جريدة الوطن:
2025-05-20@12:55:45 GMT

فن الدبلوماسية.. إتيكيت ولائم ومآدب الضيوف

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

فن الدبلوماسية.. إتيكيت ولائم ومآدب الضيوف

تؤكِّد المدارس المتخصِّصة بفنِّ الدبلوماسيَّة على بروتوكول وإتيكيت الضيوف بمختلف مفرداتها، سواء الاستقبال أو إقامة المآدب، الولائم، أو حفلات الشَّاي النهاريَّة أو الليليَّة.. وغيرها من الأنشطة الَّتي تُعدُّ من أولويَّات وأهداف وواجبات العلاقات العامَّة والمراسم والتشريفات، هذا إذ كان على المستوى الرسمي والَّذي ينقسم إلى قِسمَيْنِ أساسيَّيْنِ هما:(أوَّلًا: المضيف، والثاني: المستضيف).


أمَّا إذا كان على المستوى الشخصي فيلعب الإتيكيت الاجتماعي دَوْرًا بارزًا وجوهريًّا في الترحيب بالضَّيف وتوفير أفضل المشاعر والاحترام والتقدير، وليس الموضوع هو نوع الأكل المقدَّم، وإنَّما الاستقبال البهي وبشاشة الروح والوجْه والابتسامة الجميلة المُعبِّرَة هو أكثر من أيِّ قِيمة أخرى. يُعدُّ إتيكيت إقامة الولائم والمآدب للضيوف من مظاهر الحياة الاجتماعيَّة والرَّسميَّة المُهمَّة والَّتي تُعمِّق العلاقات بَيْنَ الطرفَيْنِ وإقامة صداقات شخصيَّة ورسميَّة وتدرُّ على الطرفَيْنِ فوائد مستقبليَّة، وهذا يتطلب المعرفة الكاملة بمفاهيم البروتوكول والإتيكيت؛ لأنَّ أيَّ خلل سوف يأخذ سلبيًّا على ثقافة وكاريزما المضيف بعيدًا عن نوع وحجم الأكل والموائد الموجودة. تهتمُّ المدارس الدبلوماسيَّة بدراسة معمَّقة لمختلف تراث شعوب العالَم للتعرُّف على عادات وتقاليد واستقبال الضيوف في كُلِّ مُجتمع، وبالتَّالي كَيْ لا تقعَ في مأزق كسر البروتوكول وإتيكيت الضيوف. فعلى سبيل المثال، أغلب دوَل أوروبا الغربيَّة لدَيْها وجبتان رئيستان من الأكل هما الصباحيَّة، والأخرى في نهاية اليوم، في حين دوَل أخرى لدَيْها فطور صباحي وغداء وعشاء، وهناك وجبات خفيفة بَيْنَهما، لذلك توجيه دعوة للضَّيف تعتمد اعتمادًا جوهريًّا على عادات وتقاليد وتراث ذاك الشَّعب، لذلك هذه المدارس أو المعاهد المتخصِّصة بفنِّ الإتيكيت وضعت بعض النقاط المشتركة، ومِنْها الحساسيَّة أو الحالة الصحيَّة: إذا كنتَ تعاني من الحساسيَّة من نوع معيَّن من الأطعمة أو لدَيْك أمراض مزمنة كالضغط أو السكر، فعليك أن تخبرَ المضيف بذلك وبوقتٍ مناسب كَيْ لا تحرجَه بنَفْسِ وقت الجلوس وتقول لَهُم بأنَّ نظامك الغذائي هو (نباتي)، الملابس: من اللائق جدًّا الاستفسار عن وقت ومكان الدَّعوة، فلا تتردَّد عن نَوْع الدَّعوة، هل هي حفلة شواء بالهواء الطلق (ليلًا، نهارًا) أم هي داخل البيت أم في مطعم؛ لأنَّ في كُلِّ مفردة نَوْعًا خاصًّا من الملابس، نَوْع الحضور: من الممكن أن تسألَ المضيف إذا كانت الدَّعوة شخصيَّة، عائليَّة، اجتماعيَّة، رسميَّة ونَوْع ومناصب الحضور، التحلِّي بآداب الدَّعوة والأكل؛ لا تحاول تبريد الطعام بالنفخ فيه وإنَّما أتركه حتَّى يبرد، لا تتحدَّث والطعام في فمك ولا تبصق وأنتَ على المائدة وعَلَيْك الاستئذان وقتها، معرفة استخدام السِّكين والشوكة وملعقة الشوربة وملعقة الأرز وبقيَّة الأدوات، تقطيع لقمة اللحم أو أيِّ شيء يقطع يكُونُ ربع حجم الفم كَيْ لا تقع في إشكالات فنِّ الإتيكيت، لا تبدأ في تناول أيِّ شيء إلَّا بعد أن تأخذَ الإذن بذلك أو قَدْ يكُونُ المضيف نسيَ أن يعطيَ الضوء الأخضر للبدء ولكن بمجرَّد أن يمسكَ الشوكة أو يبدأَ هو بتناول شيء فذلك يُعدُّ الضوء الأخضر لك، توضع الفوطة على الفخذَيْنِ بمجرَّد جلوسك على المائدة، لا تستخدم الهاتف نهائيًّا إلَّا في الحالات الطارئة ويوضع على وضع الصَّامت، لا تصطحب أيَّ شخص لَمْ توجَّه الدَّعوة له وهذا ينطبق على الأطفال، بالإضافة أنَّك لا تحرج المضيف بأنَّ لدَيْك ضيفًا ممكن أن تجلبَه معك، وضعيَّة الجلوس هي الاسترخاء ولا تضع يدَيْك على المائدة بل احتفظ بها على جانبَي الجسم في حالة عدم استخدامها بالأكل، المحافظة على المواعيد واحترامها؛ لأنَّها دليل على الرُّقي والتحضُّر وعدم مراعاة ذلك يُعدُّ خللًا كبيرًا بفنِّ الإتيكيت والسلوك، الوصول مبكّرًا غير مستحبٍّ نهائيًّا ويكُونُ الوصول قَبل أو بعد بخمس دقائق عن الموعد المُحدَّد، التأخُّر عن الموعد يجِبُ إبلاغ وإعلام المضيف عن سبب التأخير والوقت المقترح للوصول؛ لأنَّ المضيف يرغب بتقديم الطعام ساخنًا وبالتَّالي وضع في موقف محرج هو ليس طرفًا فيه، فقط في حفلات الاستقبال الرَّسمي وحفلات الكوكتيل فيعتمد على التوقيتات المثبتة في بطاقة الدَّعوة لإتاحة الفرصة للمشرِفين على الحفلة كَيْ يستكملوا تنظيمها حتَّى آخر لحظة؛ لأنَّ من المتعارف الحضور خلال نصف ساعة من موعد بدء فعاليَّات الدَّعوة، تجنَّب أخذ الأكل بصحن واحد وإنَّما ابدأ بالشوربة ثمَّ المقبّلات ثمَّ الطبق الرئيس ثمَّ الحلويات أو الفواكه والقهوة هي آخر مفردات الوليمة، تقديم الشكر للمضيف وتوجيه الدَّعوة له ولا تنسَ أن تجلبَ معك باقة ورد أو هديَّة بسيطة للمضيف في حالة إقامة الدَّعوة في بيت المضيف، في الحفلات الصغيرة والمختصرة عَلَيْك توديع الجميع وليس المضيف فقط ولا تطيل الأحاديث عِند الباب كالتعليق على حُسن الضيافة ونَوْع الطعام.. وغيرها من الأمور الَّتي تحرج المضيف؛ لأنَّه يحبُّ أن يرجعَ مع بقيَّة الضيوف.

