لماذا لم يسقط نتنياهو رغم اتساع دائرة رفضه بإسرائيل؟ خبيران يجيبان
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
اتفق خبيران سياسيان في الشأن الإسرائيلي على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستمر في اعتماد سياسة الهروب من أزماته وفشله إلى الأمام عبر البقاء في مساحة رمادية لا تستدعي اتخاذ قرارات حاسمة، متبعا في ذلك نهج الكذب على جميع الأطراف، مما ساعده في الاستمرار وعدم السقوط حتى الآن.
بموازاة قصف مكثف وغير مسبوق تشنه قوات الاحتلال على منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة، قطع نتنياهو أمل عائلات المحتجزين في غزة بإبلاغها بعدم وجود ما سماه عرضا مناسبا وذا صلة يصلح، من وجهة نظره، أساسا للتوصل إلى اتفاق لإعادة ذويهم.
ويرى رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل الدكتور بلال الشوبكي أن جزءا من أسلوب نتنياهو هو الكذب على كافة الأطراف للبقاء في المساحة الرمادية التي لا يتخذ فيها قررا، وهو ما يتبعه منذ بدء معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضح الشوبكي، خلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، أن ذلك يظهر من خلال تعاطيه مع ملفات مختلفة كملف صفقات التبادل، واليوم التالي للحرب في قطاع غزة، وحتى مجريات العملية العسكرية في القطاع، لأنه يرى أن أي قرار لن يرضي كافة الأطراف ومن ثم فهو غير معني باتخاذه.
مرحلة "اللا غفران"بيد أن هذا الأسلوب بات مكشوفا للشارع الإسرائيلي، حسب الشوبكي، وأن ما يدفعه للإصرار على البقاء في هذه المساحة هو إدراكه أن أي قرارات يستهدف بها إرضاء الشارع المنتفض ضده لن ترضيه لوصوله إلى مرحلة "اللا غفران"، ومن ثم فهو يركن للقاعدة اليمنية الصلبة عبر عدم إبداء أي مرونة في المختلف عليه.
ويرى الشوبكي أنه مع كون هذا المسار بات مفضوحا لجميع الأطراف، إلا أنه يشكل معادلة ناجحة لنتنياهو في نهاية المطاف، حيث نجح من خلاله حتى الآن في البقاء في موقعه في الحكم، لافتا إلى أن جزءا من المعارضة يبدو متواطئا لأن بإمكانه تغيير المشهد السياسي من خلال خطوات أكثر جرأة فيما يتعلق ببقائهم داخل مجلس الحرب.
ويبرر الخبير في الشؤون الإسرائيلية ذلك بأن استطلاعات الرأي تشير إلى أن بقاءهم يخدم زيادة جماهيريتهم على حساب نتنياهو، وربما كان تفكيرهم مبنيا على الدفع به للاستمرار فيما يقوم به من ترهات تزيد من خسارته إلى حين سقوطه.
وحول تحركات الأهالي، يرى الشوبكي أنها تدرجت على 3 مستويات، الأول كان متماشيا مع الاندفاع العام نحو العملية العسكرية وتصور نجاحها في تحرير المحتجزين، والثاني بعد الفشل في تحقيق ذلك بدأ التشكيك في العملية العسكرية والقائمين عليها، وأخيرا شخصنة القضية.
ويرى الشوبكي أن نتنياهو يختار ما بين مسألتين، إما الموت السريع بوقف الحرب والذهاب لتغيرات سياسية حتمية داخل إسرائيل تطيح به في ضوء كل التقديرات التي تعتبر هذا الوقف هزيمة لإسرائيل، وإما الموت البطيء بالاستمرار في الحرب على أمل حدوث معجزة في المستقبل.
صراع لقبينبدوره، يرى الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين أن نتنياهو يعيش صراع لقبين، الأول سيد الأمن الذي أطلقه على نفسه واعتمد من خلاله إستراتيجية عدم إدخال إسرائيل في غمار أي معركة طويلة الأمد، حيث كان يرى في ذلك قتلا للقضية الفلسطينية بإحداث توتر متواتر من غير موجات تصعيد.
