علماء يتوصلون لعلاج من أعماق البحار لمرض الأمعاء الالتهابي
تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT
يمثل الأسبوع الأول من شهر ديسمبر كل عام فرصة عالمية لتسليط الضوء على "داء كرون" و"التهاب القولون التقرحي"، وهما من أبرز الأمراض المصنفة تحت مظلة "داء الأمعاء الالتهابي" (IBD).
تشهد أعداد المصابين بهذا المرض المزمن نمواً ملحوظاً، إذ ازدادت بشكل كبير منذ عام 1990. ويتميز المرض بالتهاب مستمر في القناة الهضمية مصحوب بأعراض منهكة تشمل آلام البطن الشديدة، الإسهال الحاد، والنزيف وتُعد الفئة العمرية بين 15 و39 عاماً الأكثر عرضة للإصابة، مما يبرز الحاجة إلى جهود متزايدة لتطوير حلول علاجية أكثر فاعلية.
إزاء تحديات العلاج التقليدي الذي يفشل في تحقيق استجابة كافية لدى نسبة كبيرة من المرضى أو تظهر مقاومة لدى البعض، يتوجه العلماء نحو مصدر طبيعي مبتكر: الطحالب البحرية.
منذ عام 2021، انطلق مشروع بحثي طموح تحت اسم Algae4IBD، يهدف إلى استكشاف الإمكانات الواعدة لهذه الكائنات البحرية، بدءاً من الطحالب الدقيقة وصولاً إلى الأعشاب البحرية، في علاج أمراض الأمعاء الالتهابية بطرق غير تقليدية.
يرتكز المشروع على دراسة أكثر من ألف سلالة طحلبية بهدف العثور على مركبات طبيعية ذات خصائص فريدة تساعد على تهدئة الالتهابات المزمنة، وتحسين توازن ميكروبيوم الأمعاء الصحي، ومكافحة الاختلالات البكتيرية التي تُعد من العوامل المؤثرة في المرض.
وفي إطار التعاون الدولي، تقوم فرق بحثية متعددة بتوظيف مهاراتها لتحقيق تقدم ملموس. ففي ميلانو الإيطالية، يتم اختبار مستخلصات الطحالب على أنسجة مأخوذة من 55 مريضاً، بينما يقوم شركاء صناعيون في فرنسا وأيرلندا بتحويل الاكتشافات إلى منتجات غذائية وظيفية تضم حلوى الجيلي الصحية والمخبوزات والزبادي المدعّم الغني بالفوائد الغذائية. ولضمان جودة عالية وأداء موثوق، تُزرع الطحالب في أنظمة داخلية متقدمة تحاكي بيئتها الطبيعية تحت ظروف محكمة، ما يسهم في تسهيل استخدامها في المجالات الصيدلانية والغذائية مستقبلاً.
تشير النتائج الأولية للمشروع إلى خصائص مضادة للالتهابات أظهرتها مستخلصات الطحالب مع قدرة الجسم على تحملها بشكل إيجابي، رغم أن الفريق البحثي لا يزال يواجه تحديات لتحديد العناصر النشطة المسؤولة عن هذا التأثير الفعال، بهدف تطويرها كأدوية تخصصية أو مكملات غذائية تعزز الصحة.
تتجاوز أهمية المشروع حدود البحث عن علاج جديد؛ فهو يُعد نموذجاً للاستفادة المتكاملة من الموارد الطبيعية كالطحالب البحرية عبر مزج الحكمة البيئية مع الابتكار العلمي والتقنيات المتقدمة. ويسعى الباحثون أيضاً إلى تصميم "أطعمة خارقة" تجمع العديد من الفوائد الصحية من مكافحة الالتهابات وتعزيز المناعة وصولاً إلى خصائص البروبيوتيك والبريبايوتيك.
تأتي هذه المبادرات في وقت تتزايد فيه الحاجة الماسة إلى حلول مبتكرة تخفف من معاناة مرضى داء الأمعاء الالتهابي. ويبدو أن أعماق المحيطات تحمل بين طياتها وعداً جديداً لمستقبل مليء بالأمل لملايين المرضى حول العالم، بفضل إمكانات الطحالب البحرية الفريدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: داء كرون التهاب القولون التقرحي داء الأمعاء الالتهابي القناة الهضمية آلام البطن الإسهال الحاد العلاج التقليدي
إقرأ أيضاً:
بحار فرنسي يوجه رسالة جد مؤثرة إلى ضابط بحرية جزائري
نشر بحار فرنسي “نيكولا شاربي ” Nicolas charpy”عبر حسابه على فيسبوك رسالة جد مؤثرة إلى ضابط البحرية الجزائرية الذي أنقذه في 21 نوفمبر الماضي.
وأعلنت وزارة الدفاع يتاريخ 21 نوفمبر الماضي، عن إجراء عملية إجلاء صحي مستعجلة لبحار من جنسية فرنسية شمال عين البنيان بالعاصمة.
العملية، إثر تلقي المركز الوطني لعمليات الحراسة والإنقاذ في البحر، لنداء استغاثة من طرف بحار على متن سفينة شراعية مسماة “SY-FRILEUSE” حاملة للراية الفرنسية ومتواجدة على بعد 57 ميل بحري شمال عين البنيان.
وفقا للبيان ذاته السفينة قادمة من جزيرة سردينيا ومتجهة إلى مضيق جبل طارق وكان على متنها البحار “نيكولا شاغبي” من جنسية فرنسية يبلغ من العمر 60 سنة تعرض لأزمة صحية.
وعلى الفور وبالتنسيق مع المركز الجهوي لعمليات الحراسة والإنقاذ في البحر بالجزائر. قام المركز الوطني لعمليات الحراسة والإنقاذ في البحر بتفعيل عملية إنقاذ وإجلاء صحي في البحر عبر إقحام حوامة البحث والإنقاذ AS-12 التابعة للفوج 560 لحوامات البحث والإنقاذ.
ليتم إجلاء البحار الفرنسي على جناح السرعة الى مستشفى زرالدة من أجل تلقي العلاج اللازم، وهو الآن في حالة صحية مستقرة.
وفي الفاتح من الشهر الجاري وبعد تعافيه كتب البحار فرنسي “نيكولا شاربي ” Nicolas charpy”رسالة إلى مؤثرة إلى ضابط البحرية الجزائرية.
وقال نيكولا شاربي: ” إليك أنت، ضابط القوات البحرية الجزائرية، المعلق في طرف رافعة مروحية لا أعرف حتى اسمك”.
وتابع شاربي “على الرغم من كل ما تلقيتموه من تدريب، فإن المهمة تتطلب، وأنا ما زلت حيا لأشهد على ذلك، التزاما يفوق كل الحدود”.
وأضاف في منشوره قائلا: “عندما رأيت نظرتك، أدركت أنني أستطيع أن أترك قاربي، وأنك ستبذل كل ما بوسعك لالتقاطي”.
وغختتم البحار الفرنسي منشوره “لك مني كل الاحترام، لقد اخترعت الميداليات من أجل أشخاص مثلك”.