تقديس القتل العشوائي بغزة.. هآرتس: هزيمة ثانية لإسرائيل
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
قال تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية إن معسكر اليمين الاستيطاني "الذي أخذ الأمة اليهودية رهينة"، مصمم على بعث الرسائل التي تمنع انتقاد الحكومة وانتقاد جنود الجيش "القديسين" وقادتهم، وتحرّم إنهاء القتال.
وأضاف التقرير الذي أعده أوري مسغاف أن هذا المعسكر يعتبر الجنود والرهائن القتلى "تضحية نبيلة وجديرة بالاهتمام على طريق الخلاص، وهم الطبق الفضي الذي ستنهض عليه دولة يهودا".
كما يعتبر هذا المعسكر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو حمار المسيح، وهو أحمق مفيد، وهم يحذرونه باستمرار من أن اليوم الذي يجرؤ فيه على وقف القتال هو اليوم الذي ستسقط فيه حكومته، وهو لا يعترض على ذلك لسبب أيديولوجي، بل لأن عقيدته الوحيدة هي البقاء في السلطة.
وقد تجنب نتنياهو في الماضي العمليات العسكرية احتراما للعرف القائل إن الإسرائيليين حساسون لمقتل الجنود، لكن الخريطة تغيّرت، بحيث تثبت الاستطلاعات أن القاعدة تريد الدم والنار وأعمدة الدخان، وتعتبر التعداد اليومي للجثث قدرا إلهيا حتى من قبل أطراف لم تكن تدعم هذه الحكومة الكابوسية، حسب تعبير الصحيفة.
مكانة مهتزة للغاية
وبالفعل تمت التضحية بالرهائن، حيث اعترف بطل "المعسكر المسيحاني"، العميد باراك حيرام، بدون أن يرف له جفن، أنه أمر في السابع من أكتوبر/تشرين الأول دبابة بإطلاق النار على منزل في كيبوتس بئيري كان "الإرهابيون" يحتجزون داخله 14 رهينة، وقُتل الجميع في القصف باستثناء اثنين. كما تقول الصحيفة إن قائد الفرقة الذي أصدر مثل هذا الأمر يجب أن يبقى في السجن.
وقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز الحادثة في إطار تحقيق شامل في الهجوم الذي وقع في بئيري، ولكن وسائل الإعلام الإسرائيلية، باستثناء صحيفة هآرتس -كما تقول عن نفسها- لا يوجد فيها مجال لانتقاد الجيش، ولا للنظر في حرب عصابات يغرق خلالها الجيش في وحل غزة، من دون أفق دبلوماسي وفي ظل زعيم غير صالح.
وقد أصبحت إسرائيل أكثر خشونة وغباء ومكانتها الدولية مهتزة للغاية، كما يقول الكاتب. في الوقت الذي يواصل فيه الصحفي تسفي يحزكيلي تكراره على القناة 13 الإخبارية أنه كان ينبغي قتل 100 ألف من سكان غزة في الضربة الأولى للحرب، والذي أكد أن كل فرد من سكان قطاع غزة مرتبط بحماس، في دعوة للإبادة الجماعية، وهو مع ذلك يُعَدّ حاليا المتحدث الأكثر شعبية في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وخلص أوري مسغاف إلى أن المجتمع الذي يقدس الموت العشوائي والقتل يفقد تفوقه الأخلاقي ومبرر وجوده، معتبرا أن هذه هي الضربة القوية الثانية التي توجهها حماس إلى إسرائيل، وهي أشد فظاعة من الضربة الأولى.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
هآرتس: بعد 6 أشهر من فوزه استراتيجية ترامب تميل للصفقات لا للحروب
ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن التوجهات الاستراتيجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب بدأت تتضح بشكل جلي بعد مرور ستة أشهر على فوزه في الانتخابات، مشيرة إلى أنه يُفضل عقد الصفقات والتسويات الدبلوماسية بدلاً من خوض حروب جدي
وأضافت الصحيفة أن الرهان الذي تبناه أنصار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي كان ينص على أن ترامب سيمنح إسرائيل الضوء الأخضر لشن حرب واسعة على غزة، بدأ ينهار تدريجيًا. يأتي ذلك في ظل المؤشرات المتزايدة على رغبة واشنطن في تهدئة التصعيد في المنطقة.
وفي ضوء هذا التحول، أبدت الصحيفة اعتقادها بأن نتنياهو قد يُضطر إلى إعادة تقييم استراتيجيته، خاصة بعدما ضاق عليه هامش المناورة السياسي، رغم استمرار الخطاب التحريضي الذي يوجهه إلى قاعدته الداخلية.
ووصفت الصحيفة استراتيجية ترامب بأنها تنطوي على مخاطر، لكنها في الوقت نفسه “أقل ضررًا من الحرب المفتوحة والدائمة التي يسعى نتنياهو إلى فرضها”، كما أشارت إلى أن التمييز في التعامل مع الرهائن، كما حدث في قضية إطلاق سراح الرهينة الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر دون إشراك إسرائيل، يشكل سابقة خطيرة ورسالة لعائلات المختطفين.
وفي سياق متصل، نقل تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” عن مصادر أميركية أن ترامب بدأ يقلل من دور نتنياهو بشكل متزايد، بدءًا من المحادثات النووية مع إيران وصولًا إلى التفاوض مع حركة حماس دون علم تل أبيب، وهو ما أثار القلق في إسرائيل التي كانت معتادة على أن تُستشار في المسائل الكبرى من قبل الإدارات الأميركية المتعاقبة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل شهدت حديثًا عن المزيد من التوترات بين ترامب وإسرائيل بعد أن أعلن الرئيس الأميركي عن توصل الولايات المتحدة إلى هدنة مع الحوثيين في اليمن، التي ساهمت في تقليص الهجمات على السفن الأميركية، لكن لم تشمل إسرائيل.
كما تم إطلاق سراح الرهينة عيدان ألكسندر بعد مفاوضات مباشرة بين حركة حماس ومسؤولين أميركيين، ما زاد من تعقيد العلاقة بين واشنطن وتل أبيب.