صوت البرلمان الإثيوبي اليوم الجمعة على تمديد حالة الطوارئ في إقليم أمهرة الذي شهد خلال الشهور الماضية اشتباكات دموية بين الجيش الإثيوبي وميليشيات فانو.

يأتي القرار في الوقت الذي تواصل فيه المنطقة صراعًا عسكريًا على مستوى المنطقة يشمل قوات الدولة الفيدرالية والإقليمية من ناحية وميليشيا فانو من ناحية أخرى.

وجاء تمديد الطوارئ في أمهرة بمقترح قدمه وزير العدل الإثيوبي جيديون تيموثيوس الذي أكد خلال الاجتماع على ضرورة التمديد، بحسب ما أوردته صحيفة "أديس ستاندرد" الإثيوبية.

وبعد "التداول الشامل"، أيد مجلس النواب الاقتراح، وحصل على أغلبية الأصوات المؤيدة له مقابل صوتين معارضين، وقال البرلمان الإثيوبي كذلك إن تمديد حالة الطوارئ يهدف إلى الحفاظ على "سلام وأمن الشعب" وسط الصراع العسكري المستمر على مستوى المنطقة.

وأعلنت الحكومة الإثيوبية في البداية فرض حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر في أغسطس 2023، وقالت إن القرار "ضروري لتنفيذ إجراءات الطوارئ الرامية إلى الحفاظ على السلم والأمن العام وإنفاذ القانون والنظام".

وبحسب البيان الصادر عن مجلس الوزراء آنذاك، فقد تصاعد المشهد الأمني داخل إقليم أمهرة إلى “يشكل تهديدا للأمن القومي والسلامة العامة”، مما يستوجب إعلان حالة الطوارئ رسميا.

وسبق إعلان حالة الطوارئ في أغسطس سلسلة من عدم الاستقرار في الولاية الإقليمية بدأت باحتجاجات حاشدة في العديد من المدن الكبرى ضد قرار الحكومة الفيدرالية إعادة تنظيم القوات الخاصة الإقليمية إلى شرطة نظامية وجيش وطني.

وسرعان ما تدهورت الاحتجاجات لتتحول إلى اشتباكات واسعة النطاق وحالة من عدم الاستقرار واغتيال رئيس حزب الازدهار الحاكم في المنطقة، جيرما يشيتيلا، في 27 إبريل.

وفي 28 أبريل، أعلنت فرقة العمل المشتركة للأمن والاستخبارات الإثيوبية أنها بدأت "اتخاذ إجراءات حاسمة" ضد "القوى المتطرفة" التي اتهمتها "بمحاولة السيطرة على سلطة الدولة الإقليمية من خلال تدمير النظام الدستوري في ولاية أمهرة الإقليمية".

وأصبحت ولاية أمهرة الإقليمية منذ ذلك الحين مركزًا للنزاع العسكري الأخير الذي شاركت فيه القوات الحكومية والجماعات المسلحة التي اجتاحت أجزاء كبيرة من الولاية الإقليمية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حالة الطوارئ في إقليم أمهرة اثيوبيا إقليم أمهرة البرلمان الإثيوبي الجيش الإثيوبي ميليشيات فانو حالة الطوارئ الطوارئ فی

إقرأ أيضاً:

خيارات ترامب الإسرائيلية تدحرج كرة الحرب الإقليمية

اعتمد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أأمس الخميس، قرارا يدين إيران بـ"عدم الامتثال" لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، كمقدمة لفرض مزيد من العقوبات وإحالة ملفها إلى الأمم المتحدة، واليوم الجمعة سارع الاحتلال لإطلاق هجوم مدمر طال منظومة القيادة والسيطرة لدى القيادة الإيرانية ومركز الثقل داخل النظام السياسي.

فالنص الذي أعدته لندن وباريس وبرلين وواشنطن أيّدته 19 دولة من أصل 35، ورفضته الصين وروسيا وبوركينافاسو وامتنعت عن التصويت 11 دولة، كان يعني أن القرار لن يرى النور في مجلس الأمن بفعل الفيتو الروسي الصيني، لكنه لن يمنع العقوبات الأوروبية من أن تجد طريقها إلى إيران كما لم يمنع توجيه الكيان الإسرائيلي ضربات للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

التصعيد الأمريكي الإسرائيلي الأوروبي يكاد يتجاوز الهدف المعلن بالضغط على طهران لتقديم تنازلات جوهرية تتعلق بتخصيب اليورانيوم؛ إلى هدف أبعد يتهدد وجود النظام الإيراني وبقاءه وعلى نحو يرشح المنطقة للانزلاق إلى أتون حرب إقليمية طويلة؛ تتورط فيها إدارة دونالد ترامب حال تمكن إيران من الرد
النتيجة النهائية لقرار الوكالة الدولية أشارت إلى تعادل ميزان القوى بالنسبة لإيران في المحافل الدولية، غير أن ميزان القوى الفعلي على الأرض كان شديد الاختلال لصالح الكيان الإسرائيلي الذي وجد فرصة في قرار الوكالة الدولية للطاقة وفي الموقف الأوروبي والضوء الأخضر الأمريكي، لتنفيذ هجوم واسع على إيران وبرنامجها النووي.

الجولة لم تنته عند حدود الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد أن أعقبها تصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبّر فيه عن تراجع ثقته بإمكانية التوصل لاتفاق مع الجانب الإيراني وتحذيره إيران من عواقب ذلك، بالتزامن مع تسريب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية خبرا عن وصول المفاوضات النووية إلى طريق مسدود وإتمام الكيان الإسرائيلي استعداداته لتوجيه ضربة لإيران محدودة، بعد جولة المفاوضات الأحد المقبل في العاصمة العمانية مسقط.

محاولة إيران على لسان وزير دفاعها العميد عزيز زاده ردع الكيان الإسرائيلي وإحراج الولايات المتحدة بتهديدِها استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة حال فشل جولة المفاوضات النووية لم تؤت أُكلها اليوم الجمعة، فالضربة الإسرائيلية الصاعقة جاءت مباغتة لمركز الثقل في النظام الإيراني على نحو تسبب بشلل عسكري وسياسي لم تتضح بعد أبعاده.

التصعيد الأمريكي الإسرائيلي الأوروبي يكاد يتجاوز الهدف المعلن بالضغط على طهران لتقديم تنازلات جوهرية تتعلق بتخصيب اليورانيوم؛ إلى هدف أبعد يتهدد وجود النظام الإيراني وبقاءه وعلى نحو يرشح المنطقة للانزلاق إلى أتون حرب إقليمية طويلة؛ تتورط فيها إدارة دونالد ترامب حال تمكن إيران من الرد والتقاط أنفاسها، الأمر الذي لا يتوقعه الجانب الأمريكي والإسرائيلي؛ كون الرهان الأمريكي على تكرار نموذج حزب الله في لبنان حاضرا وبقوة حتى لحظة كتابة هذه السطور.

استهداف النظام الإيراني وجوديا إغراء يكتسب بريقا بفعل الصدمة الإيرانية وغياب الرد والفعل الدفاعي المؤثر، إذ ألمحت التسريبات الأمريكية الإسرائيلية وضعف الرد الإيراني ومحدودية تأثيره حتى اللحظة إلى وجود نقاشات أمريكية إسرائيلية لاستهداف النظام الإيراني وجوديا، وهو ما شجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التلميح عبر حسابه على شبكة "تروث سوشال" لإمكانية استهداف المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، بتحذيره من ضربة أقوى في حال رفضت إيران تقديم تنازلات جوهرية.

التصعيد الأمريكي الإسرائيلي الأوروبي يكاد يتجاوز الهدف المعلن بالضغط على طهران لتقديم تنازلات جوهرية تتعلق بتخصيب اليورانيوم؛ إلى هدف أبعد يتهدد وجود النظام الإيراني وبقاءه وعلى نحو يرشح المنطقة للانزلاق إلى أتون حرب إقليمية طويلة؛ تتورط فيها إدارة دونالد ترامب حال تمكن إيران من الرد
نتنياهو دحرج كرة الحرب بحجة تحسين شروط التفاوض مع طهران، غير أن المواجهة عرضة لأن تتطور إلى أفعال وردود فعل متتابعة يصعب ضبطها والسيطرة عليها؛ على نحو يورط الإدارة الأمريكية في مواجهة مكلفة اقتصاديا وطويلة عسكريا ولن تتوانى الصين وروسيا عن الاستثمار فيها إن تمكنت إيران من استجماع قوتها والرد بفاعلية، فما قد يقلق ترامب وقادته العسكريين غياب القدرة على الحسم العسكري وغياب الحل السياسي، واستشعار إيران لتهديد وجودي لا تمكن مواجهته إلا بالمقاومة.

بيئة الصراع الدولية ترجح خيار التمسك بطاولة المفاوضات عند الجانب الأمريكي، غير أن محدودية الرد الإيراني تغري بالمضي قدما نحو إسقاط النظام الإيراني بدحرجة نتنياهو كرة الحرب نحو الإقليم بأكمله لتحقيق طموحاته وكيانه الإسرائيلي، وهي ديناميكية لا زال نتنياهو يتحكم بها بفعل نشوة المباغتة الصاعقة.

ختاما.. خيارات ترامب الإسرائيلية التفاوضية مع إيران لن تقود المنطقة إلى مكان، آمن ما يعني العجز عن الوصول إلى حلول سياسية في الأجل القريب، فهي تدحرج كرة الحرب في الإقليم على نحو جنوني يهدد بمزيد من الفوضى بفعل تنامي شهية الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق المزيد من الإنجازات لتغيير وجه "الشرق الأوسط"، فما بعد إيران ستكون تركيا التي ألمح إليها نتنياهو خلال لقائة الرئيس الأرجنتيني في القدس يوم الثلاثاء بالقول: "لن نسمح بعودة الخلافة العثمانية".. جنون إسرائيلي مطبق يعكس أزمة وجودية ومعادلة صفرية باتت حاضرة على نحو عبثي ومدمر في المنطقة.

x.com/hma36

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تمدد حالة الطوارئ حتى نهاية يونيو
  • مع استمرار الضربات الإيرانية.. إسرائيل تُمدد حالة الطوارئ حتى نهاية الشهر
  • التسرب الإشعاعي.. هل نحن مستعدون؟
  • برلماني: التصعيد الإسرائيلي ضد إيران يجرّ المنطقة إلى الفوضى
  • وزير الخارجية يبحث مع المبعوث الأمريكي إلى سوريا المستجدات الإقليمية وتداعياتها على المنطقة
  • الشوبكي: إغلاق حقل “ليفاثيان” للغاز يستدعي إعلان حالة الطوارئ في قطاع الطاقة
  • عبدالله بن زايد ولافروف يبحثان هاتفياً التطورات الإقليمية وسبل خفض التصعيد
  • عبدالله بن زايد ولافروف يبحثان هاتفيا التطورات الإقليمية
  • خيارات ترامب الإسرائيلية تدحرج كرة الحرب الإقليمية
  • رئاسة إقليم كوردستان تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران: تطور خطير يهدد أمن المنطقة