ماذا يتوقع مستثمرو العالم من العام 2024؟
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
حسونة الطيب (أبوظبي)
أخبار ذات صلةعادة ما يبدو تصور النظرة المستقبلية للقطاعين المالي والاقتصادي، صعباً ومحفوفاً بالمفاجآت، بالنسبة لأي عام مقبل.
وبينما تفاجأ العالم في 2020، باندلاع جائحة كوفيد-19، لم يكن عام 2022، استثناءً، حيث نشبت الأزمة الروسية الأوكرانية.
أما في العام الحالي 2024، فانقسمت المفاجأة على فئتين، اقتصادية وسياسية.
ربما يصاحب تراجع معدلات التضخم وتوقعات خفض الاتحادي الفيدرالي وبنوك مركزية أخرى، أسعار الفائدة، أنباء سارة خلال العام الجاري. ونجم عن التحول في هذه السياسة، نشاط قوي في حركة الأسهم الأميركية خلال شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين، ما جعل العام 2023، الأفضل بالنسبة لقطاع الأسهم العالمية منذ العام 2019.
وعلى الصعيد السلبي المحتمل، التأثيرات التي تنتج عن السياسة النقدية، حيث يساور القلق بعض الخبراء الاقتصاديين، في أن سياسة التشديد النقدي التي فرضت خلال العامين الماضيين 2022 و2023، سيكون لها تأثير غير إيجابي خلال العام الجاري، بحسب فايننشيال تايمز.
وتكمُن القضية الكبيرة لهذا العام، فيما إذا جانب الصواب ما قامت به البنوك المركزية، وما إذا كان ذلك كافياً للحد من ارتفاع التضخم، دون دفع الاقتصاد في دائرة الركود. وبدلاً من ذلك، هل أصبحت دوافع التضخم متأصلة للحد الذي قد تضطر فيه البنوك المركزية، إلى تشديد سياستها مرة أخرى خلال العام المقبل؟
وتشكل الإجابة عن هذه الأسئلة، أهمية كبيرة بالنسبة للمستثمرين والمُدخرين البريطانيين، لتحديد أفضل السُبل لتخصيص محافظهم ولتحقيق الأرباح. وهل ينبغي على هؤلاء المستثمرين، التعويل على الأسهم كأفضل رهان على المدى الطويل، أم الاستفادة من العائدات الأفضل التي توفرها حسابات الادخار في الوقت الراهن؟
وتتعلق المخاوف الكبيرة، بما إذا بدأت الصين في فقدان دورها كقوة دفع للاقتصاد العالمي، حيث شكلت ما يقارب 50% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، على مدى الـ 10 أعوام الماضية.
يرى بعض المحللين، أن أسعار العقار السكني في الصين، مبالغ فيها وأن الحكومة الصينية، لا تسمح بتراجع هذه الأسعار، في ظل التأثير المحتمل على الثروة وعلى أفراد الشعب العاديين. وبدلاً من ذلك، ربما تتجه الحكومة، لخفض وتيرة التطوير والإنشاءات في القطاع، بغرض موازنة العرض مع الطلب المتدهور.
وتفسر مثل هذه المخاوف، سبب حذر الخبراء الاقتصاديين فيما يتعلق بالنظرة المستقبلية للعام 2024. وتتوقع بنوك من بينها سيتي بنك، أن لا يتجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي، سوى 1.9% فقط، بينما يتوقع دويتشه 2.4%. الأرقام التي تعتبر ضعيفة للغاية، قياساً على مستويات الثلاثة عقود الماضية.
وفي غضون ذلك، من المتوقع تحقيق الناتج المحلي الإجمالي الأميركي، لنمو يتراوح بين 1 إلى 2%، بينما لا يتجاوز نمو نظيره البريطاني 0.7% فقط، خلال هذا العام الجاري.
من المؤكد، أن كل التوقعات ليست بالضرورة يجانبها الصواب، حيث كان نمو الاقتصاد الأميركي، أفضل من المتوقع خلال العام الماضي. كما ظلت قوة سوق العمل، تشكل مفاجأة في العديد من أجزاء العالم. وعلى الرغم من بطء نموها، فلا يزال معدل البطالة في المملكة المتحدة، عند 4.2% فقط، بينما تراجع دون هذه النسبة في أميركا عند 3.7%.
يلعب قطاع التقنية، دوراً محورياً في نمو الاقتصاد الأميركي. وتشكل أكبر 10 أسهم في ستاندرد آند بورز 500، ما يقارب 35% من المؤشر، في أعلى نسبة منذ حدوث فقاعة دوت كوم في العام 2000. ومن بين هذه الـ 10، فإن أكبر 6 منها، آبل، مايكروسوفت، ألفابت، أمازون، نيفيديا وميتا، تقع في قطاع التقنية، بينما تحل تيسلا في المرتبة رقم 7، وذلك بفضل التقنيات المستخدمة في سياراتها.
