جني الكنتالوب يرسم البهجة على وجوه مزارعي الأقصر.. لؤلؤ منثور في الحقول (صور)
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
ظهرت أخيرا حبات الكنتالوب الصفراء كأنها لؤلؤ منثور في الحقول، بعد 90 يوما انتظرها محمود عبدالنعيم، بفارغ الصبر، لترسم على وجهه الفرحة وهو يقطف الثمار الناضجة ويضعها في الأقفاص تمهيدا لتصديرها.
الكنتالوب الإسناوي، أحد أشهر الأنواع الصالحة للتصدير إلى لدول العربية وبعض دول أوروبا، ويشتهر مركز إسنا جنوب الأقصر بزراعته، كما يعتبر الكنتالوب من المحاصيل الحساسة لأي خطأ أثناء الري أو التسميد ويتأثر بشدة بالموجات الحارة، لذا يعزف كثير عن زراعته لأن خسائره كبيرة، ما لم يزرع على أيدي متخصصين، كما يذكر «عبد النعيم» لـ«الوطن».
ويضيف «نزرع الأصناف الصالحة للتصدير، وهي التيناري والروك، كما نزرع أصنافا أخرى للأسواق المحلية مثل الماجينكا والايديال، ونبيعها في سوق العبور في القاهرة»، مشيرا إلى أن هناك مواصفات تصديرية صارمة يلتزم بها المزارعون، مثل نسبة السكر وحجم الثمرة ونسبة الأملاح، إذ تخضع الثمار لعملية فرز دقيقة في محطة التعبئة والفرز ثم يجرى تغليفها ومن ثم تصديرها.
ويشير عبدالهادي محمود، مزارع، إلى أن الكنتالوب يزرع في بداية شهر سبتمبر وتبدأ أعمال الجني من شهر ديسمبر، وهو محصول قصير الدورة الزراعية، لافتا إلى أن سعر الطن هذا العام يتراوح من 8 إلى 9 آلاف جنيه للسوق المحلي، أما التصدير فيتراوح سعر الطن من 10 إلى 13 ألف جنيه.
إنتاجية هذا العام جيدة، والظروف المناخية جاءت مناسبة للمحصول، إذ بلغت الإنتاجية نحو 7 أطنان للفدان الواحد، بحسب جودة المحصول، مؤكدا أن الكنتالوب من المحاصيل المطلوبة في السوق الدولي والمحلي، وشهدت ازدهارا ونموا في مساحات الأراضي الزراعية التي تزرع الكنتالوبن بحسب «محمود».
من ناحيته، يؤكد أبو الفتيان ضرغام، نقيب الفلاحين بالأقصر، أن محصول الكنتالوب من المحاصيل التي يشتهر بها مركز إسنا، وأصبح يلقى اهتماما كبيرا خلال الفترة الأخيرة، حيث ازدادت المساحات التي تزرع الكنتالوب حتى وصلت إلى أكثر من 250 فدانا، والعدد كل عام في ازدياد، وذلك بفضل وجود خبراء ومتخصصين في زراعة هذه الأصناف التصديرية من وزارة الزراعة.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
حقول العراق… بين كنز الذهب الأسود ولهيب التهديدات: هل تنجو استثمارات الأجانب أم يحترق حلم الوطن؟
آخر تحديث: 12 يوليوز 2025 - 7:20 صبقلم: مصطفى الصبيحي حين أكتب عن نفط العراق، أشعر كأني أكتب عن دمي الذي يجري في عروقي. النفط عندنا ليس مجرد براميل تشحن وتباع، بل هو شريان حياة، ومرآة لوجع طويل وأمل لا ينكسر.في العراق، لا يمكنك فصل السياسة عن النفط، ولا فصل النفط عن دموع الناس التي ذرفوها طوال عقود. فهو نعمة كبرى، لكنه أحياناً يصبح نقمة حين تحيط به صواريخ التهديد، وحين يختطف من بين أيدينا كرهينة في صراعات أكبر منّا.اليوم يقف العراق على مفترق طرق خطير. فالحقول التي تغني الخزينة وتطعم ملايين الأفواه، باتت في مرمى نيران تهديدات لا تهدأ. شركات أجنبية عملاقة – مثل BP وTotalEnergies وENI – بدأت تسحب موظفيها الأجانب من الحقول الجنوبية خوفاً من عمليات استهداف قد تكون قادمة. النفط رهينة الصراعات الأرض العراقية منذ سنوات صارت مسرحًا لصراعات إقليمية ودولية. كلما اشتعل خلاف بين أمريكا وإيران، ارتعشت بغداد. لأن أي صاروخ يطلق أو طائرة مسيرة تُحلّق فوق الحقول النفطية، يعني أن رزق العراقيين في خطر.الجماعات المسلحة تلوح أحيانًا بضرب المصالح الأجنبية، للضغط سياسياً أو كرد فعل على أحداث خارج حدود العراق. وبينما السياسيون يتصارعون فوق المنابر، يقف العامل العراقي البسيط تحت حرارة الشمس، يحفر الأرض، ويعد البراميل، ولا يعلم هل سيجد عمله غدًا أم لا.هنا يصرخ القلب قبل العقل: أليس من حق العراق أن يعيش بسلام؟ أن يستثمر خيراته لينعم بها شعبه بدل أن تكون ساحة معارك؟ تصريحات رسمية تكشف المخاوف وزير النفط العراقي حياة عبد الأمير صرّح مؤخرًا قائلاً:الشركات الأجنبية شريك استراتيجي لنا، لكنها تتعرض لضغوط أمنية وإقليمية تجعل عملها في بعض الأحيان مهدداً. انسحاب هذه الشركات سيكون له تأثير مباشر على إنتاج العراق الذي يقترب اليوم من 4.4 ملايين برميل يومياً. وأوضحت وزارة النفط في بيانها الصادر في يونيو 2025:العراق يخسر نحو 350 مليون دولار شهريًا إذا انسحبت الشركات الأجنبية أو أوقفت تطوير الحقول، بسبب توقف المشاريع وزيادة كلفة الإنتاج، وهو ما لا يمكن تحمّله في هذه الظروف الاقتصادية. وجع القلب… وأمل لا يموت أنا لا أكتب هذه السطور كصحفي حيادي يقف على الرصيف. بل أكتبها كعراقي، كابن هذه الأرض، وكواحد من ملايين يحبّون العراق حد العظم.قلبي يحترق حين أسمع أن شركات النفط تفكر بمغادرة بلدي. ليس حباً بهم كشركات تبحث عن الربح، لكن لأنهم اليوم جزء مهم من اقتصادنا. العراق يعتمد على النفط في أكثر من 90% من دخله، وأي توقف أو تراجع في إنتاج النفط يعني: تأخر رواتب الموظفين. قلة فرص العمل. توقف مشاريع الكهرباء والطرق والماء. زيادة الفقر. نحن لا نريد أن يصبح نفطنا لعنة علينا. بل نريده طوق نجاة. نريده مدرسة تبنى، ومستشفى يفتتح، وجسر يصل الناس ببعضهم. نريده حياة.مزايا وعيوب بقاء أو انسحاب الشركات الأجنبية مزايا بقاء الشركات الأجنبية: نقل التكنولوجيا الحديثة في التنقيب والاستخراج. تدريب كوادر عراقية متقدمة. زيادة كفاءة الإنتاج وتقليل الهدر. توفير مليارات الدولارات عبر تطوير الحقول بسرعة . سلبيات وجود الشركات الأجنبية: أرباح كبيرة للشركات الأجنبية أحيانًا على حساب أرباح العراق. بعض العقود غير عادلة أو غير شفافة. استمرار الاعتماد على الخارج بدل بناء قدرة عراقية مستقلة. خلق نفوذ سياسي أو اقتصادي لهذه الشركات داخل البلد. سلبيات انسحاب الشركات الأجنبية: تراجع إنتاج النفط بشكل كبير. خسارة استثمارات ومشاريع ضخمة متوقفة. بطالة آلاف العراقيين العاملين مع هذه الشركات. فقدان الخبرة والتكنولوجيا الحديثة. فقدان ثقة السوق العالمي بالعراق كمصدر نفطي موثوق. وزير النفط قال في تصريح آخر:نطمح للوصول إلى إنتاج يفوق 5 ملايين برميل يومياً. لكن بدون الشركاء الدوليين سيكون الأمر أكثر صعوبة، وسنواجه تأخيرات كبيرة في تطوير الحقول. العراق أكبر من أزماته أكتب وأنا موقن أن العراق أكبر من أزماته. نعم، تهب علينا عواصف السياسة، وتلسعنا نيران الإرهاب، لكننا لا ننكسر. قد ننحني قليلاً، لكننا نقف دائماً.النفط لنا. وهذه الأرض لنا. ولن نسمح أن تكون حقولنا رهائن لأحد. نريد شركاء يحترمون العراق ويؤمنون بمستقبله، لا شركات تهرب عند أول شرارة.على العالم أن يفهم أن استقرار العراق ليس رفاهية، بل ضرورة. لأن انهيار النفط العراقي يعني ارتفاع أسعار الطاقة عالمياً، ويعني فوضى في الأسواق، ويعني بطالة وجوع في بلد المليون برميل. ختاماً حقول النفط ليست مجرد خزانات حديد وأنابيب. إنها قلب العراق. إنها أمل أيتام، وحلم شباب يبحث عن فرصة، ودواء مرضى ينتظرون علاجاً في مستشفى حكومي.فيا أيها الساسة، ويا أصحاب القرار: احموا هذا القلب. لا تتركوه يحترق بين لهب التهديدات. لأن نفط العراق ليس لكم وحدكم… إنه ملك لكل العراقيين.ويبقى السؤال: هل نحمي ذهبنا الأسود لنصنع منه غدًا مشرقًا؟ أم نتركه يضيع بين صراخ السياسة ولهيب الحروب؟أنا أؤمن أن العراق سينتصر. لأن العراقيين لا يعرفون الهزيمة