العملاق.. رحلة ملاكم تدفع طموح أمير المصري للعالمية
تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT
انطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الخامسة بفيلم «العملاق»، وهو اختيار يمثل احتفاءً بقصة معروفة، لطموح سينمائي يسعى إلى إعادة اكتشاف أسطورة طال غيابها: نسيم حميد، الملاكم الذي كان دخوله إلى الحلبة حدثاً بصرياً لا يقل إثارة عن ضرباته نفسها.
يقدم فيلم Giant بطولة أمير المصري وبيرس بروسنان سرداً نابضاً بالحيوية، متماسكاً في إيقاعه، ومشغولاً بالاقتراب من شخصية يصعب حصرها، فنسيم حميد لم يكن مجرد بطل عالمي، بل كان شخصية تشبه عرضاً مستمراً لا يهدأ، مزيج من الثقة التي تلامس الغرور، والموهبة الخارقة، والخلفية الاجتماعية التي تركت مدهشا أثراً عليه لا يمكن للفيلم تجاهله.
يبدأ الفيلم من طفولة حميد في بيئة على هامش المجتمع البريطاني، ثم يلاحقه عبر رحلة صعود سريعة تكاد تلتهم كل ما حولها. هذه الرحلة، التي يبرع أمير المصري في تجسيد طاقتها الداخلية، هي في جوهرها حكاية عن الهوية بقدر ما هي عن الرياضة.
أمير المصري يمنح الشخصية جاذبية أكبر وحضوراً جسدياً لافتا، ويعرض تناقضاتها من دون افتعال: مراهق تثقله أحلامه، ورجل يكاد يغرق في وهج نجوميته.
لكن الفيلم ككل يتأرجح في منطقة وسطى، لا يبلغ فيها العمق المطلوب، فمشاهد الملاكمة مصنوعة بإتقان تقني، تلتقط حركة الجسد وارتجاج الأصوات وتوتر اللحظة، وتحاصر الشخصية في إطار بصري مصنوع أكثر مما هو مُلهِم. وبين تلك المشاهد، تبدو العلاقات الإنسانية كأنها تُستدعى لا لضرورتها الدرامية، بل لملء الفراغات بين جولة وأخرى. نحن نرى الصراع أمامنا، لكننا لا نشعر بامتداده الداخلي وتأثيره علينا.
العلاقة بين نسيم ومدربه بريندان إنجل، التي يؤديها بيرس بروسنان بصلابة دافئة، هي العمود الفقري الحقيقي للفيلم. إنها علاقة تقترب من نموذج الأب والابن، حيث تضبط يد المدرب إيقاع الصبي قبل أن ينفلت بفعل الشهرة. وهنا يقترب الفيلم من منطقة غنية بالأسئلة: ماذا يحدث عندما يتجاوز الابن معلمه؟ وكيف تتحول الرعاية إلى عبء متبادل؟ غير أن الفيلم يتراجع عن استثمار هذا الكنز النفسي في لحظات كان يمكن أن تمنحه عمقاً إنسانياً استثنائياً.
الموسيقى المستخدمة بكثافة غير مبررة، تعيق تأثير بعض المشاهد التي كان يمكن أن تعتمد على صمت متوتر يعبّر أكثر مما تفعل الأوركسترا الأوبرالية الصاخبة. ويبدو الأمر كما لو كان الفيلم يلاحق انفعالاً لم يمنحه السرد ما يكفي من الأصالة.
ومع كل ذلك، لا يمكن إنكار أن "العملاق" فيلم جذاب، يسهل الانخراط فيه، ويحمل طموحاً صادقاً لأن يروي قصة بطل عربي الأصل ترك أثراً عالمياً. إنه فيلم ممتع، لكنه ليس فيلماً حاسماً؛ يضيء شخصية حقيقية لكنه لا يتوغل في أروقتها بالصورة المطلوبة، ويستعرض رحلة صعود مذهلة من دون أن يلتقط ثقل السقوط.
يقدم "العملاق" صورة مشرقة عن الحضور العربي في السينما العالمية، ويمنح أمير المصري فرصة لإظهار قدرات لافتة، لكنه يظل منقوصا، لن يخلد ضمن أفلام السيرة الذاتية عن الرياضيين، عملاً كان يمكن أن يكون أكثر قوة لو امتلك الشجاعة للبحث عن الحقائق الصامتة خلف الأسطورة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العملاق فيلم Giant أمير المصري أمیر المصری
إقرأ أيضاً:
«دبي 2033» ترسم مسار إعداد المواهب للعالمية
دبي (الاتحاد)
وضعت «الخطة الرياضية لدبي 2033» التي أطلقها سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الرياضي، مؤخراً منظومة عمل متكاملة لصناعة أبطال المستقبل، تتضمن حزمة مبادرات شاملة لتطوير الموهوبين الرياضيين، وتنمية الكوادر الفنية الوطنية، في بيئة احترافية تعمل وفق أعلى المعايير الدولية.
