يسري عبدالله: أنزعج من اختزال الهوية المصرية متعددة الجذور في واحدة
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
قال الدكتور يسري عبدالله، أستاذ الأدب والنقد بجامعة حلوان، إنه ينزعج من اختزال الهوية الحضارية المصرية المتناغمة متعددة الجذور في هوية أحادية ومحاولة تنميط الشخصية المصرية ودفعها في اتجاه واحد ضيق الأفق، متعصب تمييزي معاد للتنوير والحداثة والتقدم وفكرة الوطن.
الأفكار التي حملتها التصورات الرجعيةوأضاف «عبدالله» في حواره لبرنامج «الشاهد» مع الإعلامي الدكتور محمد الباز على قناة «إكسترا نيوز»، أن كل هذه الأفكار التي حملتها التصورات الرجعية والجماعات المتطرفة التي تشكل وباء ليس فقط على مصر ولكن على العالم العربي والعالم أجمع، هذا أكثر شيء يزعجه، مشيرًا إلى أن العقل الأحادي معناه يرى الأمور من وجهة نظره دائما، ويرى أنه يمتلك هذا البرهان الساطع والحقيقة المطلقة، كما أنه يكون عقلا إنشائيا دائما، وينطلق من تصورات يقينية عن العالم وليست تصورات نسبية، ويرى العالم كأنه ليس بهذا التركيب، العالم معقدا للغاية.
ولفت أن العقل الأحادي عقل مسطح لأنه ابن لتصور واحد وفكرة ثابتة، هذه الفكرة غير قابلة للتغير، والعقل الأحادي يكره فكرة التغيير والتحديث، وينعكس على الواقع السياسي والاجتماعي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جامعة حلوان
إقرأ أيضاً:
شمولية عقل السياسة الطفولية
السياسة السودانية تعاني من ثبات طفولة السياسيين والمثقفين السياسيين معا لانهم يشخصنون. وبالشخصنة أعني أن التقييم يتم للفاعل السياسي وليس للفعل المعين. وهذا مرض قاتل.
يصنف السياسي السوداني – ومعه المثقف التابع – الفاعلين ويقسمهم إلي فئتين أحدهما ملائكة لا تخطئ وأخري من أبالسة. فهؤلاء مدنيون رائعون دائما وأولئك كيزان ضالين علي طول وهناك ماركسيون دائما متكلسون. وبناء علي تصنيف الشخص، يتم إصدار أحكام مسبقة بصواب أو خطأ كل ما صدر منه وما يصدر في المستقبل. وهذه عقلية طفولية بإمتياز.
في النقيض العقل الناضج لا يعرف الحق بالرجال ولا بالنساء، بل يعرف معدن الناس بقربهم وبعدهم عن الحق. العقل الناضج يحدد صحة الفعل من عدمه ويقبل ويرفض علي هذا الأساس. أما عقل الطفولة فانه يدين برنامج صندوق الدولي لو طبقه كيزان ويحرض علي مقاومته حتي يسقط مئات الشهداء ثم يزغرد لجرعة أكثر شراسة من نفس البرنامج لو طبقته حكومته الإنتقالية. عقل الطفولة يختار الإنحياز للغزاة وميليشيات العنف الجنسي أو الحياد تجاههما لمجرد أن كوز أو أنصار سنة رفضهما. هذا عقل يدوس علي مبادئ الوطنية لو ظن أن من صنفه سابقا كشيطان يقف الموقف الوطني. أما العقل السليم، فيقيم الفعل أو الظاهرة ويختار الموقف السليم فكريا وأخلاقيا ولا يهمه أين يقف ملاك أو شيطان آخر. لذلك فان أبلد عبارة تقال حين ينتاشك أحدهم بقوله “كلامك ده بيفيد الكيزان أو الشيطان”.
عقل الطفولة لو أبلس ترمب كان سيعارض توجهه لإنهاء الحرب الأكرانية التي تهدد البشرية بالفناء النووي. وسيعارض سعيه لإتفاق مع إيران يتجنب حرب لا تبقي ولا تزر معها. وكان سيعارض تهدئته للتوتر النووي مع كوريا الشمالية. وكان سيعارض إدانته للتدخل العسكري الأمريكي والغربي ألفظ في شئون الدول الأخري ومحاولة الإملاء الثقافي والسياسي علي شعوبها.
بينما العقل الناضج يقيم الفعل لا الشخص. وقد يرحب بمحاولة ترمب إطفاء حرب هنا أو هناك ويرحب بشجبه للهيمنة الغربية باسم الحقوق الليبرالية. ولكن نفس العقل الناضج قد يرفض ويدين سياسات ترمب في ملفات أخري مثل معاملة المهاجرين والتنمر علي دول أخري وإشعال الحروب التجارية أو تقويض مؤسسات الحوكمة الديمقراطية أو تهديد النظام الدولي متعدد الأطراف وفي غير ذلك من الملفات.
عقل الطفولة شمولي، عنده أن الشخص أو الجهة إما ملاك شامل أو شيطان شامل. وهذا ضعف فكري مخجل لا يليق بمن درس في روضة،
من المخجل أن تضطر لان تشرح لإنسان جاوز التاسعة من العمر أن هناك أشياء تظل صحيحة حتي لو تبناها أخوان وتظل سليمة حتي لو دعا لها ترمب.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب