على الرغم من حرص سلطنة عُمان على إقامة علاقات طيِّبة مع كافَّة دوَل العالَم، وحرص دبلوماسيَّتها على العمل الدؤوب لمدِّ جسور التعاون مع الجميع، والالتزام بسياسة الحياد الإيجابيّ، وأداء دَوْر الوسيط لنزع فتيل الأزمات الَّتي تؤثِّر على أمن واستقرار المنطقة والعالَم، إلَّا أنَّها تحرص على التمسُّك برؤيتها الخاصَّة حتَّى وإن خالفت توجُّهات ورؤى ومصالح بعض الدوَل، خصوصًا عِندما يتعلَّق الأمْرُ بالقضيَّة الفلسطينيَّة، الَّتي تتمسَّك الدبلوماسيَّة العُمانيَّة بدعمها ومساندتها، وتحرص على أنْ تكُونَ صوت فلسطين المسموع، خصوصًا في الأوقات الَّتي يسعى فيها البعض إلى إسكات هذا الصوت، وذلك انطلاقًا من الحقوق الأساسيَّة للشَّعب الفلسطيني، وإدراكًا لأهمِّية إيجاد حلٍّ عادل وشامل يُعِيد الحقوق الفلسطينيَّة المسلوبة، في مسار تحقيق السَّلام المنشود في المنطقة والعالَم.


ومن هذا المنطلق الثابت الَّذي يُعدُّ أحَد أهمِّ ثوابت الدبلوماسيَّة العُمانيَّة، حرصت سلطنة عُمان على التأكيد على وقوفها إلى جانب الشَّعب الفلسطينيِّ في نضاله وقضيته العادلة، وطالبت بنظام عالميٍّ يتشكَّل على أُسُس ومعايير المساواة وحماية الشعوب، وذلك في كلمتها أمام الدَّوْرة الاستثنائيَّة الطارئة العاشرة للجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة في نيويورك الَّتي تحمل عنوان: «الأعمال الإسرائيليَّة غير القانونيَّة في القدس الشرقيَّة المحتلَّة وبقيَّة الأراضي الفلسطينيَّة المحتلَّة»، حيث عبَّرت عن رفضها القاطع لمشروع الإبادة الجماعيَّة والتطهير العِرقيِّ الَّذي يسعى كيان الاحتلال الصهيونيِّ إلى تحقيقه في الأراضي الفلسطينيَّة، محمِّلةً إيَّاه بوصفه سُلطة الاحتلال ومَنْ يسانده في تنفيذ هذه الجريمة المسؤوليَّة الكاملة، وهذا العدوان الغاشم الَّذي يتسبَّب في إسقاط الشرعيَّة عن مجلس الأمن ودَوْره في الحفاظ على الأمن والسِّلم الدوليَّيْنِ.
إنَّ الكلمة العُمانيَّة تؤكِّد على الموقف العُمانيِّ الصلب تجاه ما يحدُث من جرائم في الأراضي الفلسطينيَّة، معلِنةً عن رفضها الواضح والصريح لسعْيِ البعض إلى إخفات صوت فلسطين، من قولها إنَّ العالَم «لَنْ ينسى والشعوب المُحبَّة للسَّلام منْحَ بعض الدوَل الدَّاعمة للكيان الصهيونيِّ الضوء الأخضر ليتمادَى في جرائمه بحقِّ الشَّعب الفلسطينيِّ. فهذا الموقف العُمانيُّ يأتي في وقتٍ اكتفى مجلس الأمن بإصدار القرار رقم (2720) حَوْلَ غزَّة، والَّذي يدعو إلى اتِّخاذ خطوات عاجلة للسَّماح فورًا بإيصال المساعدات الإنسانيَّة بشكلٍ موسَّع وآمن ودُونَ عوائق ولتهيئة الظروف اللازمة لوقف مستدامٍ للأعمال القتاليَّة، دُونَ إعلان وقف فوريٍّ للعدوان الصهيونيِّ، ولا حتَّى البدء بإجراءات محاسبة هذا الكيان الغاصب على ما ارتكب من جرائم.
لقَدْ كانت السَّلطنة من أولى الدوَل الَّتي رحَّبت بهذا القرار، لكنَّها في ذات الوقت أكَّدت أنَّه لا يُلبِّي الإجماع الدوليَّ الواسع النطاق الدَّاعيَ لوقف إطلاق النَّار، داعيةً مجلس الأمن إلى القيام بمسؤوليَّاته في تنفيذ جميع قراراته المتَّصلة بالصراع العربي ـ الإسرائيلي تحقيقًا للسَّلام العادل والشامل والدَّائم، على أساس حلِّ الدولتَيْنِ وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانونيِّ للأراضي العربيَّة، وهي دعوةٌ يجِبُ على المنظومة الأُمميَّة الاستماع لها. فمواصلة حماية كيان الاحتلال الصهيونيِّ بـ( الفيتو) سيقوِّض أيَّة جهود أُمميَّة لتحقيق الأمن والاستقرار، خصوصًا مع تحذير كافَّة المنظَّمات الأُمميَّة والإنسانيَّة من خطر مجاعة على وشك الحدوث نتيجة تفاقم الأزمة الإنسانيَّة في قِطاع غزَّة جرَّاء العدوان الصهيونيِّ المستمرِّ.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الع مانی

