عربي21:
2025-05-21@14:17:53 GMT

طوفان الأقصى وتداعياته على واقع السُّبات الدوغمائي

تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT

في الوقت الذي تواصل فيه الأنظمة العربية سُباتها السياسي وتواصل أغلب النخب سباتها "الدوغمائي"، يبدو أن أمواج "الطوفان" قد بلغت أماكن وأطيافا لم يكن أحد يتوقع أن تصل إليها خارج المجال العربي-الإسلامي.

ففي وسائل التواصل الاجتماعي، عبّر الكثير من المواطنين والمواطنات عن ذلك الإحساس العفوي بوجود تحولات جذرية في مستوى الوعي الجمعي الغربي، سواء في علاقته بالمقاومة أو في علاقته بالإسلام.

وهو إحساس تؤكده عمليات سبر الآراء الشاهدة على وجود "انقلاب" كبير في مستوى الدعم الشعبي للسياسات الحكومية المتصهينة، وكذلك في مستوى الثقة في السردية "الإسرائيلية" وتنامي ظاهرة التأييد للسردية الفلسطينية والانفتاح على الدين الإسلامي. ولعلّ أفضل من يعكس هذه التحولات هو ذلك المواطن الأمريكي المسيحي "الأبيض"؛ عندما قال بأن الحرب على غزة هي فرصة لتحرير الولايات المتحدة نفسها من التزييف الإعلامي ومن اللوبيات "الصهيونية" ومن إهدار "المال العام" (أي أموال دافعي الضرائب) خدمةً لمصالح الكيان.

لقد تحدثنا في مقالنا السابق عن "الاستبدال العظيم" باعتباره سُنّة كونية مدارها عدم ارتهان المشروع الإلهي لأي شخص طبيعي أو اعتباري يرفض قصديا الانحياز للحق (أي يرفض الجهاد بالنفس والمال وما يجرى مجرى المال من مظاهر النصرة بالكلمة أو المقاطعة وغيرهما في عصرنا الحالي). وقد ذكرنا أن الاستبدال بدأ عندما انهدم السياج الطائفي الفاصل بين جناحي الأمة بتوحّدهما -أو بالتقائهما الموضوعي- في مطلب تحرير "أولى القبلتين" ومن ورائها كل فلسطين.

إحساس تؤكده عمليات سبر الآراء الشاهدة على وجود "انقلاب" كبير في مستوى الدعم الشعبي للسياسات الحكومية المتصهينة، وكذلك في مستوى الثقة في السردية "الإسرائيلية" وتنامي ظاهرة التأييد للسردية الفلسطينية والانفتاح على الدين الإسلامي
ولذلك، فإننا نذهب إلى أنّ طوفان الأقصى ليس بداية الاستبدال ولكنه لحظة عولمته، أي لحظة تداعي واقع السبات الدوغمائي وما يحكمه من سرديات، بما فيها تلك التي تدعي التحرر منها أو تكتسب شرعيتها من ادعاءاتها الخطابية بمقاومتها. فإذا كان الشيطان يسكن في التفاصيل (كما يقول المثل) أو كان اللا عقل يسكن في المنظومات الأكثر عقلانية، فإن أسوأ أنواع الدوغمائية وأخطرها تسكن في الدعاوى المناهضة لها سواء في ذلك التي تدعي مطابقة الشرع واحتكار مقصود الشارع، وتلك التي تدعي مطابقة مقتضيات النظر العقلي المجرد أو خدمة الإنسان بما هو إنسان دون أي مضاف اجتماعي ديني أو عرقي.

إنّ تداعي ما أسميناه بواقع "السبات الدوغمائي" يعني موضوعيا أزمة سرديتين أساسيتين تتناقضان ظاهريا وتتعامدان وظيفيا في خدمة واقع الاستبداد والتخلف والتبعية، والترويج لمشروع صهينة الفضاء العربي-الإسلامي.

