بغداد اليوم - بغداد

علق الخبير الاقتصادي حيدر عبد الجبار البطاط، اليوم الثلاثاء (19 كانون الأول 2023)، بشأن إيقاف شحنات النفط عبر البحر الأحمر، فيما اشار الى أن اسعار الوقود والسلع الاستهلاكية سترتفع بشكل كبير.

وقال البطاط لـ "بغداد اليوم"، إن "شركة النفط العملاقة بريتيش بتروليوم قررت إيقاف جميع شحنات النفط عبر البحر الأحمر بعد الهجمات الأخيرة التي شنها الحوثيون على السفن".

وأضاف، أن "الشركة ألقت باللوم على تدهور الوضع الأمني في المنطقة حيث يستهدف الحوثيون السفن التي يعتقدون أنها متجهة إلى إسرائيل"، مبيناً أن "العديد من شركات الشحن أوقفت رحلاتها مع استمرار الهجمات".

ولفت الى أن "الولايات المتحدة ستقود عملية بحرية دولية لحماية السفن على طول الطريق وهذا كلام لاستهلاك الاعلام"، مضيفاً أن "الدول المنضمة إلى هذه العملية المملكة المتحدة وكندا وفرنسا والبحرين والنرويج وإسبانيا".

ومن جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان: "إن التصعيد الأخير في هجمات الحوثيين القادمة من اليمن يهدد التدفق الحر للتجارة".

وأكمل البطاطا: "هنا نضع عدة علامات استفهام على هذا التصريح، لماذا الكيل بمكيالين، إذ حذت شركات النفط الكبرى الأخرى حذوا شركة بيبي فقد ترتفع أسعار النفط".

وارتفعت أسعار النفط، أمس الاثنين، مع ارتفاع تداول خام برنت بنسبة 2.6٪ إلى ما يقرب من 79 دولارًا للبرميل.

وقامت المزيد من شركات الشحن بتحويل حركة المرور الخاصة مع استمر التعطيل لأكثر من أسبوع أو أسبوعين، فمن المرجح أن ترتفع الأسعار أكثر".

ويعد البحر الأحمر أحد أهم الممرات في العالم لشحنات النفط والغاز الطبيعي المسال، وكذلك للسلع الاستهلاكية.

أن ما يقرب من 15% من البضائع المستوردة إلى أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا تم شحنها من آسيا والخليج عن طريق البحر. 

ويشمل ذلك 21.5% من النفط المكرر وأكثر من 13% من النفط الخام.

سوف تواجه السلع الاستهلاكية التأثير الأكبر، على الرغم من حدوث الاضطرابات الحالية خلال موسم الشحن خارج أوقات الذروة.

وقالت إحدى أكبر شركات الشحن في العالم، إنها لن تنقل بعد الآن البضائع الإسرائيلية عبر البحر الأحمر.

ومن  أجل سلامة السفن قررت شركة إيفرجرين لاين التوقف مؤقتاً عن قبول البضائع الإسرائيلية بأثر فوري.

وأصدرت تعليمات لسفن الحاويات التابعة لها بتعليق الملاحة عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر."

يستهدف الحوثيون السفن المتوجهة الى إسرائيل والتي تمر عبر مضيق باب المندب - المعروف أيضًا باسم بوابة الدموع - وهي قناة يبلغ عرضها 20 ميلاً (32 كم)، ومعروفة بخطورة الملاحة فيها.

وأعلن الحوثيون دعمهم للمقاومة وقالوا إنهم يستهدفون السفن المسافرة إلى إسرائيل، باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ ضد السفن.

وبدلاً من استخدام مضيق باب المندب، سيتعين على السفن الآن أن تسلك طريقاً أطول للإبحار حول الجنوب الأفريقي، مما قد يضيف حوالي 10 أيام إلى الرحلة ويكلف ملايين الدولارات!!؟

وتصاعدت الهجمات على السفن في الأيام الأخيرة، مما أدى إلى تعليق شركات الشحن السفر عبر المضيق الذي يقع بين اليمن في شبه الجزيرة العربية وجيبوتي وإريتريا على الساحل الأفريقي.

وهو الطريق الذي يمكن للسفن من خلاله الوصول إلى قناة السويس من الجنوب، وهو في حد ذاته ممر ملاحي رئيسي.

ووصفت ميرسك، ثاني أكبر شركة شحن في العالم، الوضع بأنه "مثير للقلق" بعد حادث يتعلق بشركة ميرسك في جبل طارق وهجوم آخر على سفينة حاويات.

وتبعتها شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن (MSC)، أكبر مجموعة شحن في العالم، التي قالت إنها ستقوم أيضًا بتحويل سفنها من المنطقة.

وذكرت رويترز أن شركة ناقلات النفط البلجيكية يوروناف ومجموعة الناقلات فرونت لاين ومقرها النرويج ستتجنبان مسارات البحر الأحمر.

وقالت شركة هاباغ لويد الألمانية إنها ستعيد توجيه عدة سفن عبر رأس الرجاء الصالح حتى يصبح المرور عبر البحر الأحمر "آمناً مرة أخرى للسفن وأطقمها".

وقالت شركة Evergreen Line إن أي سفن حاويات تقوم برحلات أطول بين آسيا والبحر الأبيض المتوسط أو أوروبا أو الساحل الشرقي للولايات المتحدة سيتم تحويلها أيضًا حول رأس الرجاء الصالح.

وقال بيتر ساند، كبير المحللين في شركة زينيتا لبيانات أسعار الشحن، إن شركات الشحن ستتواصل الآن مع العملاء لإعلامهم بتأخير الشحن، مضيفًا أن هناك "بالتأكيد ثمنًا يجب دفعه مقابل موقف مثل هذا".

وقال إن الصناعة ستواجه أيضاً آثاراً غير مباشرة مثل ارتفاع أقساط التأمين.

وأشارت سو تيربيلوفسكي من معهد تشارترد للوجستيات والنقل أيضًا إلى أنه بالإضافة إلى تكاليف الوقود الإضافية والوقت، فإن تكاليف التأمين ضد مخاطر الحرب ترتفع "بشكل كبير"، حيث يواجه العملاء أسعارًا أعلى تنتقل إليهم أيضاً.


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: عبر البحر الأحمر شرکات الشحن فی العالم أسعار ا

إقرأ أيضاً:

البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع

تخيل بلدا يقف على جرف هارٍ تدفعه حرب ضارية إلى الهاوية، وجيشا يقاتل على جبهات متشعبة، واقتصادا ينهار طبقة بعد أخرى، بينما تتنازع قوى عالمية على أرضه وموانئه وذهبه وموقعه الاستثنائي.

وفي قلب هذا المشهد يقف رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، محاولا أن يمسك بالعصا من وسطها: يلوح للغرب بإمكانية الشراكة، ويشد في الوقت نفسه خيوط الارتباط بالشرق الصاعد.

ليس ذلك تقلبا سياسيا ولا انتقالا عشوائيا بين المحاور، بل مناورة وجودية فرضتها الجغرافيا القاسية، وحرب أنهكت الدولة والمجتمع، وتوازنات دولية تجعل من السودان ساحة اختبار كبرى في صراع النفوذ على البحر الأحمر والقرن الأفريقي.

وفي هذا السياق تحديدا، برزت آخر رسائل البرهان إلى الغرب عبر مقاله الذي اختار له بعناية صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بتاريخ 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2025؛ رسالة لم تكن مقال رأيٍ عابرا، بل مذكرة سياسية مشفرة، صيغت بقدر محسوب من الإيحاء لتصل مباشرة إلى دوائر صناعة القرار.

الانحياز إلى الشرق يعني سلاحا متاحا، لكن يفضي إلى عزلة مالية خانقة والانحياز إلى الغرب يعني دعما اقتصاديا محتملا، لكن يفضي إلى فقدان الإسناد العسكري، وخطر الانفجار الداخلي، ولهذا يصبح الاصطفاف الكامل قاتلا

الرسالة السياسية والصفقة غير المعلنة

في مقاله المثير، حمل البرهان قوات مليشيا السريع مسؤولية الحرب، رافضا توصيف الصراع بأنه "صراع جنرالين"، ومؤكدا أنها حرب تمرد على الدولة.

لكنه لم يكتفِ بهذا التوصيف؛ بل بنى المقال كله على فكرة واحدة: إذا ساعدتموني على تفكيك مليشيا الدعم السريع وإنهاء التمرد، فسأكون جاهزا للمضي في مسار التطبيع، وتقديم صيغة حكم مدني ترضيكم.

لوح البرهان بالانتقال الديمقراطي، وذكر الغرب بأن الصراع يهدد مصالحه في البحر الأحمر، وفتح باب الشراكة الاقتصادية، مشيرا إلى دور للشركات الأميركية في إعادة الإعمار. بدا المقال أقرب إلى عرض تفاوضي مكتمل الأركان: دعم عسكري وسياسي مقابل شرعية واستقرار وتعاون أمني.

هذه الرسالة ليست معزولة؛ فهي تأتي في وقت تتنامى فيه تحركات البرهان على الساحة الدولية: خطابات في الأمم المتحدة، إشارات إيجابية في الملفات الإنسانية، وانفتاح محسوب على المؤسسات الغربية.

إعلان

لكن هذه الإشارات لا تعني انقلابا إستراتيجيا نحو الغرب، بل هي جزء من لعبة أكبر توازن فيها القيادة السودانية بين مكاسب اللحظة، ومخاطر الاصطفاف الحاد.

بين القيمة الجيوسياسية وكلفة الاصطفاف

يحتل السودان موقعا استثنائيا. فهو بوابة البحر الأحمر، وممر التجارة العالمية، وخزان ضخم للمعادن والأراضي الزراعية. ولهذا تتصارع عليه القوى الكبرى اليوم، كما لم تفعل من قبل.

الصين ترى في السودان امتدادا لطريقها التجاري نحو أفريقيا. استثماراتها الضخمة في الموانئ والبنية التحتية والزراعة، تجعلها تبحث عن طريقة لتفادي انهيار كامل قد يبتلع مصالحها. وبكين، رغم هدوئها المألوف، تدرك أن الفوضى في السودان تعني خسارة سنوات من العمل الاقتصادي والإستراتيجي، ولذلك تتحرك بدقة: دعم محدود للجيش، وضغط خلفي لتثبيت الاستقرار دون الاصطدام بالغرب مباشرة.

أما روسيا فقد استعادت أدواتها غير النظامية عبر "أفريكا كوربس"، البديل الجديد لفاغنر، بهدف ترسيخ وجود إستراتيجي دائم على البحر الأحمر. بالنسبة لموسكو، السودان ليس مجرد شريك إستراتيجي، بل هو مفتاح لدخول القرن الأفريقي بعمق، وتحقيق توازن مع الضغوط الغربية في أوكرانيا، وأوروبا.

الغرب من جهته يراقب بقلق تمدد الشرق. لكنّ لديه شرطا واحدا لم يتغير: لا دعم اقتصاديا حقيقيا دون التقدم في ملف التطبيع، وهندسة المسرح السياسي الداخلي، واستبعاد تيار بعينه.

هكذا يجد السودان نفسه أمام معادلة مستحيلة:

الانحياز إلى الشرق يعني سلاحا متاحا، لكن يفضي إلى عزلة مالية خانقة. الانحياز إلى الغرب يعني دعما اقتصاديا محتملا، لكن يفضي إلى فقدان الإسناد العسكري، وخطر الانفجار الداخلي.

ولهذا يصبح الاصطفاف الكامل قاتلا، والمناورة بين الشرق والغرب أشبه بخيط نجاة رفيع، لكن لا بد من السير عليه.

عدم الانحياز الذكي ورهان الداخل

ضمن هذه الحسابات الدولية المعقدة، يبرز مسار ثالث يفرض نفسه بقوة:

عدم الانحياز الفعال، وهو ليس حيادا سلبيا كما في الستينيات، بل إستراتيجية قائمة على مزيج من الانفتاح الانتقائي، والمداورة الدبلوماسية.

هذا المسار يعني:

تعاونا اقتصاديا عميقا مع الصين، دون الارتهان لها. شراكة أمنية مع روسيا، دون التحول إلى بوابة لها على البحر الأحمر. انفتاحا على الغرب، دون الوقوع في فخ الشروط الثقيلة التي قد تشعل الداخل. بناء دور إقليمي يعتمد على الجغرافيا لا على الأيديولوجيا.

بهذه المقاربة، يتحول السودان من ساحة صراع إلى لاعب يجيد توظيف الصراع لصالحه.

بيد أن كل هذا لن ينجح إذا لم يتم حسم المعركة الأهم: معركة الداخل. فالرهان الحقيقي ليس على واشنطن ولا بكين ولا  موسكو، بل على قدرة القيادة السودانية على:

توحيد الجبهة الداخلية، إعادة بناء المؤسسات، وقف النزيف الاقتصادي، وفرض إرادتها على القوى الإقليمية المتدخلة.

فمن دون جبهة داخلية متماسكة، تصبح المناورة الخارجية مجرد لعبة خطرة قد تسقط عند أول هزة. ومن دون قرار وطني صارم، لن تستطيع الخرطوم تحويل ثقلها الجيوسياسي إلى قوة حقيقية.

الخلاصة: المناورة ليست خيارا.. بل قدرا سياسيا

ما يقوم به البرهان اليوم ليس استسلاما للغرب ولا انحيازا للشرق، بل مناورة إجبارية تهدف إلى جمع السلاح من منطقة، والشرعية من أخرى، والمساعدات من ثالثة، دون دفع الأثمان كاملة لأي طرف.

إعلان

هي محاولة لاستثمار موقع السودان الفريد في معركة الهيمنة على البحر الأحمر، وتحويل الأزمة إلى ورقة تفاوض كبرى. غير أن هذه اللعبة الخطرة لن تجدي نفعا إذا لم يُستعَد الداخل أولا.

ففي النهاية، لا تحدد الدول الكبرى مصائر الأمم بقدر ما تحددها إرادة أبنائها.

وقدرة السودان على الخروج من النفق لا تتوقف على لعبة التوازن الدولية فحسب، بل على قوة البيت الداخلي، وتمكن القيادة من فرض رؤيتها على من يحاولون تشكيل مستقبل السودان من الخارج.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • خبير: أوبك بلس تدير سوق النفط بسياسات مرنة تشبه عمل البنوك المركزية
  • شركات الطاقة تخفض عدد منصات النفط والغاز للمرة الثانية في ثلاثة أسابيع
  • أمريكا تستعد لمصادرة مزيد من السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • بنمو 28%.. ارتفاع شركات التخصيم لنحو 856 شركة بنهاية سبتمبر الماضي
  • أردوغان يعلق على دور مجلس السلام بشأن غزة والهجمات على السفن في البحر الأسود
  • البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع
  • صاروخ روسي يضرب سفينة تركية في أوديسا بالتزامن مع لقاء أردوغان وبوتين!
  • “تنمية المهارات” يختتم برنامج “إدارة وحسابات الأصول” لكوادر شركة النفط
  • ترامب يتوعد بضرب شحنات المخدرات البرية من فنزويلا ومادورو يتهم واشنطن بالقرصنة
  • درة تسعرض أناقتها في ختام مهرجان البحر الأحمر.. شاهد