كتبت بولا اسطيح في" الشرق الاوسط": لم يعد بيد حكومة تصريف الأعمال ، سوى ورقة الرهان على توصل قادة أجهزة استخبارات الولايات المتحدة الأميركية ومصر وقطر وإسرائيل، في اجتماعاتهم المتواصلة في باريس، إلى اتفاق يقضي بموافقة تل أبيب و«حركة حماس»، على الدخول في هدنة تفتح الباب أمام الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين؛ كون هذا الاتفاق، يُشكّل المعبر الوحيد، كما تقول مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط»، للجم اندفاع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، نحو توسيع الحرب الدائرة في قطاع غزة، لتشمل الجبهة الشمالية المشتعلة بين إسرائيل و«حزب الله» في جنوب لبنان.


وتواكب حكومة تصريف الأعمال، وفق المصادر الوزارية، الأجواء المسيطرة على النقاشات في اجتماع باريس، مبدية ارتياحها لما آلت إليه، وإن كانت النتائج النهائية تبقى في خواتيمها، مع أنها بدأت تحقق تقدُّماً لا يمكن تظهيره للعلن ما لم يُحسم الخلاف الدائر بين «حماس»، التي تطالب بالاتفاق على وقف طويل لإطلاق النار، وهذا ما أبلغته إلى القاهرة والدوحة، في مقابل إصرار إسرائيل على أن يبقى الاتفاق تحت سقف التوصل إلى هدنة برعاية مباشرة من الدول المشاركة في اجتماع باريس.

وتؤكد المصادر، أن مجرد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو لهدنة طويلة، سينعكس هدوءاً على الجبهة الشمالية، نظراً لتمسك «حزب الله» بالترابط بين الحرب في غزة والمواجهة في جنوب لبنان، وهذا ما حصل في السابق، عندما توصلت «حماس» وإسرائيل، برعاية مصرية - قطرية، إلى اتفاق على الجبهة الغزاوية، أدى إلى التهدئة لفترة زمنية وجيزة.
وتلفت المصادر الوزارية، إلى أن لبنان الرسمي يتعامل بجدية مع التهديدات الإسرائيلية التي وصلته تباعاً من الموفدين الأوروبيين، أكانوا سياسيين رسميين أو أمنيين، يتهافتون على زيارة بيروت، ويحملون في جعبتهم تحذيرات إسرائيلية من العيار العسكري الثقيل، بذريعة أن نتنياهو يتعرض لضغط من المستوطنين الذين اضطروا لمغادرة المستوطنات الواقعة على الحدود مع لبنان، مطالبين بإعادتهم إلى أماكن سكنهم الأصلية.
وتقول المصادر إن الرسائل النارية التي يحملها هؤلاء من تل أبيب، تتلازم مع ارتفاع منسوب المواجهة العسكرية بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي على طول الجبهة الشمالية، ما يدعوهم للطلب من الحكومة، الضغط على «حزب الله» لضبط النفس والامتناع عن توفير الذرائع لتوسعة الحرب، خصوصاً وأن ما يسمعونه على لسان نتنياهو وفريق حربه، لا يقتصر على تحذير لبنان من الانجرار إلى حرب مع إسرائيل، وإنما يتجاوزه إلى التهديد بشن حرب لا تقتصر على مناطق معينة في الجنوب، بل ستمتد إلى أخرى خارج هذه المناطق.
وتكشف المصادر نفسها، أن تهافت الأوروبيين، أكانوا على مستوى وزراء خارجية أو مسؤولين أمنيين، على زيارة لبنان لم يتوقف، وتؤكد أن كثيراً من الوفود الأوروبية تأتي سراً إلى بيروت وتعقد لقاءات، من دون أن يستثني بعضها قيادة «حزب الله»، كونه يمسك بزمام الأمور في الورقة الجنوبية، ويواصل مساندته لـ«حماس» والفصائل الفلسطينية في غزة،
وتضيف أن الموفدين الأوروبيين يقرأون في كتاب واحد، وهم يُسدون نصائحهم إلى حكومة تصريف الأعمال، وهي نصائح تقع في شقين أساسيين لا يمكن الفصل بينهما: الأول يتمحور حول امتناع «حزب الله» عن أخذ المبادرة بتوسعة الحرب، وهذا ما يلتزم به، ويشاركه في الرأي حلفاؤه في محور الممانعة، وصولاً إلى إيران. ويتعلق الثاني بضرورة تهيئة الظروف الأمنية والسياسية لتطبيق القرار الدولي «1701»، بوصفه الناظم الوحيد لإعادة تحديد الحدود بين لبنان وإسرائيل، شرط التزامها بإخلاء النقاط التي لا تزال تحتلها، وتقع ضمن خط الانسحاب المعترف به دولياً.
وتؤكد المصادر الوزارية، أن الموفدين الأوروبيين، على اختلاف مناصبهم، يولون أهمية للدور الذي يُفترض أن يناط بالجيش اللبناني، بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل»، لضبط الوضع في الجنوب، بدءاً بمنطقة جنوب الليطاني، شرط أن تكون خالية من أي وجود مسلح غير شرعي. وتقول: تبدي دول الاتحاد الأوروبي، ومعها الولايات المتحدة الأميركية، كل استعداد لتطوير برامج المساعدات العسكرية واللوجيستية للجيش، إضافة إلى توفير الدعم المالي الذي يحتاج إليه لفتح دورات لتطويع عسكريين لصالحه، للتعويض عن النقص وتعزيز انتشاره في الجنوب.
وفي هذا السياق، تتعاطى المصادر الوزارية بجدية مع الدور المولج به الوسيط الرئاسي الأميركي آموس هوكستين لجهة مواصلة وساطته بين بيروت وتل أبيب، ليعيد الاعتبار لقرار «1701»، من خلال تطبيقه الذي يؤدي إلى تثبيت وقف إطلاق النار بصورة نهائية، خصوصاً وأن رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، ومعه وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، يتعاطيان بإيجابية مع العرض الأمني الذي أعده للشروع بتطبيقه، بعد أن مضى على صدوره أكثر من 17 عاماً، وكان وراء وقف حرب تموز 2006.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