إقرأ أيضاً:

مستشار الرئيس الفلسطيني: قبلنا خطة ترامب لوقف الإبادة الجماعية في غزة

أكد الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني وقاضي قضاة فلسطين، أن السلطة الوطنية الفلسطينية تنظر إلى الخطوات الصادرة عن البيت الأبيض، بما فيها ما ذكره موقع «أكسيوس» حول الاستقرار على جنرال أمريكي لقيادة قوة الاستقرار في قطاع غزة، في سياق التطورات المرتبطة بقرار مجلس الأمن وخطة الرئيس ترامب المتعلقة بالقطاع.

وشدد على أن قبول هذه الخطة جاء لأنها توقف ولو نسبيًا حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وتفتح المجال أمام وضع مستقر ودائم لقطاع غزة كجزء من الدولة الفلسطينية.

وأضاف في مداخلة مع الإعلامي أحمد أبو زيد، عبر قناة القاهرة الإخبارية، أنه الرؤية الفلسطينية واضحة وثابتة، وهي أن الخيار الوحيد القادر على تحقيق الأمن والاستقرار وضمان أن يبقى قطاع غزة منطقة آمنة لا تشكل تهديدًا لأحد، يتمثل في عودة السلطة الوطنية الفلسطينية ودولة فلسطين للقيام بمسؤولياتها داخل القطاع.

وأكد أن أي حديث عن بدائل أخرى لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفشل والارتباك في المنطقة، بل وقد يفاقم التهديدات التي تطال الأمن الإقليمي وربما الأمن الدولي أيضًا.

اقرأ أيضاًالهباش: وجود مصر في اتفاق وقف إطلاق النار بغزة مطمئن للشعب الفلسطيني

بينهم 18 من طالبي المساعدات.. استشهاد 41 فلسطينيا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

الهباش: الشعب الفلسطيني لن يُهجّر من أرضه رغم المخططات الإسرائيلية

مقالات مشابهة

  • “المجاهدين الفلسطينية”: العدو الصهيوني يواصل إبادة شعبنا بمنع ادخال مستلزمات الايواء والإغاثة لغزة
  • “ذا تايمز” تكشف عن لقاءات سرية بين الانتقالي وكيان العدو الصهيوني
  • عاجل- وزير الحكم المحلي الفلسطيني: 7 أشهر بلا تحويلات مالية.. وأزمة خانقة تعصف بالسلطة الفلسطينية
  • وزير الحكم المحلي الفلسطيني: 7 أشهر بلا تحويلات مالية.. وأزمة خانقة تعصف بالسلطة الفلسطينية
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: قبلنا خطة ترامب لوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • لتحقيق الأمن.. الهباش: يجب عودة السلطة الفلسطينية لإدارة غزة
  • “التعاون الإسلامي” تدين خطط الاستيطان الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربية
  • منظمة التعاون الإسلامي تدين خطط الاستيطان الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربية
  • الخارجية الفلسطينية: حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتجاهل
  • التعاون الإسلامي تدين خطط الاستيطان الإسرائيلية الجديدة في الضفة