وزير المالية: نسعى لإفساح المجال للقطاع الخاص لينتج ويصدر ويسهم في تعزيز بنية الاقتصاد
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
قال الدكتور محمد معيط وزير المالية خلال المؤتمر الاقتصادي السنوي الخامس لصحيفة «حابي»، الذي ينعقد تحت عنوان: «استثمار الطاقات الكامنة»، إنه إيمانًا بما تنعم به مصر من فرصٍ واعدة.. تكمن فى مواردها الطبيعية وثرواتها البشرية.. وموقعها الجغرافي الاستراتيجي المتفرد.. على نحو يُؤهلها إلى أن تُصبح مركزًا عالميًا للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات لمختلف دول العالم خاصة الأفريقية والأوروبية.
ويُمكن للقطاع الخاص استكشاف هذه الفرص التى تتمتع بمزايا تنافسية وتفضيلية، ومقومات محفزة للاستثمار فى قطاعات باتت محل اهتمام دولي.. والعمل الجاد على حُسن إدارة هذه الفرص، واستثمارها، وتنميتها، وتعظيم الاستفادة منها.. باعتبار ذلك أحد الروافد المؤثرة التى تدعمها الدولة فى صياغة مسار اقتصادي أكثر ديناميكية.. يعتمد هيكل نموه على الإنتاج والتصدير.. بينما تتداعى الأزمات العالمية، وتنسج خيوطها العنكبوتية على الاقتصادات الناشئة فى تشابكات بالغة التعقيد.. فكل الدول النامية تُعاني من هذا المشهد المضطرب.. الذي ينعكس فى ارتفاع تكلفة التمويل نتيجة لزيادة أسعار الفائدة، وغلاء السلع والخدمات على نحو غير مسبوق..
وفى هذه الأجواء المفعمة بالتحديات الداخلية والخارجية، تأثرًا بتوترات جيوسياسية، تمثل تهديدًا للأمن القومي بمفهومه الشامل والمتكامل.. تنشط مدارات البحث الذاتي عن سبل وآليات تلبية أكبر قدر ممكن من الاحتياجات الأساسية للمواطنين محليًا، من أجل تقليص فاتورة الاستيراد..
وهنا.. يكون الرهان الأكبر على القطاع الخاص.. وتحرص الحكومة، بخطى متسارعة، على تحفيز الإنتاج، لتغطية الطلب المحلي، وتصدير الفائض للخارج، وذلك باستهداف جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ليعمل الشركاء الدوليون مع مجتمع الأعمال المحلي فى شراكات إنمائية، عابرة للحدود.. تنطلق آفاقها من الأولويات المشتركة، من أجل المستهدفات الاقتصادية والتنموية..
وفى هذا المضمار، يشهد دولة رئيس الوزراء، اليوم الأربعاء مراسم التوقيع على عقود إحدى الصفقات المهمة بين الحكومة والقطاع الخاص ضمن برنامج الطروحات، تنفيذًا لوثيقة سياسة ملكية الدولة.. ويعلن خطة الطرح فى الفترة المقبلة، التى تفتح افاقًا رحبة لتعظيم مساهمات القطاع الخاص فى النشاط الاقتصادى.
وتعد مشروعات المشاركة مع القطاع الخاص، أحضد المسارات المهمة الهادفة لتمكين القطاع الخاص.. وتحظى بإقبال قوي ودعم كبير من شركاء التنمية والمؤسسات الدولية وجهات التمويل أيضًا، نتيجة لخبرات الوحدة المركزية للمشاركة مع القطاع الخاص بوزارة المالية في التعامل مع التحديات والخروج بهيكلة متطورة للمشروعات، وعقود متوازنة وجاذبة للمستثمرين وجهات التمويل..
وتجسد ذلك فى تنافس العديد من التحالفات العالمية على المرحلة الأولى من محطات تحلية المياه، وغيرها من مشروعات الموانئ الجافة والأرصفة البحرية، ومدارس اللغات بنظام «المشاركة مع القطاع الخاص»، والمدارس الفنية الدولية.. فضلًا على المشروعات التى يجرى الإعداد لطرحها خلال الفترة المقبلة في قطاعات الكهرباء، والمياه، ومحطات الصرف الصحى والصرف الصناعي، وأسواق الجملة، والمستشفيات.
ويجرى حاليًا بالتعاون مع البنك الدولى وضع القواعد الإرشادية والآليات الخاصة بتحويل مشروعات المشاركة إلى الاقتصاد الأخضر بحيث تتوافق مع متطلبات التمويل الأخضر، اتساقًا مع جهود الدولة لخفض تكلفة التمويل.