أما السردية الأولى فهي السردية الطائفية التي ترى أن الشيعة هم العدو الوجودي للفرقة الناجية (أي أهل السنة والجماعة) لأنهم "أشد كفرا من اليهود والنصارى". ولا شك في أن طوفان الأقصى قد أثبت أن من يقف وراء "تطييف" الوعي الإسلامي (أي السعودية الوهابية) هو أول من خذل المقاومة "السُّنّية" وحرّض عليها ووالى أعداءها. كما أثبت "الطوفان" أن تصنيف السعودية للإخوان وإيران قبل الكيان الصهيوني في سلم "تهديدات الأمن القومي" لم يكن قرارا "سياديا" محضا؛ بقدر ما كان خدمةً للكيان الصهيوني في صراعه ضد محور المقاومة (السني-الشيعي). وهي خدمة أكدها الموقف السعودي (ومن ورائه محور التطبيع أو محور الثورات المضادة) من حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان في غزة.

إذا كانت السردية "الطائفية" تكتسب شرعيتها من مرجعيتها الدينية المعادية للاختلاف داخل الأمة باعتباره ضلالا أو بدعة أو كفرا، والمعادية للعقل السياسي الحديث باعتباره "منظومة كفرية"، فإن السردية الثانية -أي السردية التحديثية- قد اكتسبت شرعيتها من وعودها بوضع الإنسان بما هو فرد من أفراد الدولة-الأمة (لا باعتباره مسلما أو غير مسلم) في مركز الفعل السياسي، أي في مركز مشروع "التحرير الوطني" وبناء مقوّمات السيادة.

ويبدو أن "طوفان الأقصى" قد جاء ليؤكد قرب نهاية "الحداثي الأخير"، أي ذاك الحداثي الذي يتحرك من داخل المرجعية الغربية بأشكالها الليبرالية والقومية والماركسية لخدمة الدولة القُطْرية واقعيا، وللإيهام بمشاريع تتجاوزها نظريا (سواء من جهة النصاب سياسي أو من جهة القيم السياسية المعيارية). فكل النخب الوظيفية في جميع الأنظمة العربية -مهما كان شكل النظام السياسي- لا تخرج عن هذه المدارس الغربية، ولا علاقة لها بأية أدبيات "نقدية" جذرية للتراث الغربي مثل المدارس ما بعد الاستعمارية (دراسات التابع التي تحاول التخلص من مرجعية الغرب و"صوته" الذي يسكن مفاهيمنا ومقارباتنا)، أو "لاهوت التحرير" في أمريكا اللاتينية الذي أظهر إمكانية للمصالحة وللعمل المشترك بين الماركسية والدين، وهو ما ينعكس سلبا على موقفها من "الإسلام" ومن الحركات الإسلامية بما فيها حركات المقاومة.

بصرف النظر عن مآلات الحرب الصهيو-صليبية الجارية على غزة، فإن هذه الحرب تمثّل فرصة تاريخية للقيام بمراجعات جذرية تهمّ أنساق الذوات الفردية والأنساق الثقافية والدينية والسياسية العامة. فالمقاومة (بجناحيها السني والشيعي) وبحاضنتها "الإنسانية" التي تفيض على التصنيفات الدينية تمنح -من ألقى السمع والنظر وخلع نعلي الطائفية وأوثان الحداثة الزائفة- مناسبةً لولادة ثانية، أي لولادة "إنسان جديد".

كل هامش تحرري يطرح على نفسه منازعة سلطة "الغرب" أو يهدّد مصالحه أو يطالب بأن يعامل بمنطق "التكافؤ" هو غزة، أي هو موضوع مؤكد للاستهداف الممنهج (إعلاميا وعسكريا) باسم الدفاع عن قيم الغرب التي ليس تحتها واقعيا إلا مصالحه المادية وما يسندها -في بنيتها العميقة- من خرافات
ولا شك في أن هذا الإنسان لن يكون "إنسانا أعلى" بالمعنى النيتشوي الذي يحكم الثقافة الغربية، ولن يكون أيضا "إنسانا طائفيا" بالمعنى الذي روّجت له الوهابية وغيرها في الجهة المقابلة. إنه إنسان "النقد المزدوج" لكن بمعنى مختلف عن استعمالات هذا التعبير في الثقافة العربية العالمة التي ابتلعت المرجعية الغربية بروح غير نقدية جذرية، ولذلك عجزت عن أن تتقيأها (أي عجزت عن تجاوزها جدليا)، شأنها في ذلك شأن الغزالي مع الفلسفة كما قال ابن عربي.

إن النقد المزدوج -بالصورة المستأنفة التي نفهمه بها- لن ينجح إلا إذا انطلق من الكفر بـ"أوثان" العقل الغربي والعقل التراثي على حد سواء. ولعل المدخل الأمثل لذلك هو الانطلاق من اعتبار الصهيونية أعلى مراحل الإمبريالية (مراجعة المقدس "الحداثي" الذي يُخفي جذوره اليهو-مسيحية تحت غطاء علماني وإنساني كاذب)، واعتبار الطائفية آخرَ مراحل "الفقه السلطاني" المحرّف لروح الديانة الخاتمة وجوهرها التحرري (مراجعة المقدس الديني الذي يستصحب روح فرعون لا روح النبي)، واعتبارهما معا -أي الحداثة الزائفة والدين المتمذهب- العدو الوجودي الأخطر لله والإنسان، وليس فقط لغزّة وأهلها.

فكل هامش تحرري يطرح على نفسه منازعة سلطة "الغرب" أو يهدّد مصالحه أو يطالب بأن يعامل بمنطق "التكافؤ" هو غزة، أي هو موضوع مؤكد للاستهداف الممنهج (إعلاميا وعسكريا) باسم الدفاع عن قيم الغرب التي ليس تحتها واقعيا إلا مصالحه المادية وما يسندها -في بنيتها العميقة- من خرافات "شعب الله المختار" (أي الإنسان الغربي الأبيض المسيحي المتصهين الذي لا يكاد يرى في الوجود إنسانا غيره ولو بلغت ادعاءاته الإنسانية عنان السماء).

twitter.com/adel_arabi21

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية غزة التحرر فلسطين غزة التحرر أيديولوجيا طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طوفان الأقصى فی مستوى

إقرأ أيضاً:

هكذا تفاعل الفلسطينيون مع بيان الغرب ضد إسرائيل

لاقى بيان مشترك صادر عن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا ترحيبا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن لوّح القادة بفرض عقوبات على إسرائيل إذا لم توقف حربها على قطاع غزة وترفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية.

وكان قادة فرنسا وبريطانيا وكندا هددوا أمس الاثنين في بيان مشترك باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل إذا لم توقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال القادة "نعارض بشدة توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، إن مستوى المعاناة الإنسانية في غزة لا يطاق".

ونص البيان على أنه "إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري الجديد وترفع القيود التي تفرضها على المساعدات الإنسانية، فإننا سوف نتخذ خطوات ملموسة أخرى ردا على ذلك".

ولم يتوقف البيان عند هذا الحد، بل أدان بشدة "اللغة البغيضة لبعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية والتهديد بالترحيل القسري".

في هذا السياق، وصف مغرّدون فلسطينيون البيان بأنه "تاريخي"، مشيرين إلى أنها المرة الأولى التي تلوّح فيها دول غربية كبرى بفرض عقوبات على إسرائيل.

ورأى كثيرون أن هذا الموقف يمثل كسرا للمحرّمات السياسية التي لطالما سادت في عواصم الغرب، حيث كان الحديث عن معاقبة إسرائيل من "المحظورات الدبلوماسية".

إعلان

لكن في المقابل، شكّك آخرون في التأثير الفعلي للبيان، معتبرين أن: "لا بيان أوقف مجزرة، ولا تصريح وفّر خبزا، الحصار ما زال خانقا، والقتل مستمر، والمعاناة تزداد يوما بعد يوم".

من جهة أخرى، وصف نشطاء ومراقبون البيان بأنه تطور دراماتيكي بكل المقاييس، مؤكدين أن العالم يشهد لأول مرة تحولا حقيقيا في لهجة الخطاب الغربي تجاه الاحتلال.

وأشاروا إلى أن المواقف الغربية لم تعد تقتصر على بيانات "قلق" أو "دعوات لضبط النفس"، بل وصلت إلى تلويح فعلي بفرض عقوبات، وهو ما كان يُعدّ سابقا من المحرّمات السياسية في العواصم الغربية.

وكتب أحد النشطاء: "البيان المشترك من بريطانيا وفرنسا وكندا يفتح الباب رسميا لآليات الضغط، وهو مؤشر على تآكل الحصانة السياسية التقليدية للاحتلال في الغرب".

