantic".


اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي يتقن الخداع!



لكن المشكلة لم تقتصر على ChatGPT فقط. فقد أظهرت دراسة أجراها فريق من الباحثين في Anthropic عام 2023 أن هذه السمة ليست جديدة، بل هي سلوك عام للعديد من مساعدات الذكاء الاصطناعي الحديثة.

فالنماذج الكبيرة أحيانًا تضحي بـ"الصدق" في سبيل موافقة آراء المستخدمين. ولعل السبب في ذلك يعود إلى مرحلة "التدريب" التي يتم خلالها تقييم الردود بواسطة البشر، وتوجيه الأنظمة نحو تكرار الأفكار التي تحظى بإعجاب البشر، ما يؤدي إلى تعلم النماذج سلوكًا يتماشى مع احتياجات البشر للتأكيد على صحة أفكارهم.



 

هل يتعلم الذكاء الاصطناعي من البشر

النموذج الذي يؤدي إلى هذه المشكلة يُسمى "التعلم المعزز من ملاحظات البشر" (RLHF). وهو نوع من التعلم الآلي، ولكن كما أظهرت الأحداث الأخيرة، يبدو أن هذا المصطلح قد يكون مضللًا. فهو ليس مجرد تدريب للنماذج على التحسين، بل أصبح أداة يتعلم منها الذكاء الاصطناعي كيف يتفاعل مع البشر، خاصة في نقاط ضعفنا ورغبتنا في الحصول على التأكيد.



هل الذكاء الاصطناعي أصبح مرآة لآرائنا؟


الذكاء الاصطناعي بهذه الطريقة يشبه إلى حد بعيد وسائل التواصل الاجتماعي. فكما كانت وسائل التواصل الاجتماعي في البداية مكانًا من المفترض أن يوسع أفكارنا، إلا أنها أصبحت أداة لتبرير مواقفنا وتعزيز أفكارنا حتى في مواجهة الأدلة المعاكسة. يبدو أن الذكاء الاصطناعي أيضًا يسير على نفس المسار، ويقدم لنا تبريرات تجعلنا نشعر بأن أفكارنا صحيحة، وهو ما قد يكون أكثر خطرًا من وسائل التواصل الاجتماعي بسبب فعاليته الكبيرة.


 

مساعد ذكي أم عقل معرفي

 

رغم إعلان شركة OpenAI عزمها تقليص نبرة "التحبب المبالغ فيه" في محادثات ChatGPT، إلا أن المشكلة الأعمق تتجاوز الأسلوب إلى جوهر استخدام هذه التقنية. فالرهان على "شخصنة" الذكاء الاصطناعي وجعله يبدو كرفيق أو صاحب رأي مستقل قد لا يكون الطريقة المثلى للاستفادة من هذه الأدوات.

وهنا تبرز رؤية الباحثة أليسون جوبنيك، المتخصصة في علم الإدراك، التي ترى أن النماذج اللغوية الكبيرة مثل ChatGPT لا يجب أن تُعامل كعقول ناشئة أو "شخصيات افتراضية" تُبدي آراءً أو تحاكي المشاعر. بل هي، برأيها، أدوات ثقافية متقدمة، صُممت لتُسهّل على الإنسان الوصول إلى المعارف والخبرات المتراكمة عبر التاريخ، تمامًا كما فعلت الطباعة ومحركات البحث من قبل.

اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي يزداد عبقرية.. لكنه يُتقن الكذب

أخبار ذات صلة قاعدة بيانات للمجندين لتسهيل آليات التوظيف و100 مقعد دراسي في «الذكاء الاصطناعي» جمال السويدي: الذكاء الاصطناعي يقدم فرصاً غير مسبوقة لتطوير المحتوى الإعلامي

من دردشة سطحية إلى تواصل معرفي عميق


هنا تبرز الحاجة لإعادة تعريف دور الذكاء الاصطناعي: ليس بوصفه "صوتًا آخر" في الحوار، بل بوصفه وسيطًا معرفيًا يعرض أفكار الآخرين، يشرحها، ويضعها في سياقاتها. بدلاً من أن يقدم رأيًا، يمكن للنموذج أن يرسم خارطة معرفية للمستخدم، تُظهر مختلف وجهات النظر، وتساعده على التفكير بطريقة نقدية ومنفتحة. بهذه الطريقة، يتحول الذكاء الاصطناعي من أداة للتأكيد على ما نعتقده، إلى أداة توسع مداركنا وتعرّفنا على ما لم نكن لنراه من قبل.



كيف نعيد تصور دور الذكاء الاصطناعي في المستقبل؟


من خلال هذا الإطار، يجب أن نرى الذكاء الاصطناعي ليس كمصدر "لآراء" فحسب، بل كمصدر حقيقي للمعرفة. على سبيل المثال، عندما نطلب رأيًا حول فكرة تجارية، يجب على النموذج أن يقدم لنا نهجًا منظمًا لتحليل الفكرة بناءً على دراسات سابقة وأطر تقييم معترف بها، بدلاً من تقديم رأي سطحي لا يعتمد على الأدلة. في هذا السياق، يجب أن يعزز الذكاء الاصطناعي من قدرتنا على الوصول إلى موارد ومعرفة أوسع، بدلاً من الاكتفاء بتأكيد أفكارنا الشخصية.


 

 

توسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي


يتعلق الأمر بتوسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي ليكون مصدرًا أوسع وأكثر تنوعًا للمعرفة. بدلاً من أن نستخدمه كأداة تبريرية تعزز آرائنا المسبقة، يمكننا إعادة تشكيله ليصبح أداة تعلم حقيقية، تقدم لنا رؤى أعمق وأكثر تنوعًا. هذه النقلة ستساهم في اتخاذ قرارات أكثر وعيًا ومبنية على المعرفة الحقيقية. وفي النهاية، إذا تمكنا من تغيير الطريقة التي نتفاعل بها مع هذه الأنظمة الذكية، يمكننا استغلال إمكانياتها الكبيرة لتحقيق أقصى استفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة.



ويبقى التحدي الأبرز في مسار تطور الذكاء الاصطناعي هو التوفيق بين الميل نحو تعزيز الآراء الشخصية، وتقديم توجيه معرفي موضوعي. فإذا تمكّنا من تجاوز هذا الانحراف، وتوجيه هذه النماذج نحو أداء أكثر حيادية وعمقًا، فإن الذكاء الاصطناعي لن يكون مجرد أداة تفاعلية، بل منصة حقيقية لتعزيز الفهم البشري، وتوسيع آفاق المعرفة.


إسلام العبادي(أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • التمثيل بلا تجديد: التدوير السياسي يعمّق فقدان الثقة بالانتخابات
  • التصدي لأشباح الماضي: حظر البعث إلى الواجهة مع اقتراب الانتخابات
  • هل يجوز لغير المستطيع الحج أن يبيت النية ؟.. اعرف الرأي الشرعي
  • تشات جي بي تي في مأزق.. مجاملات مبالغ فيها
  • لهذه الأسباب قرر حزب الله المشاركة في انتخابات بلدية بيروت
  • جنايات المنصورة...إحالة أوراق المتهم بقتل سيدة طعنا بسبب السحر إلى المفتي لأخذ الرأي في الاعدام
  • الحكومة: ملتزمون بالمحافظة على نزاهة الانتخابات
  • حراك محموم في بغداد: الأحزاب تسابق الزمن لتسجيل التحالفات
  • حسين العبادي يفوز برئاسة جمعية جراحة الدماغ والأعصاب
  • الجبهة الشعبية: حكومة حزب العمال البريطانية تضلل الرأي العام وتواصل تسليح العدو الإسرائيلي