أما اللقب الثاني فهو ما ألصقه به الشارع الإسرائيلي وهو كذاب بن كذاب، الذي يعيش بسببه أزمة ثقة، حيث لم يعد يثق فيه الشارع الذي يرى أنه يقود معركة لا تجلب الأمن وإنما يسعى من خلالها للهروب إلى الأمام.
ويعتبر جبارين تصعيد نتنياهو حملته البرية وعدم تجاوبه مع مطالب ذوي الأسرى بمثابة عودة للمربع الأول، لافتا إلى أنه يدير حروبا وجبهات بالوكالة، ويحاول الظهور بمظهر من يلبي مطالب قطاعات في الشارع الإسرائيلي، ومنها بعض ذوي الأسرى أنفسهم.
ويشير جبارين إلى أن المعطيات تدفع إلى مآلات تصعيدية أكبر ضد نتنياهو، فتسريح قطاعات من جنود الاحتياط سيزيد من الحراك ضده في الشارع كون تلك القطاعات كانت النواة الصلبة للاحتجاجات ضده قبل أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومن ثم فهو يحاول استباق ذلك بالتصلب حول هدف متفق عليه، وهو عدم القبول بقيام دولة فلسطينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
اليابان تستعد لإجلاء رعاياها من إيران مع اتساع رقعة الحرب
أعلنت الحكومة اليابانية، اليوم الأربعاء، عزمها إجلاء نحو 90 من رعاياها وأفراد عائلاتهم من إيران عبر الطرق البرية في أقرب وقت، وذلك على خلفية تصاعد المخاوف من اتساع رقعة الصراع بين طهران وإسرائيل.
وذكر مصدر مطلع في الحكومة اليابانية، في تصريح نقلته وكالة أنباء كيودو الرسمية من دون ذكر اسمه، أن عملية الإجلاء قد تبدأ اعتبارًا من يوم غد الخميس.
وبسبب إغلاق المطارات في إيران، فمن المقرر أن يغادر المواطنون اليابانيون العاصمة طهران عبر حافلات متجهة إلى أذربيجان المجاورة، كما تفكر الحكومة اليابانية في إرسال طائرة نقل تابعة لقوات الدفاع الذاتي إلى قاعدتها العسكرية في جيبوتي بشرق أفريقيا، لتكون في وضع الاستعداد.
وأكد المصدر ذاته أن اليابان ترتب أيضًا عملية إجلاء برية لرعاياها من إسرائيل إلى الأردن في ظل الوضع الأمني المتدهور.
وكانت إسرائيل قد بدأت، يوم الجمعة الماضية، تنفيذ ضربات عسكرية استهدفت منشآت نووية ومواقع أخرى داخل إيران، متهمة طهران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، ما أدى إلى ردود فعل إيرانية وتصعيد متبادل.
وزادت حدة التوتر بعد تقارير إعلامية أفادت بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس الانضمام إلى الضربات الإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية.
في سياق متصل، رفعت اليابان، أمس الثلاثاء، مستوى التحذير من السفر إلى إيران إلى المستوى الرابع والأعلى، داعية مواطنيها إلى مغادرة البلاد فورًا وتجنب السفر إليها تمامًا.
وتشير بيانات وزارة الخارجية اليابانية إلى أن نحو 280 مواطنًا يابانيًا يقيمون في إيران، وسيتم تنفيذ الإجلاء لمن يرغب منهم في مغادرة البلاد.
اقرأ أيضاًإصابة عدد من عناصر الشرطة الإيرانية جراء هجوم إسرائيلي
الحرس الثوري الإيراني يعلن تدمير منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية
سمير فرج يكشف خطورة دخول أمريكا الحرب مع إسرائيل ضد إيران