إذا استخدمت أوراقها جيدا، يمكن لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن تنتصر وتحاصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من خلال خريطة طريق مصرية مقترحة لإنهاء حرب إسرائيل المدمرة والمتواصلة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب تحليل لجيمس دورسي في مركز "أوراسيا ريفيو" للأبحاث (Eurasia review).

.

دورسي قال، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن القاهرة عرضت على حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي خريطة طريقة مقترحة من ثلاث مراحل لا تلبي المطالب الإسرائيلية والفلسطينية المتبادلة.

وبينما يُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إنهاء حكم "حماس" المستمر لغزة منذ 2007 والقضاء على القدرات العسرية للحركة، أضاف دورسي أن "حماس استخدمت الخطة (المصرية) لزيادة الضغط على نتنياهو لإعطاء الأولوية لإطلاق سراح الأسرى".

وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.

وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مقابل نحو 240 فلسطينيا أطلق سراحهم الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.

واستدرك دورسي: "ومع ذلك فإن إيجاد أرضية مشتركة بين إسرائيل، العازمة على تدمير حماس بأي ثمن، ورفض الحركة التفاوض على المزيد من عمليات تبادل الأسرى دون وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب من غزة، يرقى إلى مستوى مهمة مستحيلة".

وأردف أن "الاقتراح المصري يسعى إلى المناورة في حقول الألغام عبر اقتراح تبادل جميع الأسرى لدى حماس مقابل جميع الفلسطينيين في السجون إسرائيلية، على ثلاث مراحل خلال شهرين يوقف خلالهما الطرفان إطلاق النار. وبهذا، ستتخلى حماس عن مطلب الوقف الدائم لإطلاق النار".

ووصف عضو المكتب السياسي لـ"حماس" أسامة حمدان، في تصريح متلفز"، الخطة المصرية بأنها "لا تزال أفكارا" وليست اقتراحا رسميا،  فيما قال عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي بيني غانتس لعائلات الأسرى: "توجد مقترحات مصرية وأخرى تتطاير من جميع الاتجاهات".

اقرأ أيضاً

منظمة التحرير الفلسطينية ترفض تشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة الضفة وغزة

انسحابات ومصالحة

كما يتصور الاقتراح المصري انسحابات عسكرية إسرائيلية من غزة خلال فترة تبادل الأسرى، ما من شأنه أن يجبر إسرائيل، في حال تجدد القتال، على تبني عمليات عسكرية أقل تدميرا، بما يتماشى مع المطالب الأمريكية، كما زاد دورسي.

وحتى أمس الثلاثاء، خلّفت الحرب الإسرائيلية الوحشية 20 ألفا و915 شهيدا، و54 ألفا و918 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

وقال دورسي إنه "على افتراض أن هدف إسرائيل، المتمثل في تدمير حماس، غير واقعي، فإن الخطة تتصور إجراء محادثات مصالحة بوساطة مصرية وقطرية بين حماس وحركة فتح، بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس".

وفازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، وإثر انهيار حكومة وحدة وطنية، سيطرت الحركة على غزة منذ العام التالي، في ظل خلافات مع "فتح" لم تفلح جهود إقليمية ودولية متعددة في معالجتها.

دورسي أضاف أن "التوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين من شأنه أن يفتح الباب أمام حماس لتصبح جزءا من الإدارة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية والانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وهي مظلة شاملة".

وأردف: في ما يبدو ردا على الجهود المبذولة للمصالحة بين حماس وفتح، أضاف نتنياهو، في مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال"، استئصال التطرف في المجتمع الفلسطيني إلى أهدافه في الحرب".

وقال نتنياهو في مقاله: "يجب تدمير حماس ونزع سلاح غزة واستئصال التطرف من المجتمع الفلسطيني.. هذه هي الشروط الأساسية الثلاثة للسلام بين إسرائيل وغزة".

اقرأ أيضاً

سموتريتش: لن تكون قطر أو مصر طرفا في مستقبل غزة

حكومة وانتخابات

وتنص الخطة المصرية أيضا، بحسب دورسي، على تشكيل حكومة فلسطينية تكنوقراطية تتولى السلطة في المرحلة الثالثة، وتمهد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية طال انتظارها وستتنافس فيها حماس".

وأضاف أنه "على النقيض من إسرائيل، تريد الولايات المتحدة أن ترى سلطة فلسطينية قادرة وفعالة تحكم الضفة الغربية وقطاع غزة، ولذلك قد تجبر المصالحة الفلسطينية واشنطن على ممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل".

ومنذ اندلاع الحرب، قدمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للاحتلال أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى بات منتقدون يعتبرون واشنطن "شريكة" في "جرائم الحرب" الإسرائيلية بغزة.

و"من المحتمل أن يشكل الاقتراح المصري، في حال تبنيه، انتصارا لحماس"، وفقا لدورسي، الذي نقل عن دبلوماسي عربي لم يكشف عن هويته قوله إنه "إذا لعبت حماس بورقتها بشكل جيد، فقد تتمكن من محاصرة نتنياهو".

وتسود توقعات في إسرائيل بأن تحقيقات مرتقبة بعد الحرب بشأن الإخفاقات أمام "حماس"، ستطيح بقيادات سياسية وعسكرية واستخباراتية، في مقدمتهم نتنياهو (74 عاما)، وهو أطول رئيس وزراء بقاءً في منصبه منذ أن أُقيمت دولة الاحتلال في عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة.