تخيّل أن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، يعلنون في بيان مشترك؛ "سنتّخذ إجراءات إذا لم توقف إسرائيل هجومها بغزة وترفع القيود عن المساعدات، ولن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل حكومة نتنياهو أفعالها الفاضحة"

الغرب الراعي لإسرائيل، يعرب عن ضجره من سلوك إسرائيل المحتلة ويهدّد، ودول عربية…

— أحمد الحيلة (@ahmad_alhila) May 19, 2025

في السياق ذاته، علّق مدوّنون على أن بيان الإدانة الغربي جاء أقوى وأوضح من البيان الختامي لجامعة الدول العربية، رغم أن الدول الغربية كانت من أبرز داعمي إسرائيل في الأشهر الأولى من الحرب.

وأضافوا بمرارة: "الغرب الراعي لإسرائيل يُعبّر عن ضجره من سلوك الاحتلال ويهدّد، بينما تقف دول عربية شاهدة دون أن تلوّح بأي أوراق قوة حاسمة يمكن أن توقف الكارثة والإبادة الجماعية".

نقلة نوعية وسابقة تاريخية من موقف الإتحاد الأوروبي إتجاه القضية الفلسطينية تحديدا بيان شديد اللهجة على دولة الإحتلال من قبل بريطانيا وفرنسا وكندا.هذا الضغط الأوروبي يؤكد أن تأثير مايرتكب بغزة من جرائم إبادة يلقى بظلاله على أوروبا الذي يحتمل أن يفرض عقوبات صارمة على دولة الإحتلال

— Maya rahhal (@mayarahhal83) May 19, 2025

ترحيب من الرئاسة الفلسطينية وحركة حماس

وفي الإطار ذاته، رحبت الرئاسة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالبيان المشترك الصادر عن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، الذي دعا إسرائيل إلى وقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة ولوح باتخاذ إجراءات ضد تل أبيب إذا لم توقف حرب.

إعلان

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) عن الرئاسة وصفها لبيان القادة بالشجاع وقولها إنه ينسجم مع موقفها الداعي إلى إنقاذ وتنفيذ حل الدولتين، والوقف الفوري للعدوان، وإطلاق سراح المحتجزين والأسرى، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، ومنع التهجير.

بيان أوروبي غير مسبوق يعكس تغيرًا كبيرًا في لهجة الاتحاد الأوروبي، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية أمس خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر، محذرًا من احتمال فرض عقوبات أوروبية

بيان مشترك من قادة بريطانيا وفرنسا وكندا: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أفعال حكومة نتنياهو
منقول pic.twitter.com/8L7x1m7Myh

— ياسر عوني (@YasserAwny2) May 20, 2025

من جانبها قالت حركة حماس في بيان، إنها ترحب بالبيان المشترك "الذي عبّر عن موقف مبدئي رافض لسياسة الحصار والتجويع التي تنتهجها حكومة الاحتلال الفاشي ضد أهلنا في قطاع غزة، وللمخططات الصهيونية الرامية إلى الإبادة الجماعية والتهجير القسري".

واعتبرت الحركة هذا الموقف خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح نحو إعادة الاعتبار لمبادئ القانون الدولي، التي سعت حكومة نتنياهو إلى تقويضها والانقلاب عليها.

مقالات مشابهة

  • هل باع الغرب إسرائيل؟
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال
  • مسير لخريجي دورات طوفان الأقصى بمأرب إعلانا للجاهزية ونصرة لغزة
  • مسير لخريجي دورات طوفان الأقصى في حريب القراميش بمأرب إعلانا للجاهزية ونصرة لغزة
  • هكذا تفاعل الفلسطينيون مع بيان الغرب ضد إسرائيل
  • قبائل الحديدة تحتشد خلف طوفان الأقصى.. وقفة مسلّحة ومسيرات راجلة تجسّد الوفاء لفلسطين
  • السيد القائد: أهم شيء بالنسبة للأمريكي الذي يورط نفسه أكثر فأكثر فيما لا فائدة له فيه وإنما يقدمه خدمة للصهيونية أهم شيء بالنسبة له أن يورط الآخرين معه
  • تقرير أمريكي: طوفان الأقصى استُخدم لنسف تطبيع الرياض وتل أبيب
  • قبائل كحلان عفار في حجة تؤكد الجاهزية لمواجهة تصعيد العدو الصهيوني
  • من حلم إلى واقع.. شاب موصلّي يحوّل الفرصة إلى مشروع