رأي اليوم:
2025-06-27@00:13:49 GMT

الصراع والشذوذ

تاريخ النشر: 15th, July 2023 GMT

الصراع والشذوذ

د. فاضل البدراني الغرب يخطو خطوات متعجلة باتجاه خوض صراع الحضارات مع الإسلام بخطوات يحاول ان يسابق بها خطوات الزحف الإسلامي نحو مزيد من الانتشار في أوروبا والغرب جميعا، والمعركة موجودة أصلا منذ زمن طويل، أنما بدأت وتيرتها تزداد بالوقت الحاضر بسبب ضغط التحديات عليهم هناك. أدوات الغرب قوية وعديدة ومؤثرة، منها القدرة المعلوماتية عبر الانترنت، والتفنن الفكري في افتراس عقلية الآخر، وحتى الذكاء الاصطناعي، ذلك الابتكار الجديد الذي يجده الغرب أحد ابداعاته الحضارية العصرية، وقبال ذلك فالإسلام والشرق لديه الثقافة المحصنة للإنسان والحجة والعقيدة والقيم، وعند هذه النقاط حاولوا استهدافه بإشاعة عنوان المثلية، وتثوير النقاش الإعلامي حوله على اعتبار أنه مسألة حقوق إنسان لا يسمح بالتجاوز على من يمارسها، ويقينا هم يفهمون مثلنا أن المثلية حالة شذوذ قذرة وأبشع أنواع الانحطاط البشري، لكن لهم غاية منها الوصول بالمجتمعات الأخرى العربية والإسلامية الشرقية للصورة البشعة نفسها التي تقوم عليها بلدانهم التي تتمتع بحضارة حديثة، وتعاني تحلل اجتماعي وفوضى فكرية تائهة، وحضارتهم حاليا نقمة عليهم كونها مادية تقوم على الانفتاح بالطريقة التي تلغي مفهوم ” العيب أو الخجل” من شيء، بمعنى انتهاك خصوصية الانسان بطريقة فاقدة للقيم الاجتماعية، وكونها متحللة من أية ثقافة دينية، وجمالية إنسانية.

 الغرب يحاول أن يعالج مشكلته المستعصية بانفلات مجتمعاته عبر استهداف الشرق العربي والإسلامي وصهر مجتمعاته بالتيه الغارقة فيه شعوبه، ولديهم القدرة على كسب كثير من الشباب العربي والإسلامي سيما المتحلل اجتماعيا، ولكنهم يخشون من النوعية الإسلامية، ويقينا هنا مكمن الخطر الداهم عليهم لا محال عندما يشبعون من بشاعتهم هذه ذات وقت ليس بعيد. الغرب الذي يرى انه سيد العالم بدأ حملة ادخال درس المثلية في مناهج الدراسة الابتدائية، والغاية على ما يتحدث به كثير من المثقفين العرب والمسلمين والمسيحيين الشرقيين الساكنين هناك، في محاولة لتهجير أعدادا كبيرة من المهاجرين الحاصلين على الجنسية الغربية، وأيضا عولمة نموذجهم الاجتماعي، وصهر المجتمعات الأخرى في بوتقة حضارته الجديدة التي لا تقيم وزنا لحقوق الإنسان، ومن قبيل ذلك هي المثلية المبشرين بها على أنها حقوق بينما هي انتهاك للحقوق. يقول علي الوردي “الحضارة الحديثة تجهز الانسان بالمتاع المادي، وتفقده المتاع الروحي” فتزداد فيها قضايا الانتحار لأنه من دون الدين يصبح الانسان مكشوف بلا سياج أمان يحميه من هزات هذه الملذات التي من المؤكد تذهب به نحو التيه. الهدف الغربي هو استهداف المقدسات الإسلامية والقيم الاجتماعية، بأدوات التواصل اللحظي، وقد لا تكون فقط المثلية هي قلب المعركة بل هي واحدة من واجهات ذلك الصراع الذي يعتمد على أدوات الاستهداف الفكري التي يعول عليها في الحرب مع الشرق، ومنها الديانة الابراهيمية والضخ المعلوماتي المتعدد الأوجه، والتفنن بالتكنولوجيا والتباهي بها.            كاتب وأكاديمي Faidel.albadrani@gmail.com