د. سعدون بن حسين الحمداني
دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

صحيفة إسبانية: زيلينسكي يريد تحويل الدبلوماسية إلى استعراض مسرحي

قالت صحيفة Público الإسبانية، إن استراتيجية فلاديمير زيلينسكي في عملية حل الصراع في أوكرانيا، تتلخص في تحويل الدبلوماسية إلى مسرحية لا تسمح بأي تقدم نحو حل حقيقي للمشاكل.

وترى الصحيفة أن "قيام زيلينسكي برمي التحدي للرئيس فلاديمير بوتين والموجة الفورية من ضغوط الحلفاء الأوروبيين على الرئيس الروسي لزيارة إسطنبول ودفعه إلى الانجراف في معمعة استعراضات زيلينسكي الإعلامية، كان له تأثير معاكس ضد كييف".

ووصفت المقالة كل تصرفات زيلينسكي، بالمتسرعة والمتهورة. وذكرت بأنه (زيلينسكي) حاول جاهدا كسب ود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن دون نجاح كبير. ووفقا لها لم ينل إعجاب ترامب بتاتا هذا الدفع المتسرع  للأحداث من جانب زيلينسكي ولا "تحديه لبوتين، الذي كانت نتيجته الرئيسية الاجتماع المستعجل في إسطنبول وظهور انعدام ثقة الروس أمام المحاولات الأوكرانية اللاحقة لتحويل المفاوضات" إلى عرض سيرك هزلي.

وقالت الصحيفة: "لهذا السبب طالب الجانب الروسي بعد الاجتماع أن تعقد الاجتماعات التالية، إن وجدت، خلف الأبواب المغلقة. طبعا أكثر من سيعاني من ذلك هو زيلينسكي واستراتيجيته المتمثلة في تحويل الدبلوماسية العسكرية إلى عرض مسرحي يعج بالعبارات الخطابية، ولكن دون أي عمل فعلي لحل المشكلة. وهذا هو السبب الذي يجعل واشنطن تفضل الاتصالات المباشرة مع موسكو والضغط على كييف لقبول خريطة الطريق التي سيتم تحديدها من قبل روسيا والولايات المتحدة".

ونوهت المقالة بأن "أوروبا، التي يبدو أن يدها وراء قرارات زيلينسكي المتسرعة، تزرع الفتنة دون أن تتاح لها فرصة حقيقية لتنفيذ تهديداتها ضد روسيا، لأن الخوف من رد فعل الولايات المتحدة سيمنعها من ذلك".

مقالات مشابهة

  • Watch it تكشف عن موعد انطلاق برنامج "فضفضت أوى" وكريم محمود عبد العزيز أول الضيوف
  • هل يدمّر الماء جهازك الهضمي إذا شربته أثناء الأكل؟.. مختص يكشف الحقيقة
  • اجتماع دولي في الرباط لدعم حل الدولتين.. هل تنجح الدبلوماسية في تحريك السلام؟
  • هل الأكل على جنابة يورث الفقر؟.. الإفتاء تحسم الجدل
  • «تريندز»: جولة ترامب الخليجية.. عصر جديد من الدبلوماسية الاقتصادية
  • الإمارات: تغليب الدبلوماسية والعمل المشترك ضمانة معالجة الأزمات
  • صحيفة إسبانية: زيلينسكي يريد تحويل الدبلوماسية إلى استعراض مسرحي
  • أخصائية: شرب الماء أثناء الأكل لا يؤثر على حموضة المعدة
  • منة شلبي أبرز الضيوف.. Watch it تروج لبرنامج فضفضت أوي مع معتز التوني
  • اختتام فعاليات الدورة الدبلوماسية لتنس الطاولة في دمشق