شبكة انباء العراق:
2025-06-03@12:25:30 GMT

دستور 2005 واثبات وجوده

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

بقلم: رافع عبد الجبار القبطان ..

مما لا شك فيه ان الدستور العراقي الدائم لسنة 2005 ولد ولادة عسيرة، حيث كُتب في ظروف صعبة بالغة التعقيد، مع إرهاب يتجول في شوارع بغداد دون رقيب ولا خوف، وأسباب كثيرة أخرى، منها سقوط النظام السياسي في العراق أثر احتلال وليست نتيجة فعل وطني مخطط له، مما ولّد فراغ سياسي ودستوري، خاصة لم تكن الرؤية واضحة لدى سلطات الاحتلال في كيفية إدارة الدولة، ومن الأسباب مقاطعة الانتخابات من قبل السُنّة، كذلك من بين الأسباب ما فرضه قانون إدارة الدولة الصادر في 8 آذار/مارس 2004 من نصوص أُلزم تضمينها في الدستور الدائم في تحديد شكل النظام السياسي الجديد بأن يكون (اتحادي “فيدرالي” .

ديمقراطي . تعددي)، وكذلك فيما يخص اقليم كردستان في تضمين المادة(58) منه في الدستور الجديد، ولهذا لم يأتِ الدستور بإرادة كاملة لكاتبيه ولم يحقق المرجو منه، لتجده جاء توافقيًا.
وبصدوره بدأت مرحلة جديدة في تاريخ العراق برسم شكله السياسي والدستوري، حيث بدأ العمل به في 28 حزيران/يونيو 2004 بعد نقل السيادة للحكومة العراقية المؤقتة برئاسة الدكتور أياد علاوي.
ومن الأسباب المهمة أيضًا وتكاد تطغي على الأسباب السابقة، هو ارهاصات المرحلة، بين اختلاف الرؤية حول إدارة العراق لدى قوات الاحتلال من جهة، وبين ما جاءت به قوى المعارضة من اتفاقات وتصورات مسبقة، فكانت نتيجتها أن تأسس مجلس الحكم في 12 تموز/يوليو 2003 بقرار من سلطة الاحتلال برئاسة بول بريمر الحاكم المدني للعراق، ومنحه صلاحيات جزئية بإدارة شؤون العراق، والتي انتهت مهامه في 1 تموز/يوليو 2004، حيث تم حل مجلس الحكم لتحل بدلًا عنه الحكومة العراقية المؤقتة، في حين كانت سلطة الاحتلال تمتلك الصلاحيات الكاملة حسب قوانين الحرب والاحتلال المتفق عليها في الأمم المتحدة حسب قرار مجلس الأمن المرقم (1483) في 22 مايس/مايو 2003.
من خلال قراءة ديباجة دستور 2005 نجد حجم أزمة الثقة التي كانت حينها تعيشها الكتل السياسية التي قادت العملية السياسية وساهمت في كتابة الدستور وحجم التداعيات والتراكمات التي خلفتها الأنظمة السياسية التي حكمت العراق منذ 1921 تاريخ تأسيس الدولة العراقية من تهميش واستبداد لبعض فئات الشعب، والتي ألقت بظلالها عليه، لنجد ان الخطاب الفئوي طغى على ديباجته، التي تعد بوابة وواجهة تعكس فلسفة الدستور والقائمين عليه، فراحت ترسّخ صلاحيات الإقليم على حساب صلاحيات الحكومة الاتحادية وجعلها حصرية كما جاء في المادة (110) منه، ونست إنها رفضت سياسات الأنظمة السابقة ووقفت بالضد منها، ورفعت راية المعارضة بوجهها بسبب سياساتها الطائفية، في حين كانت ديباجة “قانون إدارة الدولة” أكثر نضجًا وتمثيلًا لعراق موحد من دستور 2005 الذي أسهب في تفاصيل مظلومية كل مكون، دون أن يركّز بالعنوان الجامع على ان النظام السابق كان نظام استبدادي لكل من يخالفه بغض النظر عن انتماءه العرقي أو الديني أو المذهبي، وجاء في ديباجة “قانون إدارة الدولة” (إن الشعب العراقي الساعي إلى استرداد حريته التي صادرها النظام الاستبدادي السابق، هذا الشعب الرافض للعنف والإكراه بكل أشكالهما، وبوجه خاص عند استخدامهما كأسلوب من أساليب الحكم، قد صمّم على أن يظل شعبًا حرًا يسوسه حكم القانون…)، رغم ان بداية ديباجة دستور 2005 أيضًا جاءت رائعة وهي تذكر الشعب العراقي كوحدة واحدة، وهو يقول (نَحْنُ أبناء وادِي الرافدينِ، مَوْطِن الرُسُلِ وَالأنبياءِ، وَمَثْوىَ الأئِمَةِ الأطْهَارِ، وَمَهد الحضارةِ، وَصُنَّاع الكتابةِ، وَرواد الزراعة، وَوُضَّاع التَرقيمِ. عَلَى أرْضِنَا سُنَّ أولُ قانُونٍ وَضَعَهُ الإنْسَان، وفي وَطَنِنا خُطَّ أعْرَقُ عَهْدٍ عَادِلٍ لِسياسةِ الأوْطان، وَفَوقَ تُرابنا صَلَّى الصَحَابةُ والأولياء، ونَظَّرَ الفَلاسِفَةُ وَالعُلَمَاءُ وَأبدَعَ الأُدَباءُ والشُعراءُ…)، إلّا انها فيما بعد ذلك نحت منحى آخر.