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

العدوان على إيران.. ترجمة لهلع الغرب من جبهة لا تركع

يمانيون | تقرير
في توقيت بالغ الدقة، شنّت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني عدواناً عسكرياً غير مسبوق على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، متوهمين أنهم قادرون على كسر إرادتها أو الحد من قدراتها.

لكن ما حدث كان على النقيض تماماً: سقطت كل رهاناتهم، وخرجت طهران من المعركة أكثر صلابة، بينما اهتزّت قواعد المشروع الغربي في المنطقة.

هذا العدوان لم يكن معزولاً عن السياق الإقليمي، بل جاء – كما يؤكد محللون – كرد فعل هستيري على تعاظم دور محور المقاومة من غزة إلى لبنان، ومن صنعاء إلى طهران، حيث تحوّلت هذه العواصم إلى بؤر إرباك دائم لمخططات الهيمنة الغربية، ما جعل من إيران هدفاً مباشراً لمحاولة كسر المعادلة الجديدة بالقوة.

عدوان هستيري يكشف أزمة الغرب أمام شعوب المقاومة
وفي هذا السياق يرى مستشار المجلس السياسي الأعلى الدكتور محمد طاهر أنعم، أن العدوان الأمريكي–الصهيوني على إيران كان في جوهره تعبيراً عن سخط الغرب من الصمود المتنامي في جبهات المقاومة، لا سيما في غزة ولبنان واليمن، مؤكداً أن إيران تصدّت لحرب شاملة وهي تمثل قلب مشروع المواجهة في المنطقة.

وأوضح أنعم، أن الجمهورية الإسلامية نسفت – عملياً – ما روّج له الغرب لعقود من الزمن بأن الدخول في مواجهة مع واشنطن وتل أبيب ضربٌ من الجنون، معتبراً أن طهران لم تكتف بالصمود بل لقّنت المعتدين درساً استراتيجياً فاق كل التوقعات.

وأضاف أن الغرب، الذي يسعى لفرض التطبيع بوصفه خياراً نهائياً و”واقعاً لا بديل عنه”، تفاجأ بأن هناك من لا يزال يقول “لا”، ويقاوم ويصمد، بل ويصنع أدوات المواجهة ويطورها، ولهذا جاء العدوان كمحاولة قسرية لإخضاع إرادة لم تنكسر في فلسطين ولا اليمن ولا إيران.

فشل الحرب النفسية والتشويش الإعلامي
في محاولة يائسة للتشكيك في صدقية خط المقاومة، لجأ الغرب – وفق أنعم – إلى شن حرب إعلامية متزامنة مع العدوان، مستخدماً أدواته الإعلامية والرقمية لتشويه صورة المقاومين، والترويج بأنهم على تواصل سري مع الاحتلال، في محاولة لضرب ثقة الشعوب بهم.

إلا أن فشل تلك الحرب النفسية كان مدوياً، حيث جاءت المواجهة الميدانية، وسقوط الشهداء، وصمود المنشآت النووية، لتسقط رواية “الاتفاق من تحت الطاولة”، وتؤكد أن المقاومة ليست مسرحية كما أراد البعض تصويرها، بل حقيقة راسخة تُربك المشروع الأمريكي–الصهيوني.

إيران تقلب المعادلة.. وتُحبط أحلام تل أبيب
الخبير العسكري العميد مجيب شمسان أكد في هذا السياق أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية فاجأت الجميع باستراتيجية مدروسة، حيث استخدمت بنك أهداف بالغ الدقة داخل العمق الصهيوني، وأثبتت امتلاكها لتقنيات عسكرية متطورة أرغمت الاحتلال على مراجعة حساباته.