وأولت الخطة اهتماماً استراتيجياً بالمواهب الرياضية، عبر توسيع قنوات اكتشاف المواهب وتطوير البرامج الأكاديمية، ودعم مسار الرياضيين للوصول إلى أعلى مستويات الأداء، وبناء قوة عاملة مؤهلة، بما يعزّز مكانة دبي مركزاً عالمياً لصناعة الرياضيين المحترفين.
وتهدف الخطة لضمان تأهيل 100% من المدربين والأكاديميات الرياضية في دبي وفق أعلى المعايير الدولية، لصناعة جيل جديد من الرياضيين القادرين على المنافسة عالمياً، عبر منظومة تدريبية وتنافسية أكثر قوة وفاعلية.
وسيتم توسيع نطاق الأكاديميات المتخصصة وإطلاق فصول ومدارس رياضية جديدة، مع تعزيز برامج رياضية متخصصة للموهوبين بالتعاون مع مختلف المؤسسات الوطنية، إضافة إلى دعم الموهوبين في مختلف الرياضات، بما يُسهم في صناعة جيل قادر على المنافسة، وصولاً إلى العالمية.
وتشمل الخطة أيضاً دعم أكثر من 1400 رياضي موهوب عبر مسار تطوير واضح، يشمل التدريب المتواصل والحوافز وتوسيع نطاق الأكاديميات المتخصصة والمنافسة فيما بينهم، وزيادة الحصص التدريبية سنوياً من حيث الكمية والجودة.
كما تُركّز الخطة على تمكين الرياضيين من التوفيق بين مساراتهم الأكاديمية والرياضية من خلال برنامج المسار المزدوج، وإطلاق مدرسة جديدة للمواهب الرياضية، بما يتيح اكتشاف شريحة واسعة من المواهب المحلية وصقلها.
وسيتم توسيع برنامج الألعاب المدرسية هذا الموسم ليشمل 26 رياضة مختلفة، مع إدراج رياضات جديدة هي الجودو والجوجيتسو والرماية والتايكواندو، كما سيزيد عدد المشاركين من 9000 إلى 25000 طالب وطالبة، وتقام المنافسات على مدار 107 أيام، ويتولى مجلس دبي الرياضي الإدارة التشغيلية للمستويين الأول والثاني من برنامج الألعاب المدرسية الإماراتية، على أن يتأهل الفائزون إلى النهائيات على المستوى الوطني، بما يعزّز دور المدارس بوصفها منصة رئيسية لاكتشاف المواهب.
تؤكد الخطة الرياضية لدبي 2033 على رفع معايير التدريب وتأهيل المدربين بنسبة 100% بحلول 2033، بالشراكة مع وزارة الرياضة، مع ضمان توفير فرص تطوير مهني مستمر، وإرشادات واضحة للحوكمة، ومعايير اعتماد واضحة، وتوفير مسارات تصحيحية ودورات دولية معتمدة تعزّز جودة التدريب، وتضمن نقل الخبرات وفق أعلى المستويات العالمية.
وتشمل المبادرات تطوير إطار عمل دقيق لتنظيم واعتماد المحترفين الرياضيين في مختلف الألعاب، مع ضمان توافق الخبرة الفنية والتدريبية مع المتطلبات العالمية، حيث سيتم تطبيق نظام خاص للتحقق من المؤهلات لضمان جاهزية الكوادر ومواءمتها لمتطلبات كل تخصص، إلى جانب إنشاء قاعدة بيانات مركزية، بالشراكة مع الوزارة، لمتابعة مؤهلات العاملين في القطاع الرياضي وخبراتهم واعتمادها، ورفع نسب التزام الأكاديميات بالمعايير إلى 100% بحلول 2033 وفق الإطار الموحّد الجديد.
وتتضمن الخطة تبسيط إجراءات الترخيص، بالتعاون بين دائرة الاقتصاد والسياحة ومجلس دبي الرياضي ووزارة الرياضة والاتحادات، لضمان الرقابة على الجودة والامتثال وتفعيل معايير الحوكمة في الأكاديميات المتميزة.