البرهان يتسلم دعوة للقاء “حميدتي” في جيبوتي الخميس
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
قالت مصادر مطلعة لـ "الشرق"، الثلاثاء، إن رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تسلم خطاباً رسمياً من رئيس الهيئة الحكومية للتنمية "إيقاد"، يدعوه إلى لقاء قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" في جيبوتي، الخميس 28 ديسمبر.
وأوضحت المصادر، أن اللقاء المحتمل بين الزعيمين المتحاربين في السودان منذ 15 أبريل الماضي، سيبحث إنهاء الحرب.
وكان مصدر سوداني رفيع أفاد لـ"الشرق"، يوم الجمعة الماضي، بأن البرهان، وافق على لقاء "حميدتي" بشرط وقف إطلاق النار، والخروج من المناطق السكنية وفقاً لـ"اتفاق جدة"، وذلك في أعقاب كلمة للبرهان قال فيها إن "الجيش ربما ينخرط قريباً في مفاوضات مع قوات الدعم السريع".
وأوضح المصدر أن وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق سلَّم، رسالة مكتوبة من البرهان لرئاسة الهيئة الحكومية للتنمية في إفريقيا "إيقاد" من خلال سفير جيبوتي في المغرب، على هامش المنتدى العربي الروسي، تفيد بموافقته على لقاء "حميدتي" بعد تحقيق شروطه.
كان الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ألمح في وقت سابق، إلى إمكانية الانخراط في مفاوضات مع قوات الدعم السريع، لكنّه شدد على أنه لن يوقع اتفاق سلام "فيه ذل ومهانة للشعب والقوات المسلحة".
وأوضح البرهان، في كلمة بمنطقة البحر الأحمر العسكرية: "ربما سننخرط قريباً في مفاوضات سلام مع الدعم السريع"، مشيراً إلى قبوله باستئناف التفاوض مرة أخرى مع الدعم السريع.
وأكد رئيس مجلس السيادة السوداني، أن "التفاوض سيركز على نقاط محددة أهمها وقف إطلاق النار، وخروج الدعم السريع من المناطق السكنية للمدنيين".
اشتباكات متواصلة ونزوح مستمر
وقصف الجيش السوداني بالمسيرات، الثلاثاء، مواقع للدعم السريع في وسط الخرطوم وحي "جبرة" في محيط سلاح المدرعات، والمناطق المتاخمة لـ"مدينة الرياضية"، و "أرض المعسكرات" جنوبي الخرطوم.
وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من الأحياء الشمالية المتاخمة لسلاح الإشارة بمدينة بحري التي تتمركز بها قوات الدعم السريع. كما استهدفت مسيرات الجيش السوداني مواقع للدعم السريع في شرق الخرطوم.
أما في ولايتي الجزيرة وسنار وسط السودان، فأفاد سكان محليون لـ″الشرق″، بهدوء حذر داخل المدن، مع غياب كامل لمظاهر الحياة وإغلاق الأسواق والمرافق الصحية وبطء حركة المواطنين في الشوارع.
وأضاف شهود عيان، باستمرار حركة نزوح سكان مدينتي "ود مدني" وسنار، إلى المناطق الطرفية منها، وإلى ولايات أخرى آمنة.
أما على صعيد المعارك بين الجيش والدعم السريع في الحدود الفاصلة ما بين ولايتي الجزيرة وسنار، فتشهد اشتباكات متقطعة بين الطرفين مع تحليق مستمر لطائرات الجيش الاستطلاعية، بحسب شهود عيان، إذ يضع الجيش دفاعاته خارج مدينة سنار في منطقة "أم دلكة" الحدودية مع ولاية الجزيرة للعمل على صد هجمات الدعم السريع، بينما تحاول قوات الدعم التقدم من منطقة "ود الحداد" التي تتمركز في محيطها.
وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الاثنين، قصفاً مدفعياً عنيفاً في عدد من المناطق في الخرطوم، حسب ما أفاد شهود عيان.
وقال شهود لوكالة أنباء العالم العربي AWP، إن القصف الذي تشهده العاصمة يأتي بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بين الجانبين في ولاية سنار، جنوب شرق السودان.
وأوضح الشهود وسكان، أن قوات الدعم السريع، شنت هجوماً بالمدفعية، هو الأعنف من نوعه على مقر سلاح المهندسين جنوب مدينة أم درمان، وسلاح الإشارة في بحري ووادي سيدنا شمال أم درمان، فيما رد الجيش بضربات مدفعية على مواقع للدعم السريع شرق وجنوب الخرطوم.
وتشكل منطقة سلاح المهندسين إلى جانب السلاح الطبي وأكاديمية نميري المجاورة، موقع تمركز لقوات الجيش السوداني، إذ لم تتمكن قوات الدعم السريع من اختراقه منذ بدء القتال في أبريل، وكان يتحصن بداخلها مساعد قائد الجيش الفريق أول ياسر العطا، المسؤول عن العمليات العسكرية في مدينة أم درمان، قبل أن ينتقل إلى منطقة وادي سيدنا العسكرية شمال المدينة.