سجلت 40% من الشركات الأميركية المدرجة في مؤشر روسيل 2000، انخفاضاً في الأرباح، قريباً من مستويات الأزمة المالية العالمية. بالإضافة إلى ذلك، لم تسجل أرباح الشركات على الصعيد العالمي، المُدرجة في مؤشر أم أس سي آي وورلد، أي ارتفاع خلال العام الماضي 2023. كما حققت الإيرادات، نمواً طفيفاً لم يتجاوز سوى 1% فقط. وتحدو المستثمرون، آمال عريضة في هذا العام الحالي، مع توقع المحللين، بتحقيق نمو على المستوى العالمي في الأرباح، يناهز 10%.
وبصرف النظر عن هذه المخاوف، من الممكن للأسهم التمتع بعام حافل بالنمو. وعادة ما يصب تراجع أسعار الفائدة في مصلحة الأسهم، طالما لم تكن مصحوبة بركود عميق.
كما يشكل انخفاض أسعار السلع الأساسية وتباطؤ الاقتصاد الصيني، نوعاً من القلق بالنسبة للأسواق الناشئة. ويمكن أن يسمح الانخفاض المتوقع في أسعار الفائدة الأميركية خلال العام 2024، للبنوك المركزية في البلدان النامية، بخفض أسعار الفائدة.
يعتقد المستثمرون، أنه بإمكان الاتحادي الفيدرالي، المحافظة على معدل التضخم عند مستوى 2% على مدى العقد المقبل، ما يعني المقدرة على تحقيق إيرادات حقيقية.
وفي المملكة المتحدة، تبلغ عائدات السندات الحكومية فئة 10 سنوات، نحو 3.7%. وفي حال، حقق بنك إنجلترا، نسبة التضخم المستهدفة عند 2%، فمن المرجح تحقيق السندات الحكومية عائداً إيجابياً.
ربما يخرج السوق في بعض الأحيان عن مساره بسبب أحداث مثل، الأوبئة أو الحروب، والتي من المتوقع أن تتمخض في هذا العام، عن السياسة، خاصة فيما يتعلق بالانتخابات في كل من أميركا والمملكة المتحدة. فضلاً عن ذلك، تدور العديد من المخاطر الجيوسياسية حول العالم في الوقت الراهن.
لا يخلو العالم بطبيعة الحال، من مثل هذه المخاوف، لكنه يتمكن في معظم الأوقات، من تجاوز هذه الظروف. وإذا قام الاحتياطي الفيدرالي، بخفض أسعار الفائدة عدة مرات في العام المقبل، كما هو متوقع، فمن المفترض أن يشعر المستهلكون بمزيد من الرخاء. وينبغي أن يدعم كل هذا، أسواق الأسهم والسندات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا التضخم الأسهم الأميركية أسعار الفائدة خلال العام
إقرأ أيضاً:
“السوق المالية”: قيمة الأصول المدارة في السوق المالية السعودية تجاوزت للمرة الأولى حاجز التريليون ريال بنهاية عام 2024
المناطق_واس
كشفت هيئة السوق المالية عن تجاوز قيمة الأصول المدارة في السوق المالية السعودية للمرة الأولى حاجز التريليون ريال بنهاية عام (2024)م، محققةً نسبة نمو بلغت (20.9)% مقارنة بالعام السابق, وارتفع عدد صناديق الاستثمار إلى (1,549) صندوقًا، فيما بلغ عدد المشتركين في الصناديق العامة والخاصة أكثر من (1.72) مليون مشترك وبزيادة قدرها (47)% عن عام (2023)م.
جاء ذلك في التقرير السنوي الذي أصدرته الهيئة لعام (2024)م، وعكس استمرار الزخم في نمو وتطور السوق المالية السعودية، محققًا نتائج استثنائية وأرقامًا قياسية في مختلف الجوانب التنظيمية والتشريعية والتطويرية، مما يعزز مكانة المملكة وجهة جاذبة للاستثمار المحلي والدولي، ويترجم التقدم المتسارع في مستهدفات رؤية المملكة (2030).
أخبار قد تهمك تقديرًا لالتزامها بتمكين موظفيها وتحسين أدائهم.. 19 مايو 2025 - 6:03 مساءً أمير المدينة المنورة يستقبل رئيس جمعية التنمية الزراعية بالمنطقة 19 مايو 2025 - 5:12 مساءًوعلى صعيد الجوانب التنظيمية والتشريعية والتطويرية للسوق، فقد اعتمدت الهيئة خلال العام 2024م، تعليمات طرح شهادات المساهمات العقارية، الهادفة إلى تنظيم تسجيل وطرح شهادات المساهمات العقارية، إلى جانب اعتماد عدد من التعديلات لمجموعة من اللوائح التنفيذية، من بينها لائحة مؤسسات السوق المالية وتعليمات الحسابات الاستثمارية، واللائحة التنفيذية لنظام الشركات الخاصة بشركات المساهمة المدرجة، بالإضافة إلى اعتماد تعديلات قواعد طرح الأوراق المالية والالتزامات المستمرة.
وأولت الهيئة عنايتها بتطوير سوق الصكوك وأدوات الدين، الأمر الذي انعكس إيجابًا على السوق من خلال اعتمادها أكبر حزمة من التحسينات التنظيمية منذ إطلاق سوق الصكوك وأدوات الدين خلال هذا العام، التي تضمنت تخفيف المتطلبات التنظيمية وتوسيع فئة المستثمرين المؤهلين.
