لا خضوع لابتزاز الكيزان ولا رجعة عن خط الثورة !!
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
هناك ثلاث قضايا لا بد من التعرّض لها..وقد منعني من تناولها في حينها تعرّضي في الأيام الفائتة لوعكة أنفلونزا (أقسى من الكورونا) عافاكم الله..وعافى الوطن من رجس الكيزان..!
أولاً: حذار من أي حديث عن الاصطفاف مع جماعة المؤتمر الوطني المقبور وحركته مرتكبة الكبائر (فاقدة الشرعية والتسجيل) وأذنابها من الفلول وجنرالات انقلاب البرهان.
الكيزان وجماعة المؤتمر الوطني المقبور ليس لهم عهد...! هذا ما ينبغي ألا يفوت على أحد..بعد كل هذه التجارب المريرة التي بدأت بالكذب والمخاتلة وبإقصاء كل أطياف السودان من أسباب الحياة وجعلها حكراً عليهم..ومعاملة الشعب بالإرهاب والإذلال والتقتيل والإبادة وسرقة موارد الدولة وإشاعة الفساد والمحسوبية وفصل الجنوب..وانتهاء بالانقلاب القريب على الحكم المدني..ثم إشعال هذه الحرب لتدمير الوطن وتشريد أهله...!
هل هؤلاء من النفر الذي يمكن أن يجلس الناس إليه لإبرام عهد أو اتفاق أو ميثاق..!
لماذا الدعوة إلى (وضع الثعابين في جراب الثورة) واصطحاب جماعة المؤتمر الوطني المقبور في هذه المرحلة التي تمايزت فيها الصفوف..؟! هل نستجيب لابتزاز الكيزان الذين خبرناهم وعرفنا (قيرهم وقعيقيرهم) على مدى ثلاثين عاماً (عليها أربعة أعوام من أباطيل البرهان المكشوفة)..) وهم الذين أوصلونا الآن إلى هذا المنحدر السحيق (على شفا شهقة) من وقوع الوطن في هاوية ليس لها قرار..!
الأمر الثاني هو بطلان هذه الحملة الفلولية الارتزاقية الجاهلة على تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية وقوى الحرية والتغيير التي حاولوا تشويه ما أقدمت عليه من عمل وطني مبرور من أجل إيقاف الحرب وحقن دماء السودانيين..فقد شرع الكيزان و(دجاجهم المصوفن) في تلويث الساحة العامة بالأكاذيب والفبركات ومقالب النفايات.. !
لقد وضعت (تقدم) خطة عمل مخلصة لإيقاف الحرب وقدمتها لطرفي الحرب والتقت بقائد الدعم السريع بينما منع الكيزان البرهان من الالتقاء بالتنسيقية.. فما هو خطأ الجبهة المدنية في ذلك..؟! والبرهان هو الذي رفض الاستجابة لأنه أسير الكيزان ..(ولا تسأل عن السبب)..!
ومنعاً للتزييف فقد طالبت الجبهة الديمقراطية (تقدم) طرف الحرب الذي التقته بضرورة إخلاء بيوت المواطنين والمراكز المدنية من جميع المسلحين وإيقاف القتال وحقن دماء السودانيين وتسريح المليشيات وإقامة جيش وطني موّحد والاستعداد للترتيبات السياسية..فهل في ذلك (قسم لذي حجر)..؟!
العالم كله يناشد طرفي الحرب..والمنطق يقول: عندما تسعي جهة إلى ووقف الحرب فإنها تخاطب قيادة حاملي السلاح من الجانبين..وقد قدمت تنسيقية القوى المدنية دعوتها للبرهان باعتبار أنه يمثل (بواقع الحال) طرف الجيش..وقدمت الدعوة لطرف الحرب الأخر (بواقع الحال) وهو قائد الدعم السريع الذي يحتل الآن من الوطن ومراكزه مساحة أكبر من أي قوة عسكرية أخرى...! فهل أخطأت بدعوة (البرهان ودقلو) لبحث إيقاف الحرب..أم كان عليها بدلاً من دعوة قائد الدعم السريع الطرف الرئيسي الثاني في الحرب- توجيه الدعوة إلى المطرب الشعبي (القلع عبد الحفيظ)..!