وقال الشهود إن قصفاً مدفعياً مكثفاً من عدة محاور، يستهدف سلاح مقر المهندسين منذ فجر الاثنين.
كانت الخارجية السعودية، أعلنت، في أكتوبر الماضي، استئناف المحادثات التي ترعاها بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة، بعد أشهر من توقفها، مشيرة إلى أن المحادثات تتركز على 3 أهداف رئيسية هي، تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وتحقيق وقف إطلاق النار وإجراءات بناء الثقة، وإمكانية التوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية التي اندلعت بين الطرفين، منذ منتصف شهر أبريل الماضي.
وذكرت الخارجية السعودية، في بيان، أن المحادثات "لن تتناول قضايا ذات طبيعة سياسية"، مضيفة أنه "باتفاق القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع سيكون الميسرون (السعودية والولايات المتحدة، والهيئة الحكومية للتنمية (الإيقاد) مع الاتحاد الإفريقي) هم الناطق الرسمي المشترك الوحيد للمحادثات، ولترسيخ قواعد السلوك التي تم الاتفاق عليها من قبل الطرفين، والتي سوف تسترشد بها المحادثات".
بورتسودان/ الخرطوم - الشرق
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی الفریق أول السریع فی
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن سيطرته على مواقع دفاعية متقدمة في الفاشر
أعلن الجيش السوداني سيطرته على مواقع دفاعية متقدمة تابعة لـ"قوات الدعم السريع" في مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غرب البلاد، فيما لم يصدر تعليق عن القوات التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وقال الجيش في بيان الثلاثاء إن قواته "نفذت عمليات خاصة اليوم تمكنت خلالها من تطهير بعض المواقع الدفاعية المتقدمة" من "قوات الدعم السريع" بالفاشر، بعد أن "كبدتها خسائر في العتاد والأرواح".
وأضاف أن قواته "استلمت مركبات قتالية بكامل عتادها (لم يحدد عددها)، ودمرت 6 مركبات أخرى بينها مصفحات"، مشيرا إلى أنّ "الميلشيا (قوات الدعم السريع) شنت هجوما على المحور الجنوبي لمدينة الفاشر"، لكن قواته "تصدت لها وكبدتها خسائر كبيرة.
وأعلنت شبكة أطباء السودان، الاثنين، مقتل 13 شخصا وإصابة 19 آخرين، جراء قصف مدفعي شنته "قوات الدعم السريع" على عدد من أحياء الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غرب البلاد.
وقالت الشبكة الطبية المستقلة في بيان: " قتل 13 شخصا وأصيب 19 آخرين بينهم 7 أطفال وامرأة حامل جراء القصف المدفعي المتعمد للدعم السريع على أحياء مدينة الفاشر منذ فجر اليوم" .
وأدانت بأشد العبارات "استمرار الدعم السريع في ارتكاب جرائمها ضد المدنيين العزل بمدينة الفاشر، في ظروف صحية بالغة السوء في ظل خروج أغلب المرافق الطبية عن الخدمة"، مضيفة أنه لا تزال العديد من الجثث والجرحى عالقين لا يعرف عددهم في المناطق المستهدفة بسبب استمرار القصف والاشتباكات وصعوبة الوصول إليها.
وأكدت أن ما يجري في الفاشر "جريمة حرب مكتملة الأركان واستهداف ممنهج للحياة المدنية، تتكرر يومًا بعد يوم وسط صمت دولي مخزٍ وتخاذل عن حماية مئات الآلاف من السكان المحاصرين في المدينة".
وطالبت شبكة أطباء السودان، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحرك العاجل لوقف الهجمات على المدنيين، وتوفير الحماية الفعلية للمدنيين والعاملين في الحقل الطبي، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإجلاء الجرحى وإيصال الإمدادات الطبية والإغاثية.
وتفرض "قوات الدعم السريع" حصارا على الفاشر منذ 10 أيار/ مايو 2024، فيما يسعى الجيش السوداني منذ ذلك التاريخ لاستعادة السيطرة على المدينة التي تُعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
وتتميز "الفاشر" بأهمية استراتيجية قصوى، حيث يمكن أن تمثل استعادتها بداية هزيمة شاملة لـ"قوات الدعم السريع" التي فقدت عددا كبيرا من أوراق قوتها، بعد فقدانها السيطرة على الخرطوم، في أغسطس/آب الماضي.
وفي الآونة الأخيرة، تقلصت مساحات سيطرة "قوات الدعم السريع" بشكل متسارع في مختلف ولايات السودان لصالح الجيش الذي وسّع من نطاق انتصاراته، لتشمل الخرطوم وولايتي النيل الأبيض وشمال كردفان (جنوب).
ومنذ منتصف نيسان/ أبريل 2023 يخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.