عربي21:
2025-05-30@09:41:33 GMT

هل بدأت المفاوصات بين موسكو وواشنطن حول أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

منذ دخولنا الشهر الأخير من العام 2023 والإشارات الصادرة عن وسائل الإعلام الغربية حول استعداد روسيا لوقف الحرب في أوكرانيا لم تهدأ. صحيفة "نيويورك تايمز" كانت آخر تلك الوسائل التي نقلت قبل أيام عن مسؤولين غربيين وآخرين روس، أنّ موسكو منفتحة على خيار وقف إطلاق نار في أوكرانيا، يكون قادرا على تجميد القتال على طول خطوط المواجهة بين البلدين.



وقالت الصحيفة الأمريكية إنّها استقت معلوماتها من اثنين من بين كبار المسؤولين الروس السابقين، وأكدت أنهما مُقربان من الكرملين. كما نقلت الأمر نفسه عن مسؤول أمريكي وآخر دولي، وكشفت أنّ جلّ هؤلاء قد تلقوا إشارات من مبعوثين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.

لم تنكر الصحيفة أنّ تلك الإشارات بُعثت من موسكو "بهدوء"، وقالت كذلك إنّ الرئيس بوتين "مستعد حقا للتوقف عند الخطوط الحالية"، لكنّه في المقابل "ليس على استعداد للتراجع مترا واحدا إلى الوراء"، وذلك في إشارة إلى تقدم الجيش الروسي الميداني.

هذه المعلومات لم تنفها موسكو ولم تؤكدها، إذ ردّ المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، على تقرير الصحيفة الأمريكية بعد ساعات بالقول، إنّ موسكو مستعدة للتفاوض بالفعل، لكن "من أجل تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة".

ويبدو أنّ تلك الإشارات التي يتناقلها الإعلام الغربي هدفها تمهيد الطريق إلى حلّ النزاع بالفعل، خصوصا أنّ إشارات مقابلة صدرت من جانب واشنطن أيضا تجاه موسكو، لكن هذا ما لم يكشفه الإعلام الغربي ولم يتحدث عنه إطلاقا، وذلك لأنّ الظروف ربما لم تعد تناسب واشنطن من أجل الاستمرار في دفع الحرب قدما.

أمّا أكثر ما يعزز هذه الفرضية، فهما عاملان:

1- اقتراب الولايات المتحدة من دخول فترة حملة الانتخابات الرئاسية التي تبدأ عادة قبل يوم الاقتراع بنحو سنة، وبالتالي فإن الاستمرار في تمويل أوكرانيا بلا طائل قد يعود بالضرر على الإدارة الديمقراطية.

2- حرب غزة بين حركة "حماس" وإسرائيل، التي أجبرت الولايات المتحدة على تكبّد المزيد من الأعباء العسكرية والمالية، وكذلك على اتخاذ مواقف داعمة لإسرائيل في أروقة الأمم المتحدة وخارجها، جلبت لواشنطن الإحراج وكانت بغنى عنه في هذا التوقيت على مقربة من الانتخابات.

أمّا الإشارات على استعداد الولايات المتحدة للانخراط في حوار مع موسكو من أجل وقف الحرب والسير بتسوية، فبدورها ظهرت من خلال التالي:

1- أظهرت البيانات الملاحية للموقع المتخصص برصد الرحلات الجوية "flightradar24"، هبوط طائرة روسية في واشنطن من بين سرب الطائرات الخاصة بالكرملين، التي تُستخدم لنقل كبار المسؤولين، وذلك في 20 كانون الأول/ ديسمبر في تمام الساعة 12:50، قادمة من مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، حيث بقيت في العاصمة الأمريكية قرابة ساعة، من دون ذكر أي تفاصيل حول تلك الرحلة، التي ربّما يعني أنّ الولايات المتحدة على تواصل مع القيادة الروسية وربما تحاورها من أجل بلوغ تفاهم ما حول وقف الحرب.

2- ترجيح عدد من الصحافيين الأمريكيين في أكثر من وسيلة إعلامية أمريكية، أن تكون إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أجرت "محادثات سرية" بالفعل في حضور دبلوماسيين روس، وذلك خصوصا بعد تأجيل مناقشة المساعدات الأمريكية إلى أوكرانيا للعام المقبل (2024).

3- التمهيد الذي تعتمده أبرز الصحف الأمريكية، أمام تخفيف الاحتقان مع موسكو من خلال خفض منسوب الحملات الإعلامية المركزة ضدها. وأبرزها كان حذف صحيفة "واشنطن بوست" خانة "الحرب في أوكرانيا" من واجهة موقعها وكذلك ترويجها، لأن موقف كييف يبدو اليوم صعبا على نحو متزايد، وذلك مع توقف المساعدات العسكرية والاقتصادية المطلوبة بشدة في واشنطن وبروكسل، وكذلك مع التقارير المتكررة عن نقص الأفراد العسكريين والأسلحة.. وهو ما يطرح تساؤلات جديّة عن بداية تغيّر في الموقف الأمريكي من الحرب في أوكرانيا.

4- اعتراف الإعلام الأمريكي، ثم لاحقا الجسم الدبلوماسي، ومؤخرا الإعلام أيضا، بأنّ الهجوم الأوكراني المضاد قد فشل ولم يحقق أيّ أهداف تُذكر، ثم الحديث عن "استراتيجية جديدة" للحرب تعتمد على "التمسّك والبناء"، أي التمسك بالمناطق التي تسيطر عليها كييف، وبناء قدرتها على إنتاج الأسلحة خلال عام المقبل.. وهو ما يعني بطريقة غير مباشرة أنّ واشنطن بدأت بدعوة كييف إلى التخلي عما فقدته من أراضٍ خلال الحرب، لصالح التمسك بما تبقى.

وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" قبل أيام، أنّ واشنطن وكييف بدأتا في بحث تلك "الاستراتيجية الجديدة" بعد الهجوم المضاد "الفاشل". واعترفت الصحيفة للمرة الاولى بأنّ روسيا أخذت مؤخرا زمام المبادرة في جميع نقاط الاشتباك مع الجيش الأوكراني.

5- ما نقله مركز أبحاث أمريكي قبل أيام عن اجتماع سريّ لممثلي وزارة الدفاع الروسية وجهاز الأمن الفيدرالي وجهاز المخابرات الخارجية والبنتاغون ووكالة المخابرات المركزية، عُقد مؤخرا في دولة الإمارات، ونوقشت خلاله آليات إنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا.

على الرغم من أن تلك المعطيات بارزة، فإنّ كييف ترفض أن تراها، ويصر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي على قول العكس، إذ شدد في آخر تصريح له قبل أيام على أنّ موسكو لم تحقّق أيّ تقدم عسكري خلال عام 2023، وذلك من باب التأكيد لحلفائه الغربيين على أنّ الهجوم المضاد التي بدأه جيش بلاده منذ الصيف الماضي فعال؛ بحجة أنّ الجيش الروسي لم يتقدم!

لكن زيلينسكي يعرف أنّ تلك الحجج كلها تجافي الحقيقة، بينما التوجّه الدولي العام يُظهر بشكل جلي بأنّ مسار وقف الحرب ربما وُضع على السكة بالفعل. وبمعزل إن كانت تلك التسريبات صحيحة أم لا، يكفي أن يبدأ الحديث عنها بهذا الشكل العلني لتتأكد النظرية التي تقول: إنّ ثمة أمرا يُطبخ بالفعل خلف الكواليس الدبلوماسية، بينما تنفيذه قد يكون بحاجة إلى بعض الوقت حتى يخرج إلى التداول في العلن.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه روسيا بوتين بايدن زيلينسكي روسيا بوتين اوكرانيا بايدن زيلينسكي مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی أوکرانیا وقف الحرب قبل أیام من أجل

إقرأ أيضاً:

زاخاروفا: موسكو تواصل العمل على مذكرة التسوية في أوكرانيا وتعوّل على كييف بالمثل

روسيا – أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن روسيا تواصل إعداد مذكرة التسوية في أوكرانيا قبل تسليمها لكييف، داعية الجانب الأوكراني إلى إنهاء صياغة مسودته وتسليمها.

وقالت زاخاروفا خلال إفادة صحفية: “تواصل روسيا العمل على صياغة مسودة مذكرة اتفاق السلام وتحديد بنود ومبادئ التسوية والجدول الزمني لتوقيع السلام وتعليق وقف إطلاق النار في حال التوصل إلى تفاهمات مناسبة”.

وأشارت زاخاروفا إلى أنه سيتم تسليم المذكرة إلى الجانب الأوكراني فور انتهاء إعدادها.

وأضافت: “نتوقع أن ترسل لنا كييف رؤيتها بعد تسلمها مذكرتنا”.

كما أكدت أن الاتفاقات في إطار مفاوضات إسطنبول تم التوصل إليها “بصعوبة” بسبب موقف كييف.

ولفتت إلى تزايد هجمات نظام كييف على المواقع المدنية لإظهار قدرتها على “المفاوضات من موقع قوة”  لكنها تؤكد عدم أهميتها.

وأكدت أن نظام كييف يطالب بتشديد العقوبات على روسيا ومواصلة إمداده بالأسلحة بهدف عرقلة عملية التسوية.

وأشارت إلى أن عددا من المسؤولين الأوربيين لا يريدون تحقيق التسوية السلمية في أوكرانيا.

من جانب آخر قالت زاخاروفا إن عملية تبادل الأسرى مع أوكرانيا بصيغة 1000 مقابل 1000 تم بنجاح بمساعدة بيلاروس وفقا للاتفاقية المبرمة في اسطنبول.

وعقد اجتماع ممثلي موسكو وكييف في إسطنبول في 16 مايو الجاري، حيث أعلن مساعد الرئيس الروسي فلاديمير ميدينسكي عن اتفاق لتبادل الأسرى بواقع ألف مقابل ألف.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • واشنطن: على بوتين قبول الاتفاق المطروح لإنهاء حرب أوكرانيا.. أفضل نتيجة ممكنة
  • واشنطن تطالب موسكو بإظهار حسن النية في المحادثات مع أوكرانيا
  • الوزير الشيباني: بدأت بوادر الاستثمارات الضخمة التي ستنعكس إيجاباً على حياة المواطن
  • مفاوضات غزة: بوادر تقدم وواشنطن تتجه نحو رفع مستوى الضغط
  • روسيا.. لافروف يكشف شروط موسكو لوقف الحرب مع أوكرانيا
  • أوكرانيا تشن هجوماً واسعاً على روسيا وتعطل حركة الملاحة الجوية في موسكو
  • واشنطن تعلن دعمها لعقود النفط الأمريكية مع أربيل: تنفع جميع العراقيين
  • موسكو تقترح جولة مفاوضات جديدة مع أوكرانيا في إسطنبول
  • الكرملين: انتقادات ترامب لن تؤثر على تبادل الأسرى بين موسكو وواشنطن
  • زاخاروفا: موسكو تواصل العمل على مذكرة التسوية في أوكرانيا وتعوّل على كييف بالمثل