رغم ذلك علينا أن لا نغفل ولنكون منصفين جاء الدستور في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2005 دستورًا متقدمًا متطورًا قياسًا لدساتير المنطقة، وكتبه ممثلون عن الشعب لا لجنة تم تعيينها، جهد يُحسب للجمعية الوطنية التي كانت بمثابة المجلس التأسيسي، سواء بأعضاء لجنة كتابة الدستور الـ (70)، أم بمجموع الجمعية الوطنية الـ(275) نائب ممثلًا عن الشعب معرضين حياتهم لخطر الإرهاب، ومن ثم تم اجراء الاستفتاء عليه لينال ثقة الشعب دستور جديد، جاء ليؤسس لمرحلة جديدة من نظام سياسي جديد بعد فشل الأنظمة الملكية والجمهورية السابقة في تحقيق العدالة والمساواة بين أطيافه المختلفة، وفي استيعاب تعددية الشعب العراقي، ناهيك عن تجاوز سياسات الاقصاء والاستبداد التي مورست بالذات من النظام البعثي، جاء الدستور ناضجًا في كثير من فقراته، خاصة في شكل نظامه السياسي ليأتي (اتحادي/فيدرالي) ليتجاوز تهميش بعض مكوناته، ويمنحها الحق في إقامة إقليم تمارس حقوقها فيه بإدارة شؤونها بنفسها ويحمي حقوقها، وكذلك الباب الثاني باب (الحقوق والحريات) جاء ليضاهي الدساتير المتقدمة في منح الحقوق والحريات للشعب دون اضطهاد وتعسف من السلطة، وبهذا تجاوزوا حجم التحدي الذي واجه النظام السياسي الجديد في ظل تحدي الإرهاب والقاعدة، وفي ظل رفض اقليمي، فصارت الآمال تُعقد على أن يكون الدستور هو الحاكم، وهو القانون الأعلى للبلاد.
كما يًحسب له انه لاقى اهتمام غير مسبوق قياسًا للدساتير العراقية السابقة، اهتمام من قبل القوى السياسية والمختصين والأكاديميين ومنظمات المجتمع المدني، وكذلك من المرجعية الدينية التي أولته اهتمامًا خاصًا جدًا، والذي كان للجميع له فيه بصمة، وكذلك لاقى الاهتمام من المحيط الدولي والإقليمي.
إلّا انه لا بد من الالتفات إلى ان كتابته بهذه الطريقة التوافقية التي فرضته ظروف التغيير السياسي صارت له نتائج سلبية على الدولة وعلى النظام السياسي، التوافقية التي تدخلت في كل تفاصيل الدولة، بدءً باستحالة تشكيل الحكومات من دون توافقية الكتل السياسية الممثلة لمكوناتها، -وإن جاءت هذه بدافع الخوف من تجارب الماضي-، هذه التوافقية التي صارت منهج في إدارة الدولة، فكانت من نتائجها أنه تم توزيع المناصب على ضوء انتماء المكونات الكبيرة وبنسب محددة ومثبتة دون مراعاة المكونات الأخرى والكفاءات كما انها فرضت انه لا يمكن أن تحاسب مسؤول من كتلة سياسية ما دون مراعاة تلك الكتلة السياسية، مما أدى إلى ضعف وعدم النجاح في إدارة مرافق الدولة، فكانت الخدمات المقدمة للمواطن ليست بالمستوى المطلوب، فصار ذلك محل رفض وتذمر من قبله، وما هذه إلّا نتيجة اتباع سياسة محاصصة كان الجميع في بداية كتابة الدستور يذمها ويسميها بـ(المحاصصة المقيتة).
هذا الخلل البنيوي في شكل الدولة وإداراتها صارت الحاجة ماسة إلى اجراء تعديلات على الدستور خاصة فيما يخص نظامه السياسي الفيدرالي، وسنّ القوانين التي تُحدد صلاحيات كل من الحكومة الاتحادية والاقاليم والمحافظات غير المنتظمة بإقليم، منها قانون مجلس الاتحاد، وقانون النفط والغاز، وقانون الموارد المالية .. وغيرها، عدم إجراء تعديل دستوري وسن هذه القوانين صارت اليوم هي العقبة الكبيرة في عدم ترسيخ شكل الدولة ونظامها السياسي، كما يمس مبدأ العدالة في إدارة الدولة.
ومن النتائج السلبية لهذه التوافقية وعقدة الخوف من الماضي هو موضوع التعديل الدستوري، حيث انه صار إلى ان تعديل الدستور لا يتم في حالة اعتراض تصويت ثلثين ثلاث محافظات كما جاء في المادة(142) الانتقالية من الدستور، ويسبقه توافق سياسي، وهذا خلاف مبدأ الديمقراطية بأن يكون تصويت الأغلبية هو الحاكم.
ورغم اننا مع ان النظام الفيدرالي هو النظام الأصلح للعراق، وهو الوحيد القادر على احتواء التعددية المجتمعية وتجاوز كل مشاكل الماضي، إلّا اننا مع نظام فيدرالي حقيقي يؤسس لدولة مؤسساتية موحدة متماسكة، لا لنظام غير واضحة هويته، حتى صار العراق وكأنه ثلاث مناطق مكوناتية.
هناك مواضيع كثيرة تستحق المراجعة، إلّا انني أكتفي بالتركيز على شكل النظام السياسي الجديد للعراق ومعوقاته، لما له من أثر على مستقبل العراق وحدته وسيادته واستقراره، ولما له اليوم من تأثير على استمرار النظام السياسي الجديد وضرورة المحافظة عليه.

