قضم الأراضي بحجة المنطقة العازلة
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
منفردة وحدها ورغمًا عن أنف العالم وأمام عيونه، تنفذ إسرائيل حاليا عملية سطو مستدام لأراضٍ فلسطينية أصيلة، عملية السطو تتم بحجة إقامة منطقة عازلة داخل غزة.
المناطق العازلة ليست جديدة في عرف الدول المتجاورة التي ليست على وفاق، وهو ما يتم إقامة تلك المناطق داخل أراضي الدولة التي تدعي تضررها من جارتها وذلك للكشف والمراقبة والتأمين.
في حالة حدود غزة وإسرائيل فإن المنطقة العازلة كانت مقامة بالفعل قبل 7 أكتوبر وعلى عمق يقترب من 330 مترًا بطول السياج الفاصل والبالغ طوله 36 ميلًا.
هذه المنطقة العازلة قبل 7 أكتوبر تم حرمان الفلسطينيين من أي استفادة منها، لم تكتف إسرائيل بذلك فذهبت بعد 7 أكتوبر بالجرافات لتهدم وتخرب ضعف المساحة التي كانت منهوبة من قبل.
صحيفة “وول ستريت جورنال” قالت في تقرير لها نشرته مؤخرًا، أن الجيش الإسرائيلي يواصل العمل منذ نوفمبر الماضي على إقامة منطقة عازلة على طول الحدود في الجزء الشمالي من قطاع غزة.
لم يكن ذلك التقرير تخمينًا من الجريدة ولكن المعلومة التي نقلتها الصحيفة جاءت على لسان جندي إسرائيلي وشاركه ذات المعلومة جنود آخرون من قوة الاحتياط، اتفقوا جميعا على قولهم إن الأوامر التي وصلتهم من قادتهم تفيد بتطهير منطقة بعرض كيلومتر واحد على طول الحدود، في إطار خطة إسرائيلية لبناء منطقة أمنية عازلة داخل غزة سيُمنع الفلسطينيون من دخولها.
ودللت الصحيفة على صحة المعلومة باستخدام الجنود الجرافات والمعدات الثقيلة لتجريف الأراضي الزراعية وهدم المنشآت والمباني وتسويتها بالأرض وكذلك سد فتحات ممرات الأنفاق.
الصحيفة التي نقلت عن الجندي حقائق ما يدور على الحدود بين إسرائيل وغزة أكدت على أنه تمت تسوية كل شيء بالأرض، والآن أصبحت منطقة عسكرية، منطقة محظورة تماما.
الغريب في الأمر هو أن مسئولين أمريكيين حذروا من أن تحويل منطقة على طول حدود قطاع غزة مع إسرائيل إلى منطقة محظورة سيزيد مخاوف الفلسطينيين من أن إسرائيل تعتزم احتلال القطاع أو حتى جزء منه، وسيجعل من الصعب إقناع الحكومات العربية بالمساعدة في إعادة بناء القطاع بعد توقف الحرب، هذا الرفض الأمريكي مراوغ جدًا هو لا يرفض من باب مخالفة ذلك للقوانين الدولية، ولكنه يرفض أملا في مساعدات عربية لإعادة الإعمار.
فكرة توسعة المنطقة العازلة طرحها المسئولون الإسرائيليون في مناسبات عديدة وكان طرحا نظريا من باب الأفكار المتداولة للتأمين، ولكن عقب مصرع 21 جنديا إسرائيليا في تفجير أحد المباني خرج علينا الناطق باسم الجيش الإسرائيلي عقب الحادثة في أول تأكيد علني على أن الاستراتيجية الخاصة بالمنطقة العازلة قيد التنفيذ، وبينما الحال كذلك مازلنا نشهد صمتا دوليا أقرب إلى التواطؤ مع الموقف الإسرائيلي.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هجاري قال بالنص "القوات كانت تقوم بإزالة المباني والبنية التحتية الإرهابية على بعد حوالي 650 مترا من السياج الحدودي، من أجل تهيئة الظروف الأمنية لعودة سكان الجنوب إلى منازلهم".