ووفقًا للتقرير فقد بلغت قيمة الإصدارات الإجمالية للصكوك وأدوات الدين المدرجة في السوق المالية السعودية (663.5) مليار ريال بنهاية العام 2024م، مقارنة بـ (549.8) مليار ريال بنهاية العام (2023)م، وبنمو بلغ (20.6)% خلال العام.
وشهد عام 2024، نموًا في عمليات الطرح العام وتسجيل الأسهم، إذ وافقت الهيئة على (60) طلبًا، بارتفاع بلغت نسبته (36.4)% مقارنة بعام (2023)م، منها (40) طلبًا في السوق الموازية و(16) طلبًا في السوق الرئيسية، إلى جانب تنفيذ (44) إدراجًا في السوقين خلال العام، وهو ما يمثل استمرارًا للنشاط القوي في جانب الطروحات الأولية.
أما على صعيد الاستثمار الأجنبي، فقد واصلت السوق المالية السعودية تسجيل مستويات قياسية، إذ بلغ صافي الاستثمارات الأجنبية (218) مليار ريال بنهاية عام (2024)م، مقارنة بـ(198) مليار ريال في العام السابق، بارتفاع نسبته (10.1)%، كما ارتفعت قيمة ملكية المستثمرين الأجانب إلى (423) مليار ريال بما يشكل ما نسبته (11)% من إجمالي الأسهم الحرة في السوق الرئيسية.
وفيما يتعلق بالترخيص والإشراف على مؤسسات السوق المالية، فقد ارتفع عدد المؤسسات المرخصة إلى (186) مؤسسة بنهاية عام (2024)م، كما ارتفعت إيرادات مؤسسات السوق المالية عن العام السابق بنسبة 29.6% فوصلت إلى (17) مليار ريال، لتبلغ أرباحها (8.8) مليارات ريال بزيادة قدرها (39.3)% عن العام الماضي.
وأشار التقرير إلى صدارة المملكة بين دول مجموعة العشرين (G20)، في عدد من المؤشرات الدولية المرتبطة بالسوق المالية، بحسب الكتاب السنوي للتنافسية العالمية الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية IMD لعام 2024م، وهي: (مؤشر الأسواق المالية، ومؤشر رسملة السوق، ومؤشر حقوق المساهمين، ومؤشر رأس المال الجريء).
وأكد التقرير استمرار الهيئة في تفعيل أدوات حماية المستثمر، حيث تم الانتهاء من إجراءات (121) قضية، فيما تجاوزت تعويضات المستثمرين المتضررين أكثر من (389) مليون ريال موزعة على (921) مستفيدًا، في الوقت الذي انخفض فيه متوسط فترة التقاضي إلى نحو (4) أشهر مقارنة بـأكثر من (5) أشهر في عام (2023)م، فيما أصدرت الهيئة قرارات واجبة التنفيذ بحق (171) مخالفًا للأنظمة واللوائح التي تختص الهيئة بتطبيقها مع متابعة تنفيذ (45) طلبًا.
من جهته أشار معالي رئيس مجلس هيئة السوق المالية محمد بن عبدالله القويز، في تعليقه على التقرير السنوي للهيئة لعام (2024)م، إلى أن الهيئة اعتمدت خلال عام (2024)م، خطتها الإستراتيجية للأعوام (2024 – 2026م)، بما يتماشى مع التغيرات الاقتصادية المستجدة، التي اشتملت على تسعة أهداف، توزعت على ثلاث ركائز إستراتيجية، وهي: ركيزة تفعيل دور السوق المالية في التمويل والاستثمار، وركيزة تمكين منظومة السوق المالية، وركيزة حماية حقوق المستثمرين، منوهًا إلى أن الخطة أخذت في الاعتبار دارسة وتحليل قطاع السوق المالية بجوانبه كافة، والموائمة مع أصحاب المصلحة لتحديد مجالات التحسين والتطوير التي سيتم التركيز عليها.
وأوضح أن التقرير السنوي يعكس التحول الجذري الذي تشهده السوق المالية، مؤكدًا أن السوق المالية شهدت خلال العام (2024)م، تطورات أسهمت في تعزيز مكانة السوق المالية السعودية إقليميًا ودوليًا، وذلك من خلال حجم الأصول المدارة، وقيمة أصول الصناديق القابضة، وصناديق المؤشرات المتداولة، والتي سجلت ارتفاعات قياسية خلال العام (2024)م، مقارنة بالعام السابق، إضافة إلى جهود الهيئة في تعميق السوق، وإجراء تحسينات تنظيمية، لتوسيع قاعدة المستثمرين، وتعزيز السيولة، واستقرار السوق وزيادة التنافسية، وتحقيق نمو مستدام، بما يعزز من أداء السوق المالية السعودية، ويرفع من مستوى مساهمتها في الناتج المحلي، ويزيد من جاذبية السوق للمستثمرين المحليين والدوليين، بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة (2030).