رافع عبد الجبار القبطان

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات إدارة الدولة دستور ا

إقرأ أيضاً:

دستور نجاح الخدمة.. البابا تواضروس يوصي الأساقفة الجدد بـ 9 مبادئ

تمت صباح اليوم في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية سيامة ثمانية أساقفة جدد، بيد قداسة البابا تواضروس الثاني والاباء المطارنة والأساقفة، وذلك في قداس عيد مجئ السيد المسيح والعائلة المقدسة إلى أرض مصر.

القداس الإلهي 

ووضع قداسة البابا تواضروس الثاني اليد الرسولية على الرهبان الثمانية المتقدمين لنوال درجة الأسقفية، حيث تمت سيامة أربعة أساقفة إيبارشيات اثنين منهم لإيبارشية ديرمواس ودلجا، وإيبارشية جنوبي ألمانيا ودير القديس الأنبا أنطونيوس بكريفلباخ، والأسقفين الآخرين لإيبارشيتين جديدتين هما ايبارشية مطروح والخمس مدن الغربية،  وإيبارشية برج العرب والعامرية.

كما تمت سيامة أسقف ورئيس لدير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي بمحافظة البحيرة، وثلاثة أساقفة عموم، لقطاع كنائس عين شمس والمطرية وحلمية، وقطاع كنائس حدائق القبة والوايلى والعباسية ومنشية الصدر، والثالث سيخدم أسقفًا عامًا مساعدًا لنيافة الأنبا شاروبيم بإيبارشية قنا.

بينما تم أمس في العشية الإعلان عن تجليس نيافة الأنبا إيلاريون الأسقف العام على إيبارشية البحيرة وتوابعها.

مشاركة واسعة 

شهد القداس مشاركة من الآباء المطارنة والأساقفة ووكيلي البطريركية بالقاهرة والإسكندرية، وعدد كبير من الآباء الكهنة والرهبان وممثلين عن شعب كل إيبارشية تمت سيامة أسقف لها.

