تشمل مصر| زيارة مرتقبة لوزير خارجية فرنسا للشرق الأوسط غدا.. ماذا يحمل في جعبته؟
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
يقوم وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورني بجولة إلى منطقة الشرق الأوسط فى الفترة من 3 إلى 5 فبراير تشمل مصر والأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان، حسبما أفاد نائب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، اليوم الجمعة.
زيارة مرتقبة للشرق الأوسطوأكد كريستوف لوموان أن جولة سيجورنى تهدف إلى العمل على وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين، وأيضا الحديث عن إعادة فتح أفق سياسي وهى إحدى ركائز مبادرة السلام والأمن للجميع التي قدمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ويبدأ سيجورنى جولته بمصر ثم الأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية ثم إلى لبنان حيث من المقرر أن يلتقى بنظرائه فى المنطقة فى إطار التنسيق الوثيق بين فرنسا وشركائها الإقليميين من أجل تنفيذ مبادرة الرئيس الفرنسي للسلام والأمن للجميع.
وشدد على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية على أساس المبادئ المعروفة وهى حل الدولتين.
وشدد المتحدث باسم الوزارة كريستوف لوموان على "حزم" الموقف الفرنسي بالنسبة إلى "الظروف التي يجب أن تكون سائدة" في مرحلة ما بعد الحرب في غزة.
وقال إن "مستقبل غزة يندرج في إطار دولة فلسطينية موحدة يجب أن تمارس فيها سلطة فلسطينية معاد تنشيطها دورها"، مشدّدا على أن "فرنسا رفضت وترفض على الدوام إقامة مستوطنات في غزة أو النقل القسري للسكان الفلسطينيين".
وتأتي الجولة في خضم مفاوضات مكثّفة تجري بين الأميركيين والمصريين والإسرائيليين والقطريين من أجل التوصل إلى هدنة جديدة، بعدما أتاحت هدنة موقتة تم التوصل إليها في نهاية نوفمبر واستمرت أسبوعا، الإفراج عن رهائن من قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، وهو ما ردت عليه إسرائيل بهجوم متواصل حتى الان تسبب بمقتل أكثر من 27 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
لعودة الهدوء لأوروبافي هذا الصدد قالت الدكتور جيهان جادو عضو مجلس فرساي بفرنسا، إن زيارة وزير خارجية فرنسا لمنطقة الشرق الاوسط تعكس مدى اهمية فرنسا ومتابعتها للأحداث في منطقة الشرق الاوسط ، مشيرة إلى أن فرنسا ليست بعيدة عن الشأن الخارجي او الشأن الدولي، حيث إن الحرب ما بين اسرائيل وفلسطين هزت ارجاء العالم بأكمله ويمكن من اهمها ايضا الداخل الفرنسي الذي يعتبر أن منطقة الشرق الاوسط وبالأخص مصر حلقة هامة لضمان استقرار الامن في تلك المنطقة.
وأضافت خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن الوضع محتدم للغاية لافتة إلى أن وزير خارجية فرنسا جاء في هذا توقيت لوضع بعض الحلول و لا نستبعد ابدا ان يكون هناك مباحثات على مستوى دولي لعودة الامن او الهدوء لمنطقة الشرق الاوسط، مشيرة إلى أن فرنسا تشهد مظاهرات يوماً بعد يوم بسبب ما يحدث في غزة ، فبكل تأكيد استقرار منطقة الشرق الاوسط سوف يعود ايضاً بأهمية على دول اوروبا ومن ضمنها فرنسا.
واستكملت : سيكون هناك بعض المباحثات على المستوى الوزاري للوصول إلى التهدئة ووضع يناسب جميع الاطراف ، ولا نستبعد ان يكون هناك مداخلات ايضا فرنسية ومباحثات ما بين مصر وفرنسا على اعتبار انهما مشتركان في الرؤية ومجريات الامور التي تحدث سواء فيما يخص حرب اسرائيل وفلسطين وايضا لبنان .
وتابعت : مصر هي رمانة الميزان ، وبالتالي وزير الخارجية سوف يستهل زيارته الى مصر مشيرة إلى أن مصر هي المحور الامني الهام والعالم بأكمله يعلم الدور التي تقوم به مصر من أجل عودة استقرار الامن في منطقة الشرق الاوسط .
وبدوره قال الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية، إن الزيارة محاولة من فرنسا لكي تثبت وجودها وأن لها دور وأنها ما زالت قوة من القوى العظمى الفاعلة والتي تتمتع بحق الفيتو في مجلس الامن، وتحاول ان تكون لها سياسة تحمل درجة من الاستقلالية عن الولايات المتحدة الامريكية، وانها لم تعد تابعة كالمملكة المتحدة وانها مختلفة في سياساتها الخارجية .
وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" الزيارة تأتي كمحاولة لوضع حلول ولاثبات التواجد والحضور، ولكن الزيارة لن تختلف كثير عن زيارة انتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة ، وبالتالي وزير خارجية فرنسا سيزور القاهرة وعمان وتل ابيب ورام الله ، وسيكون هناك زيارة هذه المرة إلى لبنان نظراً للعلاقات الوثيقة التي تربط بين لبنان و فرنسا.
تصب في خدمة القضية الفلسطينيةومن جانبه قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ، إن السياسة الخارجية الفرنسية شهدت منذ عدوان إسرائيل الغاشم وحربها على غزة عدة تحولات بدأت بدعم كامل لإسرائيل ثم تغير بعض الشئ في الخطاب الإعلامي والرئاسي بعد تظاهرات عدة فى فرنسا تضامنا مع فلسطين وزيادة الضغوط العربية وظهور موقف إسرائيل المضلل بارتكاب جرائم حرب مكتملة الأركان في حق الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين.
وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أنه فى كل الأحوال أرى أن هناك ارتباكا وترددا في مقاربتها مع الأزمة، خاصة أن فرنسا كان تحظى بتميز في التعامل مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ما يعنى أن فرنسا فى ظل الأزمة الراهنة خسرت هذا التميّز.
واستكمل : هناك أسباب كثيرة لخسارة هذا التميز، أولها - فى وجهة نظرى - أن فرنسا تحرص على الالتحاق بالموقف الأمريكي فقط، بالإضافة إلى تراجع دورها ومكانتها بعض الشئ داخل الاتحاد الأوروبي ما أثر على تواجدها فى المشهد الدولي حتى في الأماكن التى كانت تبسط نفوذها خاصة في أفريقيا.
وأكد : استثمار زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية يصب فى خدمة القضية الفلسطينية، خاصة أن فرنسا فى النهاية من أعضاء الدائمين فى مجلس الأمن وموقفها مهم فى إطار الضغط لوقف إطلاق النار حتى ولو خفت اطلالتها فى الشرق الأوسط، وبعيدا عن أهمية الزيارة ونتائجها فاعتقادي أن الحل لا يأتي إلا من خلال إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وصمود الفلسطينيين فى التمسك بارضهم واتحاد وتكامل الموقف العربي موظفا كافة أوراقها وثقله السياسي والاستراتيجي والاقتصادي لاجبار المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة بالقيام بمسؤولياتها تجاه إنهاء الحرب والتوقف عن دعم إسرائيل اللامحدود .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فرنسا وزير خارجية فرنسا الشرق الاوسط مصر قطاع غزة وقف إطلاق النار منطقة الشرق الاوسط وزیر خارجیة فرنسا أن فرنسا إلى أن
إقرأ أيضاً:
ساعات حرجة قبل العاصفة.. كيف تدفع إسرائيل نحو حرب شاملة مع إيران؟
اتفق خبراء ومحللون سياسيون على أن منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة أمنية حساسة، حيث تتصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران في ظل تعثر المفاوضات النووية وإجراءات الإخلاء الأميركية الاحترازية في المنطقة.
وكانت وكالة أسوشيتد برس قد نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن وزارة الخارجية الأميركية تستعد لإصدار أمر بمغادرة جميع العاملين غير الأساسيين من السفارة الأميركية وأفراد عائلاتهم في بغداد والبحرين والكويت.
ووفقا للخبير بالشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، فإن هناك ترقبا إسرائيليا واستعدادا لتوجيه ضربة عسكرية على إيران في حالة فشل المباحثات النووية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، حيث تنتظر إسرائيل هذه اللحظة وتستعد لها، وترى أنها اللحظة المواتية التي يصعب تكرارها، وأنه يتعين عليها عدم تفويتها.
وأوضح أن ما يميز هذه التحضيرات أن هناك توافقا واتفاقا بين المؤسسة السياسية الإسرائيلية وبين المؤسسة العسكرية حول توجيه هذه الضربة.
وأكد مصطفى أن إسرائيل تنتظر هذه الفرصة منذ عام 2009، والآن الوضع مختلف تماما، فإسرائيل لديها ثقة أنها قادرة على ضرب المشروع النووي الإيراني وإلحاق الضرر به، خاصة بعد توجيه ضربات لإيران، وإضعاف أو تحييد ما تسميه إسرائيل أذرع إيران في المنطقة، لا سيما حزب الله.
إعلانوأكد أن مسألة ضرب إيران هو أمر إستراتيجي انتظرته إسرائيل بفارغ الصبر، وأنها ترى أن الوقت الراهن هو اللحظة التاريخية المواتية لها.
المؤشرات الأميركية
وفي السياق ذاته، يؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي فايز الدويري أن الإجراءات الأميركية تشير إلى وجود معلومات لدى الجانب الأميركي بأن هناك احتمالية عالية جدا لتوجيه ضربة.
وبحسب الدويري فإنه لا يمكن أن تصدر الإدارة الأميركية أمرا للموظفين غير الأساسيين وعائلاتهم للخروج من أماكن عملهم إلا إذا كانت هناك معلومات شبه مؤكدة بشأن فرص حدوث الضربة العسكرية.
ومن جانبه أشار مراسل الجزيرة في واشنطن فادي منصور إلى أن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، وفي ضوء تقييم القيادة الوسطى للتطورات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، أعلن عن مغادرة أسر الجنود الأميركيين في أكثر من مكان في منطقة عمل القيادة الوسطى.
وقال مسؤول دفاعي أميركي للجزيرة إن القيادة الوسطى تتابع التوتر في الشرق الأوسط، مع التأكيد أن التهديد لا يتعلق بتهديد مباشر إيراني للولايات المتحدة، ولكن قد يتعلق بإمكانية تطور الموقف بين إسرائيل وإيران.
وعلى الجانب الآخر، أوضح مراسل الجزيرة نور الدين الدغير من طهران أن الإيرانيين يرون أن البرنامج النووي له حل سياسي يمكن التوصل إليه، وأن طهران مستعدة لتقديم الكثير من المعطيات لبناء عامل الثقة مع واشنطن والغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال رفع مستوى التفتيش.
ويضيف الدغير أن هناك مسارين متوازيين لدى طهران: المسار الدبلوماسي الذي تأمل فيه بالوصول إلى اتفاقية مع الولايات المتحدة، والمسار الثاني هو الاستعداد للرد إذا فشلت هذه المحاولات وحدث عمل عسكري ضد المواقع النووية الإيرانية.
التحليل السياسي
وفي السياق السياسي، يرى المحلل السياسي والباحث بمعهد الشرق الأوسط، الدكتور حسن منيمنة، أن الإدارة الأميركية لا ترغب في خوض حرب جديدة تؤدي إلى انهيار الاستقرار في المنطقة.
إعلانولكنها بالمقابل ترفض أن تمتلك إيران السلاح النووي، مشيرا إلى أن واشنطن راضية عن الموقف الإسرائيلي باعتبار أنه يُشكل عامل ضغط على الجانب الإيراني.
وحذر منيمنة من أن المواقف الأخيرة للرئيس دونالد ترامب، ولا سيما بعد المكالمة الهاتفية التي لم يُعط فيها الضوء الأخضر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية– تجعل من هذه الضربة في حال حدوثها مُحرجة للرئيس الأميركي.
ويتفق معه الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، مؤكدا أن السياق والتهديدات المتبادلة توحي بأن هناك احتمالية حقيقية للمواجهة، خاصة أن هذه التطورات تأتي قبل يومين أو 3 من الموعد المحتمل لعقد الجولة الجديدة من المفاوضات الإيرانية الأميركية.
ولفت إلى أن ذلك يعني أن أميركا تريد أن تقول لإيران إنها يمكن أن تطلق يد إسرائيل، كأداة ضغط للقبول بالعرض الأميركي المقدم على طاولة المفاوضات.
التداعيات المحتملة
وحول التداعيات المحتملة، يُجمع الخبراء على أن الضربة المحتملة لن تكون منفردة بل حملة هجوم لمدة أسبوع على الأقل، تشمل ليس فقط المواقع النووية بل مواقع عسكرية واقتصادية إستراتيجية لتدمير قدرة إيران على تمويل المشروع النووي مستقبلا، كما يؤكد مكي.
وفي هذا الإطار، أوضح مراسل الجزيرة سامي الكبيسي من بغداد أن مصادر عراقية تؤكد أن خطوات الإخلاء في السفارة الأميركية تتعلق بإجراءات تخص الوجود الدبلوماسي الأميركي في عدد من بلدان الشرق الأوسط وليس العراق فقط، مما يشير إلى شمولية التحضيرات الأميركية للمواجهة المحتملة.
وحذر مكي من أن الإقليم كله سيدخل في سياق الحرب، وستتدحرج الأحداث خلال ساعات وليس أيام، وإذا لم يحصل اتفاق خلال الجلسة المقبلة من المفاوضات، فستحصل الضربة ربما خلال الأسبوع المقبل، مما يضع المنطقة أمام منعطف خطير قد يُعيد تشكيل خريطة التوازنات الإقليمية.
إعلان