الحضور الكريم،
وتحرص الحكومة على تقديم حزم تحفيزية للإنتاج والتصنيع المحلى والتصدير.. تشمل اتخاذ إجراءات إعفاء المشروعات الصناعية الاستراتيجية من بعض أنواع الضرائب لمدة خمس سنوات مع إمكانية استعادة نسبة من قيمة الأرض والتكاليف الاستثمارية تصل إلى ٥٠٪ بشرط تنفيذ المشروع فى نصف المدة المحددة، فضلاً على استحداث نظام «مقاصة» بين مستحقات المستثمرين، وما عليهم من أعباء ضريبية أو غيرها لصالح الجهات الحكومية، مع وضع حد زمنى ٤٥ يومًا يضمن سرعة رد ضريبة القيمة المضافة..
كما تم إسقاط ضريبة القيمة المضافة غير المسددة على الآلات والمعدات الوارة من الخارج لاستخدامها فى الإنتاج الصناعى فور بدء الإنتاج..
ونشير أيضًا إلى ما تضمنة قانون تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر من حوافز ضريبية وغير ضريبية تشمل أنظمة ضريبية مبسطة فى شكل مبلغ مالى ضريبي مقطوع أو نسبة صغيرة جدًا من الإيراد حسب الأحوال دون الحاجة لإمساك دفاتر وسجلات وعدم الخضوع للفحص لمدة ٥ سنوات على الأقل.
وتواصل الحكومة مسيرتها المحفزة للقطاع التصديرى، رغم كل التحديات، وقد تم صرف نحو ٥٤ مليار جنيه للشركات المصدرة منذء بدء تنفيذ مبادرات سداد المستحقات المتأخرة للمصدرين فى أكتوبر ٢٠١٩
وفى ذات السياق، تم إقرار إعفاء جمركي لمعظم أجزاء ومكونات أجهزة التليفون المحمول، وخفض الضريبة الجمركية على البعض الآخر بحيث لا تتجاوز ٢٪ بعدما كانت تصل من قبل إلى ٢٠ أو ٣٠٪ وذلك لتشجيع صناعته محليًا.. وإلغاء رسم التنمية على أجزاء ومكونات والمنتج النهائي من التليفون المحمول المصنوع فى مصر..
كل ماسبق وغيره والكثير من الاجراءات والمبادرات التى تتخذها الدولة، بهدف إفساح المجال للقطاع الخاص.. كى يعمل.. وينتج.. ويُصدِّر.. ويسهم فى تعزيز بنية الاقتصاد الكلى.
لقد توجهت مصر في الآونة الأخيرة نحو استخدام أدوات التمويل البديل، لإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة ارتفاع تكاليف التمويل في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية، من أبرزها: «التمويل الأخضر» الذي أصبح توجهًا عالميًا، نظرًا للتحديات البيئية المتزايدة.. وفى الوقت نفسه أصبح محط اهتمام العديد من المستثمرين الذين يرغبون في دعم المشاريع البيئية المستدامة..
ونجحت مصر فى إصدار أول «سند أخضر» بقيمة ٧٥٠ مليون دولار، وإصدار سندات «باندا» مستدامة بسوق المال الصينية، بقيمة ٣، ٥ مليار يوان، وسندات «ساموراى» للمرة الثانية بقيمة ٧٥ مليار ين ياباني، لتمويل الاستثمارات الصديقة للبيئة، إضافة إلى تأمين تمويل بحوالي ١، ٥ مليار دولار من البنوك متعددة الأطراف للتنمية والمؤسسات العالمية، على نحو يعزز التزام مصر بمستهدفات مكافحة تغير المناخ.
واختتم كلمتة مُجدِّدًا دعوته لرواد القطاع الخاص المحلى والأجنبى، للاستفادة مما تطرحه الدولة من مزايا نقدية وحوافز ضريبية وجمركية وغيرها وإجراءات ميسرة، فى دعم المسيرة التنموية للجمهورية الجديدة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاقتصاد المالية وزير المالية القطاع الخاص
إقرأ أيضاً:
مؤتمر عربي بمسقط يناقش الأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات والتكامل في تعزيز النظم الصحية
ناقش المؤتمر العربي الرابع والعشرين "دور القطاعين الخاص والثالث في تعزيز النظم الصحية" الذي بدأت أعماله بمسقط اليوم بتنظيم من وزارة الصحة والمنظمة العربية للتنمية الإدارية بالشراكة مع شركة المواساة للخدمات الطبية الأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات والتكامل بين القطاع الحكومي والخاص في تعزيز النظم الصحية، خاصة في مجال تحقيق التغطية الصحية الشاملة والاستدامة المالية للمشروعات الصحية وعرض التحديات والممكنات التكامل في هذا المجال.
