الرئيس الجزائري: نقف بجانب السودان في سبيل تسوية أزمته بعيدا عن التدخل الأجنبي
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
أكد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، اليوم الأحد أن الجزائر تقف إلى جانب السودان في الأوضاع الصعبة التي يمر بها في سبيل تسوية أزمته برؤية داخلية بحتة بعيدا عن كل أشكال التدخلات الأجنبية.
جاء ذلك خلال خلال التصريح الصحفي المشترك، الذي أدلى به تبون، اليوم، بمقر الرئاسة الجزائرية بالعاصمة، عقب انتهاء محادثاته مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبدالفتاح البرهان، الذي وصل إلى الجزائر اليوم في زيارة رسمية لمدة يومين.
وأكد تبون على تطابق وجهات النظر بين البلدين في العديد من القضايا الاقليمية والدولية، مشيدا بالعلاقات الثنائية التي تجمع بين البلدين.
وأعرب عن يقينه في قدرة السودان على تجاوز وتخطي هذه المحنة، موجها التحية للسودان على موقفها الداعم لعضوية الجزائر في مجلس الأمن الدولي.
ومن جانبه، اعتبر رئيس مجلس السيادة السوداني أن بلاده تتعرض لمؤامرة من قبل أطراف خارجية وإقليمية بمساعدة سودانيين من ضعاف النفوس، مؤكدا ثقته في قدرة السودان على تجاوز هذه المحنة بمساعدة الشركاء على المستوى الإقليمي والدولي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجزائر السودان الأوضاع الصعبة التدخلات الأجنبية الرئيس الجزائري
إقرأ أيضاً:
النص الكامل لرسالة الرئيس تبون بمناسبة الذكرى الـ80 لمجازر 8 ماي 1945
وجّه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم، رسالة بمناسبة إحياء اليوم الوطني للذّاكرة، المُخلّد للذّكرى الـ80 لمجازر الثّامن ماي 1945 - 2025.
وفيما يلي نص الرسالة الكامل:
“بسم الله الرحمن الرحيم
والصّلاةُ والسّلامُ على أشرف المرسلين،
أيّتُها المُواطِناتُ، أيُّها المُواطِنُون،
يَحْتَفِي الشَّعْبُ الجزائريُّ في الثَّامِنِ (08) ماي – بِاعْتِزَازٍ – بِذِكْرَى انْتِفَاضَةٍ شَعْبِيَّةٍ فَاصِلَةٍ، اقْتَرَبَتْ بِنِضَالاتِ الحَرَكَةِ الوَطَنِيَّةِ على مَدَى عُقُودٍ إلى لَحْظَةٍ تَاريخِيَّةٍ حَاسِمَةٍ .. وَالتَّحَوُّلِ إلى جَبْهَةِ الكِفَاح المُسَلَّح، الَّذي غَدَا سَبِيلًا لا بِدِيلَ عَنْهُ، للخَلاصِ مِنْ اسْتِعْمَارٍ دَمَوِيٍّ، سَجَّلَ عَلَيْهِ تارِيخ البَشَرِية حَصِيلَةَ أزْيَدَ مِنْ قَرْنٍ مِنَ الانْتِهَاكَاتِ الفَظِيعَةِ في حَقِّ الشَّعْبِ الجزائري ..
وفي هَذَا اليَوم الوطني المُخَلِّد للذِّكرى الثَمانِين (80) لمُظاهرات 08 ماي 1945، يَقِفُ الجزائرياتُ وَالجزائريُونَ عِنْدَ هذهِ الذّكرَى الَّتي تُبْرِزُ حَجْمَ وَقَسَاوَةَ المُعَانَاة الَّتي تَكَبَّدَها شَعْبٌ مُقَاوِمٌ مُعْتَزٌّ بِشِدَّةِ بَأْسِه بِالأمْسِ وَاليَوم وَغَدًا في دَفْعِ العُدْوَان عَنْ أرْضنا الطَّاهِرَة .. وَبِصَبْرِهِ وَسَخَاءِ دَمِهِ فِدَاءً لِلْوَطَن ..
وَمَا أصْدَقَ مُظاهَرَاتُ الثَّامِن (08) مِنْ ماي في التَّعْبِير عَنْ تَعَلُّقِ الشَّعْب الجزائري بِالحُرِّيَةِ وَالكَرَامَةِ وَالأنَفَةِ، وَهُوَ يَخْرُجُ قَبْلَ ثَمانِينَ عَامًا مُوَاجِهًا أبْشَعِ جَرَائِمِ الإبَادَةِ، وَالجَرَائِمِ ضِدَّ الإنْسَانِيَّة في العَصْرِ الحَدِيث، مضحيًا بأكثر من 45.000 شهيد في سبيل الحرية والإنعتاق.
إنَّ إحْيَاءَ هَذِهِ الذّكرى الأليمة بِرُوحِ الوَفَاء لأسْلافِنَا الَّذِين تَحَمَّلُوا أهْوَالًا وَمَآسٍ مُدَمِّرَةً للإنسان وَالأرض، هُوَ وَجْهٌ للثَّبَاتِ على حِفْظِ أمَانَةِ الشُّهَدَاءِ، يُرَسِّخُ في الوِجْدَانِ طَبِيعَةَ الهُوِيَّةِ الوَطَنِيَّةِ، الَّتي تَشَكَّلَ عُمْقُهَا، وَتَبَلْوَرَتْ مَلامِحُهَا مِنْ مُقَاوَمَاتِ وَنِضَالاِتِ وَكفَاحِ أجْيَالٍ تَرْبُطُهَا جُسُورُ التَّوَاصُلِ وَيَجْمَعُهَا حُبُّ الوَطَن ..
وَمَا هَذِهِ اللَّحْظَةُ المُؤَثِّرَةُ الَّتي تَعُودُ فِيها ذِكْرَى اسْتِشْهَادِ عشرات الآلاف مِنْ أعز أبناء هذا الوطن في كلٍّ من سطيف وخراطة وقالمة وعين تموشنت وغيرها، إلّا تَصْدِيقًا لِطَبْعٍ مُتَأصِّلٍ في الشَّعْب الجزائري المُمَجِّد لِتَاريخِهِ ووطنه وحريته.
إنَّ الجزائرَ السَّيِّدَة، الأبيّة والمنتصرة تَبْنِي صَرْحَ حَاضِرِهَا، وَتَتَطَلَّعُ بِالعَزْمِ وَالعَمَل إلى مزيد منَ التَّنْمِيَةِ المُسْتَدَامَةِ .. تَدْفَعُهَا اليَوْم إرَادَةُ الوَطَنِيِّينَ الغَيُورِينَ على وطنهم العَامِلِينَ – في هَذِهِ المَرْحَلَةِ الدَّقِيقَةِ – على حَشْدِ قُدُرَاتِهَا لِتَثْبِيتِ مَكانَتِهَا إقْلِيميًا وعالميًا .. يُسْنِدُهَا رَصِيدٌ تَارِيخيٌّ بَاعِثٌ لِفَخْرِ الشَّعْبِ الجزائري المَجْبُولِ على الشَّجَاعَةِ .. وَإعْلاءِ مَبَادِئ الحَقِّ وَالحُرِّيَة.
وَتَمَسُّكًا بِحَقِّ شَعْبِهَا، واعْتِبَارًا لِقَدَاسَةِ إرْثِ المُقَاوَمَة وَالكِفَاح .. وَارْتِبَاطًا بنهج نوفمبر وَرِسَالَةِ الشُّهَدَاءِ الأبَدِيَّةِ، فإنَّ الجزائر لا تقبلُ – إطلاقًا – أن يكونَ ملفُّ الذّاكرةِ عُرضةً للتَّنَاسي وَالإنْكار .
إنَّ الشَّعْبَ الجزائريّ الَّذي صَنَعَ بِالأمْسِ مِنْ المُعَانَاةِ وَالتَّضْحِيَاتِ أمْجَادًا، لَنْ تُوقِفَ مَسِيرَتَهُ صُعُوبَةُ التَّحَدِّيَاتِ، وَسَيَزْدَادُ عَزْمًا في مُوَاجَهَةِ النّاقِمينَ على مَبَادِئِنا وَاستِقلالِ قَرَارِنا الوَطنيِّ، وَإفْشَالِ مَكَائِدِهَم بِمُوَاصَلَةِ التَّقَدُّمِ على طَريقِ تَحْقِيق الإنْجَازَاتِ الكُبرَى، للبُنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ في كُلّ المناطِقِ، وَتَجْسِيدِ إستراتيجيَّة وَضْعِ اقتِصَادِنا على مَسَارٍ جَدِيدٍ للاسْتِثْمَارِ الرَّشِيد في مُقَدَّراتِ الجزائرِ الهَائِلَةِ .. وَالارتِقاءْ بمُسْتَوَيَاتِ رَفَاهِ الشّعبِ الجزائريّ، الّذي انتَصَرَ بعبقريّتهِ في كلِّ المَراحِلِ على الصّعوباتِ، كَمَا تَعَلَّمَ مِنْ تَارِيخِهِ .. وَمِن الشُّهَدَاءِ الَّذين نَتَرَحَّمُ على أرْوَاحِهم الطَّاهِرَةِ في هَذِهِ المُنَاسَبَةِ الخالِدَة.
“تَحيَا الجَزائِر ”
المَجْد والخُلودُ لِشُهدائِنَا الأبرَار
والسّلامُ عَليكُم ورَحمَةُ اللهِ تَعالى وَبركاتُه.”