جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-17@20:33:28 GMT

ألم الحرمان من الذرية

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

ألم الحرمان من الذرية

 

حمد الحضرمي **

 

نعمة الأولاد نعمة إلهية، وهبة ربانية، سألها الأنبياء والصالحون، وقرت بها عيون المتقين، هم زينة الحياة الدنيا وزهرتها، يخففون عن آبائهم متاعب الحياة وهمومها، وجودهم في البيت كالأزهار في الحدائق، يسر الفؤاد مشاهدتهم، وتقر العين برؤيتهم، وتبتهج الأرواح بقربهم، الأولاد نبتة الأمل، وأريج النفس وريحان القلب، أولادنا هم أكبادنا التي تمشي على الأرض، من أوتي هذه النعمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا، ومن حرمها فهو المحروم حقًا، وإن كان عنده كل شيء، فنعمة المال والأولاد زينة الحياة الدنيا، قال تعالى "الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا" (الكهف: 46).

نعمة الأولاد متعة حقيقية ورزق حسن، تصلح به الأرض ويسر به القلب وتقر به العين في الدنيا، يقول تعالى "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" (الفرقان: 74)؛ فالأولاد نعمة تجد في ابتساماتهم البراءة، وفي تعاملاتهم البساطة، لا يحقدون ولا يحسدون، وإن أصابهم مكروه لا يتذمرون، إنهم شجرة نقاء وارفة الظلال، وأغصان عفوية تحل ثمار القبول والمتعة، إنهم ربيع وزهر وأكاليل ياسمين، إنهم قصيدة أمل وحياة الروح وروح الحياة، إنهم أنفاس عذبة وسحائب ماطرة، وأريج عبق، وما أجمل أن نكتسب منهم نحن الكبار فن التعامل، ونأخذ منهم نقاء القلب، وصفاء النفس، لنعيش الحياة بقلوب متسامحة ونفوس راضية تخلو من الغل والحسد والحقد والضغينة.

وإذا أردت أن تعرف عظيم منة الله عليك بنعمة الأولاد، فانظر إلى من حرم من نعمة الأولاد كيف يتألم قلبه؟ وكيف يحترق فؤاده، وهو في كل يوم يرجو ويأمل من الله أن يرزقه الذرية الصالحة، حتى يملأ عليه حياته ودنياه، فرحًا وبهجة وسعادة وسرورًا. إن المحرمون من الذرية يسعون بكل الطرق لكي يرزقون بالولد، فلا يتركون بابًا إلا طرقوه، ولا مستشفى إلا ذهبوا إليه، ولا طبيبًا إلا تعالجوا معه، وانفقوا أموالهم وضحوا بأوقاتهم وراحتهم، وتلقوا العلاج في داخل الدولة وخارجها، من أجل أن يحظون بعلاج يساعدهم في إنجاب طفل واحد فقط. إن الذين حرموا من الذرية لا يعيشون حياة طبيعية، فهم ينتظرون عام بعد عام هبة الله إليهم، ويرون أمام أعينهم ومن حولهم من الأهل والجيران والأصدقاء يرزقون بالأولاد، وهم يرجون ويتأملون من الله الخير عاجلًا أو أجلًا، وهم في دعوات وآنات وآهات وتناهيد وصرخات وأحزان وآلام.

وإلى كل زوجة وزوج لم يرزق بالذرية، لا تيأسوا من روح الله ورحمته وفضله، فسيدنا إبراهيم عليه السلام وهو خليل الله لم يرزق بالولد إلا بعد مائة وعشرين سنة، وسيدنا زكريا عليه السلام لم يرزق بالولد وقد أصابه الضعف والشيب، إلا أنه توجه إلى الله بالدعاء ولم ييأس حتى رزقه الله بسيدنا يحيى، وقصة المرأة التي ذهبت لسيدنا موسى وهو كليم الله تطلب منه الدعاء لها بأن يرزقها الله الولد، وقد كتب الله لها العقم، إلا إنها لم تيأس من روح الله ورحمته، فسبقت رحمة الله قدره، فرزقها الولد، يقول تعالى "لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ" (الشورى: 49- 50).

فيا من لم تُرزق إلى الآن بالولد فلا تيأس وعليك بالاستغفار والدعاء والأخذ بالأسباب والبحث عن العلاج، وعلى مؤسسات الدولة العامة والخاصة مساعدة هذه الفئة المحتاجة إلى العون والمساعدة لأن تكاليف العلاج باهظة الثمن والمواعيد طويلة الأجل، ومن لا يستطيع العلاج على حسابه لظروفه المالية، فليس له سبيل سوى مراجعة العيادات الحكومية التي تحتاج إلى قدرات وإمكانيات بشرية ومادية لتكون فعالة وتقدم خدمات علاجية متطورة لما وصل إليه الطب من تقدم وتطور.

ولكل من ينتظر الفرج ويرجو الله أن يرزقه الولد، ويتألم في كل يوم من الحرمان من الذرية، فعليك بالدعاء لأن الله قريبًا ممن دعاه ورجاه، فالله يقول للشيء كن فيكون، وفي لمح البصر تتغير الأقدار، والله هو الذي يهب لمن يشاء، وقت ما شاء، وكيفما شاء، فلا تيأسوا من روح الله ورحمته، لأنكم تسألون أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين، اللهم ارزق كل من حرم من الذرية ببنت أو ولدًا صالحًا يكون قرة عين لوالديه، وفرح قلوبهم وادخل البهجة والفرح والسرور في بيوتهم، إنك يا الله سميع قريب مجيب الدعاء.

** محامٍ ومستشار قانوني

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كيف غيرت المشروعات التنموية الحياة في سيناء .. خبراء يشرحون

أكد المهندس طارق النبراوي نقيب مهندسي مصر، أن سيناء لها مكانة خاصة في قلب كل مصري، وأنها على مدى التاريخ كانت وستظل خط الحماية الأول لأرض مصر، مشددا على أن "ما تشهده سيناء حاليًا من مشروعات تنموية، هو عمل وطني كبير يحقق رغبة كل أهالي سيناء ورغبة كل المصريين، ويُجسِّد الإدراك السياسي والاستراتيجي لوضع سيناء ودورها في حماية الأمن القومي المصري".

جاء ذلك خلال مشاركة نقيب المهندسين في الصالون الثقافي الذي نظَّمته لجنة التنمية المستدامة، برئاسة المهندسة إيمان راغب، عضو المجلس الأعلى للنقابة، تحت عنوان: "سيناء بين الماضي والحاضر - مسار نحو التنمية المستدامة"، وهو الصالون الذي جمع قيادات نقابية هندسية ومسئولين حكوميين وخبراء في التنمية والتخطيط الاستراتيجي، ونُوَّابًا برلمانيين، وعددًا من مستثمري سيناء.

وشدد المهندس محمود عرفات، أمين عام نقابة المهندسين، على أن سيناء ليست مجرد رقعة جغرافية، بل هي قطعة من وجدان كل مصري، وركيزة أساسية في معادلة الأمن والتنمية، مشيرا إلى أن ما شهدته سيناء في السنوات الأخيرة من مشروعات تنموية كبرى غيَّر معالمها جذريًا؛ فبعد أن كانت مناطق صحراوية نائية، أصبحت اليوم شاهدة على طفرة زراعية، وصناعية، وسياحية، إلى جانب نهضة شاملة في قطاعات التعليم، والصحة، والخدمات المجتمعية.

المشروعات التنموية في سيناء

وأضاف أن الخطط التنموية في سيناء ليست مجرد جهود متفرقة، بل رؤية استراتيجية متكاملة تشمل جميع المجالات، وتُنفَّذ بإرادة سياسية واضحة من الدولة، التي تضع سيناء في قلب أولوياتها، باعتبارها خط الدفاع الشرقي لمصر، وبما يعكس أيضًا الاهتمام نفسه بالمناطق الحدودية في الغرب والجنوب.

واختتم مؤكداً: "نحن اليوم نُحقق الأمن القومي في سيناء ليس فقط بالحفاظ على الحدود، بل بالتنمية الشاملة، والتعمير، وخلق مجتمعات عمرانية جديدة تعزز من الكثافة السكانية وتُرسّخ الاستقرار الدائم".

