تغيير اسم حديقة في إيرلندا يثير غضب الاحتلال.. ما علاقة هرتسوغ الجد؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
ترددت أصداء قرار مجلس مدينة دبلن لإعادة تسمية حديقة يتسحاق هرتسوغ باسم "فلسطين الحرة" في أرجاء دولة الاحتلال، بزعم أن النقد المشروع إليها تحول إلى معاداة للسامية، وأن المشروع الصهيوني الذي يُهاجم من الخارج، يقابله ضعف من الداخل.
وذكر نير كيبنيس الكاتب في موقع ويللا أن "اسم "هرتسوغ" يعود إلى شخصين: والد الرئيس الحالي، بوغي هرتسوغ، الرئيس الأسبق للدولة، وهو من مواليد بلفاست، ونشأ في دبلن، وكذلك والده، جدّ الرئيس الحالي، الحاخام الأكبر للجالية اليهودية في أيرلندا، وقد أُطلق الاسم على الحديقة قبل أكثر من 20 عامًا، كجزءٍ من احتفالات الذكرى السنوية الـ3000 لتأسيس القدس المحتلة، أي أننا أمام لفتةٌ سياسيةٌ من مجلس مدينة دبلن، تجاه الجالية اليهودية وتجاه إسرائيل على حدٍ سواء".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "رغبة أيرلندا في التعبير عن تحفظاتها بشأن قرار سياسي من خلال اعتماد قرار سياسي جديد مشروعة، لكننا أمام سياسة خاطئة وخطيرة، ولعلها جزء من الحراك التقدمي، الذي ينظر إليه الليبراليون بعيون واسعة، في محاولة لإعادة كتابة التاريخ، وتكييفه مع المعايير الجديدة للصوابية السياسية، وقد تكون علامة على تآكل أسس المشروع الصهيوني حول العالم".
وأوضح كيبنيس أن "اعتبار تغيير اسم الحديقة على أنه جزء من انتقاد إسرائيل، كما هو الأمر بجواز انتقاد أي دولة، نظرة سطحية للقرار الإيرلندي، لأن الصور القاسية القادمة من غزة دفعت الكثيرين ممن ساندوا الإسرائيليين إلى نسيان الصور الأكثر قسوةً من هجوم السابع من أكتوبر، ولذلك يجب أن نُقرّ بحقيقة أنه في نظر الغرب، يُمكن اعتبار الرد الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة عقابًا جماعيًا لسكان مدنيين أبرياء".
وأشار الكاتب إلى أنه "من السذاجة أن يتوقع ليبرالي إسرائيلي من مواطن غربي، يُشابهه في كل شيء من الملابس، إلى الذوق الموسيقي، إلى مسلسله التلفزيوني المفضل، أن يفهم حاجته لحماية حياته في بيئة معادية، وهذا مفهومٌ بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بشعوبٍ ترى في النضال الفلسطيني من أجل الاستقلال خصائصَ مشابهة لتلك التي خاضها آباؤهم وأمهاتهم، خاصة في إقليم الباسك بإسبانيا وفي أيرلندا".
وأكد كيبنيس أن "النظرة الأوروبية الغربية للمقاومة الفلسطينية لما يعتبرونه "احتلالًا إسرائيلياً" تُشبه ما عانوه مع آبائهم من احتلالات أجنبية، وهو أمرٌ مفهوم، ويعتبرونه اضطهادا شائعا، نتيجة ارتباطٍ بين تيارين خطيرين: أولهما تيارٌ من المهاجرين المسلمين الذي يستولي ببطء على ما كان يُعرف سابقًا بأوروبا، وثانيهما من استبدلوا معاداة السامية الكلاسيكية بكراهية إسرائيل، التي يسمونها "الكيان الصهيوني القائم على الاحتلال والاستغلال".
تؤكد هذه القراءة الإسرائيلية المتشائمة أن قرار إيرلندا بتغيير اسم حديقة هرتسوغ إلى اسم فلسطين جزء من حالة تنامي كراهية دولة الاخلال المُقنّعة في صورة صراع سياسي مشروع، وكأننا أمام تهديد خارجي رافق المشروع الصهيوني منذ بدايته، وقد بلغت كراهيته في العالم ذروتها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية تسمية حديقة هرتسوغ فلسطين الاحتلال فلسطين الاحتلال ايرلندا هرتسوغ تسمية حديقة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الانسحاب مقابل العفو: المعارضة الإسرائيلية تقترب من إنهاء مصير نتنياهو السياسي
شهدت الساحة السياسية لدى الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، تصاعداً في الضغوط على الرئيس إسحاق هرتسوغ لرفض منح أي عفو لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ما لم يقرّ بذنبه وينسحب كلياً من الحياة السياسية، وذلك إثر تقدّمه بطلب رسمي لإنهاء محاكمته الجارية في عدة قضايا فساد.
وظهر زعيم المعارضة يائير لبيد في كلمة مصورة عبر منصة إكس، مؤكداً أنه لا يمكن منح نتنياهو عفواً من دون اعتراف واضح بالذنب وإظهار الندم والتنحي الفوري عن العمل السياسي.
وفي السياق ذاته، رأى زعيم حزب الديمقراطيين يائير غولان أن طلب العفو لا يتقدم به إلا "المذنب"، مشدداً على أن الصفقة المقبولة الوحيدة هي اعتراف نتنياهو بمسؤوليته ومغادرته المشهد السياسي.
أما حركة من أجل جودة الحكم، فاعتبرت أن العفو عن متهم بثلاث قضايا خطيرة تشمل الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة سيشكل ضرراً بالغاً بمبدأ المساواة أمام القانون، مؤكدة أن منح العفو أثناء محاكمة مستمرة يبعث برسالة خطيرة مفادها أن هناك من يُعامل كمواطن فوق القانون.
كما رفضت حركة إخوان السلاح الاحتجاجية خطوة العفو، ووصفتها بأنها محاولة للهروب من المحاكمة بعد سنوات من تقسيم المجتمع والتحريض على الجهاز القضائي.
على الجهة المقابلة، سارع وزراء في الائتلاف الحكومي إلى تأييد نتنياهو. ودعا وزير الخارجية في الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر إلى إنهاء محاكمة نتنياهو، معتبراً أن ذلك يخدم مصلحة الاحتلال ويمهد لوحدته الداخلية.
من جانبه، قال وزير الرياضة والثقافة ميكي زوهار إن الوقت قد حان لـ"إنقاذ الاحتلال الإسرائيلي من ملحمة المحاكمة". بينما أكد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير دعمه الكامل لنتنياهو، واعتبر أنه يستحق البراءة التامة، في حين رأى وزير الطاقة إيلي كوهين أن مصلحة الدولة تفرض إنهاء الإجراءات القضائية.
وكان نتنياهو، البالغ من العمر 76 عاماً، قد قدّم صباح الأحد طلب العفو عبر محاميه إلى مكتب الرئيس، في خطوة وصفها مكتب هرتسوغ بأنها استثنائية وتحمل تداعيات كبيرة. ويتضمن الطلب وثيقتين: رسالة مفصلة من فريق الدفاع، وأخرى موقعة من نتنياهو نفسه تؤكد، من دون اعتراف واضح بالذنب، أن المصلحة الوطنية تقتضي وقف محاكمته التي يقول إنها تمزق المجتمع داخل الاحتلال وتعرقل إدارته لشؤون الدولة في ظل التحديات الأمنية والسياسية.
وقال نتنياهو في كلمة مصورة إن سنوات التحقيق والمحاكمة عمقت الانقسام الداخلي، مشيراً إلى أن التزامه بالمثول أمام المحكمة ثلاث مرات أسبوعياً أصبح مطلباً يستحيل معه إدارة شؤون البلاد.
وأضاف أن من بين دوافعه أيضاً النداءات المتكررة من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي وجّه قبل أسابيع رسالة رسمية إلى هرتسوغ طالب فيها بمنح العفو لنتنياهو فوراً.
وبحسب مكتب هرتسوغ، سيُحال طلب العفو إلى دائرة العفو في وزارة العدل لجمع آراء الجهات المختصة، قبل أن ينتقل إلى المستشارة القانونية للرئاسة لصياغة التوصيات النهائية التي ستعرض على الرئيس لاتخاذ القرار.
ويُعد منح العفو قبل انتهاء الإجراءات القضائية أمراً نادراً في الاحتلال الإسرائيلي، ولا يحدث عادة إلا بعد اعتراف صريح بالذنب.
ويواجه نتنياهو اتهامات في ثلاث قضايا معروفة إعلامياً بالملفات 1000 و2000 و4000، من بينها تلقي هدايا ثمينة من رجال أعمال مقابل تسهيلات، وتنسيق تغطية إعلامية إيجابية مع صحيفة يديعوت أحرونوت، وتقديم امتيازات لشركة بيزك مقابل دعم إعلامي عبر موقع والا.
كما يواجه نتنياهو مذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء 70 ألفاً والجرحى 170 ألفاً خلال عامين، معظمهم من الأطفال والنساء.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن