قال فلسطينيون إن إسرائيل كثفت قصفها لغزة الليلة الماضية، واليوم الأحد، مما أسفر عن مقتل 40 شخصا على الأقل وذلك بعدما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن السبيل الوحيد لضمان إطلاق سراح الرهائن هو الضغط العسكري المكثف على حركة حماس.

وجاءت الهجمات الإسرائيلية وسط قتال عنيف على طول القطاع الساحلي، وفقا للسكان والمسلحين، مع انقطاع الاتصالات لليوم الرابع، مما يجعل من الصعب الوصول إلى الجرحى، وذلك قبل أن تكشف الشركة المشغلة للخدمة عن عودة جزئية للإنترنت والاتصالات في القطاع، الأحد.

وقد تتعرض إسرائيل لمزيد من الضغوط لتقليص العمليات القتالية الكبرى عندما يزورها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن هذا الأسبوع.

وبرت واشنطن بالفعل عن قلقها المتزايد إزاء الضحايا المدنيين والتهجير الجماعي لنحو 1.9 مليون فلسطيني – ما يقرب من 85 بالمائة من سكان قطاع غزة – على الرغم من أنها تقدم دعما عسكريا ودبلوماسيا لحليفتها الوثيقة.

وواجهت الحكومة الإسرائيلية دعوات إلى وقف إطلاق النار من بعض أقرب حلفائها الأوروبيين، واحتجاجات من قبل الإسرائيليين الذين طالبوها بالتفاوض على اتفاق آخر لإطلاق سراح الرهائن مع حكام حماس في غزة.

وأدى الإعلان عن قتل 3 رهائن بنيران القوات الإسرائيلية بطريق الخطأ إلى زيادة الضغط على نتانياهو لإيجاد سبيل للإفراج عن المحتجزين لدى حماس.

وفي المقابل أكدت حركة حماس، المدرجة إرهابية على قوائم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مجددا أنها لن تتفاوض على أي تبادل "ما لم يتوقف العدوان على شعبنا نهائيا".

وقال مصدر مطلع إن رئيس المخابرات الإسرائيلية أجرى محادثات، الجمعة، مع رئيس وزراء قطر التي توسطت في وقت سابق لإطلاق سراح رهائن، مقابل وقف إطلاق النار لمدة أسبوع وإطلاق سراح محتجزين فلسطينيين.

ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها صحيفة هآرتس وموقع i24، المحادثات بالإيجابية دون الكشف عن تفاصيل.

وقرأ نتانياهو، خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته، الأحد، رسالة قال إنها كتبها أقارب الجنود القتلى.

ونقل عنهم قولهم "لديكم تفويض بالقتال. ليس لديكم تفويض بالتوقف في المنتصف"، ورد بدوره قائلا "سنقاتل حتى النهاية".

وقال الجيش الإسرائيلي، الأحد، إن 121 جنديا قتلوا منذ بدء الحملة البرية في 27 أكتوبر، حين بدأت الدبابات وقوات المشاة التوغل في مدن غزة ومخيمات اللاجئين.

وارتفع عدد القتلى بالفعل إلى ما يقرب من مثلي ما كان عليه خلال الهجوم البري عام 2014، وهو ما يعكس مدى توغل إسرائيل في القطاع واستخدام حماس الفّعال لأساليب حرب العصابات وترسانة موسعة من الأسلحة.

واشتدت أعمال العنف مع عدم وجود أي بوادر للتسوية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته البرية عثرت على أسلحة ونفق يستخدمه المسلحون لمهاجمة القوات في الشجاعية، إحدى ضواحي شرق مدينة غزة في الشمال، ودمرت منشأة لتخزين الأسلحة في منزل أحد قادة حماس.

وفي دير البلح بوسط غزة، قال مسعفون إن 12 فلسطينيا قُتلوا وأُصيب العشرات، بينما في رفح بجنوب القطاع، قالوا إن غارة جوية إسرائيلية خلّفت أربعة قتلى على الأقل.

وقالت إسرائيل إنها نفذت عمليات ضد أهداف "إرهابية".

ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن نحو 19 ألف فلسطيني قُتلوا ودُفن الآلاف تحت أنقاض الغارات الجوية الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر حين قالت إسرائيل إن مسلحي حماس قتلوا 1200 شخص واحتجزوا 240 رهينة في هجوم مباغت.