اقرأ أيضاً

أكسيوس: وزير مقرب من نتنياهو إلى واشنطن لبحث المرحلة التالية لحرب غزة

المصدر | جيمس دورسي/ أوراسيا ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

إقرأ أيضاً:

رفع العقوبات عن سوريا يعيد رسم خريطة التحالفات.. وواشنطن تفتح الباب لتطبيع مع إسرائيل

في تطور لافت على الساحة الدولية، أعلنت الولايات المتحدة رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا، ما اعتبره مراقبون تحولًا في السياسة الأمريكية تجاه دمشق، وفتحًا لباب التساؤلات حول دلالات الخطوة وتوقيتها.

يأتي هذا القرار بعد سنوات من العزلة التي فرضها المجتمع الدولي على النظام السوري، ووسط مؤشرات متزايدة على تحركات إقليمية تهدف إلى إعادة دمج سوريا في محيطها السياسي، سواء عبر بوابة التطبيع أو المفاوضات.

وتشير التقديرات إلى أن هذه الخطوة قد تكون جزءًا من إعادة تشكيل التوازنات في الشرق الأوسط، خاصة مع ما يثار عن دور أمريكي في تسهيل تقارب محتمل بين دمشق وتل أبيب.

قال محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن القرار الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا يمثل خطوة مهمة على طريق إنهاء العزلة الدولية المفروضة على دمشق منذ عقود، إبان حكم حزب البعث، لافتًا إلى أن هذه الخطوة تحمل دلالات ترتبط بشكل مباشر بنهج إدارة دونالد ترامب تجاه القيادة الحالية في سوريا برئاسة أحمد الشرع.

وأضاف فوزي أن التوقيت اللافت لهذا القرار الأمريكي يتزامن مع مؤشرات متزايدة على وجود تحركات نحو تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل، سواء من خلال المباحثات المباشرة أو الوساطات القائمة بين الطرفين، مشيرًا إلى وجود انفتاح واضح من الجانب الإسرائيلي على الإدارة السورية الحالية.

وأوضح أن الولايات المتحدة تلعب دورًا محوريًا في هذه المباحثات، سواء كوسيط أو كمنسق رئيسي، وتسعى من خلالها إلى تحقيق عدد من الأهداف، في مقدمتها تحييد أي تهديدات محتملة لإسرائيل من الجانب السوري، إلى جانب الدفع نحو انضمام سوريا إلى “الاتفاقات الإبراهيمية”.

وأكد فوزي أن الإدارة الأمريكية تربط بشكل واضح بين الرفع الكامل للعقوبات وبين انخراط سوريا في هذا المسار، معتبرًا أن خطوة رفع العقوبات تأتي في إطار توجه أشمل لإعادة تأهيل النظام السوري وتوسيع نطاق الاتفاقات الإبراهيمية لتشمل دمشق.

وقال الرئيس ترامب في تصريح مقتضب: "إذا تبين أن الظروف التي أدت إلى رفع العقوبات لم تحترم، فإن وزارة الخارجية ستعيد فرضها مجددًا."

كما أكد وزيرا الخارجية والخزانة الأمريكيان أن على دمشق أن "تتخذ خطوات لبناء دولة مستقرة، تنعم بالسلام داخليًا ومع جيرانها".

ومن جانبه، أوضح متحدث باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة "ستواصل مراقبة التقدم في الملفات الجوهرية داخل سوريا"، وعلى رأسها ملف العلاقات مع إسرائيل، معتبرًا أن الإدارة الأمريكية "تفهم أن التطبيع عملية طويلة ومعقدة"، إلا أن التقدم فيها ضروري لاستمرار الانفتاح الأمريكي.

وفي حين لم يصدر تعليق رسمي من دمشق حول مسألة التطبيع، إلا أن الترحيب الرسمي الحار بقرار ترامب قد يشير إلى انفتاح تكتيكي جديد من جانب النظام السوري تجاه متغيرات إقليمية تزداد تعقيدًا، خاصة في ظل تصاعد الحديث عن "صفقات كبرى" تقودها واشنطن لإعادة رسم خريطة التحالفات في المنطقة.

طباعة شارك سوريا رفع العقوبات عن سوريا إسرائيل واشنطن التطبيع مع إسرائيل إسرائيل واشنطن

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: لن يكون هناك حماس في غزة وسننجح بتحرير جميع الأسرى
  • ‏الرئاسة الفلسطينية: وقف حرب غزة والاعتداءات على الضفة الغربية هو الذي يحقق الأمن والاستقرار
  • الناس يموتون جوعًا.. الأونروا: يجب إدخال مساعدات لغزة فورًا.. ومقترح هدنة 60 يوماً
  • رفع العقوبات عن سوريا يعيد رسم خريطة التحالفات.. وواشنطن تفتح الباب لتطبيع مع إسرائيل
  • قناة إسرائيلية : نتنياهو يبحث صيغا مخففة لإنهاء حرب غزة
  • نتنياهو: سألتقي ترامب وويتكوف الأسبوع المقبل
  • نتنياهو يلمّح لتغيير أولويات حكومته بشأن إنقاذ الأسرى.. وترامب يضغط لإنهاء الحرب في غزة
  • انقسام في إسرائيل بشأن إنهاء حرب غزة
  • صورة: نتنياهو : انفتحت أمامنا فرص عديدة لتحرير الأسرى وحسم المعركة ضد حماس
  • نتنياهو يلمح إلى إنهاء الحرب في غزة وسط جهود أمريكية لـ"تسوية شاملة"