تداعيات عالمية.. حرب غزة تسبب اضطرابات كبيرة في أسواق النفط والغاز.. الأزمة قد تسبب خسائر للشركات في الوقت والأموال
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن الهجمات على السفن في البحر الأحمر بمثابة تذكير بأن الحرب بين إسرائيل وحماس قد يكون لها تداعيات عالمية على الطاقة.
وقالت شركة بريتيش بتروليوم، إنها ستعيد توجيه ناقلات النفط مؤقتا من البحر الأحمر بسبب الهجمات على السفن.
وأضافت أنها ستعيد توجيه الناقلات مؤقتًا من رحلتها المعتادة عبر البحر الأحمر بسبب الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون من اليمن المتعاطفون مع الفلسطينيين على السفن، وحتى الآن، فهي الطرف الوحيد في مجال الطاقة الذي يتخذ هذا الإجراء، بما في ذلك شركات الشحن، كما قامت أيضًا بتحويل الشحنات، والإبحار بها حول أفريقيا بدلًا من ذلك.
وأدت التوترات في البحر الأحمر إلى ارتفاع سعر خام برنت ومؤشر الغاز الطبيعي المتقلب في أوروبا TTF ، ومع ذلك، انخفضت أسعار الطاقة مرة أخرى يوم الثلاثاء، ربما لأن الولايات المتحدة قالت إن قوة بحرية متعددة الجنسيات ستحمي الشحنات التجارية في المنطقة.
ويعد البحر الأحمر شريانًا رئيسيًا لصادرات النفط والغاز الطبيعي. ووفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، شكلت شحنات الطاقة عبر هذا الطريق 12% من إجمالي تجارة النفط المنقولة بحرا في النصف الأول من عام 2023، و8% من التجارة العالمية في الغاز الطبيعي المسال.
وجعلت الحرب الأوكرانية قناة السويس أكثر ازدحاما مما كانت عليه من قبل، حيث تدخل السفن البحر الأحمر من الشمال، وفي الفترة من يناير إلى نوفمبر، انتقل 4.72 مليون برميل من النفط يوميًا باتجاه الجنوب عبر القناة في المتوسط، بزيادة قدرها 46% عن نفس الفترة من عام 2022.
وارتفعت حركة المرور لأن شحنات النفط الروسية الخاضعة للعقوبات وجدت أسواقا جديدة. والسفن التي كانت تتجه تقليديا إلى أوروبا أو الولايات المتحدة تسافر الآن جنوبا عبر القناة إلى آسيا.
وارتفعت واردات الهند من النفط الخام الروسي، بما في ذلك الخامات الكازاخستانية، إلى 1.63 مليون برميل يوميًا هذا العام مقارنة بـ 97300 فقط خلال الفترة نفسها من ما قبل الحرب عام 2021.
وإذا أصبح الطريق أكثر خطورة للتنقل فيه، فسيكون ذلك بمثابة أزمة لموسكو، ولكن أيضًا للاتحاد الأوروبي، وأصبحت أوروبا أكثر اعتمادا على واردات الغاز الطبيعي المسال من قطر، التي تمر عبر البحر الأحمر، لتحل محل تدفقات خطوط الأنابيب التي أوقفتها موسكو العام الماضي. كما أنها تستورد المزيد من وقود الديزل من الهند هذه الأيام.
وقال مارك إسبوزيتو، محلل الأبحاث في شركة S&P Global: "إن التعطيل من شأنه أن يجبر السوق على التحول إلى طرق بديلة من شأنها تسهيل التدفقات ولكن بسعر أعلى ووقت رحلة أطول".
وقد يؤدي ارتفاع أسعار نقل النفط والغاز والسلع الأخرى المشحونة إلى وقف الاتجاه العالمي المتمثل في تهدئة التضخم الذي غذى الرهانات على تخفيضات أسعار الفائدة في الأسابيع الأخيرة.
وأصبحت سفينة الحاويات التي علقت في قناة السويس في عام 2021 واحدة من أبرز حلقات مشاكل سلسلة التوريد التي أدت إلى ارتفاع التضخم بشكل غير متوقع خلال الوباء.
ومع ذلك، لا تزال معظم الشحنات تمر عبر قناة السويس كالمعتاد في الوقت الحالي، ولا يزال ضعف الطلب يشكل مصدر القلق الرئيسي في أسواق الطاقة.
وأصبحت أسعار النفط والغاز الطبيعي أقل من المستوى الذي كانت عليه قبل أن تشن حماس هجومها على إسرائيل.
وخفضت وكالة الطاقة الدولية مؤخرا توقعاتها للطلب على النفط للربع الرابع بنحو 400 ألف برميل يوميا.
وأدى الطقس المعتدل على مستوى العالم إلى إبقاء الطلب على الغاز الطبيعي منخفضًا بشكل غير معتاد خلال هذا الوقت من العام.
وستظل أسواق النفط متقلبة، خاصة إذا كانت هناك أي علامات على وجود مشاكل في مضيق هرمز، وهو الممر الرئيسي لشحنات الخام في الشرق الأوسط.
وحتى الآن، لم تؤثر الحرب بين إسرائيل وحماس إلا على تدفقات السلع الأساسية محليًا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البحر الاحمر شركة بريتيش بتروليوم الغاز الطبيعي الغاز الطبیعی البحر الأحمر النفط والغاز
إقرأ أيضاً:
دعا لنهج واقعي في التحول العالمي ..الناصر: أوقات الصراعات أظهرت أهمية النفط والغاز لأمن الطاقة
البلاد – الظهران
قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر: إن حقائق التاريخ أظهرت أهمية النفط الخام والغاز في أوقات الصراعات، كما هو في الوقت الراهن، في ظل استمرار التهديدات لأمن الطاقة وتسببها في قلق على الصعيد العالمي ،وأن مصادر الطاقة المتجددة، رغم أهميتها ونموها، يثبت الواقع أنها لا تلبي الطلب اليوم أو المستقبلي ، ولا تحمل الأعباء والمخاطر القائمة.
وأضاف في كلمته عبر الفيديو في “مؤتمر آسيا للطاقة 2025” أن مصادر الطاقة الجديدة لا تحل محل التقليدية، ، وبالتالي ضرورة اعتماد نهج أكثر واقعية في مسار التحول العالمي للطاقة، مشيرا إلى أن خطة التحوّل تم المبالغة في تقديرها، ، وظن البعض بأنه سيكون سريعًا ومباشرًا، وسينتهي بزوال مصادر الطاقة التقليدية ، لكن لا يزال الطلب على النفط يتجاوز 100 مليون برميل يوميًا، دون أي مؤشر على انهياره.
وأوضح الناصر أن التحديات التي فرضها الواقع كشفت عن عيوب تقنية واقتصادية وسياسية واجتماعية عميقة في السردية الشائعة المتعلقة بتحوّل الطاقة، الذي قد تصل تكلفة الوصول إلى الحياد الصفري للانبعاثات إلى 200 تريليون دولار. ، مشددا على أن تحقيق أمن الطاقة وإتاحتها بأسعار معقولة هما مطلبان أساسيان إلى جانب الاستدامة، كأهداف محورية لعملية التحوّل. وأكد إن الواقعية والبراغماتية بدأت تأخذ مكانها ، وهذا أمر جيد، خاصة بالنسبة لآسيا التي تمثّل نحو نصف الطلب العالمي، مؤكدًا أن النفط الخام والغاز سيظلان جزءًا أساسيًا من مزيج الطاقة، وأن الهدف على المدى الطويل ليس التخلي عن الطاقة التقليدية، إنما تحسينها.