أبرز تلك الضربات، بحسب شمسان، كانت استهداف منشآت استراتيجية كمحطة الكهرباء ومصفاة النفط في “بئر السبع”، وهو ما جعل الكيان في حالة صدمة دفاعية، بعد أن أدرك أن طهران لا تتحدث فقط بل تضرب وتُصيب.

وأشار إلى أن إيران، ومن خلال هذا الرد، فرضت قواعد اشتباك جديدة ستؤثر في أي مفاوضات مقبلة، كما أظهرت قدرة على إرباك الخصم دون استنزاف الذات، وهو ما دفع أمريكا إلى البحث عن وساطات لإيقاف النار خوفاً من تصاعد الخسائر في الداخل الصهيوني.

أمّة تقاوم.. وإيران تحارب نيابة عنها
الخبير بالشؤون الإقليمية والدولية الدكتور حكم أمهز، ذهب إلى أبعد من ذلك، مؤكدًا أن إيران لم تكن تدافع فقط عن نفسها، بل عن محور بأكمله، وتواجه قوتين نوويتين – أمريكا و”إسرائيل” – بإمكاناتها الذاتية دون أي دعم خارجي.

وقال أمهز في مداخلة مع المسيرة، إن انتصار إيران في هذه المواجهة – التي استمرت 12 يوماً – غيّر موازين الردع في المنطقة، مشيراً إلى أن إعلان وقف إطلاق النار لم يأتِ نتيجة ضغوط على طهران، بل جاء بعد طلب مباشر من أمريكا عبر وسطاء، وهو ما يعكس حجم الفشل الذريع للمحور المعادي.

واعتبر أمهز أن تفكك الجبهة الداخلية الصهيونية، وهروب المستوطنين، مقابل تماسك الشعب الإيراني رغم القصف والحصار، أثبت أن الرهان على تحريك الشارع الإيراني أو تفكيك النظام لم يكن سوى سراباً، مؤكداً أن إيران واجهت العدوان بصواريخ ومسيّرات من إنتاج وطني خالص.

نهاية وهم الهيمنة.. وبداية عصر التوازن
لقد شكّل هذا العدوان – كما يظهر من مجمل التصريحات والتحليلات – محطة فاصلة في تاريخ الصراع مع المشروع الأمريكي–الصهيوني في المنطقة.

حيث فشل المعتدون في تدمير البرنامج النووي الإيراني، وفشلوا في تحريك الداخل الإيراني، بل وخرجت طهران أقوى، وأكثر ثقة، وأكثر قدرة على التأثير.

أما الرسالة الأكبر، فهي أن الشعوب المقاومة لم تعد تقبل دور الضحية الصامتة.. من غزة إلى صنعاء، ومن بيروت إلى طهران، يتشكل اليوم شرقٌ أوسط جديد، لا يقوده ترامب ولا يرسم خرائطه نتنياهو، بل تصوغه دماء الشهداء وصواريخ المقاومين.

مقالات مشابهة

  • الأهلي يفاوض 4 زملكاوية.. تعرف عليهم
  • العدوان على إيران.. ترجمة لهلع الغرب من جبهة لا تركع
  • دروس وعبر
  • بنكراد: معظم المحتجين في 20 فبراير بمجرد ما عرضت عليهم المناصب ذهبوا لها وانفضوا
  • كيان الأعمال القذرة
  • عاجل.. ننشر أسماء المحكوم عليهم من أعضاء " خلية تزوير المرج "
  • قوائم إرهابية ومراقبة الشرطة.. قرار هام من المحكمة ضد المحكوم عليهم من أعضاء " خلية تزوير المرج "
  • الضمان الاجتماعي تدعو المؤمن عليهم والمتقاعدين للاستفادة من بطاقة الخصم “حيّاك”
  • خصومات ومزايا مالية … للمتقاعدين والمؤمن عليهم
  • في التقييم.. جبهة المقاومة منذ طوفان الأقصى