وعقب قراءة الابركسيس دخل موكب الآباء الرهبان الثمانية إلى داخل الكنيسة، يحيط بكل واحدٍ منهم يمينًا ويسارًا أثنين من أحبار الكنيسة، وأمامهم خورس الشمامسة وهم يرتلون لحن "تي جاليلي آآ" الذي يصلى في عيد دخول السيد المسيح أرض مصر، واستقبلهم الشعب بسعادة كبيرة عبروا عنها بالتصفيق وإطلاق الزغاريد.

وقبل بدء الصلوات أشار قداسة البابا إلى أن سيامة الأساقفة تكون بعد قراءة فصل الابركسيس لأن عملهم يعد امتدادًا لعمل الآباء الرسل الذين أرسلهم السيد المسيح للكرازة، أما سيامة الكاهن فتكون عقب صلاة الصلح لأنه عمله الأول أن يكون مصليًّا وشفيعًا."

واضاف: "ومن هنا تكتسب درجة الأسقفية جلالها وقيمتها ومستواها الرفيع" 
ولفت: "نصلي ونطلب لأجلهم لكيما يعطيهم الله ليكونوا أمناء إلى النفس الأخير، طالبين للنعمة في خدمتهم المقبلين عليها."

ثم صلى قداسته صلاة الشكر. تلاها تلاوة الآباء المطارنة والأساقفة، لتذكية الأب الأسقف، أعقبها الطلبة، ثم التف الآباء المطارنة والأساقفة حول كل راهب من الثمانية ووضعوا أيديهم عليه، لحظة نطق قداسة البابا اسمه الأسقفي الجديد، حيث ينطق قداسته الاسم ثلاث مرات، مباركًا باسم الآب والابن والروح القدس.

أسماء الأساقفة الجدد 

والآباء الأساقفة الثمانية الجدد، هم:
- نيافة الأنبا باخوميوس، أسقفًا ورئيسًا لدير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، بمحافظة البحيرة.

- نيافة الأنبا كاراس، أسقفًا لإيبارشية مطروح والخمس مدن الغربية.

- نيافة الأنبا مينا، أسقفًا لإيبارشية برج العرب والعامرية.

- نيافة الأنبا بقطر، أسقفًا لإيبارشية ديرمواس ودلجا، بمحافظة المنيا.

- نيافة الأنبا ديسقورس، أسقفًا لإيبارشية جنوبي ألمانيا ورئيسًا لدير القديس الأنبا أنطونيوس بكريفلباخ.

- نيافة الأنبا أولوجيوس، أسقفًا عامًا، وتم تكليفه برعاية قطاع كنائس عين شمس والمطرية وحلمية الزيتون.

- نيافة الأنبا أثناسيوس، أسقفًا عامًا، وتم تكليفه برعاية قطاع كنائس حدائق القبة والوايلى والعباسية ومنشية الصدر.

- نيافة الأنبا إغناطيوس، أسقفًا عامًا، وتم تكليفه بمعاونة نيافة الأنبا شاروبيم مطران إيبارشية قنا (بناءً على طلب نيافته).
وعقب انتهاء طقس السيامة تلا الآباء المطارنة والأساقفة عليهم وصية الأب الأسقف، ثم التقطت صورًا تذكارية للأساقفة الجدد مع قداسة البابا ثم توسط قداسته أعضاء المجمع المقدس للكنيسة وحوله الأساقفة الجدد والتقطت لهم صورة تذكارية.

عظة البابا تواضروس 

وفي عظة القداس قال قداسة البابا: "نجتمع في هذه الأيام المباركة التي نحتفل فيها بالقيامة والصعود، واليوم نحتفل بعيد دخول السيد المسيح أرض مصر، ونحتفل أيضًا بإضافة ثمانية من الآباء الأساقفة الجدد إلى جانب تجليس نيافة الأنبا إيلاريون.
وعن إنجيل القداس تناول قداسته الآية الواردة فيه: "اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً." (يو ١٦: ٢٤)، وعلق: "هذه الآية تعتبر قانونًا روحيًّا لنا جميعًا، ويمكن أن نضيف عليها كلمتي الإيمان والصبر، اطلبوا بإيمان تأخذوا بالصبر فيكون فرحكم كاملاَ، فنحن نعيش بالإيمان، وإيماننا هو الذي يعطي كنيستنا الطاقة والقوة من جيل إلى جيل. والصبر دائما هو عمل ونعمة كبيرة يعطيها الله للإنسان ومنه يحصد منافع كبيرة، وفي سفر الرؤيا تتكرر عبارة "هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ" (رؤ ١٣: ١٠ و ١٤: ١٢) وأيضًا "بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ." (لو ١٩: ٢١).

