أثار تدشين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي معبدا هندوسيا على أنقاض مسجد تاريخي جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، وسط مخاوف من تصاعد التوتر الطائفي في الهند، وزيادة اضطهاد المسلمين.

وقال مودي خلال حفل افتتاح المعبد -الذي يسمونه "الإله رام ماندير"- "سيعيش الإله رام الآن في هذا المعبد الكبير. هذه اللحظة مقدسة"، مضيفا أن "22 يناير/كانون الثاني 2024 لم يعد مجرد تاريخ في التقويم بعد الآن.

. بل هو بداية حقبة جديدة".

ويأتي تدشين المعبد تتويجا لوعود بإعادة إقامة معبد "الإله رام"، كان أطلقها حزب "بهاراتيا جاناتا"، الذي يتولى مقاليد الحكم في الهند منذ عام 2014، وترتكز الوعود على بناء المعبد على أنقاض مسجد "بابري" التاريخي، بمدينة أيوديا شمالي الهند، على هضبة راماكو المقدسة لدى الهندوس.

وكان المسجد التاريخي قد بناه الإمبراطور المغولي المسلم ظهير الدين محمد بابر، في حين يزعم الهندوس أن الأخير هدم معبدهم عام 1528 لبناء المسجد.

وانطلاقا من تلك المزاعم، قام الهندوس باعتداءات متكررة على المسجد، وصولا إلى عام 1992 عندما تم هدم المسجد، وتصاعد التوتر وقتها بين الهندوس والمسلمين في الهند، بعد أن قام أكثر من 15 ألف هندوسي بأعمال عنف واسعة النطاق، خلفت أكثر من ألفي قتيل.

وبعد إجراء تحقيق في عملية الهدم، أصدرت المحكمة العليا في البلاد، قرارا نهائيا بمنح الهندوس أرض المسجد، وأعطت المسلمين أرضا بديلة لبناء مسجد عليها.

تحذير ومخاوف

بدوره، رصد برنامج "شبكات" -في حلقته بتاريخ (23/01/2024)- تفاعل جمهور المنصات حول تدشين المعبد الهندوسي على أنقاض المسجد، وسط تحذير من توغل الهندوس على المسلمين ومصادرة معالمهم التاريخية.

وفي هذا الإطار، يقول مصطفى عبر حسابه إن "حدثا كهذا يجب ألا يمر مرور الكرام، إن فعل، ستهدم جميع المساجد في الهند، ويحصل فيها ما حصل أمس الاثنين، يجب ألا نصمت على هذا الفعل".

من جانبه، حذر محمد من انعكاسات متوقعة لما حدث، وقال إن هناك "توقعات بتصاعد التوتر الطائفي في الهند مع افتتاح رئيس الوزراء مودي معبد رام ماندير"، مشيرا إلى أن "الموقع الذي أثار الجدل تاريخيا يشهد احتفالات، ويرى مراقبون في الحدث تهديدا للعلمانية".

أما محمد محمود، فذهب إلى أن تدشين المعبد جاء "تتويجا لحركة وطنية تهدف إلى ترسيخ التفوق الهندوسي في الهند من خلال حشد الأغلبية الهندوسية في البلاد عبر الطوائف والقبائل".

لكن "آسو"، فقد تبنى الرواية الهندوسية التاريخية حول القضية، وقال إن "المسجد كان انبنى (بني) على معبد هندوسي والموقع كله مقدس عند الهندوس، لهيك (لهذا) رجعوه مع إني مش ما بأيد (ليس مؤيدا) هدم أماكن تاريخية".

تجدر الإشارة إلى أن افتتاح المعبد يعتبر حدثا بارزا بالنسبة لكثير من الهندوس، إذ كان يوم الافتتاح إجازة للمدارس والإدارات، في حين طلبت نساء حوامل إجراء عمليات قيصرية للولادة في هذا التاريخ.

وتوقعت السلطات أن يصل عدد مرتادي المعبد الجديد -الذي يتكون من 3 طوابق، وبلغت قيمته 217 مليون دولار- أكثر من 150 ألف زائر يوميا بمجرد أن يكتمل تجهيزه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: على أنقاض فی الهند

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء فلسطين: إسرائيل أكبر عائق يحرمنا التنمية المستدامة

فلسطين – أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، امس الاثنين، أن الشعب الفلسطيني حرم من فرص التنمية المستدامة بفعل الاحتلال الإسرائيلي، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم 3 مبادرات رئيسية تهدف إلى تعزيز صمود الفلسطينيين وإنعاش اقتصادهم.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في إشبيلية الإسبانية، نيابة عن الرئيس محمود عباس، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

وقال مصطفى إن “الشعب الفلسطيني ترك خلف الركب في مسيرة التنمية المستدامة”، مؤكدا أنه “لا تنمية مستدامة دون إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام”.

