قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إنه إذا كان لكل أمة ثروة تعتز بها، ورصيد تدخره لمستقبلها وقوة تبني عليها مجدها ونهضتها، فإن في مقدمة هذه الثروة الشباب الذي يعد الدعامة الأساسية في المجتمع، والثروة الحية الحقيقية فيه، والأمل المرتجى على الدوام، وإن من مظاهر التحضر والرقي لدى الأمم أن تعنى بالشباب، وأن تهيئ لهم ما يجعلهم رجالا أكفاء أقوياء تقوم الأوطان على سواعدهم.

وأضاف وكيل الأزهر خلال كلمته بالملتقى الدولي الثامن للشباب، للندوة العالمية للشباب الإسلامي، والذي جاء تحت عنوان" الشباب والمسؤولية المجتمعية"، أن الله أثنى على أهل الإيمان الذين أووا إلى الكهف فذكر أول صفاتهم أنهم شباب، قال الله تعالى: {إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى}، وكان النبي ﷺ محاطا بشباب الصحابة الذين نقلوا نور الوحي إلى الدنيا، وكثيرا ما كان صلى الله عليه وسلم يكلفهم للقيام بعدد من المهام الجسام؛ فكان الصحابي الجليل مصعب بن عمير أول سفير للإسلام في المدينة يعلم أهلها، وكان الصحابي الجليل أسامة بن زيد قائد جيش، ولم يتجاوز عمره ثمانية عشر عاما، رضي الله عن الصحابة أجمعين.

وأردف الضويني أن الإسلام عني بالشباب عناية تامة فأعلى من قيمتهم، وزكى نفوسهم، ووجه قلوبهم وأفكارهم ومشاعرهم، وراعى طاقاتهم، ووضع السبل التي تعينهم على تسخير تلك الطاقة في الخير والمعروف، وبما يعود عليهم بالفائدة في أنفسهم وأوطانهم، وبما ينفعهم في الدنيا والآخرة، وهذا ما قدمه الإسلام ورسول الإسلام حين جعل أركان الدولة قائمة على أكتاف الشباب وجهودهم، علماء ودعاة وأمراء وقادة، ممن تنطق كتب التاريخ بآثارهم.

وتابع أنه إذا تحدثنا عن منهج النبوة في توجيه طاقات الشباب؛ فإننا نحمد لقياداتنا الواعية ومؤسساتنا الوطنية أنها تدرك أهمية هذه المرحلة، وأنها تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتمكين الشباب واستثمار طاقاتهم، وحينما نتكلم عن الشباب والمسؤولية المجتمعية فنحن بهذا نأخذ بأيديهم إلى الطريق الصحيح، الطريق الذي ينبي في نفوسهم حب الوطن والناس والحياة.

وبيّن وكيل الأزهر أن المسئولية التزام أخلاقي يبدأ بالوعي بأن يعرف الإنسان دوره وما هو مطلوب منه فيلزم به نفسه أولا، ويكتمل بالسعي فيفي بعد ذلك بالتزامه، فهي قيمة يحتاج الناس إليها دائما، ولولاها لعاش الناس في فوضى تدمر ما حولها، وإن هذه المسؤولية – وإن كانت ملقاة على عاتق كل فرد – فهي منوطة بالشباب بالدرجة الأولى؛ لأنهم قاطرة عمليات التغيير في المجتمعات، وفي عزلتهم تراجع الأمة وضعفها، ونحن عندما نقول "شخص مسؤول" نعني بذلك مسؤوليته ذات الأبعاد المختلفة المتصلة به وببيئته وبمجتمعه ثم بأمته.

