بوابة الوفد:
2025-05-16@17:57:54 GMT

نار الأسعار أذابت برودة «طوبة»

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

موجة الغلاء التى تشهدها البلاد والتى تعد الأكبر فى العصر الحديث، أصابت المصريين بحالة من الغليان والترقب نظرًا لقفزاتها المتوالية التى فاقت مقدرة الجيوب الفارغة والبطون الخاوية لغالبية الشعب.
وبات الغلاء القاسم المشترك فى الحديث بين جميع الطبقات، بل بين أفراد الأسرة الواحدة، خصوصًا بعدما طالت الزيادة المبالغ فيها وغير المبررة السلع الإستراتيجية والأساسية التى لا غنى عنها.


وأصبح مجرد التفكير فى بعض السلع بمثابة جريمة إنسانية يعاقب بها المواطن نفسه وأهله، وخاصة اللحوم والأسماك والدجاج وحتى غالبية الخضراوات والبقوليات، وغيرها.
الحكاية أصبحت أكبر من الاستغناء لمواجهة الغلاء، فالموجة السعرية المرتفعة لم تترك شيئًا إلا وطالته، وضاعفت ثمنه أكثر من مرة فى أوقات قصيرة متلاحقة، بل إن بعض السلع يزيد ثمنها فى اليوم الواحد بصورة متكررة ومتلاحقة.
من هنا لم تعد فكرة الاستغناء مجدية، والسبب ببساطة أن الأمر فى هذه الحالة سوف يعنى الصوم عن الطعام حتى الموت، فكل السلع باتت فوق مقدرة المواطن.
ميزانية الأسرة المصرية أصبحت معقدة جدًا بين الرواتب والدخل والمصروفات اليومية المتعلقة بالاحتياجات الأساسية والضرورية والتى لا غنى عنها، ولم تعد أكثر السيدات تدبيرًا قادرة على إدارة شئون المنزل لأيام تعد على أصابع اليد، وعجز جهابذة الاقتصاد عن وضع حلول عاجلة تنقذ الأسر المصرية.
اختفاء التسعيرة الجبرية والرقابة على الأسواق دفع التجار إلى تولى زمام الأمور بما يخدم مصالحهم فقط وفقًا لنظرية العرض والطلب، بل ووضع بورصة أسعار لكل سلعة من قبل تجار الجملة، أما أصحاب المحالّ فلكل منهم بورصته الخاصة يتحكم فيها كيفما شاء وبالطريقة التى تزيد أمواله تكدسًا.
خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضى انتشر فى مصر نموذج التسعيرة الجبرية، حيث كانت الدولة ملزمة بتقدير قيمة البضائع فى الأسواق والتى تعد إحدى آليات الرقابة على الأسواق المرتبطة بالأنظمة الاشتراكية عبر وضع تسعير جبرى لكل سلعة، ويجرم كل من يبيع بغيرها، وفى نهاية الثمانينيات تحولت مصر تدريجيًا نحو السوق الحرة معتمدة على نظرية العرض والطلب.
واستغل السماسرة نظرية العرض والطلب فى خلق سوق سوداء تعتمد على احتكار السلع وإخفائها وتعطيش الأسواق، ومن ثم عرضها بأضعاف ثمنها، وعندما تدخلت الدولة وفرضت التسعيرة على 7 سلع استراتيجية انضبط السوق قليلًا ثم اختفت السلع من الأسواق لتعود بأسعار جديدة.
باختصار.. الاقتصاد الرأسمالى قائم على فكرة المنافسة بين التجار على السلع من حيث السعر والجودة والمستهلك صاحب القرار فى عملية الشراء وفقًا لإمكانياته، ولأن التجار فى غياب الأجهزة القادرة على ردع الاحتكار وإخفاء السلع وتعطيش السوق وإشعال السوق السوداء وفرض الأسعار المغالى فيها فإن مواجهتهم باتت أكثر صعوبة، بل إنهم يفرضون إرادتهم على الحكومة.
من هنا نرى أن الدولة مطالبة بأن تستورد بنفسها السلع الإستراتيجية التى يحتاجها المواطنون وأن تقوم ببيعها فى منافذها الخاصة بهامش ربح قليل، وهذا الأمر سيكون له فائدتان أولهما هى التخفيف عن كاهل المواطن وإشعاره أن الدولة تسانده وتقف بجانبه، وثانيهما أن هذا الأمر الذى تقدم عليه العديد من الدول فى مثل هذه الأحوال سوف يدفع التجار إلى خفض أسعارهم خاصة وأن أغلبهم يحقق هامش أرباح تفوق أضعاف الأرباح المستحقة مما يسهم بشكل كبير فى عودة الاستقرار إلى الأسواق خاصة إذا لم يكن هناك ما يدعو لهذه الزيادات غير المبررة.
تبقى كلمة.. لا يجب أن تتخلى الحكومة عن دورها لصالح التجار وأصحاب المصالح، فمسئوليتها فى المقام الأول هى حماية المجتمع وتوفير حياة كريمة لأفراده، وبالتالى يجب أن يكون توفير السلع الأساسية والضرورية للمواطنين بأسعار تتناسب مع إمكانياتهم على رأس أولويات الحكومة.
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار

إقرأ أيضاً:

رئيس مياه المنوفية يتفقد بعض محطات الشرب بمركز السادات

تفقد المهندس رشدى السيد عمر رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنوفية ديوان عام فرع الشركة بمركز السادات وعدد من محطات مياه الشرب بالفرع .

واستهل زيارته بتفقد محطة الطرانة النقالى أعقبها زيارة لمحطة الأخماس الإرتوازى ومحطة الخطاطبة النقالى بمركز السادات ، وذلك لمتابعة سير الاعمال بالمحطات  لضمان استمرارية تقديم الخدمات المقدمة فى قطاع مياه الشرب للمواطنين.

ضبط 20 طن زيت طعام غير مطابق للمواصفات ودقيق فاخر مجهول المصدر بالمنوفيةالمتحف القومي للحضارة المصرية يحتفي بتراث المنوفية .. صورمحافظ المنوفية يفاجئ عيادة الشهداء الشاملة للتأمين الصحي لمتابعة انتظام العملمحافظ المنوفية يتابع نسب التنفيذ بكورنيش شبين الكوم والممشى الجديد لافتتاحه

من جانبه قال ، أن هناك عدة مشروعات تنموية تشهدها المحافظة في قطاعات مياه الشرب والصرف الصحى، لحل جميع المشكلات الملحة التي تؤرق المواطنين، مشيراً إلى أن الدولة تقوم بتنفيذ العديد من المشروعات القومية لخدمة المواطنين وخاصة في المناطق الجديدة، بجانب القطاعات الريفية التى توليها الدولة اهتماماً خاصاً لا سيما في إطار التكليفات الرئاسية بتطوير عدد كبير من القرى ضمن مبادرة “حياة كريمة”، التي أطلقها السيد رئيس الجمهورية. 

 وأكد، حرصه على المتابعة المستمرة لمشروعات البنية التحتية والتي تعد من أهم الخدمات التى تحرص الدولة على توصيلها من أجل الإرتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

طباعة شارك محافظة المنوفية المنوفية شركة مياه الشرب والصرف الصحى السادات جولة تفقدية

مقالات مشابهة

  • مفاجأة في سوق الأضاحي: "الطليان الحريات" بأسعار غير مسبوقة بعد قرار حكومي مفاجئ
  • وزير التموين ومحافظ القاهرة يفتتحان سوق اليوم الواحد بمدينة نصر
  • انطلاق المرحلة الثانية من مبادرة سوق اليوم الواحد لتوفير السلع بأسعار مخفضة
  • سوق طلخا الجديد.. محافظ الدقهلية يوجه بسرعة إنهاء الإنشاءات تمهيدًا لتسكين الباعة الجائلين وضبط الأسعار
  • محافظ الدقهلية يكلف لجنة بالمرور على سوق مدينة طلخا الحضاري والتأكيد على سرعة الانتهاء
  • عنوان بديل: انخفاض ملحوظ بأسعار الليمون في الأردن بعد موجة غلاء
  • أسعار الدواجن والبيض بأسواق الوادي الجديد اليوم الأربعاء
  • بميزات الذكاء الأصطناعي.. ميتا تغزو الأسواق بنظاره ذكية بإمكانيات غير مسبوقة
  • رئيس مياه المنوفية يتفقد بعض محطات الشرب بمركز السادات
  • توقعات بانخفاض أسعار السلع الأولية العالمية إلى أدنى مستوى لها بحلول عام 2026