وقال الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الحليفة لحماس، إن مقاتليه استهدفوا القوات الإسرائيلية في حي الزيتون شمال مدينة غزة بقذائف الهاون.

وقال سكان إن نشطاء اشتبكوا أيضا مع القوات الإسرائيلية وسط مدينة خان يونس في الجنوب، بينما قصفت الدبابات الإسرائيلية المغراقة وجحر الديك بوسط قطاع غزة حيث اشتدت حدة القتال مع مسلحي حماس في الأيام الماضية.

وأفاد سكان بأنهم سمعوا أصوات طائرات ودبابات إسرائيلية تقصف وأصوات قذائف صاروخية أطلقها مسلحو حماس على ما يبدو.

وقال مسعفون إن القوات الإسرائيلية قصفت باحة مستشفى ناصر بالمدينة والمناطق المحيطة به، في غارة جوية جديدة على مدرسة هناك صباح الأحد.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل سبعة "إرهابيين" في غارة جوية على خان يونس وعثر على أجزاء لتصنيع الصواريخ وثلاثة فتحات أنفاق بالقرب من مدرسة تستخدم كملجأ. وقال أيضا إنه قصف مكتب القائد المحلي لحماس وسيطر على ميدان بني سهيلا بوسط المدينة.

وتقول إسرائيل إنها تبذل قصارى جهدها لتجنب ضرب المدنيين في إطار سعيها للقضاء على حركة حماس التي تدير قطاع غزة منذ عام 2006,

وقال نتانياهو، السبت، إن الحرب في غزة حرب وجودية ويجب خوضها حتى النصر وأن يكون القطاع منزوع السلاح وتحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية.

وقال في مؤتمر صحفي "التعليمات التي أعطيها لفريق التفاوض مبنية على هذا الضغط الذي من دونه ليس لدينا شيء"، متجنبا السؤال بشأن اجتماع في أوروبا عقد بين رئيس المخابرات ديفيد بارنياع ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وفي رفح بجنوب قطاع غزة، هرع الناس للمساعدة في إنقاذ الأسر المحاصرة تحت أنقاض مبنى كان يؤوي العشرات، بما في ذلك بعض النازحين من الشمال الذين اتبعوا تحذيرات الجيش الإسرائيلي بالتوجه جنوبا لتجنب العمليات البرية.

وقال محمود جربوع، الذي يعيش في مكان قريب، إن صوت الانفجار كان "بقوة زلزال".

وأضاف "كنا نجلس في المنزل عندما سقطت علينا فجأة شظايا وكان الناس يصرخون ويهرعون إلى الشارع".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: القوات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

انفجار صعّب التعرف على الجثث.. تفاصيل أسوأ هجوم منذ يناير ضد الجنود الإسرائيليين في غزة

كشفت تقارير إسرائيلية تفاصيل استهداف موكب عسكري للجيش في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، السبت، وهو الهجوم الأسوأ ضد القوات الإسرائيلية في غزة منذ 6 أشهر، حيث أسفر عن مقتل 8 جنود.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 8 عسكريين "خلال نشاط عملاني في جنوب قطاع غزة"، في هجوم علق عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بالقول إن "الأمة الإسرائيلية بكاملها تحتضن العائلات العزيزة في هذه اللحظة الصعبة"، حسب بيان صادر عن مكتبه.

وأضاف أنه "رغم الكلفة الباهظة" يجب "التمسك بأهداف الحرب"، مشيرا خصوصا إلى تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية وإعادة الرهائن.

وأشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، الأحد، إلى أن الهجوم الذي وقع في مدينة رفح هو الأسوأ الذي تتعرض له القوات الإسرائيلية منذ يناير الماضي في القطاع.

"ثمن باهظ".. أول تعليق لنتانياهو على تفجير ناقلة الجنود برفح في تعقيبه على حادثة مقتل ثمانية جنود اسرائيليين في رفح، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن بلاده دفعت ثمناً باهظاً آخر فيما سماها الحرب العادلة التي فرضت عليها.

