هل يحاسب العبد على ما يدور في نيته من وساوس؟.. خطيب بـ«الأوقاف» يوضح
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
قال الشيخ خالد الجمل الداعية الإسلامي والخطيب بـ«الأوقاف»، إن الوسواس له أنواع كثيرة تكلم عنها الطب الحديث باستفاضة وجعل لها تخصصات واسعة، مشيرًا إلى أنه في الفقة الإسلامي تندرج هذه الوساوس تحت مسمى حديث النفس ومعلوم أن للنفس أنواعًا مختلفة ما بين الفجور والتقوى؛ لذلك من لطف الله على عباده وعلمه أن هذا الوسواس قد يحدث لكثير من الناس بشكل لا إرادي.
وقال الخطيب بالأوقاف، إن الله جعل لنا وسائل كثيرة للتغلب على تلك الوساوس منها ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست -أو حدثت- به أنفسها، ما لم تعمل به، أو تتكلم»، مشيرا إلى أن الله جل وعلا قد بشرنا على لسان رسوله الكريم أنه لن يحاسب العبد على أي شيء يدور في نفسه أو في نيته من وساوس وأفكار بشرطين أساسيين: الأول: ألا يعمل وينفذ تلك الوسوسة والتي يعلم صاحبها جيدا أنها مجرد وساوس لا قيمة لها، والثاني: ألا يتكلم أو يحكي تلك الوساوس بين الناس فهي لن تضره ولا قيمة لها أيضا.
وتابع الداعية الإسلامي، في تصريح لـ «الوطن»: كما جعل الله لنا وسيلة أخرى للتغلب على أي وسواس وهي الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فهى وقاية وحماية فورية من وسوسة الشيطان لقوله تعالى: «فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم»، مشيرا إلى أن الله أنزل لنا في كتابه الكريم المعوذتين ليتحقق بهما الراحة والطمأنينة والحماية من أي وسواس أيا كان لكل من يداوم على قراءتها باستمرار.
ملازمة الوسواسوأشار «الجمل» إلى أن من يعاني من ملازمة الوسواس له بشكل مرضي دائم وجب عليه أن يستشير الطبيب المختص بهذا النوع من الأمراض التي أصبح لها علاجات دوائية معروفة لدى الأطباء بعد أن اكتشفها الطب في عصرنا الحالي التي أمرنا بها رسولنا الكريم حيث قال في الحديث: «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً إِلَّا الْهَرَمَ - أى الكِبَر».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأوقاف الحديث الشريف وسوسة الشيطان الشيطان إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما هي واجبات الحج.. وكيف يكون الإحرام من الميقات؟ علي جمعة يوضح
ما هي واجبات الحج، وكيف يكون الإحرام من الميقات؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء.
ما هي واجبات الحج؟
وفي بيان واجبات الحج أوضح علي جمعة التالي:
● الإحرام من الميقات: فلا يجوز أن تحرم بعد الميقات، والميقات هنا الزماني أو المكاني.
أما الميقات الزماني: فشوال، وذو القعدة، والتسع الأول من ذي الحجة، فمن نوىٰ الحج في رمضان مثلا لا يصح، لأنه يجب أن تقع النية في هذه المواقيت.
وأما الميقات المكاني: فهناك نقاط حول البيت من الممكن أن تتخيلها علىٰ الخريطة المرسومة، هذه الدائرة المرسومة حول الحرم تمثل إطاراً لا يجوز للحاج أن يتجاوزه أو يدخل فيه إلا وهو محرم، هذه الدائرة تبعد ثلاثمائة كيلومترً شمالاً، وسبعين كيلومترا جنوباً، ومائة كيلو متر غرباً، فلا تدخل هذه الدائرة إلا وأنت محرم، والأولىٰ أن تُحرم عند الميقات، لكن لو أَحْرَمْت قبل الميقات فلا مانع، لأن المقصود هو أن تدخل هذا الميقات المكاني وأنت مُحرم.
ثم إن هذه المواقيت المكانية معروفة ومحددة: فميقات من جاء من جهة المدينة: أبيار علي (ذو الحليفة سابقاً)، وميقات من جاء من جهة مصر والشام: رابغ (الجحفة سابقا وينبع الآن)، وميقات من جاء من جهة اليمن: يَلَمْلَم، وميقات من جاء من جهة العراق: ذَات عِرْق، وميقات من جاء من جهة نجد: قرن الثعالب.
وهي مواقيت لسكانها ولمن مر عليها من غيرهم، أي لا تدخل هذه الدائرة إلا وأنت محرم، فكونك تحرم في القاهرة وتذهب إلىٰ المطار وأنت محرم وتركب الطائرة وتسافر لا مانع؛ لأن المقصود هو أن تكون علي حالة الإحرام عند محاذاة هذه الدائرة.
فمن دخل هذه الدائرة وهو غير محرم فعليه دم (ذبح شاة) فمن لم يستطع فليصم ثلاثة أيام في الحرم، وسبعة بعد الرجوع إلىٰ البلد، فلو لم يصم هناك فعندما يرجع إلىٰ بلده يصوم ثلاثة أيام ويفطر أربعة، ثم يصوم سبعة أيام.
فالفكرة العامة إذن هو أنك لا تدخل هذه الدائرة إلا محرماً.
والسنة كلها مواقيت للعمرة، أما الحج فله وقت محدد، وهو: شوال، وذو القعدة، والتسعة الأول من ذي الحجة.
والحج له أنواع ثلاثة: (متمتع- وقارن- ومفرد): لا نبدأ فيه إلا في الميقات الزماني الذي يبدأ أول شوال، فإذا أحرمت بالحج في رمضان فتنقلب إلىٰ عمرة، فإذا عملت عمرة في أشهر الحج ثم رجعت إلىٰ بلدك ثم ذهبت مرة ثانية للحج مفرداً فإنك تكون متمتعاً لأنك أوقعت العمرة في هذه الشهور، وهناك خلاف بين الأئمة في هذه المسألة.
● رمي الجمار: وهناك ثلاث جمرات أو عقبات، يوم النحر تُرمىٰ الكبرىٰ، وفي أيام التشريق الثلاثة: الكبرىٰ، والوسطىٰ، والصغرىٰ في كل منها، فتكون سبع حصوات في يوم النحر، وإحدىٰ وعشرين في كل يوم من أيام التشريق، فيكون المجموع سبعين.
فلو تركت كل الرمي فعليك دم، أما لو تركت أقل الرمي - فكل جمرة ترمي بسبع حصوات ولكنك رميت خمسة فقط - فلا شيء عليك، فلو رميت ثلاثة فعليك أن تخرج خمسة كليو جرامات أرز للفقراء، فلو تركت يوماً تطعم ستة مساكين، كل عقبة باثنين.
والذي نفتي به الآن، كون الرمي طوال الأربع والعشرين ساعة، خاصةً بسبب زحام الناس الشديد، وهو مذهب طاووس بن كيسان اليماني من التابعين، من تلامذة ابن عباس –رضى الله عنهما- حَبر الأمة، ولذلك نقول للناس: إنه لا بأس أن نأخذ مثل هذا، بل ونقول أيضاً للعلماء: ينبغي عليكم أن تدركوا الواقع الذي نعيشه، وأن الناس قد بلغت في الأرض كلها، من كل ناحية، وفي الحج من ناحية أخرىٰ، ما لم تبلغه البشرية منذ خلقها الله إلىٰ هذا اليوم، فلم يحدث أن يكون علىٰ الأرض 6 أو 7 مليار، ولم يحدث أبداً في الحج أن يكون أبداً في مثل هذه الأماكن 4 أو 5 مليون، هذه أرقام لا يمكن تخيلها، ونحن لا نذهب إلىٰ هذه الأماكن المقدسة من أجل أن تقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق! نحن نذهب للعبادة، ويتأتى في العبادة أن نقلد واحداً من أئمة المسلمين خاصةً إذا كان رفيع الشأن مثل: كيسان، ومجاهد -رضى الله عنهما- وهما يريان أن محل الرمي اليوم كله، مادام الحاج رجع من مزدلفة، ولو بعد نصف الليل، وهذا حلال، ويجزئ إن شاء الله، وكل اليوم إنما هو موضع للرمي تخفيفاً علىٰ الناس، فالرمي بعد الزوال هو السُنة، لكن لو أن سُنة من السنن أدت إلىٰ قتل مسلم من أجل الزحام، أو أن أقتل بها نفسي! لوجب العدول عنها إلىٰ ما يحقق المقاصد الشرعية الكبرىٰ، كيف وحال الضرورة يرفع عن الإنسان الحرج، ويجيز له أكل الميتة مثلا إن اضطر إليه، إلىٰ غير ذلك من الأحكام الخاصة بأحوال الضرورة مما رخص فيه الشارع الحكيم تيسيرا ولطفا بالمكلفين، وندعو الناس أن تتفهم مراد الله في دينه، ومراد الله من خلقه.
● الْمَبيت بمزدلفة: فتمر عليها وتمكث قليلاً وذلك بعد منتصف الليل فهذا يعتبر مبيتاً بها، وهناك قول بأن المبيت بالمزدلفىٰ من السنن.
● والْحَلْق: الْحَلْقُ من شأن الرجال، والتقصير من شأن الرجال والنساء، فالنساء ليس لهن إلا التقصير.