الأمر الثالث إن ما يسميه الكيزان بالمقاومة الشعبية إنما هي خطوة لإشعال الحرب الأهلية ونشر الفوضى وتسليح الإرهابيين تحت هذا الستار الزائف...!! هذه هي الجريمة (رقم الألف) التي يدبرون لها الآن ويجب على الجميع الحذر من هذا الفخ..! تسليح المواطنين بهذه الكيفية هو عمل من اجل مصالح الكيزان لا من اجل الوطن..!
أين قادة الكيزان الآن وأين أولادهم من حمل السلاح..وآخر الإخبار المتداولة الآن بشهاداتها تشير إلى أن (معالي قائد الجيش) قد فعل ما فعلته قيادات الكيزان (ليش لا) وقام بإرسال أبنائه وذويه إلى قصور تركيا (أسوة بعبد الحي يوسف) الذي يرسل دعوات التسليح وهو يرتدي (برمودا) على شواطئ البسفور..!
والأمر الآخر الذي يحتاج إلى تذكير؛ هو أن هذه الحرب هي حرب الكيزان ضد المليشيات التي صنعوها بأيديهم وهي ليست حرب الجيش..ولا حرب الوطن..ولا حرب الكرامة..إنها النقيض الأبرز للكرامة..!! إنها حرب السفالة التي لا تدانيها سفالة..الكيزان هم الذين أشعلوها وجعلوا وقودها (الناس والحجارة) والعدو الحقيقي للكيزان ليس الدعم السريع ..إنما الشعب وثورته والقوى السياسية المدنية...إنهم يعلنون عن ذلك كل يوم..وبغير مواراة ولا مداراة... الله لا كسّبكم..!
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الحبل الأميركي الذي قد يشنق نتنياهو
يرى بنيامين نتنياهو في العلاقة مع الولايات المتحدة أساسًا لوجود إسرائيل، لكنها اليوم تُظهر وجهها الحقيقي: صفقة مصلحية باردة تحكمها التوترات والخداع المتبادل.
فرغم تصاعد الحرب في غزة وتزايد الضغوط الدولية، تُبدي إدارة دونالد ترامب دعمًا واضحًا لإسرائيل، لكنه مشروط بلغة دبلوماسية دقيقة. في المقابل، يوظف نتنياهو هذا الدعم لتعزيز موقفه السياسي داخليًا، متجاوزًا القيود الأميركية عبر قنوات غير رسمية.
التحالف الذي وُصف يومًا بـ"الأبدي" بات أشبه بحبل مشدود فوق هاوية سياسية وأخلاقية. نتنياهو يراهن على ترامب للبقاء في الحكم، بينما يحسب ترامب خطواته بعناية لتجنّب اندلاع حرب إقليمية غير محسوبة. السؤال الآن: كيف انتقل هذا التحالف من شراكة أيديولوجية إلى سوق مفتوح للمصالح؟ وما حدود هذا الدعم وسط أزمات نتنياهو المتعددة؟
من تحالف الأيديولوجيا إلى مناورة المصالحقدّم نتنياهو نفسه دائمًا كأقرب الحلفاء لواشنطن، لكنه لم يتردّد في معارضة إداراتها حين تعارضت مصالحه معها. خطابه الشهير أمام الكونغرس عام 2015 ضد الاتفاق النووي مع إيران كان تحديًا صريحًا، أكد أن أولوياته تنبع من أجندته الخاصة، لا من توافق إستراتيجي عميق.
وبالمقابل في ولايته الأولى، وفّر له ترامب دعمًا نادرًا: نقل السفارة إلى القدس، والخروج من الاتفاق النووي، واتفاقيات تطبيع عززت صورته كقائد "صنع التاريخ".
إعلانولكن ما بدا حينها تحالفًا استثنائيًا، يكشف اليوم عن هشاشته. في عام 2025، لم يعد ترامب يمنح دعمه دون شروط، بل بات الدعم تكتيكيًا ومحسوبًا، أقرب إلى عقد مؤقت من كونه شراكة راسخة.