مقتل مدني في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان  

 

 

بيروت- قتل مدني الثلاثاء 11يونيو2024، جراء قصف إسرائيلي على جنوب لبنان، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام ومؤسسة رسمية يعمل فيها، بعد ساعات من نعي حزب الله ثلاثة من مقاتليه قضوا بضربات استهدفت ليلاً شرق البلاد، قرب الحدود مع سوريا.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن مدنياً "فارق الحياة" بعد إصابته "بجروح خطرة" جراء غارة "نفذتها طائرة مسيرة معادية في الناقورة".

ونعت مؤسسة مياه لبنان الجنوبي صالح أحمد مهدي الذي قالت إنه "استشهد أثناء قيامه بواجبه لضمان استمرارية التغذية بالمياه" في الناقورة. ودعت في بيان "المؤسسات الرسمية المعنية والجهات الدولية لاستنكار الجريمة والضغط على العدو لوقف اعتداءاته على موظفي وعمال القطاعات الحيوية والاغاثية فوراً".

واشتدّ تبادل إطلاق النار في الأسابيع الأخيرة مع تصعيد حزب الله هجماته وتنفيذ الجيش الإسرائيلي غارات في عمق الأراضي اللبنانيّة، آخرها ليل الاثنين الثلاثاء في منطقة البقاع (شرق).

وأعلن حزب الله في بيان الثلاثاء استهدافه "بعشرات صواريخ الكاتيوشا" ثكنة يردن الواقعة في هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل، "رداً على اعتداء العدو الصهيوني الذي طال منطقة البقاع".

ونعى الحزب في بيانات منفصلة ثلاثة من مقاتليه. وقال إن كلّاً منهم "ارتقى شهيداً على طريق القدس"، وهي عبارة يستخدمها لنعي مقاتليه الذين يُقتلون بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد عبر الحدود. وأكد مصدر مقرب من الحزب إن المقاتلين الثلاثة قضوا في الضربات الإسرائيلية على منطقة الهرمل.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن صباح الثلاثاء أن طائراته الحربية أغارت خلال الليل على مجمع عسكري في منطقة بعلبك (شرق) تابع "لوحدة التعزيز اللوجيستي" في حزب الله التي قال إنها مسؤولة عن "تهريب الأسلحة من وإلى لبنان". وأشار الى أنّ القصف طال موقعين في المنطقة وذلك "رداً على إسقاط" حزب الله طائرة مسيّرة الإثنين.

وأدى القصف الى تدمير مبنى بالكامل في منطقة الهرمل، على مسافة نحو 140 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية، وفق ما نقل مراسل فرانس برس.

وبحسب مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، طالت إحدى الضربات الإسرائيلية قافلة مؤلفة من شاحنات وصهاريج عند الحدود السورية اللبنانية، حيث ينتشر حزب الله على جانبي الحدود، ما أسفر كذلك عن مقتل ثلاثة سوريين من العاملين مع الحزب.

وأعقب القصف ليل الاثنين الثلاثاء إعلان حزب الله في بيان أنه أسقط "مسيّرة من نوع هيرمز 900 مسلّحة بصواريخ لتنفّذ بها اعتداءات على مناطقنا" في الأجواء اللبنانية. وأوضح أنه عند "وصولها إلى دائرة النار"، استهدفها مقاتلوه "بأسلحة الدفاع الجوّي ... وأصابوها إصابة مباشرة وتم إسقاطها".

وسبق لحزب الله أن أعلن خلال الأشهر الماضية إسقاط أربع مسيّرات اسرائيلية من نوع هيرمز 450 وهيرمز 900.

وتصاعدت وتيرة الضربات في الأسابيع القليلة الماضية بين إسرائيل وحزب الله، ما أشعل حرائق عند جانبَي الحدود اللبنانية الإسرائيلية وأثار مخاوف من حرب شاملة.

وخلال ثمانية أشهر من القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله، أسفر التصعيد عن مقتل 463 شخصا على الأقل في لبنان بينهم 302 من حزب الله وقرابة 90 مدنياً، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسميّة لبنانيّة.

وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكريا و11 مدنيا.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يتوعد.. نسعى للجم إسرائيل عن شن حرب ضد لبنان
  • مفاجأة كبيرة... سلاح لدى حزب الله يُشكّل خطراً على إسرائيل
  • مقتل مدني في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان  
  • بيرم من باريس: لبنان لا يُحكم من طائفة ولا من حزب
  • المرصد السوري: 5 قتلى من حزب الله في الغارات الإسرائيلية بمنطقة القصير الحدودية مع لبنان
  • تقرير لـThe Telegraph: هذه هي خيارات إسرائيل للحرب مع حزب الله..
  • هذا الأمر وحده يلجم الغطرسة الإسرائيلية
  • مؤشرات متباينة.. هل تجتاح إسرائيل الأراضي اللبنانية؟
  • تفاصيل ميدانية.. هل بإمكان إسرائيل تدمير حزب الله عسكرياً؟
  • آخر رسالة ميدانية لـحزب الله.. تهدئة بعد تصعيد؟