وأكد الضويني أنه إذا استقر الإحساس بالمسئولية في قلب الإنسان انبثق من هذا المعنى شعور عميق بعظم ما يتحمله ويؤديه، فيسعى جاهدا للقيام بما تفرضه المسئولية من أعمال على أكمل وجه بما لديه من استعداد فطري، ولقد خلد القرآن هذه النماذج المبادرة التي أحست بواقعها وفهمت الواجب فيه، ولم تتأخر عنه، فهذا رجل يذكره القرآن فيقول: ﴿وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين﴾، وأكاد أشعر أن كلمة «يسعى» تحمل معها معاني كثيرة من بذل هذا الرجل المسئول جهده لحماية قومه من الهلاك، وحرصه على نجاتهم، وحبه للدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والخير، ولا أتصور أن تكون الشخصية المؤمنة إلا على هذه الصورة من المسئولية والإيجابية التي تسعى بالرحمة والإشفاق وإرادة الخير للناس.

وأوضح وكيل الأزهر أن مفهوم المسئولية المجتمعية وإن بدا معاصرا فإن أصوله في الإسلام، وذلك واضح من خلال قراءة عطاء الإسلام قراءة معاصرة، والذي ينبغي أن يُعرف هو أن المسؤولية الاجتماعية مفهوم أصيل في الإسلام، سبق الإسلام بها الأفكار والنظم المعاصرة، وهي واجب ديني، وضرورة حياتية، لا تستغني عنه المجتمعات، وأن قيام المسلمين بأداء هذه المسئولية المجتمعية ليس تقليدا لنظم وافدة أو تنفيذا لاتفاق عالمي أو دعوات من فلسفات مستوردة، بل هو نوع من العبادة الواجبة، فالله عز وجل هو الذي أمر بالسعي في الأرض بالمعروف والخير، ورسول الله ﷺ هو الذي نقل أوامر الوحي إلى سلوك عملي حياتي.

وأضاف فضيلته أنه ليس من المبالغة قول أن المسئولية المجتمعية في الإسلام أكثر تميزا وتفردا؛ وذلك لأن القيام بالمسؤولية الاجتماعية وما تفرضه من أعمال إنما هو محاولة لعلاج فشل الفلسفة المادية والرأسمالية التي سادت في كثير من البلاد، وسكنت كثيرا من العقول، والتي لم تستطع تحقيق العدالة الاجتماعية، ثم إن الشركات والهيئات والمنظمات حين تتبنى المسئولية المجتمعية فإنما تسعى إلى تأكيد وجودها في سوق المادة، وتحقيق الأرباح، وإثبات المصداقية والموثوقية في أعمالها، فالباعث على المسئولية المجتمعية باعث مادي بحت.

وتابع الدكتور الضويني أنه في المنظور الشرعي، فالباعث على القيام بما تفرضه المسئولية المجتمعية من أعمال هو روحي مستقى من أنوار الوحي، فالتكليف الشرعي الرباني هو الذي يوجه الإنسان إلى القيام بهذه المهام، فيباشرها الإنسان استجابة لأمر الله وطلبا للثواب، ومن تأمل شريعة الإسلام وجد أن بعض أعمال المسئولية المجتمعية قد أعلت من مكانتها أوامر الشريعة فجاءت في رتبة الفريضة، وإذن فليست المسئولية المجتمعية مستحدثة كما في الأنظمة الوضعية، وإن كان هذا لا يعيبها، ولكن مبادئ المسؤولية الاجتماعية متأصلة في الإسلام من خلال آيات قرآنية و أحاديث شريفة و قواعد فقهية.

وشدد وكيل الأزهر على أن المسئولية المجتمعية لا تتوقف عند صورة واحدة من صور العطاء والنفع، وإنما تتعدى العمل الخيري والتطوعي أو الهبات المالية إلى بناء المساجد والمراكز التعليمية والصحة وكفالة الأيتام والأرامل ورعاية المسنين، والحفاظ على حقوق الأجراء، وكذلك حماية الموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة من مختلف أشكال الفساد، والمشاركة في التنمية الاجتماعية و الاقتصادية، كما أن المسئولية المجتمعية في الإسلام لا تتوقف عند الناحية المادية فحسب، فتعمل على توفير السلع أو الخدمات أو الأموال، ولكن تتسم المسئولية المجتمعية في الإسلام بنظرة شمولية فتشمل إلى جانب النواحي المادية النواحي الأدبية والروحية والعاطفية والعقائدية من حب و تعاطف و أمر بالمعروف و نهي عن المنكر.

وبيّن أن المتأمل لأحاديث سيدنا رسول الله ﷺ يجد أنها أصلت للمسؤولية المجتمعية، فقوله ﷺ: «مثل القائم في حدود الله، والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا»، يفهم منه ضرورة أن يأخذ بعضنا بيد بعض، وألا نترك من يفسد في المجتمع دون توجيه ونصح، وتأملوا قول سيدنا رسول الله ﷺ: «وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا» ففيه تربية للناس بعدم إقصاء المخطئ، والتعاون على المعروف، وضرورة أن يهتم بعضنا ببعض؛ سواء أكان هذا على محيط الأفراد أو المجتمعات، وهذا لا يتحصل  إلا إذا تحقق كل فرد من أفراد المجتمع بالمسؤولية التي حث عليها الحديث الشريف.

وأوضح وكيل الأزهر أن المسؤولية الاجتماعية من المنظور الإسلامي أكثر عمقا؛ وذلك لأنها لم تهمل أي فرد من أفراد المجتمع، بل تنظر الشريعة إلى أفراد المجتمع كلهم على أنهم مسئولون، وتأملوا كيف أعلن ذلك في صراحة ووضوح رسول الله ﷺ حين قال: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته..» إنه ﷺ لم يكتف باللفظ الدال على العموم، وهو قوله «كلكم»، وإنما ضم إليه نماذج من الحياة على تفاوت بينها، ولو أنه وقف عند الأغنياء أو أصحاب القرار لكان مقبولا أيضا، ولكنه لم يرض إلا أن يجعل الرجل مسئولا والمرأة مسئولة، وحتى الخادم جعله مسئولا، فسبحان من علمه، وإذا كان المجتمع كله مسئولا فإن الشباب وهم أصحاب القوة البدنية والعقلية والصحية أكثر مسئولية من غيرهم.  

وشدد الضويني أن بث روح المسؤولية المجتمعية لدى الشباب يحتاج منا إلى وضع أرضية صلبة بيننا وبينهم أساسها الثقة والمحبة والمشاركة، وأن ننمي فيهم روح حب الوطن؛ لأجل أن يتفهم الشباب المجتمع من حولهم ويتعرفوا على عاداته وتقاليده واتجاهات التفكير فيه، وآمال الناس وطموحاتهم، مع بث روح العمل العام فيهم، وإدراكه مدى أهمية هذا الدور، ويجب علينا أن نصدر لهم القدوة الصالحة من المعلمين والمعلمات، وأن نفعل قنوات التواصل معهم، وأن نعلمهم معنى القدوة الحسنة، التي تجمع بين العلم والأخلاق، وهذا ركن ركين في بث روح المسؤولية المجتمعية، فمنه يتعلم الشباب حقيقة المسؤولية، وأنه راع ومسؤول عن رعيته.

وأكد وكيل الأزهر أنه يجب علينا أيضا أن ننشر برامج التوعية الأسرية التي توعي الآباء بدورهم الحقيقي، فالأسرة هي المكان الأول الذي يتعلم فيه الشخص القيم والمبادئ والمهارات اللازمة لتحمل المسؤولية، وفي هذه البرامج نعلم الآباء تعزيز الإيجابية في نفوس أبنائهم وتحميلهم المسؤولية منذ الصغر، فالتعليم في الصغر كالنقش في الحجر، وإن الواجب على مؤسسات المجتمع أن تربي أجيال الشباب على تحمل مسؤولياته، وأن تعزز ثقته بنفسه، وأن تغرس فيهم الشعور بالانتماء لأمتهم والاعتزاز بهويتهم الإسلامية، وأن توجد لهم مسارات مجتمعية صحيحة؛ حتى لا توظف طاقاتهم في خدمة مشاريع مضادة للهوية.

واختتم وكيل الأزهر كلمته بتوجيه خطاب للشباب قائلا: أيها الشباب، أنتم مسئولون، ولستم صغارا كما يقال لكم، بل أنتم كبار بدينكم وقيمكم والتزامكم وأخلاقكم، وإن المجتمع يناديكم، وإن الأمة تدعوكم، فعليكم أن تعرفوا الأسس والمبادئ والقيم التي تسهم في صياغة شخصياتكم وصقلها.

وأن تعيشوا لهدف أسمى وأرقى وأبعد من النظرة القاصرة، وأن تقوموا بواجب الاستخلاف في الأرض وعمارتها وفق شرع الله تعالى، وأن تستشعروا هموم المسلمين وآلامهم، وآمالهم وطموحهم، وأن تتحلوا بروح المبادرة فتكونوا لبنة في بناء مجد الأمة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المسؤولیة الاجتماعیة المسئولیة المجتمعیة المسؤولیة المجتمعیة وکیل الأزهر أن أن المسئولیة فی الإسلام الله ﷺ

إقرأ أيضاً:

أقام نيابة عن الملك حفل الاستقبال السنوي لضيوف الرحمن.. ولي العهد: شرفنا الله بخدمة الحرمين وندرك عظم المسؤولية

البلاد – منى
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ أقام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في الديوان الملكي بقصر منى، أمس (السبت)، حفل الاستقبال السنوي لأصحاب الفخامة والدولة، وكبار الشخصيات الإسلامية، وضيوف خادم الحرمين الشريفين، وضيوف الجهات الحكومية، ورؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحجاج، الذين أدوا فريضة الحج لهذا العام؛ يتقدمهم فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وفخامة الرئيس الدكتور محمد معز رئيس جمهورية المالديف، ونائبة رئيس جمهورية بنين السيدة مريم شابي تالاتا زيمي بيريما، والرئيس الصومالي الأسبق السيد شريف شيخ أحمد.
وألقى سمو ولي العهد كلمة بهذه المناسبة قال فيها:“ نيابة عن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- يطيب لنا من جوار بيت الله الحرام، أن نهنئكم وجميع المسلمين في أنحاء العالم بعيد الأضحى المبارك، سائلين المولى- سبحانه- أن يتقبل من الحجاج حجهم وصالح أعمالهم. لقد شرَّف الله تعالى هذه البلاد بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديها، من حجاج ومعتمرين وزائرين ووضعت المملكة العربية السعودية ذلك في مقدمة اهتماماتها، وسخرت جميع قُدراتها لخدمة ضيوف الرحمن والتيسير عليهم، ليؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة. وسوف تواصل المملكة بعون الله وتوفيقه، مُدركة عِظم المسؤولية وشرف الخدمة، هذا الأمر”.
وأضاف سموه:“ يأتي عيد الأضحى المبارك هذا العام، ومعاناة إخوتنا في فلسطين مستمرة؛ نتيجة العدوان الإسرائيلي، ونشدد على دور المجتمع الدولي، في إنهاء التداعيات الكارثية لهذا العدوان، وحماية المدنيين الأبرياء، وإيجاد واقع جديد، تنعم فيه فلسطين بالسلام؛ وفقًا لقرارات الشرعية الدولية. ونسأل الله- تعالى- أن يديم على بلادنا، وعلى سائر بلاد المسلمين والعالم الأمن والاستقرار، وأن يتقبل من حجاج بيت الله الحرام حجهم، وأن يعيدهم إلى أهاليهم سالمين. وكل عام وأنتم بخير”.
وألقى وزير الحج والعمرة رئيس لجنة برنامج خدمة ضيوف الرحمن الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، كلمة استعرض فيها الاستعدادات لموسم حج هذا العام، التي بدأت مع نهاية موسم حج العام الماضي، بإشراف من خادم الحرمين الشريفين، وبدعم وتوجيهات ومتابعة شخصية من سمو ولي العهد؛ ما أدى إلى ارتقاء منظومة الحج إلى مستوياتٍ غير مسبوقةٍ من التكامل والكفاءة، مشيرًا إلى أنه بإشراف لجنة الحج العُليا برئاسة سمو وزير الداخلية، ومتابعة مكتب إدارة مشاريع الحج (Hajj PMO)، توحد الأداء، وتكاملت الجهود، وارتفعت كفاءة التنسيق، وتم فتح التعاقد المباشر لبعثات الحج، وأبرمت أكثر من 670 اتفاقية خدمةٍ، ليتاح التنوع في الخيارات وبجودةٍ عاليةٍ.
وتناول الدكتور الربيعة، أبرز ما تم إنجازه في حج هذا العام، حيث نُفّذ في مجال الطاقة 46 مشروعًا جديدًا؛ لتعزيز المنظومة الكهربائية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة؛ أسهمت بزيادة السعة الكهربائية في المشاعر بنسبة (75 %)، بقيمةٍ إجماليةٍ تجاوزت 3 مليارات ريال، وفي قطاع النقل استُقبلت أكثر من 7 آلاف رحلة طيرانٍ من 238 وجهًة عالمية، وجرى تشغيل 4700 رحلةٍ عبر قطار الحرمين، و2500 رحلةٍ بقطار المشاعر، وبمشاركة أكثر من 20 ألف حافلة نقلٍ، إضافة إلى إطلاق الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة المركز العام للنقل، الذي يمثل المركز الموحد لحركة النقل في مكة والمشاعر.
وأما في المجال الصحي، فقد زادت السعة السريرية بأكثر من 60%، حيث افتُتح مستشفى طوارئ، وجُهزت 71 نقطة تدخل سريع في المشاعر، وارتفعت القدرات الإسعافية إلى أكثر من 3 أضعاف عما كانت عليه العام الماضي، فيما تم في قطاع البنية التحتية تظليل أكثر من 300 ألف متر مربع، منها 170 ألفًا مخصصة لمسار الحجاج، وزراعة 23 ألف شجرة، وتلطيف الأجواء في المواقع الرئيسة؛ بهدف تقليل الإجهاد الحراري وتعزيز راحة ضيوف الرحمن، بالإضافة إلى ذلك تم تطوير تطبيق “نسك” لتقديم أكثر من 130 خدمةٍ رقميةٍ، تيسر على الحاج رحلته من التأشيرة حتى العودة، فيما عملت منصة “نسك مسار الرقمية” على تنظيم التعاقدات، وإصدار التأشيرات، وتوحيد الإجراءات مع الجهات المختصة. وفي القطاع الأمني، جاءت حملة ” لا حج بلا تصريحٍ” لترسيخ الانضباط، وحماية الحجاج النظاميين، وتيسير إدارة الحشود في بيئةٍ آمنةٍ.
عقب ذلك، ألقيت كلمة رابطة العالم الإسلامي ألقاها الأمين العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد بن أحمد حسين، أكد فيها أن من أهم مقاصد الإسلام ومنافع الحج الحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية، وتقوية أواصر الأخوة الإيمانية، وتعزيز المودة والتعاون والمحبة بين المسلمين؛ بمختلف مذاهبهم وألوانهم وأجناسهم ولغاتهم وأوطانهم، لتضيق دائرة الخلافات وتتقارب المسافات وتتآلف القلوب وتجتمع الكلمة وتتحقق أخوة الدين.
وقال:“ إن المملكة بلغت مكانة عالية في قلوب المسلمين، فعملت بثقلها الكبير على توحيد صفوف المسلمين، وتحقيق تطلعات الدول والشعوب المسلمة، من خلال منهج حكيم ومتوازن؛ تتجلى فيه الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف في بعده الوسطي واعتداله المنهجي، وسعت إلى نشر ثقافة التصالح والتسامح والوئام، والنظر للمستقبل بأفق واعد مفعم بروح الأخوة والتضامن”.
وأضاف الشيخ محمد بن أحمد حسين، قائلًا:” أعبر عن مشاعري ومشاعر كل عربي ومسلم عن وافر التقدير وبالغ التثمين للمملكة على الوقفات التاريخية في دعم ونصرة القضية الفلسطينية، وقيادة المملكة المشرفة للجهود الدولية؛ لإيقاف فظائع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ومسلسل التدمير والتجويع الذي ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي، فضلاً عن المهام الكبيرة الأخرى، التي تضطلع بها المملكة انطلاقًا من قيمها ومبادئها الإسلامية والعربية والإنسانية؛ لحشد التأييد الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية”.
وألقى وزير الأوقاف في الجمهورية العربية السورية الشيخ محمد أبو الخير شكري، كلمة رؤساء مكاتب شؤون الحج، عبر فيها عن الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين، ولسمو ولي العهد- حفظهما الله- على الجهود الاستثنائية والنوعية، التي تقدم لحجاج بيت الله الحرام.
وقال:” إن موسم حج هذا العام 1446هـ يأتي استمرارًا للنهج الراسخ للمملكة في التيسير على الحجاج، وتجسيدًا لرسالتها الخالدة في خدمة الإسلام والمسلمين، والشرف التاريخي الأصيل لقيادة وشعب هذه البلاد المباركة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما”.
وأضاف:” إن ما نراه من تطوير شامل ومستدام للبنية التحتية، ومنظومة الخدمات الذكية، واستخدام أحدث التقنيات في إدارة الحشود، دليل على رؤية المملكة الطموحة 2030 وأثرها الذي تحقق قبل أوانه”، مشيرًا إلى أن حجاج بيت الله الحرام لمسوا جميعًا التسهيلات الكبيرة، التي قدمتها منظومة خدمة ضيوف الرحمن، للتيسير عليهم وذلك بالاعتماد على أحدث الأنظمة الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية، إضافة إلى التنافسية العالية بين مزودي الخدمات؛ ما انعكس إيجابًا على جودة الخدمات المقدمة، وأسهم في تحسين رحلة الحاج بشكل غير مسبوق.
حضر الحفل، عدد من الأمراء والمسؤولين والإعلاميين.

مقالات مشابهة

  • أقام نيابة عن الملك حفل الاستقبال السنوي لضيوف الرحمن.. ولي العهد: شرفنا الله بخدمة الحرمين وندرك عظم المسؤولية
  • ولي العهد: المملكة ستواصل خدمة ضيوف الرحمن مدركة عظم المسؤولية وشرف الخدمة
  • وكيل مديرية الصحة بأسيوط يتفقد سير العمل بالمستشفيات والمركز الإقليمي لنقل الدم
  • وكيل صحة أسيوط يتفقد سير العمل بالمستشفيات والمركز الإقليمي لنقل الدم خلال إجازة عيد الأضحى
  • وكيل رياضة أسيوط يشارك المواطنين فرحتهم فى ثانى أيام عيد الأضحى بمركز شباب بديروط
  • وكيل رياضة أسيوط للفجر: 622 ألف متردد على مراكز شباب المحافظة في أول أيام عيد الاضحى
  • وكيل صحة أسيوط يترأس حملة لمتابعة المنشآت الصحية خلال أجازة عيد الأضحى
  • المالية النيابية تكشف عن تسريع العمل بحقل غازي وسط العراق
  • في اليوم العالمي للبيئة.. آداب حضارية وضعها الإسلام لنحر الأضاحي
  • محمد بن راشد: يوم عرفة.. يوم الحج الأعظم.. خير أيام الإسلام