صحيفة هآرتس اختزلت الموقف في تحليل لاذع: "إسرائيل لم تعد الحليف المدلل، بل أصبحت شريكًا مزعجًا ينبغي احتواؤه". هذا التوصيف لا يعكس فقط تغيرًا في المزاج الأميركي، بل يُظهر انقلابًا في موازين القوة: من دولة تتلقى التفويض، إلى زعيم يُراقب من خلف الزجاج.
يستمرّ ترامب في دعم إسرائيل، مدفوعًا بعوامل داخلية وخارجية. داخليًا، يعتمد على قاعدته الإنجيلية التي ترى في إسرائيل تجسيدًا دينيًا وسياسيًا.
أما خارجيًا، فيهدف إلى الحفاظ على صورة الردع الأميركي في المنطقة واحتواء نفوذ إيران، لا سيما في ظلّ تراجع التدخل العسكري الأميركي في الساحات الإقليمية. لكنه، وعلى عكس ولايته الأولى، بات أكثر حذرًا.
التصعيد في غزة أو سوريا قد يُدخل واشنطن في مواجهة مفتوحة لا تصبّ في مصلحته الإستراتيجية، ولا في ميزان الاقتصاد الأميركي المتأرجح. ولهذا، تأتي بياناته بلغة مزدوجة: تصريح الخارجية الأميركية في 6 مايو/ أيار حول العمليات في رفح دعا إسرائيل إلى "احترام القانون الدولي والتمييز بين الأهداف"، وهي جملة تُقرأ على أنها تحذير دبلوماسي مغطى بكلمات مجاملة.
في الظاهر، لا تزال إسرائيل مدعومة، لكن في العمق، بدأت واشنطن تضع حدودًا لما يمكن التسامح معه.
كيف حاول نتنياهو التحايل على واشنطن؟ومع تآكل الثقة بين الطرفين، عاد نتنياهو إلى أساليبه القديمة: التأثير غير المباشر عبر الدوائر المقربة من الإدارة، دون المرور بالقنوات الرسمية.
من أبرز تلك المحاولات، علاقته بمايكل والتز، مستشار الأمن القومي السابق الذي كان يُعرف بـ"صوت إسرائيل" داخل البيت الأبيض. تسريبات Axios كشفت أن نتنياهو أرسل إليه تحليلات مباشرة حول الوضع الإيراني، وكذلك حول الحالة الميدانية في القطاع، متجاوزًا الإدارة الأميركية.
إعلانالهدف كان الضغط من خلف الكواليس لتعديل موقف واشنطن، لكن إقالة والتز في وقت لاحق أنهت تلك القناة الحيوية، وأظهرت أن واشنطن بدأت تُغلق أبواب التأثير غير المشروع.
هذه الخطوات تُظهر ليس فقط هشاشة موقف نتنياهو، بل أيضًا أسلوبه السياسي المعتمد على الالتفاف والمراوغة، ولو على حساب الأعراف الدبلوماسية التي طالما تغنّى بها.
دعم مستمر، لكن دون تفويض مطلقالدعم الأميركي مستمر، لكنه تغير في جوهره. صحيح أن الطائرات والسلاح والمواقف العلنية ما زالت تُرسل إلى إسرائيل، لكن الفيتو الأميركي لم يعد حاضرًا بنفس الحزم في مجلس الأمن، كما لم تبذل إدارة ترامب جهدًا كبيرًا لإجهاض مشروع القرار الأممي الداعي لوقف إطلاق النار.
في الوقت ذاته، تُعبّر واشنطن عن فتور واضح تجاه العمليات البرية في رفح، بل وتُسرب امتعاضها بطرق محسوبة.
مجلة "فورين أفيرز" وصفت الحالة بكلمات لا تحتمل اللبس:
"الولايات المتحدة لا تزال تدعم إسرائيل، لكنها سئمت من نتنياهو".
