انطلاق ملتقى أعضاء التدريس بالجامعة المصرية للتعلم الإلكتروني الأهلية
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
انطلق اليوم الملتقى الأول لأعضاء التدريس بالجامعة المصرية للتعلم الإلكتروني، تحت رعاية الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال التعليم الإلكتروني.
يهدف الملتقى إلى تبادل الخبرات والأفكار حول أفضل الممارسات في مجال التعليم الإلكتروني، ونشر ثقافة التعلم الإلكتروني بين أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية، وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية.
يناقش الملتقى على مدار يومين العديد من المحاور الهامة، من أهمها: استراتيجيات التعلم الإلكتروني: عرض أفضل الممارسات العالمية في مجال التعليم الإلكتروني، وتقديم نماذج ناجحة لتطبيقه في الجامعات المصرية، والتقنيات الحديثة في التعليم الإلكتروني: التعرف على أحدث التقنيات المستخدمة في التعليم الإلكتروني، وكيفية استخدامها لتعزيز التفاعل والمشاركة بين الطلاب، وتطوير المحتوى التعليمي الإلكتروني: كيفية تصميم وتطوير محتوى تعليمي إلكتروني فعال يجذب الطلاب ويحقق أهداف التعلم، وتقييم التعلم الإلكتروني: مناقشة أدوات وطرق تقييم التعلم الإلكتروني، وكيفية قياس مدى فاعلية العملية التعليمية، والجامعة المصرية للتعلم الإلكتروني.
تعد الجامعة المصرية للتعلم الإلكتروني من أهم المؤسسات التعليمية في مصر التي تُعنى بتطوير التعليم الإلكتروني ونشره في الجامعات المصرية. وتقدم الجامعة العديد من البرامج والدورات التدريبية لأعضاء هيئة التدريس في مجال التعليم الإلكتروني، كما تُنظم العديد من الفعاليات والمؤتمرات العلمية في هذا المجال.
ويُعد الملتقى الأول لأعضاء التدريس بالجامعة المصرية للتعلم الإلكتروني حدثًا هامًا يساهم في تعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، ونشر ثقافة التعلم الإلكتروني بين أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التعلم الالكتروني قادة المستقبل التعليم العالي وزارة التعليم العالي المصریة للتعلم الإلکترونی التعلم الإلکترونی
إقرأ أيضاً:
طريق النهضة: التعليم والثقافة كمشروع عملي
منذ ما يزيد على قرن من الزمان والعالم العربي مشغول بسؤال النهضة، وراح المفكرون من رواد ما يُسمى بالحركات الإصلاحية حينًا وبحركات التنوير حينًا آخر يدلون بدلوهم في مسألة النهضة. ساهم في مشروعات النهضة والإصلاح مفكرون ورواد كبار من أمثال الأفغاني والإمام محمد عبده ورشيد رضا وغيرهم كثير من المجايلين والمعاصرين، بل إن بعض صغار المفكرين من المعاصرين قد ركبوا هذه الموجة وراح كل منهم يدعي أنه صاحب مشروع نهضوي أو تنويري.
ولقد رأى بعض الرواد أن النهضة تبدأ من تأسيس الوعي أو الإصلاح الديني، ورأى البعض الآخر أن النهضة تبدأ من العلمانية أو من تحرر شؤون العالم من سلطة الدين مثلما حدث في النهضة الأوروبية، ورأى آخرون أن النهضة تتأسس باستعارة نموذج الحداثة الغربية في أُطرها السياسية والاجتماعية مع الحفاظ على التراث، ومن هنا نشأت قضية «التراث والتحديث» التي أصبحت عنوانًا مألوفًا لكثير من الكتب والدراسات، إلخ.
ومع أن كل مشروع من هذه المشروعات النهضوية يتناول جانبًا مهمًا ما، فإنني أرى أن غالبية هذه المشروعات كانت غافلة عن الوقوف عند جذور المسألة أو المشكلة، وهي جذور تكمن في التعليم والثقافة؛ ولهذا فإن هذه المشروعات قد عكفت على الخوض في تفاصيل ومجادلات نظرية من دون الوقوف على لب المسألة، ومن ثم لم تشكل خارطة عمل يمكن أن يترتب عليها تغيير عملي حقيقي في دنيا الواقع.
التعليم والثقافة هما عندي الخارطة التي تهدي عمليًّا إلى طريق النهضة؛ ومن ثم فإن أي فكر نهضوي ينبغي أن يُعنى بالخطوط العريضة التي تحدد لنا معالم هذا الطريق الذي ينبغي أن ننشغل به جميعًا. وربما يثير قولي هذا اعتراضات عديدة: فربما يُقَال إن ما يصنع نهضة الدول هو العلم والتكنولوجيا، أو يُقال إن معيار تقدم الدول هو تقدمها اقتصاديًّا، أي حينما يصبح اقتصادها قويًّا. ولكن هذا القول غافل عن أن أصول أو جذور المسألة تكمن في التعليم ذاته: فالتعليم الجيد هو الذي يؤدي إلى ظهور باحثين وعلماء قادرين على تقدم العلم والإبداع فيه (سواء في العلوم الطبيعية والرياضية أو في العلوم الإنسانية).
وينبغي أن نلاحظ هنا أن التقدم في مجال التكنولوجيا مرهون بالتقدم في علوم المنطق الرياضي والرياضيات والفيزياء، وبوجه خاص الفيزياء الرياضية. وبوسعنا القول- بالإضافة إلى ذلك- إن التعليم المتطور هو الذي يجعل الدولة قادرة في النهاية على التصنيع المتطور من خلال التكنولوجيا، وإنتاج الاحتياجات الأساسية لمواطنيها، بل إنتاج سلاحها.
وإذا اتفقنا على ذلك، فربما يُثَار هنا تساؤل آخر: إذا كان التعليم والثقافة هما طريق النهضة، فأي منهما تكون له الأولوية على الآخر؟ هذا سؤال عقيم؛ لأنه غافل عما هنالك من روابط وثيقة بين التعليم والثقافة. وبطبيعة الحال، فإن مجال الثقافة أوسع من مجال التعليم؛ وبالتالي أوسع من مجال العلم: فالثقافة تشمل الآداب والفنون، والتراث المادي وغير المادي، وكل ما يمكن أن يشكل وعي شعب ما؛ ومن هنا تكمن أهمية الثقافة، ليس فحسب لأنها تشكل هوية شعب ما؛ وإنما لأن تطور هذا الوعي الذي تصنعه الثقافة هو ما يؤدي إلى تطور واقع أو عالم الناس. ومن المؤكد أن أجهزة الإعلام على اختلاف صنوفها تسهم في تشكيل الثقافة في مجتمع ما، ولكن لا مراء في أن التعليم هو الرافد الأساسي المؤسس للثقافة: فالتعليم الجيد لا يؤسس فحسب لتطور وإبداع في مجال العلوم، بل أيضًا في مجال الفنون والآداب وما يتعلق بهما. وأظن أن هذه مسائل واضحة بذاتها حتى إنها لا تحتاج إلى المزيد من الإيضاح.
السؤال الآن: بأي معنى يمكن أن يكون التعليم والثقافة طريقًا عمليًّا للنهضة؟ ما الإجراءات العملية التي يمكن اتخاذها في كل منهما؟ بطبيعة الحال لا يمكن أن يكون هدفنا هنا هو العكوف على هذه الإجراءات أو التفاصيل التي يمكن الإفاضة فيها عبر مقالات ودراسات عديدة: ذلك أن هدفنا ببساطة هو الوقوف على الخطوط العريضة التي يمكن أن توجهنا بطريقة عملية نحو اتخاذ إجراءات ما. وهذا ما سوف ننشغل به في مقالين تاليين.
ولكننا قبل أن ننتقل إلى ذلك، لا بد من التأكيد في النهاية على أن خارطة الطريق هذه لا تكفي وحدها لتحقيق أية نهضة، أعني أن عكوف بعض الأساتذة أمثالي على صياغة خارطة للطريق تنطوي على رسم أهداف استراتيجية تلزم عنها أساليب إجرائية تقود إلى هذه الأهداف- هو أمر لا قيمة له ولا جدوى منه، ما لم تكن هناك إرادة سياسية تدفع إلى ذلك، وتكفل الدعم المالي واللوجستي له، وتتابع تنفيذه عمليًّا؛ وهذا يعني ببساطة أن نهضة التعليم والثقافة ينبغي أن تصبح مشروعًا قوميًّا في أية دولة تسعى إلى تحقيق نهضة حقيقية على الأصعدة كافةً، بحيث يصبح لها مكانًا بين الدول المتقدمة. وفي المقالين التاليين سوف أتناول شيئًا من الخطوط العريضة لخارطة الطريق في كل من التعليم والثقافة.