تطوير عقار جديد يقضي على تهديد صحي قد يسبب 10 ملايين وفاة
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
جنيف – طور العلماء فئة جديدة من المضادات الحيوية تقتل البكتيريا المقاومة للأدوية، والتي تعد أكبر تهديد لصحة البشر.
وتغلب عقار “زوسورابالبين” (Zosurabalpin) على سلالات شديدة المقاومة للأدوية من بكتيريا “الراكدة البومانية” (Acinetobacter baumannii) المقاومة للكاربابينيم (مضاد حيوي)، في نماذج الفئران المصابة بالالتهاب الرئوي والإنتان.
وقد أشاد العلماء بهذا الاكتشاف ووصفوه بأنه “مثير” وقالوا إنه يوفر “أملا واضحا” في علاج حالات العدوى الأخرى التي يصعب علاجها.
ويجري الآن اختبار الدواء في التجارب البشرية.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تُصنف بكتيريا الراكدة البومانية على أنها الأولوية التي تتصدر قائمة مسببات الأمراض التي تشكل تهديدا عاجلا لصحة الإنسان، إلى جانب الزائفة الزنجانية (Pseudomonas aeruginosa) والأمعائيات، أو كما تعرف أيضا باسم البكتيريا المعوية (Enterobacteriaceae)، وهما نوعان آخران من البكتيريا سالبة الغرام المقاومة للأدوية.
وتقتل البكتيريا المقاومة لمضادات الحيوية (AMR) أكثر من مليون شخص على مستوى العالم كل عام، مع تحذير منظمة الصحة العالمية (WHO) من أن الكوكب يتجه نحو عصر “ما بعد المضادات الحيوية”.
وتشير التوقعات بشأن ما يطلق عليها اسم “الوباء الصامت”، إلى أن مقاومة مضادات الحيوية يمكن أن تودي بحياة 10 ملايين شخص سنويا بحلول عام 2050. وانتشارها يجعل العدوى المنتظمة والعمليات الجراحية الروتينية تهدد الحياة.
ومع ذلك، قال الباحثون إن عقار “زوسورابالبين”، الذي تصنعه شركة الأدوية السويسرية العملاقة Roche، يمكنه تدمير بكتيريا الراكدة البومانية المقاومة للكاربابينيم (CRAB) “بشكل فعال”، والذي حذر الأطباء من أنه وباء في المستشفيات.
وهذا الكائن الذي صنفته منظمة الصحة العالمية “أحد مسببات الأمراض الخطيرة ذات الأولوية الأولى”، يمكن أن يسبب التهابات دموية وصدرية خطيرة للغاية لدى مرضى المستشفيات المصابين بأمراض خطيرة.
وفي الوقت الحالي، يموت حوالي 40-60% من المصابين ببكتيريا الراكدة البومانية المقاومة للكاربابينيم.
ومن الصعب علاج المرض لدرجة أنه لم يتم ابتكار دواء جديد لعلاج العدوى منذ أكثر من 50 عاما، وذلك لأن البكتيريا محاطة “بغشاء” سميك يحميها من الهجوم.
وقالت البروفيسورة لورا بيدوك، المديرة العلمية للشراكة العالمية لأبحاث وتطوير المضادات الحيوية (GARDP)، إن هذا الهيكل الصعب “يجعل من الصعب للغاية إدخال الأدوية إليه وإبقائه في الداخل”.
ولكن يبدو أن عقار زوسورابالبين يدمر قدرة الكائن الحي على الحفاظ على هذا الغشاء الواقي الرئيسي.
وقالت البروفيسورة لورا: “إنه أمر مثير حقا، وهو ليس مفيدا لهذا النوع من البكتيريا فحسب، بل يمكن البناء عليه بالنسبة للآخرين أيضا”.
وأضاف الدكتور مايكل لوبريتز، الرئيس العالمي للأمراض المعدية في شركة Roche: “هذه هي المرة الأولى التي نجد فيها شيئا يعمل بهذه الطريقة، لذا فهو فريد من نوعه في تركيبه الكيميائي وآلية عمله”.
ومع ذلك، أكد أن اكتشاف هذا العقار لن يحل وحده التهديد الذي تشكله العدوى المقاومة لمضادات الحيوية على الصحة العامة، ولكنه يمهد الطريق للأدوية المستقبلية باستخدام نفس الآلية.
وأوضحت البروفيسورة لورا: “التجارب السريرية الكاملة تستغرق الكثير من الوقت، عدة سنوات. وفي الواقع، تكلف الملايين لإجرائها”. مشيرة إلى أنه على الرغم من العقبات، هناك “أمل أكيد”.
نشر العلماء نتائج تجاربهم التي شملت عقار زوسورابالبين في مجلة Nature.
المصدر: ذي صن
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية: تراجع اعداد المدخنين 19.5% عالميا
رغم تراجع أعداد المدخنين مقارنة بما كانت عليه قبل 15 عاماً، لا يزال واحد من كل خمسة بالغين حول العالم مدمناً على التبغ، وفق أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول اتجاهات التدخين في الفترة بين 2010 و2024، والذي خلص إلى أن الوباء لا يزال قائماً.
انخفضت نسبة مستخدمي التبغ عالمياً من 26.2% عام 2010 إلى 19.5% في ٢٠٢٤، وتتوقع المنظمة استمرار هذا التراجع. ورغم ذلك، يؤكد التقرير أن العالم لا يزال بعيداً عن تحقيق الهدف المحدد لعام 2025، إذ ما زالت هناك 50 مليون حالة استخدام للتبغ والنیکوتين، تعني بالمقابل 50 مليون حياة على المحك.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أهمية ما تحقق حتى الآن، لكنه حذر من منتجات جديدة صنعتها شركات التبغ للإبقاء على المستهلكين، خاصة بين الشباب، داعياً الحكومات إلى الإسراع في اتخاذ إجراءات رقابية أكثر فعالية.
التقرير تضمن لأول مرة تقديرات عالمية لاستخدام السجائر الإلكترونية بين البالغين والمراهقين، إذ تجاوز عدد مستعمليها 100 مليون شخص، بينهم 15 مليون مراهق تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة. معدلات استخدام السجائر الإلكترونية بين المراهقين تصل في بعض الدول إلى تسعة أضعاف المعدل بين البالغين. وتدعو منظمة الصحة العالمية الحكومات إلى سد الثغرات التنظيمية التي تستغلها الشركات لاستهداف الجيل الجديد.
يحذر مسؤولون في المنظمة من أن السجائر الإلكترونية تغذي موجة جديدة من الإدمان على النيكوتين، ما يهدد بنسف عقود من التقدم في مكافحة التدخين. ويصل استخدام التبغ بين المراهقين إلى 10% عالمياً.
سجلت منطقة جنوب شرق آسيا التقدم الأكبر بتراجع نسبة المدخنين من 70% عام 2000 إلى 37% عام 2024 بين الرجال، بينما أصبحت أوروبا الأعلى عالمياً بنسبة 24.1%، في حين تتمتع أفريقيا بأقل نسبة انتشار.
ورغم التوقعات بمواصلة التراجع حتى عام 2030، تؤكد المنظمة ضرورة تسريع وتيرة مكافحة التبغ لأن نحو 20% من البالغين لازالوا يستخدمون منتجات التبغ أو النيكوتين.