ووضع قداسته ٩ مبادئ على غرار ثمار الروح القدس التسعة والتطويبات التسعة التي قالها السيد المسيح في الموعظة على الجبل للآباء الأساقفة الجدد ولكل المطارنة والأساقفة والكهنة والرهبان والأراخنة والخدام.
ولفت قداسته إلى أنه من المهم أن تكون هذه المبادئ دستورًا للجميع تسهم في نجاحهم: 
المبدأ الأول: المسيح هو قائد وصاحب الكنيسة: ونحن جميعًا أدوات طَيِّعَة في يد الله، وعندما ننمو في الطاعة يستخدمنا المسيح ويصنع بنا عجبًا، أما إذا وضعت ذاتك في طريق الطاعة فتكون حجر عثرة سيمنع كثيرًا نعمة المسيح وعملها معك.

المبدأ الثاني: الأسقف يسام لأجل الشعب: ليحمل مسؤولية الشعب لذا من المهم أن تتواجد وسط شعبك باستمرار فالشعب يفرح ويشعر بسعادة بتواجد الأب وسطهم على الدوام، فلا تبعد عنهم ووجودك يعطيهم روح الأمان والمحبة والطمأنينة وأيضًا يعمل الله فيك وفيهم.

مبادئ نجاح الخدمة 

المبدأ الثالث: الاتضاع هو حارس النعمة والموهبة التي نلتها: الأسقفية هي قمة التاج الإكليروسي ولكننا، في الكنيسة، لا نؤمن بالترقية إلى فوق، فأقصى درجات الخدمة هي حينما ننحني ونغسل أقدام الآخرين، لذلك اعلم أن اتضاعك الحقيقي سيكون سبب استمرار البركة في حياتك، اتضاعك يحرسك ويجعل قنوات النعمة تعمل فيك وبك، وتجد نفسك صغيرًا أمام نعم الله الكبيرة التي تعمل من خلال اتضاعك، لذلك أيها الأحبار الأجلاء احترسوا من الذات والأنانية والنفسانية، وجود الذات هو الذي يعيق عمل الخادم الحقيقي أمام الله.

البابا تواضروس يرسم 8 أساقفة جدد للكنيسة الأرثوذكسية.. تعرف عليهم | صوررشحه كل الآباء الأساقفة في أوروبا.. رسامة الأنبا ديسقورس لإيبارشية جنوبي ألمانيارسامة الأنبا أثناسيوس الأسقف العام لقطاع حدائق القبة والوايلى والعباسية ومنشية الصدرأب اعتراف الرهبان والأساقفة.. سيامة الأنبا باخوميوس رئيس دير مكاريوس السكندري

المبدأ الرابع: لا تهمل حياتك الروحية: لأنك إن خسرت نفسك خسرت كل الأشياء. ويجب ألا تنسى أنك راهب لذا يجب أن تستمر في علاقتك مع أب الاعتراف وفي فترات الخلوة الخاصة والتأمل وفحص النفس والضمير. فلا تنسى نفسك في مشغوليات الخدمة العديدة.

المبدأ الخامس: اشبع شعبك روحيًا وكنسيًّا واجتماعيًّا ونفسيًّا: فشعبنا ينادينا بـ "أبونا" وشعبنا المبارك يتميز بأنه عاش ورضع الإيمان، وهو سبب استمرار الكنيسة منذ تأسيسها على يد القديس مار مرقس وحتى الآن، وينتظر منا أن نساعده ليكون في حالة شبع، وطوبى للجياع والعطاش إلى المسيح فإنهم يُشبعون. هو يحتاج منك أن تشبعه بالمسيح والإنجيل والكنيسة والإيمان والروحيات والتوبة والحياة النقية. لذا من المهم أن تهتم بإشباع كل القطاعات: الأطفال والفتيان والشباب والرجال والنساء والأسرة، والأسر الصغيرة والأسر الضعيفة وذوي الاحتياجات الخاصة ودور الأيتام.

المبدأ السادس: ابتعد عن خطية محبة المال: فهي خطية مميتة، وكما قال السيد المسيح: "لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ  لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ." (مت ٦: ٢٤). فالمال مجرد وسيلة خدمة، وعندما يقع الإنسان في خطية اكتناز المال تُجَمِّد قلبه وتجعله قلبًا غير أمينٍ أمام الله، فما يعطيه لنا الله في أيدينا ليس لنا فضلٌ فيه، وهو يضعه لأجل خدمة الشعب، فهي كنيسته وهو الذي يدبرها، وهو يرسل لشعبه احتياجاته.

المبدأ السابع: لا تتحدث في الغيبيات: وكذلك الأعمال الشيطانية وتفسير الأحلام وكل ما يشبه هذه الأمور، فنحن نصلي: "كل حسد وكل تجربة وفعل الشيطان ومؤامرة الناس الأشرار وقيام الأعداء الخفيين والظاهرين، انزعها عنا" احذر من الكلام في هذه الأمور سواء في العظات أو الرد على أسئلة الناس، هذه الأمور تصنع ثغرة يتسلل منها الشيطان ويضعك في فخ الكبرياء وبالذات. هذه ضلالات وخطية ولا تليق بكنيستنا فنحن في الكنيسة نبحث فقط عن خلاص النفوس وأن يكون لكل إنسان مكان في الملكوت.

المبدأ الثامن: اعلم أن الله يصنع كل شئ حسنًا في وقته: فلا تتعجل الأمور لكي لا تدخل في دوائر التعب، فقط كن نشطًا وأمينًا واستخدم وزنة الوقت استخدامًا حسنًا.

المبدأ التاسع: الديانة الحقة عند الله هي افتقاد الأرامل واليتامى في ضيقتهم (يع ١: ٢٧): كثيرون يعيشون في ضيقة، والضيقة هنا ليست مادية فقط وإنما بالأكثر اجتماعية ونفسية، لذا اجعل قلبك وبابك مفتوحين للمتضايقين. وكذلك حفظ الإنسان نفسه بلا دنس، فيجب أن نحترس في وسط مشغوليات الخدم لنحفظ أنفسنا من أدناس العالم المتنوعة والمتغيرة.

وطلب قداسة البابا من الآباء المطارنة والأساقفة أن يوجهوا الدعوة للأساقفة لزيارة إيبارشياتهم لاكتساب خبرة التدبير الرعوي، إضافةً إلى دورة التدبير التي حصلوا عليها خلال الأيام الماضية. كما طلب من الجميع أن يصلوا من أجل الآباء الجدد في فترة صوم الرسل بوصفه صوم الخدمة.

وعقب انتهاء القداس دار موكب الآباء الأساقفة الجدد داخل الكنيسة وسط ترتيل خورس الشمامسة لحن "خريستوس آنيستي أووه آفشيناف..." وزغايد النساء تعبيرًا عن الفرحة بسيامتهم، ثم عادوا ليتسلموا عصا الرعاية من قداسة البابا.

طباعة شارك البابا تواضروس الكاتدرائية المرقسية الرهبان القداس أسماء الأساقفة الجدد

مقالات مشابهة

  • السوداني:رواتب الإقليم ضمن الدستور وقانون الموازنة
  • مقارنة واقعية‬ :- بين نظام ‫احمد الشرع‬ .. ونظام ‫المحاصصة الطائفي القومي‬ في العراق!
  • اللافي يبحث مع سفيري تونس والجزائر مخرجات اجتماع القاهرة ويؤكد دعم المسار السياسي الليبي
  • رئيس كتلة نيابية: وزير الدفاع يخالف الدستور في ترشحه للانتخابات المقبلة
  • دستور نجاح الخدمة.. البابا تواضروس يوصي الأساقفة الجدد بـ 9 مبادئ
  • السوداني:تبرعنا إلى لبنان (20) مليون دولار رغم الأزمة المالية التي يمر بها العراق
  • في الذكرى الرابعة عشرة لجريمة دار الرئاسة... اليمن يستحضر واحدة من أخطر محاولات الاغتيال السياسي
  • الباب المقفول
  • العقوبات الاقتصادية الأميركية على السودان: شلّ الاقتصاد أم كبح آلة الحرب؟
  • مقتدي الصدر يحذر من استغلال اسم عائلته في حملات الانتخابات العراقية المقبلة