غوتيريش: رفض إسرائيل حل الدولتين «غير مقبول»
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلةوصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، رفض إسرائيل حل الدولتين بأنه «غير مقبول»، ومن شأنه أن يطيل أمد النزاع في غزة.
وقال غوتيريش، في مداخلة خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، إن ما سمعناه «الأسبوع الماضي من رفض صريح ومتكرر لحل الدولتين على أعلى المستويات في الحكومة الإسرائيلية غير مقبول».
وأضاف الأمين العام: «هذا الرفض والإنكار لحق الشعب الفلسطيني بأن تكون له دولة من شأنه أن يطيل إلى أجل غير مسمى أمد نزاع أصبح يشكل خطراً بالغاً على السلم والأمن الدوليين». وشدّد على أن هذا الأمر من شأنه «أن يفاقم الاستقطاب، وأن يشجّع المتطرفين في كل مكان».
وأبدت دول عدة أعضاء في مجلس الأمن تمسّكها بـ«حل الدولتين»، لا سيما روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، الذي ترأّس الجلسة: «أقول لإسرائيل التي تعرف صداقة الشعب الفرنسي، إنه يجب أن تكون هناك دولة فلسطينية، وإن العنف ضدّ الشعب الفلسطيني، وخصوصاً من جانب مستوطنين متطرفين، يجب أن يتوقف، وإن القانون الدولي ملزم للجميع».
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي أوزرا زيا: «إنها قناعة راسخة لدى الرئيس الأميركي أنّ حلّ الدولتين، مع ضمان أمن إسرائيل، هو السبيل الوحيد لسلام دائم».
وترفض الحكومة الإسرائيلية البحث في «حل الدولتين»، في موقف يثير غضب المجتمع الدولي، وقد جدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي هذا الموقف. وقال غوتيريش «يجب وضع حد للاحتلال الإسرائيلي»، مجدّداً الدعوة لـ«وقف إطلاق نار إنساني فوري».
وأضاف: «سكان غزة يواجهون تدميراً على مستوى وبوتيرة غير مسبوقين في التاريخ الحديث.. لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني».
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إنّ «الوقت ينفد منا... وهناك خياران: انتشار النار أو وقف إطلاق النار»، مضيفاً: «إنّ البديل عن الحرية والعدالة والسلام هو ما يحدث الآن.. يجب أن نتأكد من وقف ذلك الآن، ويجب أن نتأكد من عدم حدوث ذلك مرة أخرى أبداً»، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
من جهته، طالب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بوقف العنف الإسرائيلي في الضفة الغربية على الفور.
وشدد لافروف، خلال المناقشة المفتوحة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الشرق الأوسط، على ضرورة وقف عنف المستوطنين، مجدداً رفض روسيا للتهجيرِ القسريّ لجميع الفلسطينيين من أماكن إقامتهم الدائمة. وأعرب لافروف عن تأييد بلاده لحل الدولتين من أجل إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غوتيريش إسرائيل فلسطين غزة الأمم المتحدة وزیر الخارجیة حل الدولتین یجب أن
إقرأ أيضاً:
تحت مظلة الأمم المتحدة.. مؤتمر حل الدولتين يُعقد أواخر الشهر الجاري
كشفت وكالة "رويترز"، نقلا عن مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة، أن المؤتمر الدولي بشأن تسوية القضية الفلسطينية برعاية فرنسية-سعودية، سيُعقد يومي 28 و29 تموز/ يوليو الجاري، بعد أن تم تأجيله الشهر الماضي على خلفية التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد إيران.
وكان من المزمع عقد المؤتمر بين 17 و20 حزيران/ يونيو الماضي في مدينة نيويورك، إلا أن العدوان الإسرائيلي على إيران في 13 من الشهر ذاته، وما تبعه من انسحاب عدد من الوفود الشرق أوسطية، حال دون انعقاده في موعده، ما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الإعلان رسمياً عن تأجيله، مرجعاً السبب إلى "صعوبات لوجستية" منعت بعض ممثلي السلطة الفلسطينية من السفر.
ضغوط أمريكية لمنع انعقاد المؤتمر
وتأتي إعادة تحديد موعد المؤتمر وسط ضغوط دبلوماسية كبيرة مارستها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي طالبت، وفق مصادر "رويترز"، حكومات عدة بعدم المشاركة في المؤتمر، معتبرةً أنه قد يؤدي إلى "إجراءات مناهضة لإسرائيل".
وهددت واشنطن بأن الدول التي تتخذ مواقف لا تنسجم مع سياستها الخارجية عقب المؤتمر، قد تواجه عواقب دبلوماسية.
وتعكس هذه الخطوة اتجاهاً أمريكياً معارضاً لأي جهد دولي مستقل قد يُحرج الاحتلال الإسرائيلي دبلوماسياً أو يضعها في مواجهة استحقاقات سياسية تتعلق بإنهاء الاحتلال ووقف العدوان المستمر، لا سيما في ظل المجازر المتواصلة في قطاع غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
مسار دولي جديد لتنفيذ حل الدولتين
ويأتي المؤتمر في سياق المبادرة الدولية التي تم الإعلان عنها خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 أيلول/سبتمبر 2024، تحت مسمى "التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين"، بمبادرة من السعودية والنرويج والاتحاد الأوروبي.
وعُقد الاجتماع التأسيسي للتحالف في الرياض أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتبعه اعتماد قرار أممي في 3 كانون الأول/ديسمبر 2024 بعنوان "تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية".
وينص القرار على أن المؤتمر الدولي سيعمل على "النهوض بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بقضية فلسطين، وتسريع خطوات حل الدولتين"، كما يدعو إلى إصدار وثيقة ختامية تحمل عنوان "تسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين"، تهدف إلى إرساء مسار سياسي لا رجعة فيه.
ماكرون يدعو لاعتراف مشترك بدولة فلسطين
وفي سياق متصل، جدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس الماضي، دعوته إلى اعتراف مشترك بدولة فلسطين من قبل كل من فرنسا والمملكة المتحدة.
وقال ماكرون، في ختام زيارة رسمية إلى لندن استمرت ثلاثة أيام: "أؤمن بمستقبل يقوم على حل الدولتين، وأرى أن الاعتراف المشترك بدولة فلسطين سيكون خطوة حاسمة لإطلاق دينامية سياسية جديدة من أجل السلام".
وكان ماكرون قد دعا إلى الموقف ذاته خلال كلمته أمام البرلمان البريطاني في وقت سابق من الأسبوع.
من جهته، أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن "الاعتراف بدولة فلسطين جزء من العملية السلمية"، مشيراً إلى أن هذا يمثل "سياسة راسخة لحكومته وحزب العمال".
ويُعقد المؤتمر في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي كامل، حربها الوحشية على قطاع غزة، مخلفةً أكثر من 195 ألف شهيد وجريح منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفق أرقام فلسطينية وأممية.
وتتركز الغالبية العظمى من الضحايا بين النساء والأطفال، وسط تدمير هائل في البنية التحتية، ومجاعة كارثية، وتجاوزات متواصلة لأوامر محكمة العدل الدولية المطالِبة بوقف العدوان.
ولا تقتصر الجرائم الإسرائيلية على قطاع غزة، بل تمتد إلى الضفة الغربية والقدس المحتلة، حيث تصاعدت اعتداءات المستوطنين المدعومين من جيش الاحتلال، إلى جانب حملات الاعتقال والتهجير وهدم المنازل.