وذكرت الصحيفة أن تحقيقًا أوليًا للجيش، كشف عن مقتل جميع الجنود داخل مركبة مدرعة تابعة للكتيبة "601"، التابعة لفيلق الهندسة القتالية، وأن جميع الجنود داخل المركبة من طراز "نمر" قتلوا.

ولفت التحقيق إلى أن الجنود كانوا ضمن قافلة في حوالي الساعة الخامسة من صباح السبت، "عائدين بعد عملية عسكرية ليلية ضد حركة حماس في منطقة حي السلطان برفح، حيث قتلت نحو 50 مسلحًا من حماس".

وأضافت الصحيفة أن القوة كانت تتجه نحو المباني التي سيطر عليها الجيش للحصول على فترة راحة بعد العملية العسكرية.

وكانت المركبة المدرعة من طراز "نمر" التي تعرضت للاستهداف، الخامسة أو السادسة في القافلة، قبل أن تتعرض لانفجار كبير.

لم يتضح على الفور ما إذا كان الاستهداف تم عبر قنبلة زرعت في وقت مبكر أو ما إذا كان عناصر حماس اقتربوا من المركبة ومعهم عبوة ناسفة ووضعوها مباشرة، وفق التحقيق.

مقتل 8 عسكريين إسرائيليين بتفجير ناقلة جنود في رفح اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل ثمانية من عناصره في رفح جنوبي قطاع غزة، وأوضح أن ناقلة جند من نوع نمر استهدفت بقذيفة مضادة للدروع ما أدى إلى مصرعهم على الفور.

فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن الانفجار كان "بشكل واضح نتيجة عبوة ناسفة زرعت في المنطقة أو نتيجة إطلاق صاروخ مضاد للدبابات".

و"الانفجار الكبير جعل من الصعب التعرف على جثث الجنود وتحديد أماكن وجودها"، وفق الجيش.

وبدأ الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في مدينة رفح، أقصى جنوبي قطاع غزة، في السابع من مايو الماضي، رغم تحذيرات المجتمع الدولي كون المدينة مكتظة بالنازحين الفلسطينيين.

ومنذ بدء الهجوم الإسرائيلي البري على قطاع غزة في 27 أكتوبر، قتل 306 جنود إسرائيليين، بينهم الجنود الثمانية الذين قتلوا السبت، في حصيلة هي من بين الأسوأ بالنسبة الى الجيش الإسرائيلي في يوم واحد.

ويشهد القطاع المحاصر أزمة إنسانية عميقة وتهدد المجاعة سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة والذين شردت الحرب 75 بالمئة منهم، بحسب الأمم المتحدة.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 8000 طفل دون سن الخامسة يعالجون في غزة من سوء التغذية الحاد، "من بينهم 1600 طفل يعانون سوء التغذية الحاد الشديد".

واندلعت الحرب إثر الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل وأسفر عن مقتل 1194 شخصا، غالبيتهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

خلال هذا الهجوم، احتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم محتجزين في غزة، بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت - حتى الآن - إلى مقتل أكثر من 37 ألف شخص في غزة، معظمهم نساء وأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.

مقالات مشابهة

  • بيني جانتس: أمن إسرائيل يتطلب تجنيد مزيد من الجنود
  • انفجار صعّب التعرف على الجثث.. تفاصيل أسوأ هجوم منذ يناير ضد القوات الإسرائيلية بغزة
  • انفجار صعّب التعرف على الجثث.. تفاصيل أسوأ هجوم منذ يناير ضد الجنود الإسرائيليين في غزة
  • معارك بجنوب غزة وارتفاع القتلى العسكريين الإسرائيليين إلى 306
  • ثمن باهظ.. أول تعليق لنتانياهو على تفجير ناقلة الجنود برفح
  • في إحدى أكثر الهجمات دموية.. الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 8 من جنوده بـحادث في رفح
  • وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل 8 جنود بتفجير مدرعة في رفح
  • لا حياة تساوي أكثر من أخرى.. خبراء أمميون ينددون باستخدام إسرائيل شاحنة مساعدات في تحرير رهائن
  • الدبابات الإسرائيلية تتوغل في رفح.. وتحذير أممي من الجوع والموت
  • فلسطين: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم جنوب جنين بالضفة الغربية