فيما أوضح المهندس محمد ناصر، عضو المجلس الأعلى بنقابة المهندسين، أن سيناء مرت بمراحل متعددة من التنمية منذ ثمانينيات القرن الماضي، لكن ما نشهده اليوم منذ عام 2014 وحتى الآن هو طفرة غير مسبوقة، تُعد بمثابة مشروع وطني متكامل لإعادة بناء سيناء تنمويًا واستراتيجيًا.

وأشار إلى أن كل ذلك "بسبب رؤية نادينا بها كثيراً كخبراء للتنمية والتعمير بأن سيناء لها وضع أمنى مختلف منذ قديم الأزل، وأن الاستثمار بها لا بد أن تقوده وتنفذه الدولة؛ لجذب المستثمرين وطمأنتهم وعندما تم الأخذ بهذه الرؤية حدثت هذه الطفرة التنموية الهائلة".

وقال: "نحن لا نتحدث فقط عن إنشاء بنية تحتية متطورة من طرق وأنفاق ومحطات مياه وكهرباء، بل عن رؤية شاملة لتحويل سيناء إلى مركز جذب سكاني واستثماري وزراعي وصناعي وسياحي، إضافة إلى نهضة شاملة في قطاعات التعليم، والصحة، مع الحفاظ على خصوصيتها الجغرافية والثقافية والأمنية، مؤكدا أن ما يجري الآن هو عملية استرداد حقيقية لسيناء، ليس فقط بالسيادة، بل بالتنمية الشاملة التي تضع الإنسان في قلب المعادلة، وتُحقق مفهوماً متكاملاً للأمن القومي يرتكز على التعمير، والعدالة في توزيع فرص الحياة الكريمة، والتكامل بين أطراف الدولة المصرية".

أدارت مناقشات الصالون، المهندسة إيمان راغب رئيس لجنة التنمية المستدامة بنقابة المهندسين، التي قالت: "نلتقي اليوم في نقابة المهندسين؛ إحدى أعرق النقابات المهنية، وفي مساحة تتجاوز التخصصات وتجمع بين الفكر والعلم، بين الهندسة والتنمية، بين الحلم والواقع، فالهندسة ليست فقط معادلات وأرقامًا، بل هي رؤيه للحياة وانعكاس للثقافة وإسهام في تشكيل الوعي وبناء الحضارات، ومن منبر نقابة المهندسين التي طالما كانت حاضنة للإبداع ودافعة للتنمية، نطلق هذا الصالون الثقافي ليكون مساحة للحوار، ونافذة نطل منها على قضايا الفكر والمجتمع والوطن".

وأكدت أن "سيناء كنز وطني، كانت على مدى تاريخها منبرًا للسلام وأيقونة للجمال، وهدفنا جميعًا أن تظل دائمًا آمنة  مزدهرة، رمزًا للعزة والكرامة والتنمية المستدامة".

وقال المهندس أحمد إسلام، مقرر لجنة التنمية المستدامة، إن سيناء صاحبة التاريخ الطويل في البطولة والصمود ترنو حاليًا لمستقبل مشرق، بعد أن صارت حاليًا في قلب خطط التنمية المستدامة للدولة المصرية".

وفي كلمته، استعرض اللواء مهندس محمود نصار، رئيس جهاز التعمير نائب وزير الإسكان، دور جهاز التعمير في تنمية سيناء، قائلا: "الجهاز المركزي للتعمير نفذ في سيناء مشروعات الطرق، كما نفذ تجمعات تنموية جديدة، وأقام مرافق ومشروعات بنية أساسية، فضلًا عن تنفيذ مشروع التجلي الأعظم".

وأضاف نصار، أن المشروعات التي تشهدها سيناء حاليًا تحقق التنمية العمرانية والاقتصادية والعدالة الاجتماعية، والتنمية المستدامة".

ودعا النائب محمد أبو هميلة، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، شباب مصر لزيارة سيناء، ليرى بنفسه ما تم من مشروعات تنموية غيَّرت وجه الحياة في سيناء.

