طالبت النائبة الوفدية  أسماء الجمال عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، جميع الجهات الحكومية تشديد الرقابة على الأسواق والتعامل بحسم شديد مع جشع التجار الذين يحالون استغلال الأزمة الراهنة لتحقيق مكاسب على حساب الوطن والمواطن.

وأشارت الجمال، إلي أن هناك زيادات في أسعار السلع والأساسية بنسب مبالغ فيها، وهو الأمر الذي يتطلب الضرب بيد من حديد علي كل من يحاول العبث بأمن واستقرار مصر من خلال ممارسات احتكارية تتسب في زيادة السلع والمواد الغذائية الأساسية.

وناشدت النائبة أسماء الجمال، جموع المستثمرين والتجار تقليل نسبة أرباحهم خلال الفترة الراهنة، كما دعت تكاتف جميع القوى السياسية خلف القيادة السياسية من أجل مرور مصر الأزمة والوصول إلي بر الأمان".

وأوضحت النائبة أسماء الجمال، أن الأزمة الراهنة بشأن الملف الاقتصادي تتطلب إجراءات استثنائية، داعية الحكومة اتخاذ بعض التدابير وإجراءات  يمكن تنفيذها تخفف من حدة الأزمة ويأتي على رأس هذه الإجراءات تخفيف الرسوم الجمركية والضريبية على مستلزمات الانتاج الضرورية والأساسية التى تشهد ارتفاعا فى الأسعار بسبب ارتقاع تكاليف الإنتاج والتى يمكن اختيار تلك السلع وفقا لحجم الواردات منها وعدد الصناعات التي تدخل بها وبالتالي المساهمة فى تخفيف الضغوط التضخمية فى الوقت الحالي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النائبة أسماء الجمال جشع التجار مجلس النواب أسعار السلع أسماء الجمال

إقرأ أيضاً:

كن جميلاً ترى الوجود جميلاً

د. إبراهيم بن سالم السيابي

 

قال الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي ذات يوم: "كن جميلًا ترَى الوجودَ جميلًا"، وكأنه بهذه العبارة قد لخَّص فلسفة حياة كاملة في بيت من الشعر. دعوة بسيطة في ظاهرها، لكنها عميقة في دلالتها، فهي لا تطلب منك أن تُزيِّن العالم، بل أن تبدأ بتزيين قلبك، وتجميل نظرتك، وإحسان تعاملك، فالجمال الحقيقي ليس لون العين، ولا تناسق الملامح، بل هو ذاك النور الذي يسكن الروح، ويهذب السلوك، ويلطف الكلمات، ويمنح من حولك شعورًا بالسكينة.

فما أجمل أن يكون الإنسان جميلًا في داخله، نقيًا في نيّته، صادقًا في تعامله. حينها، يصبح كل شيء حوله جميلًا: الناس، الأيام، حتى الصعاب. لأن الجمال الذي في القلب يفيض على العين، ويُحوّل النظرة العابرة إلى تأملٍ ممتن، والكلمة المعتادة إلى همسة حب، والموقف البسيط إلى قصة طيبة. ومن كان جميلًا في نفسه، أصبح جاذبًا للقلوب دون أن يتكلف، محبوبًا دون أن يسعى، لأن الطيبة تشبه الضوء، لا يحتاج إلى من يدلّ عليه، فهو يُرى ويُحسّ.

أن تكون جميلًا، يعني أن تبدأ بمن هم حولك، وفي مقدمتهم أهل بيتك وأسرتك، أولئك الذين يشاركونك أنفاس الحياة، فكن جميلًا في بيتك، لا ترفع صوتك إلا في الضحك، ولا يدك إلا في العطاء، ولا وجهك إلا في البشر. كن جميلًا في حديثك مع والديك، في حنانك على إخوتك، في احتوائك لأبنائك، في دعمك لزوجتك أو زوجك. فالجمال في البيت لا تصنعه الأرائك اللامعة، بل تصنعه المودة، والتغاضي، وكرم الروح، فحين يكون البيت واحة دفء وراحة، تنشأ أجيال أقوى، وأرواح أكثر اتزانًا وسكينة.

ثم كن جميلًا مع أصدقائك، الذين يرافقونك في دروب الحياة، وتأنس بهم النفس، ولا تبخل عليهم بكلمة طيبة، ولا تبنِ جسور العلاقة على المصلحة، بل على الصدق والوفاء. فكن ذاك الصديق الذي يُؤنس ولا يُثقل، يُنصت ولا يُقاطع، يُحب ولا يُحاسب على الهفوات، فالصداقة الجميلة هي التي تعبر الزمن، وتظل رغم المسافات، لأنها بُنيت على خلقٍ لا يتغير. وفي زمنٍ طغت فيه العلاقات السريعة والهشة القائمة على المصالح، تصبح الصداقة الحقيقية كنزًا ثمينًا لا يُقدّر بثمن.

وإذا ما ذهبت إلى عملك، فخذ معك شيئًا من هذا الجمال، واجعل منه سلوكًا يوميًا. كن جميلًا في تعاملك مع الزملاء، في احترامك للجميع، في تقديرك لجهود من حولك. واجعل من عملك رسالة، لا عبئًا. ولا تنتظر الشكر لتكون مخلصًا، ولا الترقية لتكون منصفًا. فالجمال في بيئة العمل يخلق جوًا من الألفة، ويُضاعف من قيمة الإنجاز، ويجعل اليوم المهني تجربة إنسانية، لا مجرد ساعات تمضي. وما أجمل أن تكون سببًا في راحة زميل، أو دفعة أمل في يوم أحدهم، دون أن تنتظر المقابل.

كن جميلًا أيضًا في مجتمعك، في الشارع الذي تمشي فيه، في الجار الذي تقابله، مع الناس الذي يقدمون لك خدمة. فالمجتمع ليس كيانًا غريبًا، بل هو نحن، أفرادًا وأرواحًا متجاورة. إذا ألقيت التحية، فابتسم. وإذا رأيت محتاجًا، فأعن. وإذا وقعت عيناك على خطأ، فاصلح بلطف. فالجمال في المجتمع يبدأ من مبادرات صغيرة، لكنه يصنع فرقًا كبيرًا. وإنّ من أعظم مظاهر الجمال الاجتماعي أن نُشعر الآخر بأنه محترم، مقدّر، حتى وإن لم نكن نعرفه.

كن جميلًا في دينك، فإن الدين ليس طقوسًا جامدة، بل هو روح تفيض رحمةً ورفقًا وجمالًا. كن جميلًا في صلاتك، فلا تؤدِّها على عجل، بل اجعلها لحظة صفاء بينك وبين خالقك. كن جميلًا في ألفاظك حين تختلف، وفي خُلقك حين تُخاصم، وفي عفوك حين تُؤذى. الدين الجميل هو الذي ينعكس على الخُلق، ويجعل من الإنسان مرآة للرحمة، لا سوطًا للتوبيخ. وما أجمل أن نكون دعاة للخير بأفعالنا قبل أقوالنا.

ثم كن جميلًا في وطنك. أحبب ترابه، واحفظ نظامه، واصنع فيه أثرًا طيبًا. لا يكن حبك لوطنك مجرد شعار، بل سلوكًا يظهر في التزامك، في إخلاصك، في مساهمتك في بنائه. فإذا رأيت خللًا، فكن أنت اليد التي تصلح، لا التي تُشير فقط. وإذا رأيت فرصة لتحسين شيء، فبادر. الجمال في الوطن أن نكون مصلحين بخلقنا، مخلصين في أدائنا، محبين لكل ذرة من ترابه. فالوطن لا يقوم بالهتاف، بل بالعمل، ولا يرتقي بالنقد وحده، بل بالإصلاح الصادق.

في نهاية المطاف، الجمال ليس شيئًا عابرًا، بل قرارٌ داخلي أن تكون رحيمًا، متسامحًا، لطيفًا، حريصًا على أن تترك أثرًا طيبًا في نفوس من حولك. الجمال الحقيقي لا يُقاس بالمظاهر، بل بما تتركه في القلوب من راحة، وفي الأرواح من نور. وإذا أضاء كلّ منا شمعة صغيرة من الجمال في محيطه، أشرق الوجود كله بنورها. فاختر أن تكون جميلًا في نيتك، في كلمتك، في فعلك، وسينعكس هذا الجمال على كل من تراه، بل وحتى على من لا تراه.

فكن جميلًا... ترَى الوجود كله جميلًا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أسواق الأنتيكات في ألمانيا متاحف مفتوحة تنشط صيفا
  • تجار يشيدون بجاهزية مركز دمت الجمركي
  • الأهلي يقطع الطريق على الزمالك بحسم مصير أحمد عبد القادر
  • جهود رقابية لمتابعة الأسواق والمحال التجارية بدمياط
  • كن جميلاً ترى الوجود جميلاً
  • وقفة احتجاجية بتعز تطالب بحلول جذرية لأزمة المياه وتحرير المحافظة
  • بعلامات تجارية مقلدة.. ضبط 11 ألفًا و520 عبوة بسكويت مغشوشة بكفرالدوار
  • عدن.. وفرة في الأسواق وأزمة في القدرة الشرائية
  • “الرقابة على الأغذية”: “الدلاع” خالٍ من أي مواد مسرطنة
  • رئيس الوزراء يستعرض جهود جهاز حماية المستهلك خلال شهر يونيو الماضي