وشدد على أن “الاحتلال الإسرائيلي يمثل العائق الأكبر أمام التنمية في فلسطين”، محذرا من أن استمرار الوضع القائم دون تدخل دولي “قد يقود إلى كارثة إنسانية ومالية تهدد الاستقرار في المنطقة بأسرها”.

وأضاف “الشعب الفلسطيني لا يواجه فقط التحديات العالمية ذاتها التي تواجهها الدول الأخرى، بل يتحمل عبئا إضافيا يتمثل في الاحتلال الاستيطاني الوحشي، الذي يقوّض حقوقه الإنسانية والسياسية الأساسية”.

وانتقد مصطفى الممارسات الإسرائيلية التي تعرقل التنمية، مشيرا إلى وجود أكثر من 850 حاجزًا في الضفة الغربية، منها نحو 60 بالمئة مغلقة، “ما يقيّد حركة المواطنين ويقوّض النشاط الاقتصادي”.

كما لفت إلى الاقتطاعات الإسرائيلية “غير القانونية” من عائدات الضرائب الفلسطينية، والتي تجاوزت 2.3 مليار دولار، محذرا من أن ذلك “أدى إلى انكماش الناتج المحلي بأكثر من 30 بالمائة، وارتفاع معدلات البطالة لتتجاوز 50 بالمئة، وعرقلة قدرة الحكومة على دفع الرواتب وتقديم الخدمات الأساسية”.

وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني على “أهمية انعقاد المؤتمر الدولي للسلام في نيويورك لتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال”.

وكان من المقرر عقد “مؤتمر فلسطين الدولي” بمقر الأمم المتحدة في نيويورك بين 17 و20 يونيو/ حزيران الجاري، برئاسة مشتركة بين فرنسا والسعودية، لبحث الأوضاع في غزة ودفع حل الدولتين وتشجيع الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ولكن عقب الهجمات الإسرائيلية على إيران، التي بدأت بدعم أمريكي في 13 يونيو واستمرت 12 يومًا، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأجيل المؤتمر.

ويهدف المؤتمر الرابع للتمويل إلى إقرار إطار جديد لتمويل التنمية، وإطلاق إجراءات ملموسة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ويشارك في المؤتمر، المستمر 4 أيام، أكثر من 200 وفد رسمي، وحوالي 60 رئيس دولة وحكومة، إلى جانب عدد كبير من ممثلي المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، بحسب الخارجية الإسبانية.

وطالب مصطفى بدعم دولي لتنفيذ 3 مبادرات كبرى لتعزيز الصمود الاقتصادي والسياسي، الاولى تتمثل بالخطة العربية لإعادة إعمار غزة التي أقرتها الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والثانية تتمثل في البرنامج الوطني للتنمية والتطوير الذي تعمل الحكومة الفلسطينية على تنفيذه.

فيما المبادرة الثالثة والتي يجري تطويرها ومن ثم تنفيذها كأحد مخرجات المؤتمر الدولي للسلام في نيويورك، وتمثل جميعها خارطة طريق لبناء اقتصاد وطني مستدام يتطلب أيضا مسارا سياسيا جديا لتمكين هذه المبادرات وإنجاحها، وفق مصطفى.

وفي مارس/ آذار الماضي، اعتمدت كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها 5 سنوات، وتكلف نحو 53 مليار دولار.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 190 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 986 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس الشورى يلتقي رئيس وزراء مملكة كمبوديا
  • رئيس وزراء البرتغال ينعى جوتا: يوم حزين لرحيل من شرف بلاده
  • رئيس وزراء إثيوبيا يعلن إنجاز العمل في سد النهضة «دون تأثير سلبي على مصر والسودان»
  • أولى جلسات محاكمة عامل هتك عرض 3 أطفال داخل حمام المسجد بعزبة الهجانة
  • برياه فيهير معبد بوذي تتنازع عليه كمبوديا وتايلند
  • رئيس الدولة ورئيس وزراء اليونان يبحثان هاتفياً علاقات البلدين والتطورات الإقليمية
  • أشباح المنصات على حافة الحرية: خطيب مسجد وشاعر أمام القانون
  • رئيس وزراء فرنسا ينجو من تصويت في البرلمان لحجب الثقة
  • رئيس وزراء بريطانيا يواجه أكبر تمرد من نواب العمال بعد خفض مزايا الرعاية الاجتماعية
  • رئيس وزراء فلسطين: إسرائيل أكبر عائق يحرمنا التنمية المستدامة