أما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن فقد قال في تصريحات متضاربة إن الولايات المتحدة كانت واضحة في "معارضتنا للتهجير القسري للناس"، مضيفًا في الوقت ذاته أنه "من المناسب اتخاذ إجراءات أمنية حتى يتمكن الإسرائيليون من العودة إلى منازلهم في الجنوب". وأردف: "لكن عندما يتعلق الأمر بالوضع الدائم لغزة، فإننا نبقى واضحين بشأن عدم التعدي على أراضيها".
ما هذا العبث توافق على اتخاذ إجراءات أمنية إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وترفض في ذات الوقت عدم التعدي على الأراضي الفلسطينية.
هذه الألعاب البهلوانية تؤكد أن الحرب في غزة تحولت من حرب بين طرفين إلى سيرك عالمي نجوم الصف الأول في هذا السيرك هم الحواة والنشالين والبلطجية ولاعبي الثلاث ورقات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المنطقة العازلة
إقرأ أيضاً:
اشتباكات رفح بين المقاومة والجيش الإسرائيلي تثير التساؤلات
أثار إعلان الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، وقوع اشتباكات وتبادل إطلاق نار كثيف بين قوات الاحتلال ومسلحين في منطقة رفح جنوب قطاع غزة، تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة أربعة جنود من لواء غولاني بجروح متفاوتة الخطورة خلال الاشتباكات، مضيفا أن الإصابات في لواء غولاني وفرقة غزة وقعت أثناء مواجهات مع مسلحين خرجوا من نفق في شرق رفح.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"مصير محتوم للعملاء".. مغردون يعلقون على مقتل ياسر أبو شبابlist 2 of 2اتهامات إثيوبية لمصر تثير جدلا واسعا على المنصاتend of listمن جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلا عن مصدر، إن جنود الاحتلال قتلوا مسلحَين اثنين، في حين ثبّت الثالث عبوة على مدرعة ثم عاد إلى النفق، موضحة أن خلية من 3 مسلحين خرجت من نفق في رفح وأطلقت صاروخا مضادا للدروع نحو جيش الاحتلال.
تشكيك في الرواية الإسرائيليةشكك نشطاء فلسطينيون في دقة الرواية الإسرائيلية بالكامل، مشيرين إلى احتمال أن ما وقع كان انفجارا لعبوة مزروعة وليس اشتباكا كما زعمت إسرائيل.
الأول: أن الحدث ربما وقع بين مجموعة المقاومين الموجودين في أنفاق رفح وفي المنطقة الواقعة داخل الخط الأصفر التي ما زالت تسيطر عليها قوات الاحتلال وهذه المجموعة التي كان يجري التفاوض لإخراجهم إلى الجانب الغربي من القطاع الذي يخضع للمقاومة.
والثاني: أن تكون الرواية الاسرائيلية…
— Fayed Abushammalah. فايد أبو شمالة (@fayedfa) December 3, 2025
وأشار نشطاء آخرون إلى أن الحادثة ربما وقعت بين مجموعة المقاومين الموجودين في أنفاق رفح، وفي المنطقة الواقعة داخل الخط الأصفر التي لا تزال تسيطر عليها قوات الاحتلال، وهي المجموعة التي كان يجري التفاوض لإخراجها إلى الجانب الغربي من القطاع الذي يخضع لسيطرة المقاومة.
وأوضحوا أن ما حدث يعكس تعنت الاحتلال ورفضه حل مشكلة المقاومين داخل رفح، مشيرين إلى أن تصوير إسرائيل للأحداث على أنها قضت على المقاومين وحاصرتهم بإحكام، كان في كثير من الأحيان حربا دعائية أكثر منها واقعة ميدانية حقيقية.
إعلان تقييم الأحداث والازدواجيةأوضح نشطاء أن الهجوم الإسرائيلي المستمر على المقاومين في رفح منذ أسبوعين، داخل الأنفاق وخارجها، وقتل العشرات منهم، لا يُعتبر اختراقا، بينما رأوا أن دفاع المقاومين عن أنفسهم وشنهم هجمات على القوات الإسرائيلية يعد اختراقاً ويُرد عليه بقصف شامل للقطاع.
أن تهاجم إسرائيل المقاومين في رفح منذ أسبوعين، داخل الأنفاق وخارجها، وقتل العشرات منهم، فهذا لا يُعتبر اختراقًا.
ولكن إذا دافع المقاومون عن أنفسهم وهاجموا القوات الإسرائيلية في رفح، فهذا يُعتبر اختراقًا ويتم الرد عليه بقصف كامل قطاع غزة.
إسرائيل صنعت من تلك المنطقة ساحة قتال.…
— Tamer | تامر (@tamerqdh) December 3, 2025
ونقل بعض النشطاء قول أحدهم: "مسموح للجيش الإسرائيلي قتل المقاومين في أنفاق رفح، لكن غير مسموح للمقاومين مواجهة ذلك وضرب القوات التي تلاحقهم".
مسموح للجيش الاسرائيلي قتل المقاومين في أنفاق رفح …. لكن غير مسموح للمقاومين مواجهة ذلك وضرب القوات التي تلاحقهم.
زمن العجائب والظلم
اللهم خذ بيدهم وأيدهم بجند من جنودك
— Mohammad Shoaib Al-Farra (@mohshoaibfarra) December 3, 2025
وأضاف آخر: "يحق للاحتلال ملاحقة شباب الأنفاق وقتلهم ومحاولة أسرهم وإذلالهم وتوثيق ذلك للعالم، بينما حرام على من تبقى منهم أن يدافع عن نفسه ويأبى الاستسلام".
المنطقة تتحول لساحة قتالوأشار مدونون إلى أن إسرائيل حولت المنطقة إلى ساحة قتال، حيث خروج ثلاثة مقاومين من نفق ومهاجمتهم قوة إسرائيلية أدى، وفق الرواية الإسرائيلية، إلى مقتل اثنين منهم، في حين تمكن الثالث من وضع عبوة متفجرة في القوة ما أسفر عن إصابة ثلاثة جنود بجراح حرجة.
وفقًا لمنصات المستوطنين أصيب اثنين من جنود الاحتلال في رفح باشتباك مع المقاومين الموجودين داخل رفح، لا توجد تأكيدات من مصادر المقاومة.
قد تكون مجرد كذبة للتبرير لهجوم همجي جديد خلال الساعات القادمة، وقد يكون حقيقيًا وسيستغل الاحتلال ذلك لتجديد العدوان.
في كل الأحوال ما حصل هو…
— yaseenizeddeen (@yaseenizeddeen) December 3, 2025
ورأى عدد من المدونين أن رفض إسرائيل حل أزمة عناصر رفح يعني استمرار القتال، مؤكدين أن كل مواجهة بين المقاومين والقوات الإسرائيلية تؤدي إلى تصعيد جديد ضد قطاع غزة.
طلبوا منهم حل أزمة عناصر رفح، رفضوا، وكان بقاؤهم يعني قتالهم، وكل مرة يجري قتالهم يصعّد الاحتلال ضدّ غزّة. كان يجب على هذه القضية أن تبقى مفتوحة، لتكون شمّاعة للتصعيد واستنفاد أي بنك أهداف جديد.
— Meqdad Jameel (@Almeqdad) December 3, 2025
وأوضحوا أنه ليس منطقيا أن يقتل الاحتلال المقاومين داخل المنطقة الصفراء ويأسر بعضهم، ثم يتوقع استسلام البقية أو امتناعهم عن الرد، معتبرين أن استمرار الاحتلال في القتل والملاحقة يدفع نحو الاشتباك ويترك للمقاومين خيار الدفاع عن أنفسهم فقط.
ليس منطقيًا أبدًا أن يقتل الاحتلال المقاومين داخل المنطقة الصفراء ويأسر البعض، ثم يتوقع أن يستسلم من تبقى أو أن يمتنعوا عن مهاجمته.
من يرفض كل المقترحات لإنهاء القضية، ويواصل القتل والنسف والملاحقة… هو من يدفع نحو الاشتباك لا نحو الهدوء.
الاحتلال لا يترك خيارًا إلا المقاومة.… https://t.co/3GQrKTtdZZ
— د.إياد ابراهيم القرا (@iyad_alqarra) December 3, 2025
وفي الأسابيع القليلة الماضية كانت هناك أزمة بخصوص عدد من عناصر المقاومة المحاصرين في تلك المنطقة، وروّجت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن إسرائيل قتلت جميع المقاومين في المنطقة في العمليات العسكرية.
إعلان