فحص دم قد يحدث ثورة في تشخيص مرض الزهايمر
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للصحفيين نيكولا ديفيس وجيمي غريرسون قالا فيه إن إمكانية إجراء فحوص دم بسيطة للمساعدة في تشخيص مرض الزهايمر تعززت بشكل أسرع بعد أن كشف الباحثون عن أدلة على أنها يمكن أن تنافس عمليات تصوير الدماغ المكلفة أو البزل القَطني المؤلم من حيث الدقة.
لقد جعلت الدراسات الحديثة إمكانية إجراء فحوصات دم موثوقة لمرض الزهايمر أقرب إلى أن تصبح حقيقة واقعة.
الآن، قام الباحثون بتقييم فحص دم تجاري موجود بالفعل في السوق، وكشفوا أنه يمكن أن يكون بنفس جودة، إن لم يتفوق، على البزل القطني وعمليات تصوير الدماغ الباهظة الثمن في الكشف عن علامات مرض الزهايمر في الدماغ.
وقال الدكتور نيكولاس أشتون، المؤلف الأول للدراسة، من جامعة غوتنبرغ بالسويد، إن النتائج لها آثار مهمة، نظرا لأن الأبحاث أظهرت أن دواء دونانيماب وليكانيماب يمكن أن يبطئ التدهور المعرفي لدى مرضى الزهايمر.
وقال: "إذا كنت ستتلقى [الأدوية الجديدة]، فأنت بحاجة إلى إثبات وجود الأميلويد في الدماغ لديك. من المستحيل إجراء بزل العمود الفقري ومسح الدماغ لكل من يحتاج إليه في جميع أنحاء العالم. لذلك، هذا هو المكان الذي يتمتع فيه فحص الدم بإمكانات هائلة".
لكن أشتون أضاف أن الفحوصات يمكن أن تظل مفيدة حتى لو لم تكن هذه الأدوية متوفرة، كما هو الحال في المملكة المتحدة. وقال: "من المحتمل أن نقول إن هذا ليس مرض الزهايمر، بل يمكن أن يكون نوعا آخر من الخرف"، وهو ما من شأنه أن يساعد في توجيه إدارة المريض وروتين علاجه.
وفي مجلة Jama Neurology، أوضح أشتون وزملاؤه أن البروتين p-tau217 كان علامة حيوية معروفة للتغيرات في الدماغ مرتبطة بمرض الزهايمر.
وقد أظهر العمل السابق أنه يمكن استخدامه للتمييز بين مرض الزهايمر وغيره من الاضطرابات العصبية التنكسية والكشف عن المرض حتى في حالة الضعف الإدراكي المعتدل.
أظهرت قياسات هذا البروتين في الدم نتائج واعدة كأداة تشخيصية لمرض الزهايمر. ومع ذلك، فإن توافر مثل هذه الفحوص لأغراض البحث والاستخدام السريري محدود.
وفي محاولة لتحسين التوافر، قام الباحثون بتقييم فحص دم تجاري موجود لـ p-tau217، يسمى ALZpath.
يجري صانعو ALZpath مناقشات مع مختبرات في المملكة المتحدة لإطلاقه للاستخدام السريري هذا العام، ويقوم أحد المؤلفين المشاركين، هنريك زيتيربيرج، بإتاحة الفحص للاستخدام البحثي كجزء من "مصنع العلامات الحيوية" في جامعة كاليفورنيا.
تضمن البحث تحليل بيانات من تجارب مختلفة في الولايات المتحدة وكندا وإسبانيا، وشارك فيه 786 شخصا، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من ضعف إدراكي أو لا يعانون منه.
في جميع التجارب الثلاث، خضع المرضى إما لثقب قطني أو تصوير مسحي بجهاز PET للأميلويد لتحديد علامات بروتينات الأميلويد والتاو – وهي السمات المميزة لمرض الزهايمر. ثم قام الفريق بمقارنة النتائج مع نتائج فحص الدم ALZpath.
وقال الباحثون إن تحليلهم أظهر أن فحص الدم كان دقيقا مثل الفحصوص المعتمدة على البزل القطني، وكان متفوقا على تقييمات ضمور الدماغ، في تحديد علامات مرض الزهايمر.
وقال أشتون: "80% من الأفراد يمكن تشخيصهم بشكل نهائي من خلال فحص الدم دون أي تقصي إضافي".
ورحب ديفيد كيرتس، الأستاذ الفخري في معهد علم الوراثة بجامعة يونيفيرسيتي كوليدج لندن، بالنتائج واقترح استخدام اختبارات الدم لفحص كل شخص يزيد عمره عن 50 عاما كل بضع سنوات، بنفس الطريقة التي يتم بها فحص ارتفاع الكوليسترول في الدم الآن.
ومع ذلك، حث أشتون على توخي الحذر، مشيرا إلى أنه لم يثبت بعد أن أدوية الزهايمر فعالة لدى الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض.
وقال: "إذا كان لديك الأميلويد في الدماغ عند عمر 50 عاما، فسيكون فحص الدم إيجابيا. لكن ما نوصي به وما توصي به الإرشادات بشأن اختبارات الدم هذه، هو أن هذه الاختبارات تهدف إلى مساعدة الأطباء - لذلك يجب أن يكون لدى شخص ما بعض المخاوف الموضوعية من إصابته بمرض الزهايمر أو أن ذاكرته تتراجع".
وقال الدكتور ريتشارد أوكلي، المدير المساعد للأبحاث والابتكار في جمعية الزهايمر، إن الدراسة كانت خطوة مرحب بها في الاتجاه الصحيح.
وقال: "إنه يظهر أن فحوص الدم يمكن أن تكون دقيقة مثل الفحوص الأكثر تدخلا وتكلفة في التنبؤ بما إذا كان شخص ما يعاني من سمات مرض الزهايمر في دماغه".
"علاوة على ذلك، تشير الدراسة إلى أن نتائج هذه الفحوص يمكن أن تكون واضحة بما يكفي بحيث لا تتطلب المزيد من فحوصات المتابعة لبعض الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، مما قد يسرع مسار التشخيص بشكل كبير في المستقبل."
لكنه شدد على أن هناك حاجة لمزيد من العمل.
وقال: "ما زلنا بحاجة إلى رؤية المزيد من الأبحاث عبر المجتمعات المختلفة لفهم مدى فعالية فحوص الدم هذه لدى كل من يعاني من مرض الزهايمر".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة الزهايمر الدماغ فحص دم الزهايمر الدماغ فحص دم المزيد في صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مرض الزهایمر فی الدماغ فحص الدم یمکن أن فی الدم
إقرأ أيضاً:
آبل تمهد لعصر جديد.. التحكم في آيفون بإشارات الدماغ فقط
أعلنت شركة آبل عن دخولها مجال واجهات الدماغ الحاسوب BCI، وهو أحد أسرع القطاعات التقنية تطورا في العالم.
وتهدف الشركة إلى تطوير معيار جديد يمكن أن يتيح في المستقبل للمستخدمين التحكم بأجهزة آيفون وآيباد ونظارة Vision Pr باستخدام إشارات الدماغ فقط، بحسب تقرير موسع نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
تأتي هذه الخطوة كجزء من التزام آبل المستمر بدعم التقنيات المساعدة وتحسين الوصول للأشخاص ذوي الإعاقات.
كيف تعمل التقنية؟تعتمد آبل في هذه المبادرة على جهاز صغير يعرف بـ Stentrode، صممته شركة Synchron الأمريكية الناشئة، يتميز الجهاز بكونه أقل توغلا مقارنة بشريحة Neuralink المملوكة لـ إيلون ماسك، والتي تتطلب زرع أكثر من 1000 قطب كهربائي داخل نسيج الدماغ.
في المقابل، يتم إدخال جهاز Stentrode في وريد قريب من القشرة الحركية في الدماغ، حيث تقوم 16 قطبا بالتقاط الإشارات العصبية وتحويلها إلى أوامر رقمية.
تدمج هذه الإشارات مباشرة مع ميزة "التحكم بالمفتاح" Switch Control ضمن إعدادات إمكانية الوصول في أنظمة آبل، والتي كانت تدعم سابقا أدوات مثل عصا التحكم أو تتبع حركة الرأس، الآن، بات بالإمكان التحكم بالأجهزة مباشرة عبر إشارات الدماغ.
تجارب مبكرةمن أوائل من جربوا التقنية شخص يدعى مارك جاكسون، وهو مصاب بمرض التصلب الجانبي الضموري ALS ويعيش قرب بيتسبرج، استخدم النظام للتحكم بجهاز آيفون وآيباد، وتمكن أيضا من خوض تجربة افتراضية في جبال الألب السويسرية باستخدام نظارة Vision Pro.
ورغم كونه غير قادر على الحركة، عبر جاكسون عن شعور حقيقي وكأنه يقف على قمة جبل، بفضل التفاعل المتزامن بين إشاراته العصبية والواقع المختلط الذي توفره آبل.
حتى الآن، كانت واجهات الدماغ الحاسوب تعتمد على محاكاة إدخال لوحة المفاتيح أو الفأرة، لكن آبل تستعد لإطلاق معيار برمجي رسمي خلال العام الجاري، يتيح للمطورين بناء تطبيقات تتفاعل مباشرة مع الإشارات العصبية، هذا سيوفر تجربة تحكم أكثر سلاسة وسرعة، ويمهد الطريق لجيل جديد من التقنيات المساعدة.
يذكر أن آبل لديها خبرة سابقة في تطوير معايير لتحسين إمكانية الوصول، مثل معيار عام 2014 الخاص بالسماعات المدعومة بالبلوتوث، والذي أصبح مستخدما على نطاق واسع. وقد يشكل معيار مماثل في مجال التحكم الدماغي نقلة جديدة في الصناعة.
مقارنة مع Neuralinkفي المقابل، تتبنى Neuralink نهجا أكثر عمقا وتوغلا، فزراعة جهازها (N1) تتضمن إدخال أكثر من 1000 قطب كهربائي مباشرة في نسيج الدماغ، وتقول الشركة إن أحد مرضاها تمكن من تحريك المؤشر على الشاشة بسرعة تفوق معظم المستخدمين التقليديين للفأرة.
تركز Neuralink على تطوير التقنية لأغراض تتعدى الإتاحة، مثل تعزيز القدرات الإدراكية، في حين تتخذ آبل وSynchron مسارا أكثر تحفظا يركز على دعم ذوي الإعاقات الحركية.