شبكة اخبار العراق:
2025-12-10@06:54:06 GMT

ديكور فيلم هندي في بغداد

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

ديكور فيلم هندي في بغداد

آخر تحديث: 15 يناير 2024 - 9:43 صبقلم :كرم نعمة لو تسنى للمعماريين العراقيين الكبار الذين بقوا يحرصون على ترك لمساتهم على مباني وبيوت العراقيين، أن يسنح لهم التاريخ الذي “لا يكرر نفسه” مشاهدة الرثاثة التصميمية السائدة في البلاد اليوم، ماذا بوسعهم أن يفعلوا؟هل يكفي ذرف الدموع كردة فعل على فساد الذائقة البصرية، مثلما نسد أنوفنا من الرائحة الكريهة؟أشك بذلك، فالتصاميم المنتشرة حالياً في المدن العراقية للمنازل والمباني أشبه بديكور فيلم هندي تتقاطع فيه الألوان الصارخة، فيما تنعدم الوظيفة لواجهات جمالية في بيوت لا تعبر إلا عن ذائقة أصحابها من الطبقة الأوليغارشية المختطفة للبلاد، بعد أن تريّفت بغداد وتراجعت مدَنيّتها.

التصاميم المعمارية الجديدة، تعبر بامتياز عن الانهيار الثقافي والاجتماعي السائد وتراجع الذائقة البصرية في البلاد كمعادل للانهيار السياسي. فقد تشتت المعمارية في البناء العراقي، وفقدت خصوصيتها ويمكن أن نجد ذلك في التصميم المتطفل على خصوصية المعمار الموصلي، بتواطؤ من اليونسكو عندما اختارت تصميماً لجامع النوري يفتقد إلى الخصوصية المعمارية العراقية.أما تصاميم البيوت العراقية المشيدة حديثاً، فتكفل بها “جيل معماري” هو نتاج الرثاثة السائدة، فتراجع مفهوم البيت الذي ينحى لعوامل المفاجأة ويخلق الاستمرارية، ولهذا فدون البيت يصبح الإنسان مفتتاً حسب تعريف غاستون باشلار، إنه -البيت- يحفظه عبر عواصف السماء وأهوال الأرض، يمكن أن نجد ذلك مجسداً في مئات الأحياء العشوائية وبيوت الصفيح والطين المنتشرة في المدن العراقية. بينما التصاميم الشاذة للبيوت الجديدة، أشبه بموسيقى صاخبة مزعجة تنتشر في الطرقات، فمثلما لا يكفي سد الآذان لتجنب سماعها، لا يكفي إغلاق العيون للمحافظة على الذائقة البصرية للمواطن العراقي. البيت المسروق من أهله هنا هو التعبير المصغر للوطن المختطف، عندما لا يكون لك بيت صغير  فبالضرورة لا يمكن أن تنتمي للوطن، مقابل ذلك تجد من يشوهون البيت في محاولة لإضفاء مشروعية ملفقة لوجودهم في بيوت ضخمة، لكنها جوفاء في شكلها الخارجي وألوانها الفاقعة الخارجة من رحم لا يمت بصلة لما يحيط بها في البيئة.تسنى لي أن أتابع على مضض منذ اطلاعي على التصميم المقترح لجامع النوري المحطم في الموصل من قبل فريق تصميم مصري بتواطؤ مخزي من اليونسكو، المعمارية المحدثة في العراق، فثمة الكثير من العروض وثمة الكثير من المجموعات الهندسية الشابة التي تدافع عن الذائقة البصرية وتعرض لمجزرة التشويه في صور لبيوت جديدة تصيب العين الإنسانية بالتوتر. فالمعمار المشوه هو أحد امتدادات التشويه المتعمد لما يجري في العراق منذ عقدين، انهارت لغة الحكي العراقي وتحولت إلى لهجة محطمة بذيئة بلا جذور، سقطت القيم، ساد الفساد وأصبح ميزة لدى الأشخاص، انكسر الفن وتحولت الموسيقى إلى نغمة واحدة مكررة لدى الجميع مستمدة من التخلف والهيجان العشائري والطائفي، وهكذا غابت الذائقة البصرية لمن يصممون واجهات البيوت ومداخلها في العراق.رسم صورة مبالغ فيها حد الفجاجة اللونية للبيت يفقده الألفة والوظيفة التاريخية التي وجدت له منذ أول بيت في التاريخ، لكنه بالمقابل يكشف أبهة المال الفجة وغرور الاستعراض المتغطرس، وهذا أمر قد يميز أصحابه من وضيعي المعرفة وأثرياء المال المسروق. بيد أن سقوط المصمم المعماري في فخ تلك الفجاجة يصنف كجريمة بصرية، ولسوء حظ عيوننا لا يحاسب عليها القانون، قبلها علينا أن نسأل إذا كان ثمة قانون ثقافي أصلا في العراق الحالي!هؤلاء كمن يرتدي الملابس المفرطة في بريقها اللامع للتعبير عن أنفسهم. ومهما غلا ثمن هذه الملابس فهي لا تخفي دواخلهم الخاوية، تماماً كبيوتهم الجديدة الطارئة على تاريخ الذائقة العراقية.فالبيوت فاسدة الوظيفة ومشوهة التصميم كالأغاني الفجة والمراثي الوضيعة وكالسياسيين الأميين وكالفضائيات بخطابها الرث وحثالتها الطائفية. بيوت اليوم في الكرادة والمنصور… أشبه بديكور فيلم هندي مقحم على بغداد!

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: فی العراق

إقرأ أيضاً:

مرسيدس تكشف الجيل الجديد من GLB 2026 بتطورات كبيرة في التصميم والتقنيات

أزاحت مرسيدس الستار رسميا عن الجيل الجديد من GLB 2026، والتي تأتي بتغيير شامل في الشكل والمقصورة، مع الحفاظ على الخطوط الصندوقية التي تميز هذا الطراز، الجيل الجديد يتجه بقوة نحو الكهربة، حيث يصل أولا إلى الأسواق بنسخ كهربائية بالكامل، على أن تتبعها خيارات هجينة في وقت لاحق مع التوسع في الفئات المتاحة.

وتقدم الشركة في المرحلة الأولى فئتين كهربائيتين أولهما مرسيدس GLB 250+  تشكل النسخة القياسية ببطارية سعة 85 kWh بُنية 800 فولت، ومحرك خلفي ينتج 268 حصانًا و335 نيوتن.متر، تمنح السيارة تسارعا من الصفر إلى 100 كم/س خلال 7.4 ثوان، ومدى قيادة يصل إلى 630 كم في الشحنة الواحدة، ما يجعلها خيارا مناسبا للمدن والمسافات الطويلة.

فولكس فاجن تعتزم استثمار 160 مليار يورو حتى 2030 مع تقليص تدريجي للعمالةخريطة تغطية جديدة من FCC تكشف الحقيقة.. من الأفضل فعلا… AT&T أم T‑Mobile أم VerizonOnePlus تحت النار.. إيقاف مؤقت لأداة الذكاء الاصطناعي AI Writer لهذا السببحوار خاص| باحثة الروبوتات المصرية الدكتورة إيمان عواد تكشف كواليس ثورة الذكاء الاصطناعي وملامح تشكيل المستقبل

أما الفئة الأعلى GLB 350 4Matic فتعتمد البطارية نفسها مع إضافة محرك أمامي، لتتحول إلى دفع رباعي كهربائي، القوة الكلية ترتفع إلى 349 حصانا و515 نيوتن.متر مع تسارع أسرع يبلغ 5.5 ثوان، ومدى قيادة يصل إلى 615 كم، كما أكدت مرسيدس نيتها تقديم إصدار كهربائي بسعر أقل، ثم الإصدارات الهجينة المعززة بنظام 48 فولت بثلاث مستويات قوة وخيار دفع أمامي أو رباعي.

تصميم السيارة الخارجي يستلهم خطوطه من أحدث منتجات العلامة مثل CLA وGLC، مع واجهة أمامية أكثر جرأة وشبك كبير محاط بمصابيح جديدة تحمل عناصر مضيئة على شكل نجوم وشريط ضوئي ممتد، أما الخلفية فجاءت مفاجِئة بلمسات مستقبلية تشمل مصابيح رأسية متصلة بشريط إضاءة طولي، بتوقيع ضوئي مستوحى من مفهوم  Vision EQXX.

وفي الداخل، أخذت المقصورة خطوة واضحة إلى الأمام من حيث التكنولوجيا والفخامة، أبرز الإضافات هي شاشة Superscreen الممتدة التي تجمع عدادات 10.25 بوصة وشاشة وسطية 14 بوصة وشاشة للراكب الأمامي بالحجم نفسه، مع لوحة قيادة بتصميم بسيط وانسيابي يقلل الأزرار المادية ويمنح إحساسا عصريا راقيا.

الـ GLB الجديدة تعمل بمنظومة MBUX الجيل الرابع المعززة بالذكاء الاصطناعي وبالتعاون مع تقنيات مايكروسوفت وجوجل، إضافة إلى مساعد صوتي مبني على منصة ChatGPT-4o ليقدم تفاعلا أكثر ذكاء واستجابة.

وبحسب الأسعار المعلنة للسوق الألماني، يبدأ سعر النسخة الكهربائية من 59,048 يورو (قرابة 258 ألف ريال) قبل الخيارات الإضافية، مع توقع إعلان تفاصيل أسواق أخرى خلال الفترة المقبلة.

طباعة شارك مرسيدس GLB GLB 2026 كهربائية سيارة كهربائية سيارات مرسيدس

مقالات مشابهة

  • العراق بين خطأ إداري وضغط سياسي: أزمة التصنيف تعود بصيغتها القانونية والسياسية
  • العراق يرفع حزب الله والحوثيين من قائمة تجميد أموال الإرهابيين بعد تعديل القرار
  • مرسيدس تكشف الجيل الجديد من GLB 2026 بتطورات كبيرة في التصميم والتقنيات
  • العراق محور ضغوط أمريكية لإعادة ضبط التوازن مع إيران
  • كيف ينجح مارك سافايا في مهمته العراقية الصعبة؟
  • المفوضية العراقية: حسمنا الطعون على نتائج الانتخابات
  • من التشتت إلى الثقة المفقودة: صراع الديمقراطي والاتحاد على رئاسة العراق يعمق الانقسام
  • السوداني:ضبط (6) أطنان من المخدرات الإيرانية
  • انتعاش سياحي واسع في العراق بالشراكة مع المنظمة العربية للسياحة
  • حراك سياحي متصاعد في العراق بالتعاون مع المنظمة العربية للسياحة