الأوقاف تحدد خطبة الجمعة غدا.. «نداءات القرآنِ الكريمِ للمؤمنين»
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
خطبة الجمعة2023.. حددت وزارة الأوقاف، خطبة الجمعة، 22ديسمبر 2023، تحت عنوان نداءات القرآنِ الكريمِ للمؤمنين.
وفي هذ الإطار تقدم «الأسبوع» لزوراها ومتابعيها نص الخطبة التي أعلنت عنها وزارة الأوقاف، ويأتي هذا ضمن خدمة مستمرة تقدمها لقرائها، في كافة الموضوعات المتنوعة، ويمكنكم المتابعة من هنــــــــــا.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيّدَنَا ونبيَّنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
فإنَّ المتأملَ في القرآنِ الكريمِ يجدُهُ حافلًا بنداءاتِ اللهِ (عزَّ وجلَّ) لعبادِهِ المؤمنين، وهي نداءاتٌ تتضمنُ توجيهاتٍ ساميةً وإرشاداتٍ عظيمةً، تحملُ الخيرَ للدنيَا كلِّهَا، يقولُ سيدُنَا عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ (رضي اللهُ عنهُ): “إِذَا سَمِعْتَ اللَّهَ يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فَأَرْعِهَا سَمْعَكَ فَإِنَّهُ خَيْرٌ يَأْمُرُ بِهِ أَوْ شَرٌّ يَنْهَى عَنْهُ “.
ومِن نداءاتِ القرآنِ الكريمِ للمؤمنينَ ما جاءَ في إرشادِهِم إلى تقوَى اللهِ (عزَّ وجلَّ) حقَّ تقاتِهِ، بأنْ يمتثلُوا أمرَهُ ويجتنبُوا نهيَهُ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}، يقولُ ابنُ مسعودٍ (رضي اللهُ عنهُ): (حقَّ تقاتِهِ: أنْ يُطاعَ سبحانَهُ فلا يُعصَى، وأنْ يُشكرَ فلا يُكفَر، وأنْ يُذكرَ فلا يُنسَى)، ويقولُ سبحانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ).
ومنها: ما جاءَ في القرآنِ الكريمِ مِن أمرِهِم بالاستعانةِ بالصبرِ والصلاةِ في جميعِ أمورِهِم، حيثُ يقولُ (سبحانَهُ وتعالَى): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، ويقولُ سبحانَهُ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، وكانَ نبيُّنَا ﷺ إذا حزبَهُ أمرٌ فزعَ إلى الصلاةِ).
ومنها: ما أمرَ اللهُ (عزَّ وجلَّ) بهِ عبادَهُ المؤمنينَ بأنْ يأكلُوا الحلالَ الطيبَ، وأنْ يشكرُوهُ سبحانَهُ على نعمِهِ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}، ولأهميةِ أكلِ الحلالِ أمرَ اللهُ سبحانَهُ بهِ المرسلينَ أيضًا، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إنَّ اللَّهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلَّا طيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمرَ المؤمنينَ بمَا أمرَ بِهِ المرسلينَ فقالَ تعالَى: {يَا أيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}، وقالَ تعالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}، قالَ وذَكرَ الرَّجلَ يُطيلُ السَّفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يدَه إلى السَّماءِ يا ربِّ يا ربِّ ومطعمُه حرامٌ ومشربُه حرامٌ وملبسُه حرامٌ وغذِّيَ بالحرامِ فأنَّى يستجابُ لذلِك؟)، ولا شكَّ أنَّ أكلَ الحلالِ الطيبِ ينيرُ القلبَ، ويشرحُ الصدرَ، ويُزكِّي الجوارحَ، ويكونُ سببًا في رفعةِ الوطنِ وتقدمِهِ.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيّدِنَا مُحمدٍ ﷺ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
ومِن نداءاتِ القرآنِ الكريمِ للمؤمنينَ أمرَهُم بأعمالِ الخيرِ والبرِّ مِن الصدقةِ والجودِ والتكافلِ المجتمعِي، فذلك زادُ المؤمنٍ في الدنيَا والآخرةِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا أنْفِقُوا مِمّا رَزَقْناكم مِن قَبْلِ أنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ ولا خُلَّةٌ ولا شَفاعَةٌ والكافِرُونَ هُمُ الظّالِمُونَ}، ويقولُ سبحانَهُ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}، ويقولُ تعالَى: { وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إنَّ الأشْعَرِيِّينَ إذا أرْمَلُوا في الغَزْوِ، أوْ قَلَّ طَعامُ عِيالِهِمْ بالمَدِينَةِ، جَمَعُوا ما كانَ عِنْدَهُمْ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بيْنَهُمْ في إناءٍ واحِدٍ، بالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وأنا منهمْ)، ولا شكَّ أنَّ الإنفاقَ في وجوهِ الخيراتِ مِن دلائلِ الإيمانِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ).
فمَا أحوجنَا إلى الاستجابةِ لنداءاتِ القرآنِ الكريمِ للمؤمنين، حتى نسعدَ في الدنيا والآخرةِ، يقولُ سبحانَهُ: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}.
اللهم احْفَظْ مِصْرَنَا وَارْفَعْ رَايَتَهَا فِي الْعَالَمِينَ.
اقرأ أيضاً«سيناء المباركة».. وزير الأوقاف يلقى خطبة الجمعة اليوم من نويبع
الأوقاف: خطبة الجمعة المقبلة تتناول مفهوم المصالح المعتبرة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: خطبة الجمعة خطبة الجمعة اليوم الجمعة يوم الجمعة خطبة خطبة الجمعة امس خطبة الجمعة عن غزة خطبة الجمعة فلسطين خطبتي الجمعه خطبة الجمعة سبحان ه
إقرأ أيضاً:
"الأوقاف" تطلق مبادرة "بصائر" لتعزيز الوعي الديني
السيب- العُمانية
نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أمس المبادرة الدينية بعنوان "بصائر" بقاعة المحاضرات بجامع الشيخ محمد بن عمير الهنائي بولاية السيب وتستمر ثلاثة أيام.
رعى حفل افتتاح المبادرة صاحبة السمو السيدة الدكتورة رونق بنت تركي آل سعيد، التي أكدت على أن هذه المبادرة تحمل معاني إيمانية جليلة وعظيمة، تحتاجها المرأة العُمانية في مسيرة حياتها.
وتهدف المبادرة إلى غرس حب القرآن الكريم ومبادئه وقيمه في نفوس أبناء المجتمع رجالًا ونساء، حيث تضمنت فعاليات اليوم الأول كلمة لشمسة بنت هلال الرحبية مديرة دائرة التعليم والإرشاد النسوي أكدت فيها على أهمية تمسك المرأة العُمانية بمبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، من خلال ما أنزله الله تعالى في القرآن الكريم الذي يعد دستورًا لهذه الأمة، وبما جاءت به الأحاديث النبوية الشريفة.
وتخلل فعاليات المبادرة تقديم ورقتي عمل، الأولى حملت عنوان "رسالة الإنسان في هذه الحياة، ودور القرآن الكريم لإسعاد البشرية"، قدمتها الدكتورة ثرياء بنت حمد البراشدية، أما الورقة الثانية فقد جاءت تحت عنوان "تجارب من الواقع لأفراد وأسر غيرها القرآن الكريم لأفضل الأحوال".
وفي ختام فعاليات اليوم الأول قامت صاحبة السمو راعية المناسبة بتكريم المؤسسات المشاركة، ومقدمات أوراق العمل بالمبادرة.