كينيا: مواقف عدائية ضد السودان
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
اوردت صحيفة الحدث أن رئيس الوزراء الكينى وليام روتو اقترح خلال قمة الإيقاد بيوغندا أن (يجلس) حميدتى على مقعد السودان الخالى ، بسبب مقاطعة الحكومة السودانية ، وقد اعترض الاتحاد الأوربي وهدد بالإنسحاب من الجلسة ، وهذا المواقف جزء من سلسلة مواقف كينية مستمرة ذات طبيعة عدائية ضد السودان منذ الاستقلال ، لم تحقق معادلة (العمل المشترك لمصلحة البلدين والشعبين ابدا) ، ومع تغييرات المشهد السياسي السودانى طيلة العقود الماضية ، ومع تبدلات المشهد فى كينيا ، فإن السمة الغالبة العداء للسودان فى السر والعلن ، ما الأسباب ؟ ربما تتوفر للدبلوماسيين قراءة أكثر واقعية.
لقد دعمت كينيا كل تمرد ضد السودان ، كانت ملاذا لأنانيا 1 وانانيا 2 ، ووفرت أرضية خصبة لحركة قرنق حتى المطارات وطرق إنسياب الإمداد والعتاد مع قسوة الطبيعة هناك ؟
وظلت كذلك رغم توقيع السلام الشامل 2005م..
هذا الموقف الكينى يمكن ربطه بمواقف اخرى..
ففى نوفمبر 2018م ، ارسل الرئيس الكينى وزير الاتصالات فى زيارة خاطفة للسودان وطلب خلالها فتح المجال الجوي للطيران الاسرائيلي للعبور ، وقد رفض الرئيس عمر البشير ذلك قطعيا ، وكانت تلك واحدة من إغراءات كثيرة وردت للبشير فى تلك الأيام وقد عبر عنها بوضوح فى لقاء مع قيادات الحزب الاتحادى الديمقراطى..
وفى 2019م ، هبطت طائرة كينية ، بوزير آخر ، فى عملية ظلت مجهولة سبب ، سوى أن الوزير ذهب إلى ولاية نهر النيل التى تنتج 68% من الذهب فى السودان..
واشارت تقارير إلى أن الذهب السودانى واموال أخري كانت عنصرا ناجحا فى تمويل حملة روتو الانتخابية ، وقد تولى رئاسة الوزراء منذ 13 سبتمبر 2022م ..
فهل هى (أطماع) شخصية ، ام (سهولة الاختراق) وقد أصبحت نيروبي منذ أمد طويل نقطة تقاطع لإستخبارات دولية ومنظمات عابرة للقارات..
تحتاج كينيا أن تدرك أن مصالحها مع شعب السودان وليس الشخصيات والظواهر السياسية ، ويتطلب ذلك قرار أكثر من دبلوماسية (التلطيف)..
د.ابراهيم الصديق على
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
لماذا تعيش المرأة أكثر من الرجل؟
تعيش المرأة أكثر من الرجل في مختلف أنحاء العالم، وتسري هذه القاعدة عبر التاريخ وفي معظم المجتمعات البشرية. ورغم أن التقدم في علوم الطب ومستويات المعيشة قد ساهم في تضييق الهوة العمرية بين الجنسين في بعض أجزاء العالم، يرجح باحثون أن هذه القاعدة لن تزول قريبا، وأرجعوا السبب في ذلك إلى أنها ترتبط بشكل راسخ بعملية التطور والارتقاء وتتجلى بوضوح في كثير من الفصائل الحيوانية.
وأجرى فريق بحثي يقوده علماء من معهد ماكس بلانك لعلوم الأنثروبولوجيا التطورية في مدينة لايبتسيج الألمانية دراسة موسعة شارك فيها خبراء من مختلف أنحاء العالم، وتناولت الفروق العمرية بين الذكور والإناث لدى حيوانات وطيور بل وزواحف أيضا، وسلطت هذه الدراسة أضواء جديدة على واحد من أقدم ألغاز علم الأحياء، وهو لماذا تتباين عملية الشيخوخة وطول العمر بين الجنسين. وتبين من الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية Science Advances أنه في معظم فصائل الثدييات، تعيش الإناث أكثر من الذكور، واستشهدوا بأمثلة مثل قرود البابون والغوريلات حيث تعيش الإناث في العادة أكثر من أزواجها.
ووجدوا أن أحد الافتراضات لتفسير هذه الظاهرة من منطلق علم الوراثة فرضية “الجنس غير المتجانس” Heterogametic Sex Hypothesis التي تركز على اختلافات كروموسومات الجنس لدى النوعين. وأوضحوا أنه في حالة الثدييات، يكون لدى الإناث اثنين من كروموسومات “إكس” في حين أن الذكور لديهم كروموسوم “إكس” وآخر “واي”، وتفترض الدراسات أن امتلاك كروموسومين إكس لدى الإناث ربما يعطيهن حصانة أكبر ضد الطفرات الجينية الضارة، مما يسهم بدوره في إطالة أعمارهن.
وتوصلت الدراسة أيضا إلى أن هذه القاعدة لا تسري بشكل مطلق على سائر أنواع الكائنات الحية، حيث إن ذكور كثير من أنواع الطيور والزواحف والحشرات تعيش أكثر من إناثها. واعتمد الباحثون على بيانات تخص أكثر من 1176 فصيلة من الطيور والثدييات في حدائق الحيوان حول العالم، واكتشفوا من تحليل هذه البيانات نتائج تؤكد صحة فرضية “الجنس غير المتجانس”، حيث وجدوا أنه في معظم فصائل الثدييات (72%) تزيد أعمار الإناث عن الذكور بنسبة 12% في المتوسط، وعلى العكس، وجدوا أن الذكور تعيش أكثر من الإناث لدى معظم فصائل الطيور (68%)، وأن أعمار ذكور الطيور تزيد عن الإناث بنسبة 5% في المتوسط.
وتقول رئيسة فريق الدراسة يوهانا شتارك إن “بعض الفصائل خرجت عن النمط المتوقع لفروق الأعمار بين الذكور والإناث”، وأوضحت في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني “سايتيك ديلي” أنه “بالنسبة لكثير من فصائل الطيور الجوارح، تكون الإناث أكبر حجما وأطول عمرا من الذكور، وبالتالي فإن مسألة كروموسومات الجنس بين النوعين هي ربما جزء فقط من القصة وليس الرواية كاملة”.
ويرى باحثون أن استراتيجيات التكاثر لدى الأنواع ربما تسهم أيضا بدور في مسألة اختلاف الأعمار بين الذكور والإناث حيث إنه وفق قاعدة الاختيار الجنسي، يكون لدى الذكور خصائص معينة لاجتذاب الأنثى مثل الوان الريش الزاهية وضخامة الجسم وبعض الأسلحة الطبيعية مثل المخالب أو القرون مثلا، وهو ما يزيد من قدرتها على اجتذاب الأنثى ولكنه يقلل بدوره من أعمار تلك الذكور.
وتدعم الدراسة الجديدة صحة هذه الفرضية حيث تبين أن في فصائل الحيوانات التي يتزاوج فيها الذكر مع أكثر من أنثى، وتشهد تنافسية بين الذكور على التزاوج، عادة ما تموت الذكور قبل الإناث. في حين أنه لدى معظم فصائل الطيور، لا يتزاوج الذكر سوى من أنثى واحدة وبالتالي لا توجد ضغوط أو تنافسية كبيرة بين الذكور على التزاوج، وهو ما ينعكس بدوره في طول عمر ذكور الطيور.
وتوصل الباحثون أيضا إلى أن رعاية الصغار ربما تكون أيضا من أسباب طول العمر، حيث وجدوا دلائل على أن النوع الذي يستثمر وقتا وجهدا أطول في العناية بالصغار، وهو الأنثى في معظم أنواع الثدييات، يعيش أطول من النوع الآخر. ولعل هذه السمة تعتبر من المزايا التي منحتها الطبيعة للإناث في فصائل الثدييات التي تعيش طويلا مثل الرئيسيات، حيث تعيش الإناث فترة طويلة بما يكفي حتى يصبح الصغار قادرين على الاعتماد على أنفسهم وبالغين من الناحية الجنسية.
ومن بين الفرضيات التي عمد الفريق البحثي إلى اختبار مدى صحتها فكرة أن ضغوط الحياة البرية مثل الافتراس والأمراض وظروف الطقس القاسية هي التي تتسبب في قصر عمر الذكور مقارنة بالإناث، حيث اتجه الباحثون إلى مقارنة أعمار فصائل الحيوانات التي تعيش الحياة البرية بأقرانها التي تعيش بحدائق الحيوان، ولكنهم وجدوا أن نفس الفجوة العمرية بين الذكور والإناث تظل موجودة مع ظروف المعيشة تحت الحماية في حدائق الحيوان.
ولكنهم لاحظوا أن هذه الفجوة تضيق لدى الحيوانات التي تعيش في الأسر، وهو ما يعكس نفس حالة الإنسان، حيث إن تحسن ظروف الحياة وتوافر الرعاية الصحية يساهمان في تقليل حجم الفجوة العمرية بين الجنسين، ولكن لا يقضي عليها بشكل كامل.
وخلص الباحثون إلى أن تحسن العوامل البيئية قد يساعد في تضييق الفجوة العمرية بين الذكور والإناث، ولكنه لن يقضي عليها بالمرة، وأن اختلاف الأعمار بين الجنسين هو جزء من تاريخ تطور الإنسان، والحيوان بصفة عامة، وأن هذا الاختلاف سوف يستمر على الأرجح في المستقبل بدون تغيير.
العربية نت
إنضم لقناة النيلين على واتساب