رعى حفل افتتاح المؤتمر سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري، وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي.
وأكد سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي على أهمية المؤتمر كمنصة لتبادل الأفكار والرؤى بين الخبراء والمختصين في القطاع الصحي، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يمثل امتدادا لمسيرة استمرت لما يقارب أربعة وعشرين عاما من العمل المؤسسي الهادف لتطوير منهجيات إدارة المستشفيات، جامعا اليوم العديد من الخبرات الدولية للتركيز في قضية محورية تتمثل في تعزيز الشراكة بين القطاع الحكومي والقطاعين الخاص والثالث لدعم النظم الصحية وتحقيق التنمية المستدامة في مجال الرعاية الصحية.
من جانبه، قال سعادة الدكتور ناصر الهتلان القحطاني المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية: إن استضافة سلطنة عمان لفعاليات هذا المؤتمر في نسخته الرابعة يعكس حرص الوزارة على التعاون مع المنظمة في مواصلة مسيرة النجاح لهذا المؤتمر، مؤكدا أهمية التكامل بين القطاع الحكومي والقطاعين الخاص والثالث، لتحسين الوصول للخدمات الصحية لكافة فئات المجتمع وسلط القحطاني الضوء على التحديات والفرص المتاحة لتحسين النظم الصحية في الوطن العربي.
من جهته، استعرض سعادة الأستاذ خالد بن سليمان السليم العضو المنتدب لشركة المواساة للخدمات الطبية بالمملكة العربية السعودية دور القطاع الخاص في تعزيز خدمات الرعاية الصحية، وذكر أن هذا المؤتمر في دورته الرابع والعشرين يأتي استكمالًا للمؤتمرات السابقة في تأكيد أهمية المشاركة المجتمعية في تحسين صورة الوعي الصحي للوصول إلى مجتمع صحي متكامل، وللخروج بدروس مستفادة لتطبيقها من أجل مستقبل أفضل.
كما قدم سعادة الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد أبو عباة مستشار وزير الصحة بالمملكة العربية السعودية ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، رؤيته حول أهمية المؤتمر ومنهجية تنفيذه.
من جانبه، قال الدكتور سيف بن محمد الهنائي خبير استشاري طب أسرة ورئيس لجنة تنظيم المؤتمر: المؤتمر يمثل فرصة ثمينة لجميع الباحثين والمعنيين بإدارة المستشفيات في تقديم تجارب عربية رائدة لإدارة المستشفيات والأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات. كذلك يقدم أطرا وأسسا مبنية على الدليل العلمي البرهان فيما يخص التعامل مع الكوارث وكذلك التغطية الصحية الشاملة وأيضا الاستدامة المالية في تمويل المشروعات الصحية.
وشهد المؤتمر الإعلان عن أسماء البحوث الفائزة بـ"جائزة الأستاذ محمد السليم للتميز في القطاع الصحي" التي تُطلق لأول مرة، في مستوياتها الثلاثة؛ حيث جاء المركز الأول من نصيب صفاء حسن السمان من جمهورية مصر العربية، وفي المركز الثاني فازت كل من الباحثة الدكتورة ريم بنت أحمد المزروعية، والدكتورة سعاد بنت علي الأغبرية، ونال المركز الثالث عمار علي حمود الريمي من الجمهورية اليمنية.
كما شهد المؤتمر جلسات حوارية؛ حيث تناولت الجلسة الأولى التكامل بين القطاع الحكومي والخاص والثالث في تحقيق التغطية الصحية الشاملة والتعامل مع الكوارث الصحية، أما الجلسة الثانية فقد ركزت على الاستدامة المالية للمشروعات الصحية؛ حيث تحدث فيها عدد من الخبراء على أهمية هذا الموضوع، وفي الجلسة الثالثة، تناولت آليات تعزيز التكامل بين القطاعات الثلاثة، كما تتواصل الجلسات الحوارية في يومها الثاني اليوم للحديث عن آليات التكامل بين القطاع الحكومي والقطاعين الخاص والثالث لتعزيز النظم الصحية بالإضافة إلى الحديث عن فرص وممكنات التكامل بين القطاع الحكومي والقطاعين الخاص والثالث وجلسة حول التعاون بين القطاع الحكومي والقطاعين الخاص والثالث: تجارب عربية ودولية. وجلسة عن عروض أوراق عمل الفائزين في المسابقة البحثية لجائزة الأستاذ محمد السليم للتميز في القطاع الصحي.