وأوضحت الدكتورة المهندسة إيناس سمير، نائبة محافظ جنوب سيناء، أن محافظة جنوب سيناء شهدت ولأول مرة مخططًا عمرانيًّا شاملًا ومتكاملًا، مشيرة إلى أن المحافظة شهدت مشروعات تنموية في جميع القطاعات.

وأكد اللواء بهجت فريد، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، أن تنمية سيناء وتعميرها وزيادة السكان فيها هي أكبر ضمان لحماية الأمن القومي المصري.

وأشار اللواء الدكتور المهندس حافظ حسن، مساعد وزير التجارة والصناعة الأسبق، إلى أن سيناء هي الأرض الوحيدة في الكون التي سمعت صوت الله تعالى، وتجلَّى سبحانه عليها، ولهذا فإنها بقعة مقدَّسة، مشيرًا إلى أنها تشهد حاليًا مشروعات تنموية في جميع المجالات،

ودعا الدكتور حسين أباظة المستشار الدولي للتنمية المستدامة إلى ضرورة نشر المعرفة بين جموع المصريين بالمشروعات التنموية التي تشهدها سيناء حاليًا.

وأشاد المهندس أمين جودة، نقيب مهندسي سيناء، بالمشروعات التنموية التي تشهدها سيناء حاليا، وطالب بتطوير طريق القنطرة- العريش، وحل أزمة تراخيص البناء في شمال سيناء.

وطالب سامي سليمان، رئيس جمعية مستثمري نويبع - طابا من الأجهزة التنفيذية مزيدًا من التعاون مع مستثمري سيناء، خاصة وأن الجميع يسعي لتحقيق هدف واحد وهو تنمية سيناء.

وكان على رأس المشاركين في الصالون، المهندس محمود عرفات، أمين عام نقابة المهندسين، واللواء مهندس محمد ناصر، عضو المجلس الأعلى لنقابة المهندسين والرئيس الأسبق للجهاز المركزي للتعمير، وجهاز تعمير سيناء، واللواء مهندس محمود نصار، رئيس جهاز التعمير نائب وزير الإسكان، والدكتورة المهندسة إيناس سمير، نائبة محافظ جنوب سيناء، والمهندس أمين جودة، رئيس النقابة الفرعية لمهندسي سيناء، والمهندسة زينب عفيفي، عضو المجلس الأعلى للنقابة، والدكتور المهندس ناصر خالد، عضو مجلس شعبة الهندسة المدنية، والنائب محمد أبو هميلة، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، واللواء بهجت فريد، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، واللواء دكتور حافظ حسن، مساعد وزير التجارة والصناعة الأسبق، والدكتور حسين أباظة، المستشار الدولي للتنمية المستدامة، وأعضاء لجنة التنمية المستدامة.

طباعة شارك سيناء المهندس طارق النبراوي نقيب مهندسي مصر التنمية المستدامة نقابة المهندسين الجهاز المركزي للتعمير جهاز تعمير سيناء جنوب سيناء لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب

مقالات مشابهة

  • شرطة لاس فيجاس .. مقتل شخصين على الأقل بسبب إطلاق نار بصالة ألعاب رياضية
  • كيف غيرت المشروعات التنموية الحياة في سيناء .. خبراء يشرحون
  • صيف الأولاد..بين دفء العائلة وتحديات الوقت الضائع
  • نجم الروك سبرينغستين يهاجم ترامب: إدارة فاسدة وخائنة تهدد قيم أمريكا الديمقراطية
  • ممارسة هذه العادة لمدة 3 أيام تزيد من أمراض القلب.. تحذير عاجل
  • من هدي القرآن الكريم: المؤمنون سباقون إلى العمل الصالح بكل ما يمكنهم تقديمه
  • نجم الروك بروس سبرينغستين يصف ترامب بأنه غير لائق وغير كفؤ
  • بالأسماء.. عقوبات أميركية على مسؤولين كبار في حزب الله وهذه مهامهم!
  • منصة “خطة عودة الحياة” تتوقف عن النشر منذ يومين
  • قصة: على هامش الحياة