هذا الموقف يضع نتنياهو أمام معضلة غير مسبوقة: الدعم موجود، لكنه لا يكفي لنصر واضح، ولا يمنع الانهيار الداخلي.
قلق داخلي في إسرائيل: عندما تصبح واشنطن مرآةً لفشل القيادةتزداد المعادلة تعقيدًا حين ننظر إلى الداخل الإسرائيلي، حيث تُتابع النخب السياسية هذه العلاقة بقلق واضح. أحزاب الوسط واليسار ترى في تراجع الحماس الأميركي فرصة لتقييد نتنياهو، بينما يتخوف اليمين من أن يفقد الغطاء الأميركي في لحظة حرجة. الانقسام داخل معسكره ذاته واضح: جزء يريد كسر التبعية لأميركا، وجزء يرى أن ترامب هو الحصن الأخير.
استطلاع معهد "متفيم" (أبريل/ نيسان 2025) أظهر أن 62% من الإسرائيليين يعتقدون أن علاقة نتنياهو المتوترة بواشنطن تضر بصورة إسرائيل عالميًا. هذا لا يعكس فقط أزمة دبلوماسية، بل انكشافًا داخليًا لرجل يستند إلى تحالف هشّ لتبرير استمراره.
بيبي على الحافة: مناورة البقاء بين التصعيد والاسترضاءنتنياهو يعرف أن شرعيته مرتبطة بإحداث تغيير محسوس، قبل أن يفقد الغطاء الأميركي الترامبي المحتمل، أو قبل أن يتفكك الائتلاف عند أول تنازل.
إعلانهو يراهن على "انتصار محسوب" قبل أكتوبر/ تشرين الأول. لكن الزمن يعمل ضده، فهو يعرف أن دفع العلاقة مع واشنطن إلى نقطة اللاعودة سيعني: احتمال توقّف الإمداد العسكري، أو على الأقل التلويح به، تراجع الثقة العالمية في "الردع الأميركي" لإسرائيل وتسارع انفكاك الدول العربية المطبّعة، التي تعتمد على الغطاء الأميركي كضامن لتوازناتها.
في ظل هذا المشهد، يصبح نتنياهو كمن يتمسّك بحبل أميركي يشدّه من الجهتين. لا يستطيع تركه لأنه ضمانته الوحيدة للبقاء، لكنه لا يريد أن يخضع لقيوده، لأن تلك القيود تهدد بسقوطه. لهذا، يلجأ إلى سياسة المراوحة: تصعيد محسوب لكسب شعبية، وتهدئة مدروسة لامتصاص الضغوط الأميركية.
إنها إستراتيجية البقاء على الحافة: لا انتصار يُحسم، ولا هزيمة يُعترف بها. وبين التصعيد والمراوغة، يدفع الجميع الثمن: الفلسطينيون أولًا، لكن أيضًا المؤسسة الإسرائيلية التي تفقد ما تبقى من ثقة العالم بها.
وفي الختام، نتنياهو الحليف الذي لا يُوثق بهلم تعد علاقة نتنياهو بواشنطن قائمة على قيم مشتركة أو مصير موحّد، بل تحولت إلى صفقة يومية تُدار وفق حسابات تكتيكية دقيقة. إدارة ترامب تُبقي على الغطاء الدبلوماسي لإسرائيل، لكنها لا تُخفي فقدانها للثقة بنتنياهو. أما هو، فلا يكفّ عن التلويح بالتحالف، بينما يناور من خلف الكواليس.
قد يتمكن من تجاوز أزمة غزة مؤقتًا، لكنه يترك وراءه علاقة مضطربة مع البيت الأبيض، وسمعة دولية متدهورة، وشعبًا إسرائيليًا يزداد تململًا من حروبه ومراوغاته.
في ولاية ترامب الثانية، لا مكان للصداقة الدائمة، بل للمصالح المتغيرة حسب التوقيت. أما نتنياهو، هذا الحليف المربك، فيدرك جيدًا أن الحبل الأميركي الذي يستند إليه، قد يتحول في أية لحظة إلى مشنقة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline