انطلق الاثنين الماضي برنامج «حتمية الغد»، وهو بودكاست من مناظرات الدوحة، التابعة لمؤسسة قطر، يجمع بين الخيال العلمي والحقيقة لتقديم رؤى واعدة بشأن المستقبل. ويجري إنتاج السلسلة بالتعاون مع «إمبوستر ميديا» واستوديوهات «ولف أت ذي دور»، على أن تقدم حلقات هذه السلسلة على قناة الجزيرة بودكاست.
يتمحور برنامج «حتمية الغد» حول احتماليات عدة للمستقبل يتخيلها مؤلفون مشهورون، حيث تتمتع الحيوانات بحقوق البشر، ويتم حظر الرأسمالية في الفضاء الخارجي، فيما يصبح الذكاء الاصطناعي بمثابة القريب.

تم تنظيم السلسلة في حلقات ثنائية: واحدة تتمحور حول دراما خيال علمي تدور أحداثها في ستينيات القرن الحادي والعشرين، والثانية حول سرد واقعي إبداعي يضم نشطاء وعلماء وباحثين في الوقت الحاضر يحولون الاحتمال إلى حقيقة.
تتم استضافة البودكاست من قبل «أورسولا»، مدربة الذكاء الاصطناعي. وتجمع روايتها بين قراءات من الممثلة ناسيا والش وبرنامج الذكاء الاصطناعي المدرب على صوتها. وفي الوقت نفسه، فإن موسيقى السلسلة عبارة عن تعاون بين الملحن ديفيد بارفيت و»صندوق الموسيقى المفتوح من الذكاء الاصطناعي»، وهو نظام ذكاء اصطناعي لإنشاء الألحان والموسيقى التصويرية.
وقد قام بإخراج وإنتاج هذه السلسلة بريت جايلور من شركة «إمبوستر ميديا»، وهو مخرج وثائقي حائز على جائزة «بيبودي»، وتشمل أعماله وسائط اندماجية ومتعددة المنصات مثل الفيلم الوثائقي التفاعلي «ديسكرمنيتر» (Discriminator) والمسلسل الوثائقي التلفزيوني سلسلة الويب «إنترنت كل شيء» (The Internet of Everything).
قال جايلور: «إنه في برنامج «حتمية الغد» حاولنا تجنب تصوير المستقبل المظلم الذي يتخيل ما سيحدث إذا انتهى العالم». وأضاف «هناك ما يكفي من هذا النوع في الخيال العلمي. وبدلًا من ذلك، حلمنا - مع مجموعة رائعة من المتعاونين - بما قد يتطلبه الأمر لتفادي حصول ذلك. ومن خلال «مناظرات الدوحة» و»ولف أت ذي دور» وقناة الجزيرة، فإننا نستخدم الإمكانات الإبداعية للسرد الصوتي لبناء القدرة على تحقيق الأمل».

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر مناظرات الدوحة الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟

مع تسارع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان المستخدم تنفيذ مهام معقدة عبر الأوامر الصوتية فقط، من حجز تذاكر السفر وحتى التنقل بين نوافذ المتصفح. غير أن هذا التقدم اللافت يثير سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستغني بالفعل عن لوحة المفاتيح والفأرة؟ يبدو أن الإجابة تكمن في ما يُعرف بـ"الخطوة الأخيرة" تلك اللحظة الحاسمة التي تتطلب تأكيدًا نهائيًا بكلمة مرور أو نقرة زر، حيث يعود زمام التحكم إلى الإنسان.

حدود الثقة

رؤية مساعد ذكي مثل Gemini من Google وهو يحجز تذاكر مباراة في ملعب أنفيلد أو يملأ بيانات شخصية في نموذج على موقع ويب، قد تبدو أقرب إلى السحر الرقمي. لكن عندما يتعلق الأمر بلحظة إدخال كلمة المرور، فإن معظم المستخدمين يتراجعون خطوة إلى الوراء. في بيئة عمل مفتوحة، يصعب تخيل أحدهم يملي كلمة سر بصوت مرتفع أمام زملائه. في تلك اللحظة الدقيقة، تعود اليد البشرية إلى لوحة المفاتيح كضمان أخير للخصوصية والسيطرة.


 

اقرأ أيضاً..Opera Neon.. متصفح ذكي يُنفّذ المهام بدلاً عنك

الخطوة الأخيرة

رغم ما وصلت إليه المساعدات الذكية من كفاءة، إلا أن كثيرًا من العمليات لا تزال تتعثر عند نهايتها. إدخال كلمة مرور، تأكيد عملية دفع، أو اتخاذ قرار حساس — كلها لحظات تتطلب لمسة بشرية نهائية. هذه المعضلة تُعرف بين الخبراء بمشكلة "الميل الأخير"، وهي العقبة التي تؤخر الوصول إلى أتمتة كاملة وسلسة للتجربة الرقمية.

سباق الشركات نحو تجاوز العجز

تحاول شركات التكنولوجيا الكبرى كسر هذا الحاجز عبر مشاريع طموحة. كشفت  Google عن Project Astra وProject Mariner، وهي مبادرات تهدف إلى إلغاء الحاجة للنقر أو الكتابة يدويًا وذلك بحسب تقرير نشره موقع Digital Trends. في المقابل، يعمل مساعد Claude من شركة Anthropic على تنفيذ الأوامر من خلال الرؤية والتحكم الذكي، حيث يراقب المحتوى ويتفاعل كما لو كان مستخدمًا بشريًا.

أخبار ذات صلة Perplexity تطلق نماذج ذكاء اصطناعي متطورة للمشتركين مليار مستخدم لأداة «ميتا» الذكية

أما Apple فتعوّل على تقنية تتبع العين في نظارة Vision Pro، لتتيح للمستخدم التنقل والتفاعل بمجرد النظر. بينما تراهن Meta على السوار العصبي EMG، الذي يترجم الإشارات الكهربائية من المعصم إلى أوامر رقمية دقيقة، في محاولة لصياغة مستقبل دون لمس فعلي.


 

 

ثورة سطحية


رغم هذا الزخم، ما يتم تقديمه حتى الآن لا يبدو كاستبدال حقيقي للأدوات التقليدية، بل أقرب إلى إعادة صياغة شكلية لها. لوحة المفاتيح أصبحت افتراضية، والمؤشر تحوّل إلى عنصر يتحكم به بالبصر أو الإيماءات، لكن جوهر التفاعل بقي على حاله. هذه التقنية تحاكي الوظائف التقليدية بواجهات جديدة دون أن تتجاوزها كليًا.

 

الطموح يصطدم بالواقع


تجدر الإشارة إلى أن معظم هذه التقنيات لا تزال إما في طور التطوير أو محصورة في أجهزة باهظة الثمن ومحدودة الانتشار. كما أن المطورين لم يتبنّوا بعد واجهات تتيح الاعتماد الكامل على الأوامر الصوتية أو التفاعل بالإشارات داخل التطبيقات الشائعة، ما يجعل الانتقال الكامل بعيدًا عن أدوات الإدخال التقليدية حلمًا مؤجلًا في الوقت الراهن.

 

 

الذكاء الاصطناعي.. شريك لا بديل


في نهاية المطاف، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على لوحة المفاتيح أو الفأرة في القريب العاجل. هو بالتأكيد يقلل من اعتمادية المستخدم عليهما، ويقدّم بدائل ذكية وسريعة، لكنه لا يلغي الحاجة إلى التحكم اليدوي، خاصة في المواقف التي تتطلب دقة أو خصوصية أو مسؤولية مباشرة. ربما نصل يومًا إلى تجربة صوتية كاملة تتفاعل مع نظراتنا وحركاتنا، لكن حتى ذلك الحين، سنبقى نضغط الأزرار ونحرّك المؤشرات بحذر وثقة.



إسلام العبادي(أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • جوجل تطلق تطبيقًا جديدًا لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي على الهواتف دون اتصال بالإنترنت
  • هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟
  • DeepSeek تطلق تحديثا جديدا لنموذج الذكاء الاصطناعي R1-0528
  • لماذا لن يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟
  • الذكاء الاصطناعي يثير ضجة حول عادل إمام
  • الذكاء الاصطناعي يقلب موازين البحث في في غوغل
  • الذكاء الاصطناعي.. إلى أين يقود العالم؟
  • الذكاء الاصطناعي يدخل عالم التسوق
  • “جامعة نورة” تطلق مقررًا إلكترونيًا في الذكاء الاصطناعي لطالبات التخصصات غير التقنيَّة
  • الذكاء الاصطناعي والدراما العراقية.. صراع بين تطور التقنية السريع وبطء الواقع